الأربعاء، 6 يونيو 2012

نانسي واليسا ومنشار النجار


نانس واليسا ومنشار النجار
كان نجار مسن يعمل بجانب شاطئ النيل , وبينما هو منهمك بالعمل سقط منشاره في النهر , فجلس يبكى على ضياعه، وكان هناك جنية تراقبه فحضرت إليه وسألته لما تبكي, فقال سقط منشاري بالنهر , فغطست وخرجت بمنشار من ذهب وسألته أهذا هو فقال لا , فغطست مرة أخرى وخرجت بمنشار من فضة وسألته أهذا هو فقال لا , فغطست مرة أخرى وخرجت بمنشاره الحديدي وسألته أهذا هو فقال نعم وقد ارتسمت السعادة عليه لحصوله على منشاره مرة أخرى ،وقامت الجنية بإهدائه منشاري الذهب والفضة لأمانته وصدقه .

وذات يوم آخر كان نفس الرجل يتنزه مع زوجته على شاطئ النهر , فانزلقت قدماها وسقطت فى النهر , فجلس يبكى , فحضرت الجنية وسألته ما يبكيك فقال: زوجتي سقطت فى النهر , فغطست الجنية وخرجت بنانسى عجرم وسألته أهذه هي, فقال نعم هي زوجتي , فقطبت الجينية جبينها وقالت لما تكذب أيها المخادع ؟

فرد الرجل : أنا لم اكذب , ولكن خشيت أن أقول لا فتغطسي وتخرجي أليسا 
وعندما أقول لا إنها ليست زوجتي تغطسي وتخرجي زوجتي ,
فإذا قلت نعم هي زوجتي , ستقومين بإهدائي نانسي واليسا لأمانتي وصدقي 

وأنا رجل عجوز لا يمكننى ان اكون متزوج لثلاث نساء , فرضيت بنانسى فقط! 





















حكاية بغدادية عبداللة الخياط والعجوز






عبد الله الخياط و العجوز
مما يحكى عن المرحوم عبد الله الخياط انه كانت له جارة عجوز في غاية من الصلافة و قلة الادب او قل عنها من نازعة الحياء و ماسحته بالحايط..وفيظهر يوم من ايام تموز المحرقة اطلت هذه الجارة العجوز الشمطاء من طوفة السطح و اخذت تكيل الشتايم على عيال الاوسطة عبد الله و هو يصغي اليها و قد جلس في طارمته 
العجوز:ياما تستحون ياما تختزون
الاوسطة: بس و انتوا؟
العجوز:احنة الطاهرات الزكيات و العفيفات
الاوسطة:بس و احنة؟
العجوز :انتوا الادبسزية الحياسزية القشامر
الاوسطة:بس و انتوا؟
العجوز: احنة العفيفات الكريمات الطيبات
الاوسطة: بس واحنة؟
العجوز: انتوا المجادي الكورمهمشية –الانذال


و هكذا حتى اعياها التعب ووقعت مغشيا عليها من شدة حرارة شمس تموز التي اذابت مخها و كلامها الكثير و عبد الله لا يحرك ساكنا!جوز

اعلمهُ الأدب و لا أتعلم منه قلة الأدب


 


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا بردمن البائع على تلك التحية،




وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل،




وتكررت اللقاءات أمام الكشك بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر أبكم لا يتكلم،




إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع الماضية.. وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية؟؟




فقال الرجل: وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟




فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟




فقال صاحبنا: لا.




قال: إذن لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟




فسأله صاحبنا: وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟




فقال: أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى عليه التحية.




فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟




قال: نعم.




قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟




فسكت الرجل لهول الصدمة.. ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.




فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدبأم أعلمه الأدب؟




ثم عقب قائلاً: يا سيدي أياً كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا فإن مايجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها لغيرنا،




ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني سلوكه الذي تسميه قلة أدب، وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو المسيطر، وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ،




ولكن حين أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن به،




وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق،




ثم أردف قائلاً: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار؟.. فإن ألقينا على السم سماً زاد أذاه وإن زدنا النار ناراً أو حطباً زدناها اشتعالا،




صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين الصواب والخطأ،




ولمعرفة الصواب.. تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟




فقال: لا.. إني أطمع أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.




لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من الصواب إلى الخطأ! مع أنه بشر.. يتألم كما يتألم البشر، ويحزن ويتضايق إذا أهين كما يتضايق البشر،




ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا،

فلنقتدي بخير البرية و الاولياء الصالحين ..عليهم السلام
والله لا يضيع اجر المُحتسبين اعلمهُ الأدب أتعلم الأدب
اعلمهُ الأدب أتعلم الأدب

راق لي

ديك حمدان المغرور





استيقظ حمدانُ باكراً، فأمسكَ ديكَهُ الأحمر، وربط ساقيه جيداً، ثم
ألقاهُ في السلّة، ومضى إلى المدينة..‏ 



وقف حمدان، في سوق المدينة، والديكُ أمامه في السلَّة، ينتظر مَنْ يشتريه.. وكلّما مرَّ به رجلٌ
فحصَ الديكَ بناظريه، وجسّهُ بيديهِ، ثم يساومُ في الثمن، فلا يتفقُ مع حمدان، وينصرف مبتعداً..‏
قال الديك في نفسه:‏ 


الديك المغرور
-إذاً ستبيعني يا حمدان:‏

وتململَ في السلّة، يحاولُ الخروجَ، فلم يقدر..‏

قال غاضباً..‏ 

-كيف يمدحون المدينةَ ولم أجدْ فيها إلاّ الأسر؟!‏

وتذكّرَ القريةَ والحرية، فقال:‏

-لن يصبرَ أهلُ قريتي على فراقي، فأنا أُوقظهم كلّ صباح، و..‏

أقبل رجلٌ من قرية حمدان، فسلّم عليه، وقال:‏
-ماذا تعمل هنا؟‏

-أريدُ أنْ أبيعَ هذا الديك .‏

-أنا أشتريه.‏

الديك المغروراشترى الرجلُ، ديكَ حمدان، وعاد به إلى القرية..‏

قال الديك مسروراً:‏

-كنتُ أعرفُ أنّ القريةَ سترجعني، لأُطلعَ لها الفجر. وحينما دخل الرجلُ القريةَ، دهشَ الديكُ عجباً..‏

لقد استيقظ الناسُ، وطلعَ الفجر!‏


سأل الديك دجاجةً في الطريق:‏ 
-كيف طلعَ الفجرُ، في هذا اليوم؟!‏ -كما يطلعُ كلّ يوم‏

-ولكنني كنتُ غائباً عنِ القرية!‏ 

الديك المغرور

-في القرية مئاتُ الديوكِ غيرك .‏ 
قال الديك خجلاً:‏

-كنتُ أعتقدُ انّهُ لا يوجدُ غيري‏ 

الديك المغرور
قالتِ الدجاجة:‏

- هكذا يعتقد كلّ مغرور .‏ 

وفي آخر الليل، خرج ديكُ حمدان، وأصغى منصتاً فسمع صياحَ الديوكِ، يتعالى من كلّ الأرجاء

فصفّقَ بجناحيهِ، ومدّ عنقه، وصاح عالياً، فاتّحدَ صوتُهُ بأصوات الديوك.. وبزغ الفجرُ الجميل

حكايات بغدادية .. (وحيدة الدلالة) وساعتها الذهبية


 (وحيدة الدلالة)
 سبق لها الزواج اكثر من مرة لكن برغم جمالها وخفة دمها لم يكن لها حظ فيما يبدو مع الرجال . فأغلب زيجاتها لم تعمر الا اشهر معدودة لترجع بعد كل زواج فاشل الى بيت اهلها وممارسة عمل (الدلالة) الذي يجعلها بمنأى عن مد اليد للآخرين حتى وان كانوا ذوي قربى.


 اجمل ما في (وحيده الدلالة) هو انها من النوع المحبوب لاسيما عند الرجال الذين يريدون ان يشاهدوا لوحة فنية من ابدعات الخالق.
فضلا عن انها من النوع المجامل و (الشقايجي) لحد العظم ولا تفارق الابتسامة وجهها الضحوك فهي تسلم على هذا وذاك وحتى الاطفال. كانت (وحيدة الدلالة) من النساء اللاتي لا يبخلن في الانفاق على انفسهن فهي تلبس احدث الموديلات وتضع اغلى العطور ومن اجل ان تكمل اناقتها فكرت في شراء ساعة ذهبية من الماركات الفاخرة برغم ان الوقت ليس بذي اهمية لديها فهي ليست موظفة او مرتبطة بدوام حكومي ربما كانت تريد من وراء هذه الخطوة اثارة حسد النساء وتأجيج الغيرة في نفوسهن بحيث انها عندما تقترب من احداهن تضع ساعتها الثمينة على اذنها كي تتأكد من انها تعمل بدقة وانتظام. تبدو هذه الحركة النسائية من قبل (وحيده الدلالة) من اجل اثارة الاخريات اللاتي تزعجهن هذه التصرفات التي تعد خروجا على العادات والتقاليد حسب اعتقادهن، راي النساء جاء نتيجة الغيرة التي الهبتها ساعة (وحيدة الدلالة) الرجال اكثر الفئات سعادة بوجود ساعة (وحيدة الدلالة) لانها اعطتهم مبررات في كثر السؤال عن الوقت حتى من قبل كبار السن الذين لايشكل عامل الوقت لديهم عنصرا مهما.
عندما تمر هذه المرأة الجميلة روحا وشكلا في الشارع، تنهال عليها الاسئلة من كل صوب عن الوقت وهي تجيب بكل راحة صدر ودون ملل، لدرجة انتقلت عدوى السؤال عن الوقت الى مجنون من رواد المنطقةحيث بدأ يلاحق (وحيده الدلالة) اينما ذهبت وليس على لسانه سوى جملة (بيش الساعة) حتى طفح الكيل ولم تستطع تحمل هذا الاعجاب الجنوني وظنت ان الرجل يغازلها – وان كانت تستحق الغزل ، ظلت ساعة (وحيدة الدلالة) تعمل حتى جاءت لحظة التخلي عنها مضطرة. فقد الم بـ(وحيدة الدلالة) مرض استوجب اجراء عملية جراحية وبعد ان تكللت العملية بنجاح عاودت (وحيدة الدلالة) الظهور في المنطقة من جديد واخذت نساء المنطقة الان النيل منها حيث يتعمدن سؤالها عن الوقت كلما راينها تمر عليهن وهي تقابل هذا الفعل بالصمت الجميل والحسرة على ساعتها والزمن، هذا التصرف النسوي جعلها اكثر قناعة وايمانا بجاذبية جمالها وتأثيره في الاخرين ولاسيما الرجال.

اعداد/ سعيد الهزاز

قصة الكهرباء في بغداد




حكايات بغدادية قديمه:يوم اضاءت عيون الجن شوارع بغداد


ليست هناك مدينة في الكون مثل بغداد صنعت تاريخها بعذاباتها. مجدها شعراؤها حتى وصفوها بجنة الخلد، ورثوها بمراثيهم حتى وصفوها بارض الخراب وينبوع الدم.ماتت ثم قامت للحياة عشرات المرات. انها بعشر ارواح. تستنسخ علماءها وافذاذها وكرامها وشعراءها مثلما تستنسخ انذالها ولصوصها وطغاتها. انها اعجوبة الامل واعجوبة الالم، ورغم كل شيء تبقى بغداد هي بغداد كما وصفها ياقوت الحموي في معجم البلدان: 'ام الدنيا وسيدة البلاد'. 

بين سنة1917 وسنة 1929 اثنتا عشرة سنة. وفي هذه السنوات الاثنتي عشرة حصلت في بغداد احداث مهمة، لعل من ابرزها انتقال العراق من التبعية العثمانية الى التبعية البريطانية. فلقد انقضى عصر اخذ من عمر العراق اربعة قرون، وبدأ عصر جديد اصبحت فيه بغداد تدار من قبل الجيش البريطاني، وكان على هذا الجيش ان يؤلف حكومة لبغداد وان يدير المدينة بما ينبغي ان يجعل اهلها يحبون العيش فيها لا ان يهجروها. لكن الحدث الاهم هو دخول 'الكهرباء' الى بغداد عام 1917.
وتخيل حين تدخل الكهرباء الى بلد كان يعيش الحياة اليدوية، اي كل شيء كان يدار باليد وكانت ايدي الناس تتلمس الطريق بصعوبة وسط ظلام الحياة.. ظلام يخيم على العقول والنفوس حتى حين كانت الشمس تشرق على هذه المدينة التي تضع اقدامها في وحل الفيضان والاوبئة كل ثمانية اشهر من كل عام.

ففي تشرين الاول من عام 1917 انتهت عمليات غرس اعمدة الكهرباء الضخمة في وسط بغداد. وربطت الاسلاك الناقلة للتيار الكهربائي عليها. وفي اول ليلة من شهر تشرين الثاني عام 1917 تألقت الانوار في الجادة الجديدة (شارع الرشيد).وخرج اهل بغداد عن بكرة ابيهم الى الشارع وراحوا يتحلقون حول اعمدة النور، ونظراتهم تتطلع الى اعلى حيث تلك المصابيح التي تشتعل بدون كاز او نفط او شخاط. كأنها عيون الجن. وراح بعضهم يصرخ بين المتجمعين بان هذه الاضوية تشتعل بسحر الشيطان. وان الانكليز الكفرة جاءوا بالشيطان معهم بعد ان اخرجوا العراق من رحمة الخلافة الإسلامية.


خديجة والملا صقر 


وكان الملا (صقر) الذي يتخذ من محلة الدهانة لغاية محلة الخلاني الى الشورجة مجالا لنشاطه اكثر الناس كراهية للكهرباء حتى انه اطلق على ذلك اليوم وصف يوم 'الاثنين الاسود'، رغم ان الناس كانوا يلبسون السواد ويعيشون في الظلام منذ قرون.
التقته خديجة الحافوفة وهي تصحب ابناءها الاربعة عند مدخل الزقاق. قائلة له بفرح: 
- خديجة: الله يساعدك ملا صقر.. شعجب اليوم مارايح وي الناس للحيدرخانة؟ الناس كلها راحت ياملا .. اليوم راح يشعلون الكهرباء؟
رد عليها الملا بغضب وتهكم: 
- ملا صقر: يشعلون جهنم.. مااريد ادخل جهنم مثلج ياخدوجة! 
تجفل خديجة الحافوفة صائحة باستغراب: 
- خديجة: ابه دادة! ليش ياملا، ليش؟ ليش دخلتني جهنم ليش؟ وانا امس كنت بالكاظم ودعيتلك وانطيت مية فلس نذر للحضرة. ليش ملا على بختك دخلتني جهنم؟ شمسويه؟!
يرد عليها ملا صقر وهو يلف طرف عباءته وكأنه لايريد المكوث طويلا مع هذه الجاهلة: 
- ملا صقر: كلمن يروح يشوف الشيطان يروح وياه لجهنم.
- خديجة: و منو قال لك آني رايحة اشوف الشيطان ياملا ؟ على بختك انا رايحة حالي حال الناس اشوف الكهرباء اللي خلوها الانكليز.
- ملا صقر: انتي تعرفين هذه الكهرباء شفيها مافيها؟
- خديجة: لا والله ملا ؟
- ملا صقر: تعرفين شنو اللي وراها وشنو اللي كدامها ومنواللي سواها ومنو اللي جابها؟
- خديجة: لا والله ملا. انا حالي حال الناس. اسمعهم يقولون بعد ماراح نستعمل الفوانيس واللمبات ولا المهفات. وراح تصير عدنا معامل وراح نشرب ماي مبرد؟ وراح شوارع بغداد تصير مضوية ونخلص من الحرامية وكلشي يصير زين.
- ملا صقر: الناس جهلة، موكلشي اتقوله الناس احنا انصدقه. هذي الكهرباء قطعة من نار جهنم. وذوله الانكليز الملاعين هم حراس جهنم اللي الله سبحانه ذكرهم بالقرآن.
خديجة تجفل صائحة وهي تجمع اولادها بأيديها وتعود ادراجها من حيث اتت: 
- خديجة: ابه دادة! صخام الصخمني!! انا رايحة لجهنم وما ادري (تخاطب اولادها) يالله يمه يالله خل نرجع نكعد في بيتنا احسن مما نصير ابجهنم على قولة الملا .. ينطيك العافية ملا. (تلتفت نحوه) ملا! انا اليوم طابخة بامية تريد اوديلك طاسة بامية؟؟
- ملا صقر (يلتفت نحوها) وياريت وياها صحن تمن حتى ادعيلج اليوم بصلاتي.


ليتنا نعود لتلك الأيام ونحيا تلك الحياة البسيطه الهانئه ....... 
 تحياتي

الثلاثاء، 5 يونيو 2012

قصص نساء عراقيات في زمن الاحتلال




اليوم تستمعون الى  (فتاة عراقية حرة) تبلغ من العمر (17) سنة وهي تتحدث


اني المواطنة (س) احدى النساء اللواتي تم اعتقالهن في منطقة العامرية غرب بغداد يوم الاثنين الموافق 2006/9/12 وكان معي ثلاث نساء هنّ امي وصديقتي وعمة صديقتي ، اضافة الى احد الاقارب الذي كان يسكن معنا .

                                          يوم رهيب

ذلك اليوم الذي لم ولن  انساه ما حييت . في  ليلة خيم ظلام المحتل قبل ظلمة ليل سمائنا . وفي تمام الساعة(12.30)ليلاً وبينما كنا نائمين فوق سطح البيت فإذا  بهجوم كاسح وقوات كبيرة من جيش الاحتلال تحاصر بيتنا من كل جهة وجانب وكانت طائراتهم تحوم فوق رؤوسنا كأنها تهوي من شدة قربها منا ففزعنا من نومنا ورأينا جنود الاحتلال وهم يصرخون ويلقون القنابل على خارج وداخل الدار وكأنه حصن منيع يجب احتلاله .

ذهلنا من هول ما رأيناه وبقينا في مكاننا بلا حركة فنحن لاحول لنا ولا قوة . وبعد القاء القنابل تكسرت الابواب وتحطم زجاج البيت بالكامل وهجموا علينا كذئاب تبحث عن فريستها واجتاحنا الرعب من الداخل والخارج وبدأوا يفتشون البيت بهمجية لدرجة انهم هدموا جدران المنزل بالفؤوس واخذوا يسرقون كل الاموال والمصوغات الذهبية التي كانت موجودة بعد ذلك عادوا الينا ووضعونا باحدى غرف المنزل واول من تعرض للضرب والركل هي امي وحتى انهم مزقوا ثيابها وهي تبلغ من العمر(51) عاماً.

امتدت يد الغدر والجبن لتنال من امرأة شريفة من نساء العراق السليب .سأل المترجم امي هل تعرفين فلاناً؟ قالت له لااعرفه فبدأ هو وجنود الاحتلال بضرب امي بارجلهم فسقطت على الارض  وهي تصرخ وتبكي من شدة الالم . 

وعندما نظرت الى الفتاة في هذه اللحظة وهي تتكلم عن عذاب امها نزلت من جفونها دموع دلت على مدى الضعف الذي  تمتلكه امام جبروت المحتل وهي لاتستطيع ان تفعل شيئاً سوى الدعاء لها ولهم بالخلاص . ثم اكملت قائلة وبعد ان انتهوا من امي بدأوا بتعذيبي  والشيء نفسه  الذي تعرضت له والدتي تعرضت له.بعد ذلك قاموا بعصب اعيننا وتقييد ايدينا واقتادونا الى المدرعة وذهبوا بنا الى المعتقل الموجود فيه اخي ولم نعرف اين يقع هذا السجن لاننا لم نرَ اي شيء من الطريق . ولما وصلنا الى المعتقل عرضوا امي على اخي وقالوا له اعترف وإلا سوف تكون امك واختك هي الثمن : قال لهم لااعرف هذا الشخص الذي تسألونني عنه واقسم على ذلك.

وضعوا امي على الكرسي وامام عين اخي وبدأوا يضربونها بوحشية    لم تعرف الانسانية لها مثيلاً  وبدأت الدماء تسيل من انف واذن وفم امي  ولم يقف هذا بعينهم وراحوا يشدونها من شعرها وبعد ان انتهوا من تعذيبها ادخلوني على اخي وسألوه  السؤال نفسه  هل تعرف فلاناً؟ قال واقسم مرة اخرى لااعرفه ضربوني على الفور وسحبوني من شعري واخذوا يجوبون بي ارض  الغرفة التي كنا فيها .بكى اخي وقال صدقوني لا اعرف .لا اعرف...لا اعرف!ّ!!!

جاء المترجم وكان مع الاسف عراقياً وتصرف معنا بدناءة وحقد اكثر من الحقد الذي يكنه لنا المحتل ، قال لامي قولي لابنتك ان تخلع ملابسها . قالت امي هل انت عاقل ام انك لاتملك ذرة شرف وهذا ما اظنه :قال اذا لم تنزع ملابسها فسوف امزقها عندها صرخت وقلت له اذا اقتربت مني فسوف تموت . تركني وذهب الى اخي وبدأ يضربه حتى ادمى اخي من كل مكان ولما رأيت اخي هكذا اغمي علي ّ من الرعب الذي رأيته وجاء احد جنود الاحتلال ومعه المترجم ليوقظاني لكني لم افق من الفاجعة التي حصلت لنا عندها قام المترجم بايقافي والجندي الامريكي يصرخ بوجهي بقوة ويضربني بعنف .

وبعد يومين من التعذيب والرعب والخوف افرجوا عنا وعندما وصلنا الى البيت ذهبنا بامي الى المستشفى لأن آثار الضرب والركل بدت واضحة على جسدها ولحد الان . فهي امراة كبيرة لاتتحمل ،وبعد عودتنا من المستشفى اتصل بنا بيت عمي الكائن في العامرية ايضاً واخبرونا بان جيش الاحتلال قام  باعتقال ابنائهم وابناء عمي وابناء خالتي بعد يوم من اعتقالنا . ثم اضافت انني لحد هذه اللحظة مطلوبة لقوات الاحتلال وامي قاموا باعتقالها مرة ثانية وذلك بعد مداهمتهم لبيت عمتي  وكانت موجودة هناك ولانعلم عنها اي شيء ولقد جئت الى هنا لاوصل قضيتي الى الشرفاء من هذا البلد لاني لااعلم الى اين اذهب فمصيري ما زال مجهولاً وامي رهن الاعتقال وهي بصحة سيئة جداً.والمشتكى الى الله.

في كل يوم تستباح مدينة اين الذين تهزهم هذه الاحزان ؟ اين الذين تشبثوا بعروبة والعراق يباع بابخس الاثمان ؟ اين هي الحقوق والكل يعتدي على امة القرآن ؟ واسألوا حماة الحقوق بحرقة هل هرة اغلى من روح انسان؟ كل الحقوق مصانة في عرفهم الا حقوقك أمة الاسلام.