كان ياما كان في قديم الزمان كان هناك تيس يعيش في الغابة منطويا على نفسه ومنعزلا عن الحيوانات وفجأة مل من حياة العزلة وهو يرى الحيوانات الاخرى كل يتباهى بما لديه مما حباه الله به فالثعلب بمكره ودهائه وفروه الجميل والنعامة بريشها البراق والديك يزهو بالوانه والقطط بجمالها والكلاب بوفائها لاصحابهاولان هذا التيس حاقد على الغابة بسبب عزلته واحتقاره لنفسه فقد حسد الجميع على ما لديهم حتى الفئران حسدها على خفتها وسرعة اختباءهاواراد هذا التيس ان يصنع من نفسه شيئا مهما في الغابةوان يظفر بمجد وشهرة وصيت وقوة ففكر كيف يكون ذلك بينما هو غارق في التفكيركيف يكون شيئا من لاشيء في هذه الغابة الكبيرةمر عليه صديقه الحمار ولم يكن له صديق غيره فقال له ما رأيك يا تيس بأن تبدل حالك الى أسد !!فرد التيس : وكيف أصير أسدا وأنا تيس ولي سكسوكة ؟!فأجابه الكديش : بسيطة يا عزيزي التيس !! هناك في الغابة يبيعون جلود الحيوانات الميتة !!ما رأيك ان نذهب ونشتري لك جلد أسد لتلبسه ثم مارس ما يقوم به الاسود في الغابات !!فاعجبت الفكرة التيس ، ولكنه فكر قليلا وقال للكديش : ولكن هناك اسود في الغابة أخاف ان لا يقبلوا بوضعي الجديد من تيس إلى أسد ؟!!!!فطمأنه الكديش بأنه سيتوسط له عندهم لكي يقبلوا بوجوده وهيئته الجديدة وقال له : انظر غابتنا لديها اعداء في الخارج وانا سوف اقنعهم بان وجودك كأسد افضل من وجودك كتيس في الغابة من باب كثرة الاسود فتهابنا جميع الغابات.اختمرت الفكرة في رأس التيس ولكنه سأل الكديش : اي جلد أسد اشتريه ؟!فقال له صاحبه الكديش : اقترح عليك شراء جلد اسد قوي ومعروف بقوته ، وارى انه من المناسب شراء جلد اسد بابلي فاسود العراق معروفة منذ القدم بقوتها ولا يوجد احد لم يشاهد تماثيل اسود بابل !!اعجبت الفكرة كثيرا صاحبنا التيس ولكن التيس اردف قائلا : يا صديقي الكديش بابل مدينة عراقية قديمةاريد ان البس جلدا لأسد يتبع مدينة عراقية معروفة !فاقترح عليه الكديش اسم مدينة عراقية معروفة فوافق التيس عليها فورا لما لهذه المدينة من صيت وشهرة
وذهب التيس واشترى الجلد ولبسه وبدأ يتعلم الزئير ولكنه في بعض الاحيان يبمبع ولكنه في النهاية اقنع نفسه بانه اسد وقبلته الاسود على وضعه الجديدولكن هذا التيس الأسد فكر بان وجوده وحيدا معقدا ومنعزلاسوف لن يجعل له صيتا وشهرةفهو بحاجة الى برسيم بشكل دائم وبحاجة الى اموال يشتري بها حاجياته خاصة وان هذا التيس كان غارقا في الافلاس وكانت هناك زريبة جميلة يرعى منها الكثير من الحيوانات وتعيش بسلام ففكر التيس بالانضمام اليها وتودد الى اصحابها ليكون ضمن القطيع فقبلوا بانضمامه لهم وبدأ من هناك يمارس دور الاسدوقد تبعه الكثير من الحيوانات مفتونين بزئيره الذي لا يتوقفولكن هذا التيس تمادى كثيرافقد ظن نفسه اسدا بالفعل بسبب جلده الجديدفقام بافتعال المؤامرات والتهجم على الآخرين من هذه الزريبة التى احتضنته حتى انه تهجم على حيوانات وديعة في هذه الزريبةواضرها كثيرافمل منه اصحاب الزريبة وطردوه ولكنه استمر في تمثيل دور الاسدواراد ان يتطاول على اسود حقيقية خارج هذه الزريبةبعد ان صدق نفسه بانه اسد حقيقي ولا يريد العودة الى حياة التيوس فاشتبك معهم لكنهم لقنوه درسا واثخنوه بالجراح ففكر في العودة الى الزريبة التى آوته اول مرةولكن اصحابها كانوا قد أخذوا درسا من هذا التيس وتقلب مزاجه ونكرانه للجميل كما انه تسبب في مرة من المرات باغلاق هذه الزريبة وقطع الماء عنها بسبب تبمبعه المستمرعلى الآخرينفلم يكن لديهم استعداد لقبوله مرة اخرى معهم في الزريبةوتحمل مشاكله وخبثه ونفاقةخاصة وان حيوانات هذه الزريبةاتفقوا على عدم قبوله بينهم مرة ثانيةوللعلم فان الكثير منهم لم يكن يعرف انه تيس وكانوا يظنون انه اسد حقيقي هذا الاسد المزيف الجريح اراد ان يقول لكل الغابة بانه قادر على الرجوع اسدا قويا وواثقا من نفسهبعد شهور من الاختباء والخوف من الاسود الذين داسوا على رأسه في المرة الاولىاطل برأسه مرة ثانية وقرر انشاء زريبة خاصة به يعربد فيها كيفما يريد دون حسيب ولا رقيب ويزأر منها كيفما يريدويرمي منها الاخرين بما يريدوفعلا افتتح زريبته الجديدة ولكن يا للاسف كان هناك اسود ينتظرون الفرصة لضرب هذا التيس والسبب بسيط لانهم لا يقبلون ان ينضم الى فصيلتهم تيس مصن وبعد ان سألوا وتطقسوا عن هذا الاسد المجهول كانت المفاجأة انهم اكتشفوا بأن هذا الاسد هو في الحقيقة تيس وليس أسداوما لم يكن يتوقعه التيس هو ان صاحب المحل الذي اشترى منه جلد الاسدقد وشى به واخبر الاسود الذين كانوا يراقبونه عن كثب بسر الجلد الذي اشتراه !!وقد حصل الاسود من صاحب المحل على وثائق بيعه الجلدوعلى عنوانه الاصلي وعلى الكثير والكثير عن هذا التيس التعيس ...وفي ليلة ظلماء وبينما هذا الاسد التيس سعيدا بزريبته الجديدة التى اتخذها مقرا لعربدته في الغابةوعرفت عنه الكثير من الغابات وصارت له شهرة كبيرةوكانوا يعتقدون انه اسد حقيقي قام الاسود بتوجيه الضربة القاضية له فقد قاموا بكشف حقيقة هذا الاسد في كل الغاباتوبرهنوا بالدليل على انه ليس أسدا حقيقا وان على جميع الحيوانات ان لا تخاف منه ولا تهابه ونشروا صور وثائق بيعه جلد الاسدوانه ليس سوى تيس اشترى جلد أسد عراقي ميت ولبسه انت هذه هي الضربة القاضية للتيس فلقد عاش الدور وكان يؤمل ان يجني من ثمار جلد الاسد الكثير والكثير ومن زريبته الجديدة الكثير والكثير ايضاولكن الاسود الجبارة عرته وكشفته وانهارت زريبته واقفلها بسرعة خوفا من الفضحية والانتقام وهرب واختبأ في مغارةومن مغارته قام بمراسلة عدد من حكماء الغابة ليساعدوه ويحموه فلقد صارت فضيحته بجلاجل والكثير من الحيوانات تريد القصاص منه لما الحقه بها من اضرار عندما كان لابسا جلد الاسدولكن الحكماء قالوا له نصحناك سابقا بان تمشي على الارض بالهونولكنك رفضت الاستماع لنصائحنا وفضلت تقمص دور الاسد الى النهاية فكانت النتيجة هي ان الاسود الحقيقية ملت من وجودك بينها بعد ان جلبت لها العاربما تقوم به من اعمال طائشة وحقيرة لا يقوم بها الاسودفقرروا ان يعيدوك على عالم التيوس وهكذا رجع الاسد المزيف الى تيس رغما عنه وقبل بان يعيش بقية حياته تيسا لا حول له ولا قوةوبسبب الحالة الصعبة التى عاشها هذا التيس بعد الضربةفقد كبرت قرونه وخرجت من فروة الرأس التى وضعها على رأسه الاصلي وهذه صورة التيس الجريح وقد نبتت قرونه ولم يعد يستطيع ان يداريها او يزيلها فناموس الكون لا بد وان يعيد الحيوان الى طبيعته مهما تنكروهكذا انتهت قصة الأسد بوقرون