الأربعاء، 18 أبريل 2012

اللأجتثاث- شعر شعبي- أسد علي وفي الحرب نعامة- وأشياء أخرى



الاجتثاث
أدخلت التجربة العراقية الى معجمنا السياسي مصطلح الاجتثاث وهي اقسى مفردة للتعبير عن قطع الدابر والخلع من الجذور ، وقد لا يكون عراق ما بعد الاحتلال سباقا الى هذا ، ففي أمكنة اخرى من العالم حدثت ردود افعال بالغة القوة والعنف ، ضد فترات من الحكم ، نذكر مثلا ان الروس طالبوا بخلع السكك الحديدية لأنها انشئت في عهد ستالين ، وهناك من همسوا باذن عبدالناصر غداة ثورة يوليو طالبين منه منع أم كلثوم من الغناء ، لأنها غنت للملك فاروق ما قبل الثورة ، وكان الرجل حصيفا وواسع الافق عندما أجابهم لنخلع الاهرام اذن لأنها شيدت قبل ثورة يوليو، 
 شعر شعبي
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروهثم قالو لحفاة يوم ريح اجمعوه

صعب الأمر عليهم ثم قالو اتركوهان من اشقاه ربي كيف انتم تسعدوه

أسد علي وفي الحروب نعامة…… ربداء تجفل من صفير الصافر,
  هلا برزت إلى غزالة في الوغى….. بل كان قلبك في جناحي طائر
 والربداء هي الناقة الجالسة على الأرض .

هذه العبارة صدر بيت شعري يرددها كثير من الناس دون معرفه عجز البيت أو مناسبة هذا البيت,
  قيل هذا البيت في وصف الحجاج بن يوسف الثقفي والي الأمويين على العراق والذي عمل على إرساء حكم الأمويين فيها .
 وقد أرسله عبد الملك بن مروان إلى العراق بعد أن عظمت شوكه الخوارج في بعض نواحيها وازداد عدد المدعين لحب آل البيت
  مما أدى إلى عدم استقرار خلافه الأمويين فيها , ويذكر التاريخ الكثير من صولات وجولات الحجاج الثقفي في العراق وهو صاحب مقوله : إني أرى رؤوسا قد أينعت….. ,
  ويقال انه قتل الكثير من الخوارج ومدعي حب آل البيت إلى أن خرجت عليه امرأة اسمها غزاله على رأس مجموعه من الخوارج ويقال أنها قاتلته شهرا كاملا ,
  ويقال أن الحجاج فر من وجهها عندما دخل
عجائب الشعر العربيهذا الشعر الغريــب فيـــــــه..أنــك تستطيـــع قراءته أفقيــا ورأسيـــاألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال

صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال

وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال

ويقول الامام علي عليه السلام 

مودته تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدومإقرأ البيت بالمقلوب حرفا حرفا واكتشف الإبداع ...حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين 


حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ

سلـموا فـلا زلّت لهم قدمُ **** رشـدوا فــلا ضـلّت لهم سـننُ

وهذه الابيات جزء من القصيده الرجبيّه، ولها ميزة عجيبه الا وهي:

ان الابيات، ابيات مدح وثناء ولكن اذا قراءتها بالمقلوب كلمة كلمه، أي تبتدي من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمه بالشطر الاول من البيت الاول، فأن النتيجه تكون ابيات هجائيه موزونه ومقفّاه، ومحكمه ايضاً. وتكون كالتاليمننٌ لهم شحّت فما سمحوا **** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا

سننٌ لهم ضلــّت فلا رشـدوا **** قـدمٌ لهم زلّت فــلا سلموا

ايضاًمن طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم، واذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فأن القصيدة تنقلب رأس على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح

قصيدة المدح:

إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم

وجــدته أظلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الدراهم

وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم

لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم

ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم

يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم

قصيدة الذم :

إذا أتيت نوفل بن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـــالم

وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم

ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم

ابيات جميلة وراقية وقمة في الاداء
اتمنى ان موضوعي يعجبكم و بلييز لا تحرموني من ردودكم

مجرد كلام ...الفرق بين العقلية اليابانيه ... والعربيةكان هناك سباق تجديف بين فريقين ((عربي)) و ((ياباني)) .. و كل قارب يحمل على متنه تسعة أشخاصوفي نهاية السباق وجدوا أنالفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداًوبتحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من ..1 مدير قارب .. و 8 مجدفيناما الفريق العربي يتكون من ..8 مديرين ... و 1مجدفحاول الفريق العربي تعديل التشكيل ليتكون من مدير واحد مثل الفريق اليابانيوتمت إعادة السباق مرة أخرىوفي نهاية السباق وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداً .. تماماً مثل المرة السابقةو بتحليل النتيجة وجدوا أن .. الفريق الياباني يتكون من 1 مدير قارب و8 مجدفينو الفريق العربي يتكون من1 مدير عامو 3مديري اداراتو 4 رؤساء اقسامو 1 مجدففقرر الفريق العربي .. عمل لجنة تقصي حقائق لمحاسبة المخطئفتم فصل المجدف ... !!

 صوتك لماذاتكرهه
سؤال يطرحة الكثير على نفسه !!!

لماذ نكره اصواتنا ونستغربها لما نسمعها مسجله وكأنه شخص آخر يتكلم ؟؟

... غالباً ما تُصاب بالصدمة حين تسمع صوتك عبر جهاز التسجيل او الفيديو أو عبر الميكروفون،لأن الصوت يكون غريباً ومختلفاً عما تسمعه لنفسك، فما هو السبب؟!

السبب هو أنك عندما تبدأ في الحديث يهتز الحلق مسبباً اهتزاز تجاويف الفم والبشرة والجمجمة. هذا الاهتزاز ينتقل بدوره إلى طبلة الأذن ليمتزج مع موجات الصوت مما يجعل صوتك أكثر عمقاً ورزانة.

أما حين تتحدث من خلال جهاز التسجيل فإن الصوت ينتقل عبر الهواء فقط فتكون تردداته أقل 

من ترددات العظام، مما يعطي الصوت طابعاً مختلفاً عما تسمعه لنفسك، وهذا الصوت الذي 

تسمعه عبر جهاز التسجيل هو الصوت الذي يسمعه الآخرون حولك.

أما عن سبب شعورك بالصدمة حينما تسمع هذا الصوت فهو أن عقلك يرفض تصديق أن هذا 

الصوت هو صوتك، ولذا تشعر بالاستغراب والخجل من هذا الصوت الذي تسمعه..



أشياء لايمكن اصلاحها


شياء لا يمكن إصلاحها
!1- لا يمكنك إسترجاع الحجر بعد إلقائه
!2 - لا يمكنك إسترجاع الكلمات بعد نطقها
!3 - لا يمكن إسترجاع الفرصة بعد ضياعها
!4 - لا يمكن إسترجاع الوقت بعد أن يمضى
جبتني :))فتآه كانت تنتظر طائرتها في مطار دولي كبير ولأنها كانت ستنتظر كثيرا - اشترت كتابا ً لتقرأ فيه واشترت أيضا علبةقصةق بسكويت* جلست وبدأت تقرأ كتابها أثناء انتظارها للطائرةوكان يجلس بجانبها رجل يقرأ في كتابهعندما بدأت فى قضم أول قطعة بسكويت التي كانت موضوعة على الكرسي بينها وبين الرجلفوجئت بأن الرجل بدأ في قضم قطعة بسكويت من نفس العلبة التي كانت هي تأكل منهابدأت هي بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة في وجهه لقلة ذوقه8-| كل قضمة كانت تأكلها هي من علبة البسكويت كان الرجل يأكل قضمة أيضا ًزادت عصبيتها لكنها كتمت في نفسها8-| عندما بقى في كيس البسكويت قطعة واحدة فقط نظرت إليها وقالت في نفسها =-? "ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن"8-| لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف: قالت في نفسها "هذا لا يحتمل"? كظمت غيظها وأخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرهعندما جلست في مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها** وفوجئت بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هي مغلفة بالحقيبة !!:/ صـُدمت وشعرت بالخجل الشديدأدركت فقط الآن بأن علبتها كانت في شنطتهاوأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو !!X_X أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معهاX_X وقاسمها فى علبة البسكويت الخاصة به بدون أن يتذمر أو يشتكى !:s !وإزداد شعورها بالعار والخجلأثناء شعورها بالخجل لم تجد وقت أو كلمات مناسبة لتعتذر للرجل عما حدث من قله ذوقها !هناك دائما ً 4 أشياء لا يمكن إصلاحها !1- لا يمكنك إسترجاع الحجر بعد إلقائه !2 - لا يمكنك إسترجاع الكلمات بعد نطقها !3 - لا يمكن إسترجاع الفرصة بعد ضياعها !4 - لا يمكن إسترجاع الوقت بعد أن يمضى !

لذلك اعرف كيف تتصرف ولا تُضيع الفرص من يديك ولا تتسرع بإصدار القرارات والأحكام على الآخرينإذا كنت لاتقرأ إلا مايُعجبك فقط .. فإنك إذاً لن تتعلم أبدا

البكاء/ احمد مطر


 البكاء

كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين
لم يكن عندي خدين
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين
كان رغم الخفض مرفوع الجبين
غير أني، فجأة
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين
قلت: ماذا يا أبي؟
رد بصوت لا يبين
ولدي.. مات أمير المؤمنين
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟
كيف يبكيه أبي، الآن
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟
**
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين
كنت طفلاً
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين




لمن الملك اليوم


   
 لمن الملك اليوم …
                  لله الواحدالقهار                
                 

     
عندما ينفخ في الصور….وتموت جميع المخلوقات….مخلوقات الأرض و مخلوقات السماء….يموت العادل و الظالم…..يموت العالم و الجاهل…..يموت الإنسان و الحيوان….يموت المؤمن و الكافر….من يموت في تلك اللحظة لن يجد من يكفنه أو يغسله أو يصلي عليه….و لن يجد من يتألم لفراقه…و لن تكون هناك صدقة جارية يستطيع أن ينتفع بها أو أحد يدعو له بالرحمة. لن تصدر الصحف في هذا اليوملتكتب عن كارثة فناء العالم…فلن يكون هناك قراء…و لن يكون هناك كتاب….فقط سيكون هناك فراغ…و صمت…و يشق هذا الصمت صوتا واحدا…لن تسمعوه…و لكن فلتتخيلوه.
 عندها يقول الله تعالى
لمن الملك اليوم
لن تكون هناك إجابة لهذا السؤال
لأنه لن يكون هناك موجود غير الله سبحانه و تعالى
و يظل الصمت يحلق بلا إجابة
فيقول الله مرة أخرى
لمن الملك اليوم
و يرد سبحانه و تعالى على نفسه
لله الواحد القهار

عندما تسمعون هذا الكلام…كيف تفكرون؟؟….أعلم أن قشعريرة تنتابكم عند تخيلكم لهذا و لكم الحق….خصوصا عندما تسمعون قول الله تعالى
"يوم يفر المرء من أخيه…و أمه وأبيه…و صاحبته و بنيه…لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"
سيفر منكم من أحببتم…و من صادقتم…و من تزوجتم….و من تملقكم…و من أنجبكم…و من أنجبتم…
هل تتخيلون أنكم ستفرون من والديكم….أية قسوة و أي جحود هذا الذي ستفعلون؟؟؟ والديكم الذان ربياكم ؟؟؟؟ أبناؤكم الذين أنجبتموهم و لم تحبون أكثر منهم؟؟؟ حتى أزواجكم الذين كانوا لكم قرة أعين؟
يا لقسوة قلوبكم!!!…و يالقسوة قلبي أنا أيضا!!!
لكن هم أيضا سيفرون منكم…سيفر الجميع من الجميع….و لن يدخل الجنة من أحببت…بل سيدخل من هو كفء لها…بعمله و ليس بالواسطة…لن يكون هناك مسئول كبير في السماء على معرفة بكم ليخرجكم من النار…و لن يكون هناك من يتلاعب في صحفكم…و لن يكون هناك تزوير في عدد الحسنات أو السيئات.

يا من تقولون أنكم تحكمون بالعدل….يا من نصبتم أنفسكم آلهة على عروشكم… لن تجدوا من يصفق لكم عند الحساب….سيفر من ناصركم من وجوهكم….سيتبرأون منكم و لن يهادنوكم…فقد زال سلطانكم…و كشف أمر عدلكم…و لن يكون الكون لكم….ستخرجون عرايا كما ولدتكم أمهاتكم…و لن يحميكم حراسكم الذين كنتم تحتمون خلفهم…لأنهم لن يقدروا على قوة الله تعالى…و سيكون كل منهم مشغول في نفسه…فمن أنت أيها الحاكم مهما كان شأنك أمام اللهسبحانه و تعالى؟؟؟
سوف أبحث عن مخرج للخلاص من ذنوبي….سأعلقها في رقبة الحاكم…سأقول أنه سبب ما فعلت من معاصي…و سوف يستبدل الله سيئاتي حسنات من رصيد من ظلمني…و لن يجد الحاكم منصة يدافع فيها عن نفسه…لن يكون هناك قانون وضعي و لا قضاة و لا محامين….فقط هناك عدل إلهي.

أنت ظلمت….سنأخذ من حسناتك و نعطيها لمن ظلمت… لن تستطيع أن تعترض…فقد زال ملكك…و ذهبت عظمتك…و ستعيش أبد الدهر تتذكر ما فعلت في دنياك….بينما ينعم من ظلمت في جنات النعيم.
 عندها … ستدرك أنت لمن الملك اليوم….
و ستعرف أنك عندما نصبت نفسك إله و ظننت أن الملك لك…فقد ظلمت نفسك.و ستدرك أن الملك أمس و اليوم و الغد هو لله.
الله الواحد القهار



لم يبق شئ..............أسماعيل الجبوري


  1. لم يبق شئ
  2. مزقت السطور
  3.  وطويت الاسرار
  4.  وتهدمت الاسوار
  5. قلت كل شئ
  6. ولم يبق شئ
  7. كان وهما
  8. في اعماقي 
  9. مغروز كالمسامير 
  10. لم انسه
  11.  سيأتي 
  12.  كنت احبه 
  13. كشراع سفينة
  14.  كنت احبه 
  15. فهو يسكن قلبي
  16. كطير جريح 
  17.  يتلفت يتألم
  18. حملته ألما
  19. وابتسامة
  20. وعنوانالحياتي
تركني 
تركني تنزف جراحي
ياوجعي متى ينتهي

    قصيدة فرات اسير


    فرات اسبر
    كتبها انتصار بوراوى ،

    مهزومة مثل حروب قديمة

    طيور من نار
    روحي
    كيف أطلق سراحها ؟
    الصامتة الأبدية  ،
    خيبات حياة كاملة.
    نجتمعُ ونفترقُ مثل غيوم شاردة 
    وما حصدنا غير نجومٍ من كذب 
    خارج قشرة الألم لم تكن حياتي تشبه التفاح
    وخارج  البذور لم تكن حياتي تشبه العنب 
    ضحكت ُ
    حتى اختقت من الضحك
    وبكيتُ
    حتى أختنقت من البكاء 


    أعيش  كفانوس تائه 

    في الليل تنهض روحي
    تضئ البيت والحديقة
    ثم تعود على أطراف  اصابعها إلى  جسدها النائم في الفراش
     الفرح تأخر في الوصول
    الذي جاء  متأخرا
     سيذكرني
     ويتألم




    لا تصالح ...........أمل دنقل


    لا تصالح!
    أمل دنقل - مصر


    (1)لا تصالحْ!
    ولو منحوك الذهبْ
    أترى حين أفقأ عينيكَ
    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
    هل ترى..؟
    هي أشياء لا تشترى..:
    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
    وكأنكما
    ما تزالان طفلين!
    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
    صوتانِ صوتَكَ
    أنك إن متَّ:
    للبيت ربٌّ
    وللطفل أبْ
    هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
    أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
    تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
    إنها الحربُ!
    قد تثقل القلبَ..
    لكن خلفك عار العرب
    لا تصالحْ..
    ولا تتوخَّ الهرب!

     (2)لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
    أعيناه عينا أخيك؟!
    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
    سيقولون:
    جئناك كي تحقن الدم..
    جئناك. كن -يا أمير- الحكم
    سيقولون:
    ها نحن أبناء عم.
    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
    إلى أن يجيب العدم
    إنني كنت لك
    فارسًا،
    وأخًا،
    وأبًا،
    ومَلِك!

     (3)لا تصالح ..
    ولو حرمتك الرقاد
    صرخاتُ الندامة
    وتذكَّر..
     (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
    أن بنتَ أخيك "اليمامة"
    زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
    بثياب الحداد
    كنتُ، إن عدتُ:
    تعدو على دَرَجِ القصر،
    تمسك ساقيَّ عند نزولي..
    فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
    فوق ظهر الجواد
    ها هي الآن.. صامتةٌ
    حرمتها يدُ الغدر:
    من كلمات أبيها،
    ارتداءِ الثياب الجديدةِ
    من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
    من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
    وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
    لينالوا الهدايا..
    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
    ويشدُّوا العمامة..
    لا تصالح!
    فما ذنب تلك اليمامة
    لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
    وهي تجلس فوق الرماد؟!

     (4)لا تصالح
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
    وكيف تصير المليكَ..
    على أوجهِ البهجة المستعارة؟
    كيف تنظر في يد من صافحوك..
    فلا تبصر الدم..
    في كل كف؟
    إن سهمًا أتاني من الخلف..
    سوف يجيئك من ألف خلف
    فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
    لا تصالح،
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    إن عرشَك: سيفٌ
    وسيفك: زيفٌ
    إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
    واستطبت- الترف

     (5)لا تصالح
    ولو قال من مال عند الصدامْ
    ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
    عندما يملأ الحق قلبك:
    تندلع النار إن تتنفَّسْ
    ولسانُ الخيانة يخرس
    لا تصالح
    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
    كيف تنظر في عيني امرأة..
    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
    كيف تصبح فارسها في الغرام؟
    كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
    -كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
    وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
    لا تصالح
    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
    وارْوِ قلبك بالدم..
    واروِ التراب المقدَّس..
    واروِ أسلافَكَ الراقدين..
    إلى أن تردَّ عليك العظام!

     (6)لا تصالح
    ولو ناشدتك القبيلة
    باسم حزن "الجليلة"
    أن تسوق الدهاءَ
    وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
    سيقولون:
    ها أنت تطلب ثأرًا يطول
    فخذ -الآن- ما تستطيع:
    قليلاً من الحق..
    في هذه السنوات القليلة
    إنه ليس ثأرك وحدك،
    لكنه ثأر جيلٍ فجيل
    وغدًا..
    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
    يوقد النار شاملةً،
    يطلب الثأرَ،
    يستولد الحقَّ،
    من أَضْلُع المستحيل
    لا تصالح
    ولو قيل إن التصالح حيلة
    إنه الثأرُ
    تبهتُ شعلته في الضلوع..
    إذا ما توالت عليها الفصول..
    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
    فوق الجباهِ الذليلة!

     (7)لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
    كنت أغفر لو أنني متُّ..
    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
    لم أكن غازيًا،
    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
    أو أحوم وراء التخوم
    لم أمد يدًا لثمار الكروم
    أرض بستانِهم لم أطأ
    لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
    كان يمشي معي..
    ثم صافحني..
    ثم سار قليلاً
    ولكنه في الغصون اختبأ!
    فجأةً:
    ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
    واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
    وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
    فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
    لم يكن في يدي حربةٌ
    أو سلاح قديم،
    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

     (8)
    لا تصالحُ..
    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
    النجوم.. لميقاتها
    والطيور.. لأصواتها
    والرمال.. لذراتها
    والقتيل لطفلته الناظرة
    كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
    الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
     وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
    كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
    والذي اغتالني: ليس ربًا..
    ليقتلني بمشيئته
    ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
    ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
    لا تصالحْ
    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
     (في شرف القلب)
    لا تُنتقَصْ
    والذي اغتالني مَحضُ لصْ
    سرق الأرض من بين عينيَّ
    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

     (9)لا تصالحْ
    ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
    والرجال التي ملأتها الشروخْ
    هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
    وامتطاء العبيدْ
    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
    وسيوفهم العربية قد نسيت  سنوات الشموخْ
    لا تصالحْ
    فليس سوى أن تريدْ
    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
    وسواك.. المسوخْ!

     (10)لا تصالحْ
    لا تصالحْ