السبت، 21 يوليو 2012

أول ليلة في القبر


 
الحمد لله رب العالمين .

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أن محمد عبده ورسوله ، بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا . 
بلغ الرسالة وادى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين . 
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا . 
فأرقت موضع مرقدي يوما ففارقني السكون 
القبر أول ليلة بالله قلي ما يكون 
ليلتان اثنتان يجعلها كل مسلم في مخيلته : 
ليلة وهو في بيته مع أطفاله وأهله . 
منعما سعيد ، في عيش رغيد في صحة وعافية ، يضاحك أطفاله ويضاحكونه . 
والليلة التي تليها مباشرة ليلة أتاه الموت فوضع في القبر ، أي ليلتين ؟ 
ليلة ثانية وضع في القبر لأول مرة ، وذاك الشاعر العربي يقول : 
فارقت موضع مرقدي يوما ففارقني السكون ، يقول : 
انتقلت من مكان إلى مكان ، وذهبت من موضع نومي في بيتي إلى بيت آخر فما أتاني النوم . 
فبالله كيف تكون الليلة الأولي في القبر ؟ 
يوم يوضع الإنسان فريدا وحيدا مملقا إلا من العمل ، لا زوج ولا أطفال ولا أنيس : 
(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) .
أول ليلة في القبر بكى منها العلماء ، وشكا منها الحكماء ، ورثا إليها الشعراء ، وصنفت فيها المنصفات . 
أول ليلة في القبر . 
أتي بأحد الصالحين وهو في سكرات الموت لدغته حية . 
وكان في سفر ، نسي أن يودع أمه وأباه وأطفاله وإخوانه ، فقال قصيدة يلفظها مع أنفاسه هي أم المراثي العربية في الشعر العربي . يقول وهو يزحف إلى القبر : 
فلله دري يوم أترك طائعا 
بني بأعلى الرقمتين وداريا 
يقول لا تبعد وهم يدفنونني 
وأين مكان البعد إلا مكانيا 
يقول : كيف أفارق أطفالى في لحظة ؟ 
لماذا لا أستأذن أبوي ؟ 
أهكذا تختلس الحياة ، أهكذا أذهب ؟ 
أهكذا أفقد كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟ 
ويقول عن نفسه : 
يقول لي أصحابي والذين يتولون دفني ، لا تبعد أي أبعدك الله . 
وأين مكان البعد إلا هذا المكان ؟ 
وأين الوحشة إلا هذا المنقلب ؟ 
وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟ 
فهل تصور متصور هذا ؟ 
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعلى أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . 
كلا ، الآن تراجع حساب ، الآن تتوب ، الآن تنتهي عن المعاصي . 
يا مدبرا عن المساجد ما عرفت الصلاة .
يا معرضا عن القرآن ، يا متهتكا في حدود الله . 
يا نشئا في معاصي الله . 
يا مقتحما لأسوار حرمها الله .
الآن تتوب ، أين أنت قبل ذلك ؟ 
أول ليلة في القبر . 
قال مؤرخو الإسلام : 
مات الحسن ابن الحسين من أولاد على ابن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه .
كان عنده زوجة وأطفال وكان في الشباب .
 

والموت لا يستأذن شابا ولا غنيا ولا فقيرا ولا أميرا ولا ملكا ولا وزيرا ولا سلطان . 

الموت يقصم الظهور ويخرج الناس الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان . 
الحسن ابن الحسين مات فجأة ، نقلوه إلى المقبرة . 
فوجدت عليه امرأته وحزنت حزنا لا يعلمه إلا الله . 
أخذت أطفالها وضربت خيمة حول القبر . 
( وهذا ليس من عمل الإسلام ولولا أن مؤرخو الإسلام ذكروه ما ذكرته ) .
ضربت خيمة حول القبر وأقسمت بالله لتبكيا هي وأطفالها على زوجها سنة كاملة . 
هلع عظيم وحزن بائس . 
وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيمة وحملتها وأخذت أطفالها في الليل . 
فسمعت هاتفا يقول لصاحبه في الليل : 
هل وجدوا ما فقدوا ؟ هل وجدوا ما فقدوا ؟ 
فرد عليه هاتف آخر قال : 
لا ، بل يئسوا فانقلبوا . 
ما وجدوا ما فقدوا ، ما وجدوا ضيعتهم ، ولا وديعتهم : 
كنز بحلاون عند الله نطلبه 
خير الودائع من خير المؤدينا 
قال : لا بل يئسوا فانقلبوا . 
ما كلمهم من القبر ، ما خرج إليهم ولو في ليلة واحدة ، ما قبل أطفاله ، ما رأى فتاته ، لا . 
ولذلك هذه أول ليلة ولكن لها ليالى أخرى إذا أحسن العمل . 
قل الله ، جل الله : 
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) .
أتي أبو العتاهية يقول لسلطان من السلاطين غرته قصوره ، وما تذكر أول ليلة ينزل فيها إلى القبر . 
ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر ، متجبر أما تذكر أول ليلة ؟ 
هذا السلطان بنى قصورا في بغداد ، فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول له : 
عش ما بدأ لك سالما في ظل شاهقة القصور . 
عش ما بدا لك سالما عش ألف سنة ، عش مليون سنة سالما معافا مشافا . 
يجري عليك بما أردت مع الغدو مع البكور . 
ما تريد من طعام ، ما تريد من شراب هو عندك ، ولكن اسمع ماذا يقول : 
فإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور 
فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور 
فبكى السلطان حتى أغمي عليه : فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور . 
أول ليلة في القبر . 
وأنا أطالب نفسي وإياكم آيا معاشر المسلمين أن نهيئ لنا نورا في القبور أول ليلة . 
ووالله لا ينور لنا القبر إلا العمل الصالح بعد الإيمان . 
لنقدم لنا ما يؤنسنا في القبر يوم ننقطع عن الأهل ، والمال ، الولد والأصحاب . 
خرج عليه الصلاة والسلام إلى تبوك : 
وفي ليلة من الليالي نام هو والصحابة ، وكانوا في غزوة في سبيل الله . 
قال ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه : 
قمت آخر الليل فنظرت إلى فراش الرسول صلى الله عليه وسلم فلم أجده في فراشه . فوضعت كفي على فراشه فإذا هو بارد . 
وذهبت إلى فراش أبي بكر فلم أجده على فراشه . 
فالتفت إلى فراش عمر فما وجدته .
قال : وإذا بنور في أخر المخيم وفي طرف المعسكر ، فذهبت إلى ذلك النور ونظرت .
فإذا قبر محفور ، والرسول عليه الصلاة والسلام قد نزل في القبر . 
وإذا جنازة معروضة ، وإذا ميت قد سجي في الأكفان .
وابو بكر وعمر حول الجنازة، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول لأبي بكر وعمر (( دليا لي صاحبكما)).
فلما أنزلاه ، نزله صلي الله عليه وسلم في القبر، ثم دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام ثم التفت إلى القبلة ورفع يديه وقال:
(( اللهم إني امسيت عنه راض فأرض عنه))، (( اللهم إني أمسيت عنه راض فأرض عنه)).
قال: قلت من هذا؟
قالوا : هذا أخوك عبد الله ذو البجادين مات في أول الليل.
قال ابن مسعود: فوددت والله أني أنا الميت : (( اللهم إني أمسيت عنه راض فأرض عنه)).
وإذا رضي الله عن العبد أسعده.
وإنما هي مسألة لمن نسي الله وأوامر الله وانتهك حدود الله.
نقول له: هل تذكرت يا أخي أول ليلة في القبر؟
كان عمر بن عبد العزيز أميراً من أمراء الدولة الأموية، يغير الثوب من حرير في إلىوم أكثر من مرة، الذهب والفضة عنده. 
الخدم القصور، المطاعم المشارب كل ما اشتهي وكل ما طلب وكل ما تمني.
ولما تولى الخلافة، ملك الأمة الإسلامية انسلخ من ذلك كله لنه تذكر أول ليلة في القبر.
وقف على المنبر يوم الجمعة فبكي وقد بايعته الأمة.
وحوله الأمراء والوزراء والشعراء والعلماء وقواد الجيش ، فقال: 
خذوا بيعتكم.
قالوا: ما نريد إلا أنت.
فتولاها فما كر عليه أسبوع أو أقل إلا وقد هزل، وضعف وتغير لونه ما عنده إلا ثوب واحد.
قالوا لزوجته: ما لعمر تغير؟
قالت: والله ما ينام الليل، والله إنه يأوي غلي فراشه فيتقلب كأنه ينام على الجمر ويقول :
آه توليت أمر أمة محمد، يسألني يوم القيامة الفقير والمسكين والطفل والأرملة.
يقول له أحد العلماء يا أمير المؤمنين:
رأيناك قبل أن تتولى الملك وأنت في مكة في نعمة وفي صحة وفي عافية ،فما لك تغيرت؟
فبكي رضي الله عنه حتى كادت أضلاعه تختلف ، ثم قال للعالم وهو ابن زياد:
كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبر بعد ثلاثة أيام.
يوم أجرد عن الثياب ، وأوسد التراب، وأفارق الأحباب، وأترك الصحاب. 
كيف لو رأيتني بعد ثلاث ، والله لرأيت منظرا يسوءك ؟‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍
فنسأل الله حسن العمل . 
والله ، والله لو عاش الفتي في عمره . . . . 
أسمع . 
والله لو عاش الفتى في عمره 
ألفا من الأعوام مالك أمره 
متنعما فيها بكل لذيـــذة 
متلذذا فيها بسكنا قصره 
لا يعتريه الهم طول حياته 
كلا ولا ترد الهموم بصدره 
ما كان ذلك كله في أن يفي 
فيها بأول ليلة في قبره 
والله لو عاش ألف سنة ، وما طرقه هم ولا غم ولا حزن . 
والله لا يفي بأول ليلة في القبر . 
ووالله لننزلنها جميعا ، أول ليلة . 
فيا عباد الله ، أسال الله لي ولكم الثبات ، ماذا أعددنا لضيافة تلك الليلة ؟ 
يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : 
( القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من النار ) 
كان عثمان بن عفان الخليفة رضي الله عنه إذا شيع جنازة بكى حتى يغمى عليه فيحملونه إلى بيته كالجنازة إلى بيته . قالوا : ما لك ؟ قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
( القبر أول منازل الآخرة فإذا نجا العبد فيه أفلح وسعد ، وإذا خسر والعياذ بالله خسر آخرته كلها ) . 
والقبر روضة من رياض الجنان 
أو حفرة من حفر النيران 
إن يكون خيرا فالذي من بعده 
أفضل عند ربنا لعبده 
وإن يكن شرا فما بعد أشد 
ويل لعبد عن سبيل الله صد 
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين . 
فأستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم . 
الحمد لله رب العالمين ، ولي الصالحين ، ولا عدونا إلا على الظالمين . 
والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . 
أتيت القبور فناديتها .. .. أين المعظم والمحتقر ؟ 
أتيت القبور . قبور الرؤساء والمرؤوسين . 
قبور الملوك والمملوكين . 
قبور الأغنياء والفقراء فناديتها أين المعظم والمحتقر ؟ 
تفانوا جميعا فما مخبر 
وما ماتوا جميعا ومات الخبر 
فياسائلي عن أناس مضوا 
أما لك في ما مضى معتبر 
تروح وتغدو بنات الثرى 
فتمحو محاسن تلك الصور 
أرأيت قبرا ميزا عن قبور ؟ 
أأنزل الملك في قبر من ذهب أو فضة ؟ 
ووالله لقد ترك ملكه وقصوره وجيشه وكل ما يملك ، ولبس قطهة من القماش كما نلبس وأنزل التراب . 
ولدتك أمك باكيا مستصرخا 
والناس حولك يضحكون سرورا 
فاعمى لنفسك أن تكون إذا بكوا 
في يوم موتك ضاحكا مسرورا 
لكن كثيرا من الناس علموا بالقبر ، وأول ليلة فأحسنوا العمل ، لذلك متهيئون دائما . 
يريدون الله والدار الآخرة ، ثبتهم الله في اليل والنهار . 
يترقبون الموت كل طرفة عين . 
خرج رجل من الصالحين وشيخ من المشايخ أعرفه من مدينة الرياض . 
خرج بزوجته وكانت صائمة ولية من اؤلياء الله . خرج يريد العمرة ، 
والغريب في تلك السفرة أنها ودعت أطفالها ، وكتبت وصيتها ، وقبلت أطفالها وهي تبكي . كأنها  ألقي في خلدها أنها سوف تموت . 
( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) .
ذهب واعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى ، إيمان وقرآن وذكر وقيام وصيام وعبادة . لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي . 
عاد معها فلما كان في الطريق إلى الرياض ، أتى الأجل المحتوم إلى زوجته .
(وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) .
(يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) .
ذهب إطار السيارة فانقلبت ووقعت المرأة على رأسها ، لكنها إن شاء الله شهيدة . 
(أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ). 
خرج وزوجها من الباب الآخر ، ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول : 
لا إله إلا الله محمد رسول الله ، الله ، الله ، الله . 
وتقول لزوجها : عفي الله عنك ، اللقاء في الجنة ، بلغ أهلي السلام . 
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) . 
أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة ، وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة . 
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا 
شوقا إليكم ولا جفت مآقينا 
تكاد حين تناجكم ضمائرنا 
يقضي علينا الأسى لولا تاسينا 
إن كنا عز في الدنيا اللقاء ففي 
مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا 
عاد الرجل إلى الرياض ودفن زوجته ، دخل بيته وحده بلا زوجة ، دخل بيته واستقبله الأطفال ، لكن حياة سهلة وبسيطة ، ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الطفلات بنت ، قامت تقول أين أمي ؟ 
قال : سوف تأتي . 
قالت : لا والله لا بد أن أرى أمي . 
وانهار الرجل . 
ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بأذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض . 
يعمل لها العاملون ،ليست كدنيانا الحقيرة والسخيفة التي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدار الآخرة . 
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) . 
فاعمل لدار غدا رضوان خازنها 
الجار أحمد والرحمن بانيها 
قصورها ذهب والمسك طينتها 
والزعفران حشيش نابت فيها 
يا إخوتي في الله : 
يا شيخا كبيرا احدودب ظهره ودنى أجله ، هل أعدت لأول ليلة ؟
يا شابا مصطلحا متنعما غره الشباب والمال والفراغ هل أعدت لأول ليلة ؟ 
إنها أول الليالى :
وإنها إما أول ليلة من ليالى الجنة . 
أو أول ليلة من ليالى النار . 
عباد الله : 
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . 
وصلوا على أصحابه ، وترضوا على أحبابه . 
أسأل الله أن يصلح ولاة الأمر ، وأن يهديهم سواء السبيل . 
أسأل الله أن يصلح شباب الإسلام ، وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وأن يكفر عنهم سيئاتهم . 
وأن يهيئهم بعمل صالحا لأول ليلة من ليالى القبر . 
أسأل أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت . 
ولا يظلم أبصارنا وبصائرنا . 
ولا يجعلنا قوما انحرفوا عن منهج الله واشتروا معاص الله ، وغفلوا عن آيات الله ، فعموا ، وصموا ، وابتعدوا .
سبحانك ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .









عليك بالاستغفار



  اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد و يآ منجزالوعيد ويآمن هو كل يوم في أمر جديد أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع ـآلطريق بك أدفع مآلآ أطيق .. ~
.......... لديك حاجة أو هم إليك هذه الأعجوبةهناك امرأة قالت:
ما ت زوجي وأنا في الثلاثين من عمري
وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ، فأظلمت الدنيا في عيني
وبكيت حتى خفت على بصري
وندبت حظي ..ويئست ..وطوقني الهم
فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا
وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا
وبينما أنا في غرفتي
فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم
وإذا بشيخ يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيق فرجا"
فأكثرت بعدها الإستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك
وما مر بنا والله سته اشهر ـ حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمه ـ فعوضت فيها بملايين 
وصار أبني الأول على طلاب منطقته
وحفظ القران كاملاً
وصار محل عناية الناس ورعايتهم
وأمتلأ بيتنا خيراً
وصرنا في عيشه هنيئه
وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي
وذهب عني الهم والحزن والغم
وصرت أسعد أمرأه
منقول للشيخ عائض القرني
نعم إنها أعجوبة الاستغفار التي غفلنا عنها
يقول أحد الأزواج :
كلما أغلظت على زوجتى أو تشاجرت أنا وهي أو صار بيني وبينها أي مشكلة أهم بالخروج من البيت من الغضب ....... ووالله لا أفارق باب العمارة إلا وتجتاحني رغبة شديدة في الذهاب للإعتذار منها ومراضاتها......أخبرتها بذلك فقالت لي: أتعرف لماذا ؟؟
قال لها : ولماذا ؟
قالت بمجرد أن تخرج من الغرفة بعد شجارنا ألهج بالاستغفار ولا أزال أستغفر حتى تأتي وتراضيني
نعم أخوتي انه الاستغفار الذي قال عز وجل عنه (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) ألا يستحق أن يكون أعجوبة
روى الشيخ خالد الجبير استشاري أمراض القلب هذه القصة التي حدثت له
أنه كان معرض للتقاعد من عمله وهناك خمسة أطباء من اللذين يعملون معه في نفس المشفى كانو يكنوا له  العداوة وأرادوا خروجه من العمل ... وعندما عرض له الخبر أصبح مهموما ضائقا شديد الكرب
ذهب للمسجد وقت صلاة العصر وعندما خرج تذكر شيئا ً ,,,قال في نفسه -- الآن كل الناس المرضى يأتون إلي لأعالجهم وأنا الآن لا أستطيع أن أعالج نفسي من الهم الذي أصابني !! وتذكر الاستغفار ، وجعل يردد (( استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه )) وعندما وصل لبيته يقول :
ما إن أمسكت مقبض باب المنزل حتى أحسست براحة واطمئنان عجيبين يسريان في داخلي ....... يقول الدكتور... ولم تمض بعد ذلك سوى سنتين إلا وقد حدث للأطباء الخمسة ما حدث...
فقد مات أحدهم
ونقل الآخر من عمله
وتقاعد الرابع
واعتذر أحدهم من فعلته
وفصل الأخير من الوظيفة ...........!!!!
سبحان الله كل ذلك يفعله الاستغفار أين نحن من قوله تعالى : "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا - يرسل السماء عليكم مدرارا - ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" سورة نوح 

…………………………………………………..
يا من طلقك زوجك ظلما
ويا من حرمت من الأولاد
ويا من تريد الزواج
يا من تريد فرج الله من الهموم التي ألمت بك
يا من ضاقت عليك الأرض من المصائب
تذكر أن الله معك ولن يخيب رجائك بالاستغفار
وأن جميع ما أصابنا من مصائب الدنيا إنما هو بذنوبنا فلنستغفر الله لتزول عنا ، وأبشر بعدها بالفرج






عليك بالاستغفار



  اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد و يآ منجزالوعيد ويآمن هو كل يوم في أمر جديد أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع ـآلطريق بك أدفع مآلآ أطيق .. ~
.......... لديك حاجة أو هم إليك هذه الأعجوبةهناك امرأة قالت:
ما ت زوجي وأنا في الثلاثين من عمري
وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ، فأظلمت الدنيا في عيني
وبكيت حتى خفت على بصري
وندبت حظي ..ويئست ..وطوقني الهم
فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا
وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا
وبينما أنا في غرفتي
فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم
وإذا بشيخ يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيق فرجا"
فأكثرت بعدها الإستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك
وما مر بنا والله سته اشهر ـ حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمه ـ فعوضت فيها بملايين 
وصار أبني الأول على طلاب منطقته
وحفظ القران كاملاً
وصار محل عناية الناس ورعايتهم
وأمتلأ بيتنا خيراً
وصرنا في عيشه هنيئه
وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي
وذهب عني الهم والحزن والغم
وصرت أسعد أمرأه
منقول للشيخ عائض القرني
نعم إنها أعجوبة الاستغفار التي غفلنا عنها
يقول أحد الأزواج :
كلما أغلظت على زوجتى أو تشاجرت أنا وهي أو صار بيني وبينها أي مشكلة أهم بالخروج من البيت من الغضب ....... ووالله لا أفارق باب العمارة إلا وتجتاحني رغبة شديدة في الذهاب للإعتذار منها ومراضاتها......أخبرتها بذلك فقالت لي: أتعرف لماذا ؟؟
قال لها : ولماذا ؟
قالت بمجرد أن تخرج من الغرفة بعد شجارنا ألهج بالاستغفار ولا أزال أستغفر حتى تأتي وتراضيني
نعم أخوتي انه الاستغفار الذي قال عز وجل عنه (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) ألا يستحق أن يكون أعجوبة
روى الشيخ خالد الجبير استشاري أمراض القلب هذه القصة التي حدثت له
أنه كان معرض للتقاعد من عمله وهناك خمسة أطباء من اللذين يعملون معه في نفس المشفى كانو يكنوا له  العداوة وأرادوا خروجه من العمل ... وعندما عرض له الخبر أصبح مهموما ضائقا شديد الكرب
ذهب للمسجد وقت صلاة العصر وعندما خرج تذكر شيئا ً ,,,قال في نفسه -- الآن كل الناس المرضى يأتون إلي لأعالجهم وأنا الآن لا أستطيع أن أعالج نفسي من الهم الذي أصابني !! وتذكر الاستغفار ، وجعل يردد (( استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه )) وعندما وصل لبيته يقول :
ما إن أمسكت مقبض باب المنزل حتى أحسست براحة واطمئنان عجيبين يسريان في داخلي ....... يقول الدكتور... ولم تمض بعد ذلك سوى سنتين إلا وقد حدث للأطباء الخمسة ما حدث...
فقد مات أحدهم
ونقل الآخر من عمله
وتقاعد الرابع
واعتذر أحدهم من فعلته
وفصل الأخير من الوظيفة ...........!!!!
سبحان الله كل ذلك يفعله الاستغفار أين نحن من قوله تعالى : "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا - يرسل السماء عليكم مدرارا - ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا" سورة نوح 

…………………………………………………..
يا من طلقك زوجك ظلما
ويا من حرمت من الأولاد
ويا من تريد الزواج
يا من تريد فرج الله من الهموم التي ألمت بك
يا من ضاقت عليك الأرض من المصائب
تذكر أن الله معك ولن يخيب رجائك بالاستغفار
وأن جميع ما أصابنا من مصائب الدنيا إنما هو بذنوبنا فلنستغفر الله لتزول عنا ، وأبشر بعدها بالفرج






ابو قدامه والغلام --- الجهاد في سبيل اللّه




‏كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي ، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم ، فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه ، فقالوا له : يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد ؟ فقال أبو قدامة نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح ، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت : يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء ، وقد قصعته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد ، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُرعت الأسنّة ، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله ، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل الله ولو كان عليّ جهاد لجاهدت .
وناولتني الشكال وقالت : اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوام بالليل صوام بالنهار وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام ، لا تحرمني ما طلبت من الثواب ، فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها . فقالت : ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي . فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي ، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبدالملك إذا بفارس يهتف من ورائي : يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك الله ، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا ، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً . قلت للصبي أسفر لي عن وجهك ، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير ، وإن لم يلزمك غزو رددتك ، فأسفر عن وجهه فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة .
قلت للصبي : ألك والد ؟ قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل الله يرزقني الشهادة كما رزق أبي . قلت للصبي : ألك والدة ؟ قال : نعم . قلت : اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد ، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات . قال : يا أبا قدامة أما تعرفني قلت : لا . قال : أنا ابن صاحبة الوديعة ، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال ، وأنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني فلا تحقرني لصغر سني وإن أمي قد أقسمت على أن لا أرجع ، وقالت : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه ، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه.
فلما سمعت كلام الغلام بكيت بكاءاً شديداً أسفاً على حسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه . فقال : يا عم مم بكاؤك ؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن الله يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه . قلت : لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلب والدتك كيف تكون بعدك .
وسرنا ونزلنا تلك الليلة فلما كان الغداة رحلنا والغلام لا يفتر من ذكر الله تعالى ، فتأملته فإذا هو أفرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزلا ، وصار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهر علامات الفرح عليه . فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاما لإفطارنا وكنا صياما ، فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابي ألا ترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه ، فلما استيقظ قلت : بني رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك ، قال : رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني . قلت: ما هي. قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدر والجواهر ، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية ، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار فلما رأينني قلن لي : مرحبا بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت : لا تعجل ما آن لك ، ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية ، وقلن لي تقدم يرحمك الله فتقدمت أمامي فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضة البيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن  الغرفة وبهاء الجارية . فلما رأتني الجارية قالت : مرحبا وأهلا وسهلا يا ولي الله وحبيبه أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت : مهلا ، لا تعجل ، فإنك بعيد من الخنا ، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر .
قال أبو قدامة : قلت له : رأيت خيراً ، وخيراً يكون . ثم بتنا متعجبين من منام الغلام ، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي : يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري ، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا . فما كان إلا ساعة ، وإذا جيش الكفر خذله الله قد أقبل كالجراد المنتشر ، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم ، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت: يا بني ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدع الحرب . فقال : يا عم ألم تسمع قول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار) ، أتريد أن أدخل النار ؟ فبينما هو يكلمني إذ حمل علينا المشركون حملة رجل  واحد، حالوا بيني وبين الغلام ومنعوني منه واشتغل كل واحد منا بنفسه.
وقُتل خلق كثير من المسلمين ، فلما افترق الجمعان إذ القتلى لا يحُصون عددا فجعلت أجول بفرسي بين القتلى ودماؤهم تسيل على الأرض ووجوههم لا تعرف من كثرة الغبار والدماء ، فبينما أنا أجول بين القتلى وإذا أنا بالغلام بين سنابك الخيل قد علاه التراب وهو يتقلب في دمه ويقول : يا معشر المسلمين ، بالله ابعثوا لي عمي أبا قدامة فأقبلت عليه عندما سمعت صياحه فلم أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب فقلت : أنا أبو قدامة . قال : يا عم صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابن صاحبة الشكال ، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه ومسحت التراب والدم عن محاسنه وقلت : يا بني لا تنس عمك  أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة . فقال : مثلك لا يُنسى لا تمسح وجهي بثوبك ثوبي أحق به من ثوبك ، دعه يا عم ألقى الله تعالى به ، يا عم هذه الحوراء التي وصفتها لك قائمة على رأسي تنتظر خروج روحي وتقول لي عجّل فأنا مشتاقة إليك ، بالله يا عم إن ردّك الله سالماً فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلاء الحزينة وتسلمها إليها لتعلم أني لم أضيع وصيتها ولم أجبن عند لقاء المشركين ، واقرأ مني السلام عليها ، وقل لها أن الله قد قبل الهدية التي أهديتها ، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي ، وإذا خرجتُ تكون آخر من يودعني عند مخرجي ، وقد قالت لي بالله يا أخي لا تبط عنّا فإذا لقيتَها فاقرأ عليها مني السلام وقل لها يقول لك أخوك : الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، ثم تبسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، ثم خرجت روحه فكفناه في ثيابه ووريناه رضي الله عنه وعنا به .
فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام ، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله وهي قائمة بالباب وتقول لكل من مر بها : يا عم من أين جئت فيقول من الغزو ، فتقول : أما رجع معكم أخي فيقولون لا نعرفه ، فلما سمعتها تقدمت إليها فقالت لي : يا عم من أين جئت ، قلت : من الغزو قالت : أما رجع معكم أخي ثم بكت وقالت ما أبالي ، يرجعون وأخي لم يرجع فغلبتني العبرة ، ثم قلت لها : يا جارية قولي لصاحبة البيت أن أبا قدامة على الباب ، فسمعت المرأة كلامي فخرجت وتغير لونها فسلمت عليها فردت السلام وقالت : أمبشراً جئت أم معزياً . قلت : بيّني لي البشارة من التعزية رحمك الله . قالت : إن كان ولدي رجع سالماً فأنت معز ، وإن كان قُتل في سبيل الله فأنت مبشر . فقلت : أبشري . فقد قُبلت هديتك فبكت وقالت : الحمد  لله الذي جعله ذخيرة يوم القيامة ، قلت فما فعلت الجارية أخت الغلام . قالت : هي التي تكلمك الساعة فتقدمت إلي فقلت لها إن أخاك يسلم عليك ويقول لك :  الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، فصرخت ووقعت على وجهها مغشياً عليها ، فحركتها بعد ساعة ، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلام التي  كانت معي لأمه وودعتها وانصرفت
حزيناً على الغلام والجارية ومتعجباً من صبر أمهما ..


صلاة التهجد؟ وكم عدد ركعاتها؟ وكيف تؤدى؟



متى تؤدى صلاة التهجد؟ وكم عدد ركعاتها؟ وكيف تؤدى؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
صلاة التهجد سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي لا عدد لها ،وإن كان المنقول من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، ووقتها أي وقت من الليل، وإن كان أفضل وقتها ثلث الليل الأخير، وهي تصلى ركعتين ركعتين، ويجوز صلاتها أربعا أربعا، ويسن أن يبدأ الإنسان صلاة التهجد بركعتين خفيفتين .

يقول الدكتور عبدالرحمن العدوي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر : 
قد أمر الله نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتهجد، وصلاة الليل، فقال له: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) سورة الإسراء 79
.

وهذا الأمر وإن كان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا أن عامة المسلمين يدخلون فيه، بحكم أنهم مطالبون بالاقتداء برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد جاءت آيات كثيرة تبين فضل قيام الليل، وأن المحافظين على قيامه هم المحسنون المستحقون لجنات الله ونعيمه، وأنهم عباد الرحمن الذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا، وقد رويت أحاديث كثيرة في فضل قيام الليل، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة لكم إلى ربكم، ومكفرة لسيئاتكم، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء من الجسد".

ويصلي في الليل ركعتين ركعتين بغير عدد محدود قدر طاقته، لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى". وروي من فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة بإضافة ركعتي الفجر، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قال: "ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا"
.


وتجوز صلاة الليل في أول الليل ووسطه وآخره، وأفضل أوقاتها ثلث الليل الأخير، فعن عمرو بن عبسة قال: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الأخير، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن".
ويستحب أن يبدأ تهجده بركعتين خفيفتين، فإن النبي كان يفعل ذلك، وهو مخير بين الجهر بالقراءة والإسرار بها، إلا إذا وجد من يضره رفع الصوت، فيكون الإسرار بها أفضل، ويستحب المداومة على تطوعه، فخير الأعمال أدومها وإن قل. 
والله أعلم.

لا أدري


لا أدري


سيارة الأجرة
نزل أحدهم من بيته ووقف أمام الباب وهو في كامل أناقته وحسن هندامه، أخذ يشير بيده إلى سيارة أجرة وبالفعل لم تمر بضعُ ثوانٍ حتى توقفت أمامه سيارة أجرة، فتح الباب وركب السيارة فنظر إليه السائق في أدب واحترام وسأله:

إلى أين تريد الذهاب يا سيدي؟

صمت صاحبنا برهة غير قصيرة والسائق ينتظر رده وعندما طال انتظاره سأل الراكب مرة أخرى وقال له:

عفواً أين تريد أن نتوجه يا سيدي؟ رفع الراكب رأسه وتنحنح وكأنه يبحث عن صوته، ولمع في عينيه حيرة محبطة ملأت المكان وقال:

لا أدري

لم يصدق السائق نفسه وقال: ماذا؟ لا تدري إلى أين ذاهب؟

جاء الرد خجولاً مهزوزاً: نعم.

سؤالي لك
ماذا ستفعل لو كنت مكان هذا السائق؟
هل ستطرد الراكب؟
أم تشك في قواه العقلية؟
أو ماذا أنت بفاعل؟



مهما يكن رد فعلك فلا أظن أنك ترضى عن سلوك ذلك الراكب، وهذه حقيقة فكلنا في الغالب لن نرضى عن مثل هذا السلوك من الضياع والحيرة ولكن هل سألت نفسك:
أين تريد أن تذهب بحياتك أنت بعد خمس أو عشر سنوات من الآن؟
هل عندك وجهة تولي وجهك شطرها؟
هل تعرف إلى أين تقود عربة حياتك؟