الاثنين، 25 يونيو 2012

من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه"






"من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه"]

كان في شاب اسمه حمد وعنده صاحب اسمه وائل ..
وكانوا لا يخافون الله فيما يفعلون ..


وفي مره من المرات قال وائل لحمد أنا تعرفت على زوجة امام المسجد ..
وهي تبغاني أجيها البيت ..
وانا أخاف يطب علينا زوجها !!

فايش رايك لو بعد الصلاة تجلس تتكلم مع الامام ..
وتلهيه شوي الين ما يبغى يرجع بيته تكلمني ؟

حمد قال ابشر ..
وفعلا بعد الصلاة راح حمد وسلم عالامام ..
وجلس يحاول يتكلم معاه ..
الين ما خلص كلام يدق على وائل ويقله ان الشيخ راح يرجع بيته ..
وطبعا على طول وائل يرجع لحمد ..
ويحكيه اللي صار وفضل الحال هكذا لفترة طويلة ..
وصار في صداقة بين حمد وبين امام المسجد ..
من كثر ما يجلس معاه لدرجة ان ضميره بدأ يأنبه ..

وفي يوم حمد أخذ قرار وقال لازم أقول للشيخ المسكين !!
حرام لازم يعرف زوجته ايش تسوي فيه ..
وراح للامام وقاله : ياشيخ بصراحة أنا ما كنت أجلس معاك لله في لله ..
ولكن كنت أجلس علشان أغطي على صاحبي ..
لأن زوجتك تخونك معاه ..
تعرفون إيش رد الشيخ قال :


بس أنا ماني متزوج !!!!


هنا الصدمة !!!

عرفتوا وائل كان يروح لزوجة مين ؟


كان يروح لزوجة حمد



وفي حديث مرفوع رواه عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه"


من مقال للدكتور / خالد الصغير

منقول


من نوادر الطفيليين


ومن نكتهم ان احدهم رأى جماعة يأكلون فجلس معهم دون معرفة فقالوا له موبخين.
هل تعرف احدا منا؟!
فأشار الى الطعام وقال هذا!!
اما اكثرهم استماتة في تطبيق الدستور الطفيلي فقد اقتحم المائدة على جماعة وقال في شفحة ودناعة ماذا تأكلون,, فقالوا,, نأكل سماً فقال,, الحياة بعدكم حرام!!
قال المغني ابراهيم الموصلي في طفيلي كان يلازمه
نعم النديم نديم لا يكلفني
ذبح الدجاج ولا ذبح الفراريج
يكفيه لونان من كشك ومن عدس
وان يشاء فزيتون بطسوج
والطسوج نوع من المكاييل.

وقال احدهم
نحن قوم اذا دعينا اجبنا
ومتى نُنس يدعنا التطفيل
ونقل علنا دعينا فغبنا
وأتانا فلم يجدنا الرسول

وقال آخر
دعوت نفسي حين لم تدعني
فالحمد لي لا لك في الدعوة
وكان ذا احسن من موعد
مخلفه يدعو الى الجفوة

ودخل طفيلي على رجل,, يكره رؤيته
ازوركم لا اجازيكم بجفوتكم
ان المحب اذا مالم يزر زارا

ومما قالوا
الا ليت لي خبزاً تسربل رائباً
وخيلاً من البرني فرسانها الزبد
فأطلب فيما بينهن شهادة
بموت كريم لا يشق له لحد
ومن حكاياتهم ان رجلاً كبيراً في السن وشاباً خرجا الى البر كان الشيخ الكبير متخلع الاسنان اما الشاب فيأكل القرص الوحيد الذي يصنعانه ثم يجلس يحكي للشيخ عن حبيبته ويبكي من العشق واسم الصبي جعفر فقال الشيخ
لقد رابني من جعفر ان جعفرا
يطيش بقرصي ثم يبكي على جمل
فقلت له لو مسك الحب لم تبت
سمينا وانساك الهوى شدة الاكل
فرد عليه الشباب قائلاً
اذا كان في بطني طعام ذكرتها
وان جعت يوماً لم تكن لي على ذكر
ويزداد حبي ان شبعت تجدداً
وان جعت غابت عن فؤادي وعن فكري

ولهم في الحرص حكاية ان احدهم كان يعشق فتاة ويظهر لها شدة الحب والهوى الى ان سألته يوماً ان يقرضها نصف درهم فانقطع عنها وكلما رآها في طريق سلك طريقاً آخر فما كان منها الا ان صنعت له نشوقاً وأقبلت عليه به فقال ماهذا؟ قالت نشوق صنعته لهذا الخوف الذي فيك فقال اشربيه انت للطمع الذي فيك فاذا انقطع طمعك انقطع خوفي وقال الابيات
اخلفي ماشئت وعدي
وامنحيني كل حد
قد سلا بعدك قلبي
فاعشقي من شئت بعدي
انني آليت الا
اعشق من يعشق نقدي

وقيل لأشعب
ما احسن الغناء,, قال نشيش المقلى
يقصد صوت الطعام وهو يقلى
قيل فما,, اطيب الزمان؟
قال اذا كان عندك ما تنفعه
وله,, هذان البيتان المشهوران:
الا اخبرت اخباراً
اتت في زمن الشدة
وكان الحب في القلب
فصار الحب في المعدة!!

وقال هشام اخوذي الرمة لرجل اراد سفراً ان لكل رفقة كلباً يشركهم في فضلة الزاد فان استطعت ألا تكون كلب الرفاق فافعل



اشعب اشهر الطفيليين


ومن اشهر الطفيليين اشعب الطماع,, سئل يوماً ما هو اقصى طمعك قال مانظرت الى اثنين يتناجيان الا ظننتهما يأمران لي بصلة.
وأشعب هو رمز الطمع في التراث العربي حتى قيل اطمع من اشعب.
مر اشعب على رجل يصنع طبقاً فقال له سألتك الله ان توسعه فقال الصانع وما شأنك به فقال لعل صاحبه يهدي الي به الطعام!!
وساوم رجلاً يبيع الاقواس,, فقال له ان القوس بدينار فقال اشعب:
والله لو انها ترمي طائراً في السماء ويقع مشوياً بين رغيفين مادفعت فيها دينارا!!
ومن طرائفهم ان طفيلياً سئل اثنان في اثنين كم تساوي فقال اربع رغفان! وشم احدهم رائحة طعام عند اهل بيت ووجدهم اغلقوا الباب دونه فتسلق الجدار ونزل عليهم قائلاً منعتوني من الارض جئتكم من السماء!



اسرار الطفيليون

 
قال طفيل العرائس مؤسس,, الطائفة الطفيلية مرسياً مبدأها,, ومرسياً,,دستورها:
اذا,, دخل احدكم عرساً فلا يتلفت تلفت المريب,, وعليه ان يتخير,, افضل الامكنة في المجالس,, واذا دخل الى حفل عرس, فليمض ولا,, ينظر في عيون الناس,, حتى يظن اهل المرأة انه من اهل الرجل ويظن اهل الرجل انه من اهل المرأة واذا,, كان البواب,, وقاحاً,, فأبدؤوا,, به,, وكلموه,, بلهجة الامر,, والنهي,, دون ان تغلظوا,, له القول,, لكن,, تمرجحوا,, بين النصيحة والادلال!!
انتهى,, كلام طفيل.
وقال كبار الطفيليين: ليس في الارض عود اكرم من ثلاثة اعواد,, عصا موسى وخشب منبر خليفة المسلمين وخوان الطعام.
ونقش وجيه من وجهاء بني طفيل وهو ابو العرنين الطفيلي على خاتمه,, اللؤم شؤم,, ويروى ان طفيلياً مر على قوم وعندهم وليمة فاقتحم عليهم المجلس واتخذ له مكاناً بينهم فأنكروا تصرفه واستهجنوا فعلته وقالوا,, موبخين ساخرين:
لو,, تأنيت او,, وقفت حتى يؤذن لك او يُبعث اليك او تُدعى,.
فقال: انما اتخذت البيوت ليدخل فيها ووضعت الموائد ليؤكل عليها,, وما حملت هدية حتى اتوقع الدعوة,, والحشمة قطيعة,, وطرحها صلة,, ولقد دعينا الى ان نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا,, ثم انشد قائلاً
كل يوم ادور في عرصة الدار
اشم القتار,, شم الذباب
فاذا,, ما رأيت,, آثار عرس
او دخان او دعوة الاصحاب
لم اعرج دون التقحم لاارهب
طعناً او لكزة البواب
مستهيناً بمن دخلت عليهم
غير مستأذن ولا هياب
فتراني الف بالرغم منهم
كل ما قدموه لف العقا





نسيت واحدة ونسي ابي الاخرى ؟ اشعب


الحكاية الأولى : سيف الجلاد!
أمضى أشعب يجول في طرقات جيئة وذهابًا بحثًا عن وليمة لكن دون جدوى فقد سدت كل الأبواب في وجهه وفي نهاية الأمر جلس على رأس الطريق مطرقًا مطأطئ الرأس وراح يقول في نفسه:

- قاتل الله التطفل! يذل صاحبه ويجعله في أسوأ حال

وبينما هو على هذه الحال سمع جلبة تأتي من خلفه فالتفت فرأى عشرة رجال مجتمعين فقال في نفسه:

- أخيرًا ضحك الحظ لك يا أشعب جاءك الفرج.

ولم يلبث أشعب أن قام مسرعًا وتسلل حتى اندس وسط هؤلاء وهو يقول في نفسه:

- أقسم أن هؤلاء ما اجتمعوا إلا لوليمة أو عرس فيه طعام لأحد الأثرياء..

ولم يمض كثير من الوقت حتى جاء رجل يقود هؤلاء الرجال ويمضي بهم في اتجاه زورق قد أعد لهم فقال أشعب لنفسه:

- وليمة ونزهة في وقت واحد؟! أحمدك يا رب..

ركب أشعب مع الرجال الزورق وانطلق بهم يمخر عباب البحر، وفي وسط البحر قام الرجل الذي كان يقود هؤلاء الناس وقيدهم بالحديد وبالطبع فقد قيد معهم أشعب. لم يكد الرجل يقيد أشعب بالحديد حتى أيقن أنه وقع في شر أعماله وأن هناك خطأ قد حدث ولم يمض وقت كثير حتى وجد أشعب نفسه في بغداد وجهًا لوجه أمام الخليفة.

أخذ الخليفة يدعو الرجال بأسمائهم واحدًا بعد واحد فيأمر بضرب أعناقهم على الفور فقد كانوا من زعماء الفتنة في البلاد وفي الحال كان السياف يقطع الرقاب كما لو كان يقطف وردًا من بستان!

رأى أشعب الرقاب وهي تطير من حوله فامتلأ قلبه رعبًا وأدرك أنه هالك لا محالة بدون ذنب جناه.

اقترب الخليفة من أشعب ونظر إليه بإمعان حيث لم يكن من المطلوبين للعدالة وقال في دهشة:

- من هذا؟

فرد الجنود قائلين:

- و الله ما ندري غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به!

ازدادت دهشة الخليفة والتفت إلى أشعب وقال مستنكرًا:

- من أنت؟ وما هي حكايتك؟ تكلم قبل أن أطيح برقبتك!

لم يكد أشعب ينظر إلى وجه الخليفة ويرى الشر يتطاير من عينيه حتى ارتعد من الرعب وارتعشت ساقاه وقال متلعثماً :

- والله يا أمير المؤمنين أنا لا أعلم عن هؤلاء الناس شيئاً وليست بيني وبينهم صلة!

نظر الخليفة بغضب إلى أشعب وقال :

- إذاً ما الذي جاء بك معهم؟ وكيف التقيت بهم؟

سالت الدموع من عيني أشعب وقال وهو يُغالب دموعه :

- إنني رجل طفيلي وقد رأيت هؤلاء القوم مجتمعين فقلت لنفسي : إن هؤلاء ما اجتمعوا إلا لوليمة أو عُرس فيه طعام و أنا منذ يومين لم أذق طعم الطعام!

لم يكد أشعب يُتم كلماته تلك حتى صاح الخليفة قائلاً :

- عذرك هذا غير مقبول

ثم صاح صيحة أشد في حُراسه قائلاً

- أيها الحراس اضربوا عُنق هذا الطفيلي حتى يكون عبرة لكل طفيلي وليعلم كل إنسان أن من تدخل فيما لا يعنيه طارت رقبته ولم يبق جزء سليم فيه!

رأى أشعب الجدية على وجه الخليفة فصاح من شدة الخوف قائلاً:

- أيها الخليفة أعزك الله لي طلب وحيد قبل أن تنفذ في حكم الموت والاعدام!

قال الخليفة: ما هو؟

فأجاب أشعب وهو ينتحب:

- إذا كنت فعلاً قد قررت قتلي فاضرب بطني بالسيف وليس عنقي!

اندهش الخليفة وقال:

- ولماذا يا رجل نضرب بطنك بالذات بالسيف؟

فأجاب أشعب:

- لأن بطني هو الذي ورطني هذه الورطة ولذلك وجب الانتقام منه!

وما أن أتم أشعب كلامه حتى انفجر الخليفة بالضحك و أيقن أن هذا الرجل خفيف الظل ليس من دعاة الفتنة فأمر السياف أن يتركه وقال مخاطباً أشعب :

- كاد طمعك يُوصلك إلى حتفك لولا لطف الله وكرمه بك ثم أقبل الخليفة على أشعب بوجهٍ طلقٍ بعد أن تأكد من براءته وربت على كتفه قائلاً

- هل لك في (( ثريدة )) مغمورة بالزبد مشققة باللحم يا أشعب

فرد أشعب قائلاً :

- و أُضرب كم ؟

فكتم أمير المؤمنين ضحكة وقال :

- بل تأكلها من غير ضرب.

فنظر أشعب إلى الخليفة في ارتياب ثم قال :

- أخبروني- بالله عليكم كم الضرب حتى أتقدم على بصيرة ؟ ضحك الخليفة و أحس بالسعادة تغمره وراح يتبادل مع أشعب الحديث وكان لأحاديث أشعب ونوادره أكبر الأثر في التسرية عن نفسه ثم سأل الخليفة أشعب :

- سمعت ُ عن طمعك فأحب أن أسمع منك بنفسي عن مقدار ما بلغته نفسك من الطمع!

ضحك أشعب وقال :

- والله يا أمير المؤمنين ما رأيت اثنين يتساران فيما بينهما إلا ظننتُ أنهما يوصيان لي بشيء!

ازدادت رغبة الخليفة في الحديث إلى أشعب و أحب ممازحته فأشار إلى وزيره إشارة يفهمها وعلى الفور اقترب الوزير من أشعب وقال :



- يا أشعب إنك سترحل بعد قليل وقد أحببتك و أحببت أن تترك لي ذكرى أذكرك بها ويستحسن أن تهديني خاتمك هذا!

اضطرب أشعب وقال في ثلعثم :

- الأفضل أن تتذكرني بأنني منعتك هذا الخاتم لأن هذا أبلغ في الذكرى من إعطائك إياه.

ابتسم الخليفة من فطنة أشعب وأراد أن يستزيد من الضحك فقال في سخرية:

- ولكني سمعت أنك مشغول بالموائد والولائم ولا شأن لك بالعلم والتعلم على الرغم من أن العلم نور!

رد أشعب في ثقة قائلاً:

- لا تقل هذا يا مولاي فقد حفظت حكمتين عظيمتين تعلمتهما من أبي وفيهما فلاح الانسان في الدنيا والأخرة

سأل الخليفة في اهتمام:

- وما هما هاتان الحكمتان؟ شوقتني لمعرفتهما؟

شرد أشعب وأخذ يجيل نظره في كل اتجاه ويعصر ذهنه كي يتذكر شيئًا ذا قيمة ولما رآه الخليفة شارد الذهن صامتًا سأله قائلاً:

- ماهذا يا أشعب هل ستبقى ساكتًا هكذا طويلاً؟

رد أشعب في هدوء:

- معذرة يا مولاي فقد نسيت واحدة!

ابتسم الخليفة ضاحكًا وقال:

- هذه واحدة نسيتها فما بال الثانية؟

وفي ابتسامة ساخرة رد أشعب قائلاً:

- أما الثانية فقد نسيها أبي.

لم يكد أشعب يتم كلامه حتى انفجر الخليفة بالضحك وأمر لأشعب بجائزة كبيرة.

حمل أشعب الجوائز والعطايا عائدًا إلى بيته وهو يتفكر فيما حدث وأنه كان سيفقد حياته ويدفع عمره ثمنًا لطمعه لولا لطف الله وعنايته فقال في نفسه:

- هذه أخر مرة أعرض فيها حياتي للخطر.

ثم ذرف دمعة سالت على خده ومضى في طريقه مسرعًا حتى وصل إلى بيته !

قص أشعب ما حدث على زوجته فحمدت الله على نجاته وعاتبتهُ على فضوله وتطفلهِ الذي كان سيودي بحياته لكنه أكد لها أنها كانت تجربة قاسية تعلم منها ألا يتدخل فيما لا يعنيه ولما انتهى أشعب من كلامه رأى جماعة كبيرة من الناس تقف في صفوف ويلبسون أزياء موحدة فجرى مسرعا نحوهم وهو يقول :

- والله ما خرج هؤلاء إلا لحفل أحدِ أبناء السلطان ! هرولت الزوجة خلف أشعب الذي كان قد اختفى عن الأنظار وتسلل بين الصفوف فقالت وهي تضرب كفاً بكف :

- حقاً إن الطمع آفة كبيرة لكن أكبر آفات الإنسان النسيان!



الأحد، 24 يونيو 2012

علي (كرم اللّه وجهه) اعلم الناس بنبينا وكتاب نبينا



الخليفة ويهودي مدني
عن أبي الطفيل قال شهدت الصلاة على أبي بكر الصديق ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه وأقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى أسموه أمير المؤمنين فبينما نحن عنده جلوس إذا أتاه يهودي من يهود المدينة وهم يزعمون إنه من ولد هارون أخي موسى بن عمران عليهما السلام حتى وقف على عمر فقال له: يا أمير المؤمنين ! أيكم أعلم بنبيكم وبكتاب نبيكم حتى أسأله عما أريد فأشار له عمر إلى علي بن أبي طالب فقال: هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا قال اليهودي: أكذاك أنت يا علي ؟ قال: سل عما تريد .
 قال: إني سائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة .
 قال له علي: ولم لا تقول إني سايلك عن سبع ؟ قال له اليهودي: أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن أسألك عن الواحدة، وإن أخطأت في الثلث الأول لم أسألك عن شئ .
 وقال له علي: وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت ؟ قال: فضرب بيده على كمه فاستخرج كتابا عتيقا فقال: هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي بإملاء موسى وخط هارون وفيه هذه الخصال الذي أريد أن أسألك عنها فقال علي: والله عليك إن أجبتك فيهن بالصواب أن تسلم .
 قال له: والله لئن أجبتني فيهن بالصواب لأسلمن الساعة علي يديك .
 قال له علي: سل .
 قال: أخبرني عن أول حجر وضع على وجه الأرض، وأخبرني عن أول شجرة نبتت على وجه الأرض، وأخبرني عن أول عين نبعت على وجه الأرض، قال له علي: يا يهودي إن أول حجر وضع على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون إنه صخرة بيت المقدس وكذبوا لكنه الحجر الأسود نزل به آدم معه من الجنة فوضعه في ركن البيت فالناس يمسحون به
ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله قال اليهودي: أشهد بالله لقد صدقت .
 قال له علي: وأما أول شجرة نبتت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون إنها الزيتونة وكذبوا ولكنها نخلة العجوة نزل بها معه آدم من الجنة فأصل التمر كله من العجوة .
 قال له اليهودي: أشهد بالله لقد صدقت .
 قال: وأما أول عين نبعت على وجه الأرض فإن اليهود يزعمون إنها العين التي تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا ولكنها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة فلما أصابها ماء العين عاشت وسمرت فاتبعها موسى وصاحبه فأتيا الخضر .
 فقال اليهودي: أشهد بالله لقد صدقت .
 قال له علي: سل .
 قال: أخبرني عن منزل محمد أين هو في الجنة ؟ قال علي: ومنزل محمد من الجنة جنة عدن في وسط الجنة أقربه من عرش الرحمن عز وجل .
 قال له اليهودي: أشهد بالله لقد صدقت .
 قال له علي: سل .
 قال: أخبرني عن وصي محمد في أهله كم يعيش بعده وهل يموت أو يقتل ؟ قال علي: يا يهودي يعيش بعده ثلثين سنة ويخضب هذه من هذه وأشار إلى رأسه .
 قال : فوثب اليهودي وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
 أخرجه الحافظ العاصمي في زين الفتى في شرح سورة هل أتى .
 وفي الحديث سقط كما ترى، وفيه نص عمر على إن عليا أعلم الأمة بنبيها وبكتابه، وموسى الوشيعة يقول: عمر أعلم الأمة على الإطلاق بعد أبي بكر، والانسان على نفسه بصيرة .

واحدة باثنتين والبادء اظلم



القاضي ابن أبي ليلى والمنصور



وحدث عبد الله البلتاجي، قال: دخل ابن أبي ليلى على أبي جعفر المنصور، وكان ابن أبي ليلى قاضياً فقال أبو جعفر: إن القاضي يرد عليه. من ظرائف الناس ونوادرهم أمور، فإن كان ورد عليك شيء فحدثنيه، فقد طال علي يومي.


قال: والله يا أمير المؤمنين، قد ورد علي منذ ثلاثة أيام أمر ما ورد علي مثله. أتتني عجوز تكاد تنال الأرض بوجهها أو تسقط من انحنائها فقالت: أنا بالله وبالقاضي أن يأخذ لي بحقي وأن يعينني على خصمي.

قلت: ومن خصمك? قالت: إبنة أخ لي.

فدعوت بها فجاءت امرأة ضخمة ممتلئة شحماً فجلست منبهرة. فذهبت العجوز تتظلم، فقالت الشابة: أصلح الله القاضي، مرها فلتسكت حتى أتكلم بحجتي وحجتها فإن لحنت بشيء فلترد علي، فإن أذنت لي أسفرت.

فقالت العجوز: إن أسفرت قضيت لها.


فقلت لها: أسفري، فأسفرت عن وجه والله ما ظننت أنه يكون مثله إلا في الجنة. فقالت: أصلح الله القاضي، هذه عمتي مات والدي وتركني يتيمة في حجرها فربتني فأحسنت التربية، حتى إذا بلغت مبلغ النساء قالت لي: يا بنت أخي، هل لك في التزويج? قلت: ما أكره ذلك يا عمة.


قالت العجوز: نعم.


قالت: فخطبني وجوه أهل الكوفة فلم ترض إلا رجلاً صيرفياً، فتزوجني، فكنا كأننا ريحانتان ما أظن أن الله خلق غيره يغدو إلى سوقه ويروح علي بما رزقه الله تعالى. فلما رأت العمة موقعه مني وموقعي منه حسدتنا على ذلك، وكانت لها ابنةً فشوفتها وهيأتها لدخول زوجي، فوقعت عينه عليها، فقال: يا عمة هل لك أن تزوجيني ابنتك? قالت: نعم بشرط.


فقال لها: وما الشرط.? قالت: تصير أمر ابنة أخي إلي.


قال: قد صيرت أمرها إليك.


قالت: فإن قد طلقتها ثلاثاً بتةً.


وزوجت ابنتها زوجي، فكان يغدو عليها ويروح، فقلت لها : يا عمتي أتأذنين لي أن أنتقل عنك? قالت: نعم.

فانتقلت عنها وكان لعمتي زوج غائب فقدم فلما توسط منزلها قال: ما لي لا أرى ربيبتنا? قالت: طلقها زوجها فانتقلت عنا.


فقال: إن لها من الحق علينا أن نعزيها بمصيبتها.


فلما بلغني مجيئه إلي تهيأت له وتشوفت. فلما دخل علي عزاني بمصيبتي، ثم قال: إن فيك بقيةً من الشباب؛ فهل لك أن أتزوج بك? قلت: ما أكره ذلك ولكن على شرط.


قال لي: وما الشرط? قلت: تصير أمر عمتي بيدي.


قال: فإني قد فعلت وصيرت أمرها بيدك.


قلت: فإني قد طلقتها ثلاثاً بتة.



قالت: فقدم علي بثقله من الغد ومعه ستة آلاف درهم فأقام عندي ما أقام، ثم إنه اعتل وتوفي فلما انقضت عدتي جاء زوجي الأول الصيرفي يعزيني بمصيبتي فلما بلغني مجيئه تهيأت وتشوفت له، فلما دخل علي قال لي: يا فلانة إنك تعلمين أنك كنت أعز الناس علي وأحبهم إلي، وقد حلت المراجعة، فهل لك في ذلك? قلت: ما أكره ذلك، ولكن اجعل أمر ابنة عمتي بيدي.


قال: فإني قد فعلت.


قلت: فإني قد طلقتها ثلاثاً بتةً، أصلح الله القاضي، فرجعت إلى زوجي فما اعتدائي عليها.


فقالت العجوز: أنا فعلت مرة، وفعلت مرة بعد أخرى.


فقلت: إن الله لم يوقت في هذا وقتاً، وقد قال تعالى: "ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله". فواحدة بواحدة والبادي أظلم.


فقال القاضي: إن زوج العمة لم يكن له أن يتزوج ابنة أخيها وهي في عدته؛ فأرادت العجوز أن تتولى التفريق بينه وبينها استيفاء لها ومجازاة لها على فعلها، فقلت لها: قد فرقت بينكما، قومي إلى منزلك.