- من نوادر ابن الجصاص
أنه حج في بعض السنين فلما بات بالمزدلفة في ليلة عيد الأضحى، نظر إلى القمر
وقال: لا إله إلا الله! حججت قبل هذه الحجة وبت ها هنا وكان القمر أيضاً في هذا الموضع نفسه، وهذا اتفاق عجيب!
ونظر يوماً في المرآة فقال: اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه، وسودها يوم تسود وجوه.
ونظر يوماً آخر في المرآة فقال لإنسان عنده: أترى لحيتي قد طالت؟ فقال له الحاضر: المرآة في يدك، فقال: صدقت ولكن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
وكسر يوماً بين يديه لوز فطفرت لوزة، فقال: لا إله إلا الله، كل شيء يهرب من الموت حتى البهائم.
ودخل يوماً على ابن الفرات الوزير فقال: يا سيدي عندنا في الحويرة كلاب لا يتركوننا ننام من الصياح، فقال الوزير: أحسبهم جراء، فقال: أيها الوزير لاتظن ذلك، كل كلب مثلي ومثلك
و صلى يوما إماما في صلاة المغرب فأخذ يطيل في القراءة, فنهره أحد الأمراء وكان مأموما
أمام الناس, وقال له:
لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة.
فصلى بهم المغرب, وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ), وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى ( ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا ), فقال له الأمير يا هذا:
طول ما شئت واقرأ ما شئت, غير هاتين الآيتين
وروى إنه زار قوماً فأكرموه وطيبوه فجعلوا المسك في شاربه، فحكته شفته العليا، فأدخل إصبعه فحكها من باطن الشفة مخافة أن تأخذ إصبعه من المسك شيئاً.
سئل يوما عن الفرج بعد الشدة ، فقال : أن تحلف على الضيف فيعتذر بالصوم
ونظر يوما في المرآة فرأى دمامة وجهه فقال : الحمد لله الذي لا يُحمد على المكروه سواه !
وعضه يوما ثعلب فأتى راقياً فقال الراقي : ما عضك ؟ فقال : سبع . واستحيا أن يقول ثعلب . فلما بدأ بالرقية ، قال : واخلط بها شيئاً من رقية الثعلب !