السبت، 16 فبراير 2013

جامع التوبة،


جزاء العفة

في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة، وهو جامع مبارك فيه أنس وجمال،سمي بجامع التوبة لأنه كان خاناً ترتكب فيه أنواع المعاصي، فاشتراه أحد الملوك في القرن السابع الهجري، وهدمه وبناه مسجداً.

وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مربي عالم عامل اسمه الشيخ سليم السيوطي، وكان أهل الحي يثقون به ويرجعون إليه في أمور دينهم وأمور دنياهم ، وكان هناك تلميذ مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه، وكان يسكن في غرفة المسجد.


مرّ عليه يومان لم يأكل شيئاً، وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعاماً، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت، وفكر ماذا يصنع، فرأى أنه بلغ حدّ الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة، وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.

يقول الطنطاوي: وهذه القصة واقعة أعرف أشخاصها وأعرف تفاصيلها وأروي مافعل الرجل، ولا أحكم بفعله أنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع.




وكان المسجد في حيّ من الأحياء القديمة، والبيوت فيها متلاصقة والسطوح متصلة، يستطيع المرء أن ينتقل من أول الحي إلى آخره مشياً على السطوح، فصعد إلى سطح المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد، ونظر فرأى إلى جانبها داراً خالية وشمّ رائحة الطبخ تصدر منها، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت الدور من طبقة واحدة، فقفز قفزتين من السطح إلى الشرفة، فصار في الدار، وأسرع إلى المطبخ، فكشف غطاء القدر، فرأى بها باذنجاناً محشواً، فأخذ واحدة، ولم يبال من شدة الجوع بسخونتها، عض منها عضة، فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه، وقال لنفسه: أعو ذ بالله، أنا طالب علم مقيم في المسجد، ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها؟؟

وكبر عليه ما فعل، وندم واستغفر ورد الباذنجانة، وعاد من حيث جاء، فنزل إلى المسجد، وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع، فلما انقضى الدرس وانصرف الناس، جاءت امرأة مستترة، ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة ، فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه، فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره، فدعاه وقال له: هل أنت متزوج ؟ قال: لا، قال: هل تريد الزواج؟ فسكت، فقال له الشيخ: قل هل تريد الزواج ؟ قال: يا سيدي ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج؟

قال الشيخ: إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير، وقد جاءت به معها- وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة- وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله، لئلا تبقى منفردة ، فيطمع فيها الأشرار وأولاد الحرام، فهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم.
وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.

فدعا بعمها ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودفع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيدها، وأخذت بيده، فقادته إلى بيته، فلما دخلته كشفت عن وجهها، فرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله، وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم، فكشفت غطاء القدر، فرأت الباذنجانة، فقالت: عجباً من دخل الدار فعضها؟؟

فبكى الرجل وقص عليها الخبر، فقالت له:هذه ثمرة الأمانة، عففت عن الباذنجانة الحرام ، فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال.

ديون وحمير


  
إحتار الناس في فهم حقيقة ما جرى في الأزمة المالية العالمية الأخيرة!!
فتم الطلب من خبير مالي محنك أن يبسط للناس العاديين أسباب الكارثة التي حدثت في أسواق البورصة فحكى لهم قصة فيلم قديم ... حين باع الناس الحمير والتراب... فقال: 
  ذهب رجل تاجر إلى قرية نائية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات ، فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع الرجل السعر إلى 15 دولارا للحمار، فباع آخرون حميرهم، فرفع الرجل سعر الحمار إلى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية.
 عندها قال الرجل التاجر لهم: مستعد أن أشتري منكم الحمار بخمسين دولارا
ثم ذهب التاجر إلى استراحته ليقضي أجازة نهاية الأسبوع







  
حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا 
في هذا التوقيت أرسل التاجر مساعده إلى القرية وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم السابقة بأربعين دولارا للحمار الواحد. فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير للرجل الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم بل واستدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن  البنك قد أخرج كل السيولة الاحتياطية لديه، كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسب سريع.
ولكن للأسف بعد أن اشتروا كل حميرهم السابقة بسعر 40 دولارا للحمار لم يروا الرجل التاجر الذي عرض الشراء بخمسين دولارا ولا مساعده الذي باع لهم. وفي الأسبوع التالي أصبح أهل  القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس وأصبح لديهم حمير لا تساوي حتى خمس قيمة الديون، فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها لا قيمة لها عند البنك وإن تركها لهم أفلس تماما ولن يسدده أحد
بمعنى آخر أصبح على القرية ديون
وفيها حمير كثيرة لا قيمة لها
ضاعت القرية وأفلس البنك وانقلب الحال 
 رغم وجود الحمير
وأصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب رجل واحد، وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم


   
صديقي العزيز : احذف كلمة حمار وضع مكانه أي سلعة أخرى: شقة - سيارة - طعام - ..... إلخ
ستجد بكل بساطة .... أن هذه هي حياتنا الحقيقة التي نحياها اليوم
مثال عملي: البترول ارتفع إلى 150 دولار فارتفع سعر كل شيء: الكهرباء والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس
والآن انخفض البترول إلى أقل من 60 دولارا  ... ولم ينخفض أي شيء مما سبق .. لماذا؟ لا أدري!!!

اين اطباء ايام زمان من اطباء هذا الزمان ؟؟؟؟


كوب من الحليب1c35d3ea22eb25cec6354f8b449963ca_lm.jpg (280?283)


في احد الايام ، كان هناك صبي فقير يبيع البضائع من باب لباب ليدفع مصاريفهُ الدراسية ، وكانت حصيلتهُ لذلك اليوم عشر سنتات (عُشر الدولار) ، وكان جائعا.

قرر انه سيطلب وجبة من اول منزل يصادفهُ. ومع ذلك ، فقد خسر أعصابه عندما فتحت امرأة جميلة شابة الباب..

بدلا من وجبة الغذاء طلب شربة ماء! . تفحصتهُ المرأة ورأت اثار الجوع على وجههُ ، وبدلاً من الماء اتت لهُ كوب كبير من الحليب.


شربهُ ببطء ولذة ، ثم سأل ، كم أنا مدين لك؟ "
اجابتهُ بإنهُ غير مدين لها بأي شئ ، وإن امها علمتها بإن لا تطلب اجر لللطف.

قال... " أشكركم من كل قلبي" ومضى لسبيلهُ.

ولكن هوارد كيلي غادر ذلك المنزل ، ليس فقط إنهُ أقوى جسديا ، ولكن إيمانه بالله قد زاد وكان الرجل على وشك ان ينهار ويترك الدراسة .

مرت سنوات عديدة وفي وقت لاحق تعرضت امرأة شابة لمرض واستعصي علاجهُ لدى الاطباء و أصبحت في حالة صحية حرجة. وحار الأطباء المحليين في تشخيصها . أخيرا أرسلوها إلى مدينة كبيرة ، حيث دعوا الاطباء المتخصصين لدراسة الأمراض النادرة لها.

وممن دعوا كان الدكتور هوارد كيلي للاستشارة في حالتها. لمع ضوء غريب عندما سمع اسم المدينة انها جاءت من ، نفس المدينة التي قدمت لهُ المرأة كوب الحليب.

وعلى الفور قام وذهب الى قاعة المستشفى لغرفتها.

مرتدياً ثوب الطبيب ذهب لرؤيتها. وتأكد فوراً إنها هي.

عاد إلى غرفة المشاورة عازماً على بذل قصارى جهده لانقاذ حياتها. و أعطى اهتماما خاصا لقضيتها.

بعد نضال طويل ، فاز في المعركة.

وطلب الدكتور كيلي من قسم المحاسبة بأن ترسل الفاتورة النهائية له للموافقة عليها. وحينما جاءتهُ الفاتورة ، كتب شيئاً في ذيلها وارسلها الى غرفتها. وأعربت المرأة عن مخاوفها لقراءة الفاتورة ، لانها واثقة من ان الامر سيستغرق ما تبقى من حياتها لدفع ثمن كل ذلك. ولكنها في النهاية ، فتحت الفاتورة و قرأت هذه الكلمات...

"مدفوعة بالكامل بكوب واحد من الحليب"

(توقيع) الدكتور هوارد كيلي.

غمرت الدموع عينيها من الفرح والسعادة وصلى قلبها : "شكرا لك ، الله ، إنك نشرت محبتك الواسعة من خلال قلوب البشر "

اين اطباء ايام زمان من اطباء هذا الزمان ؟؟؟؟

الجمعة، 15 فبراير 2013

أوفى رجل في العالم


أحدثكم فعلا عن أوفى رجل في العالم
لم يعرف الغدر أبدا ولم يفكر فيه 
شهد له بالوفاء أعداؤه وأحبابه

قديما هناك في الأرض الطاهرة جاء المغيرة بن شعبة رضي الله عنه للمدينة وقد أسلم لله رب العالمين بعدما كان مشركا وقد جلس مع جماعة من المشركين قبل إسلامه فشربوا الخمر حتى سكروا فقتلهم وأخذ مالهم وقرر أن يسلم
لعله فكر أن هؤلاء لا إشطال في أخذ مالهم فهم من قوم يحاربون الإسلام بكل سبيل
ودخل المغيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وقص عليه الخبر

يا ترى النبي عليه الصلاة والسلام سيقبل منه الإسلام فقط أم سيقبل المال أيضا ؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام للمغيرة رضي الله عنه :

((( أما الإسلام فقد قبلنا وأما المال فإنه مال غدر لا حاجة لنا فيه )))
الله أكبر

الأربعاء، 13 فبراير 2013

لراعى وجره السمن




قصه الراعى وجره السمن

لراعى 


قصة الراعي و جرة السمن
و هي قصة ذات حكمة عظيمة
كان لراع سمن جمعه في جرة معلقة في كوخه .
و بينما هو ذات يوم جالس في كوخه عند غروب الشمس
وهو متكىء على عصاه اخذ يفكر بما يعمله
في ما اجتمع عنده من السمن فقال في نفسه :
اني ساذهب به غدا الى السوق وابيعه واشتري بثمنه
نعجة حاملا ،فتضع لي نعجة اخرى ثم تكبر
وتلد لي مع امها نعاجا اخرى وهكذا
الى ان يصير عندي قطيع كبير
ثم اتخذ اي اجيرا يرعى غنمي وابني قصرا عظيما
و متى كبر ولدي احضر له معلما يعلمه القراءة و الكتابة
وأمره بطاعتي و احترامي فان لم يفعل ضربته بهذه العصا.
و رفع يده بعصاه فأصابت الجرة فكسرتها
و سقط السمن على رأسه و ثيابه
و طار التخطيط وضاعت الاحلام سدى .
فحزن لذلك حزنا عظيما وقال :
هذا جزاء من يصغي الى تخيلاته.
جميل ان نحلم و ان نخطط للمستقبل
و الاجمل ان ننفذ الان و ليس غدا
لان الخطط تتغير باستمرار نتيجة تغير المحيط ومفاجآتالحياة؟

الامير بهلول



الأمير بهلول


في قديم الزمان كان ملك يعيش في قصر فخم مع ابنته الأميرة التي كانت جميلة جداً، شعرها في لون الذهب الصافي وعيناها زمردتان براقتان، وأسنانها لآلئ نفيسة، وقامتها ممشوقة. وكان الناس ينظرون إليها بإعجاب. لكنها كانت تتصف إلى جانب هذه الملاحة بصفة بشعة جدا… كانت معجبة بنفسها، متكبّرة، لا يعجبها شيء، ولا يرضيها إنسان.
أراد عدد من الأمراء أن يتزوجوها، لكنها لم ترض بواحد منهم، ورفضتهم جميعاً. فلهذا الأمير ساقان طويلان، ولذلك النبيل بطن ضخم يمشي أمامه، ولذلك الفارس أنف أفطس، وللرابع عينان صغيرتان كعيني الثعلب، وللخامس صوت يصمّ الآذان… وكان الحاضرون يضحكون عند سماع أقوالها، فيستحي الأمراء والنبلاء وينسحبون من القصر غاضبين.
كان من بين هؤلاء الأمراء أمير واسع الغنى، قوي النفوذ، اسمه بهلول وكان يعتقد أنها ستقبل به زوجاً لأنه كامل الخصال، جميل الصورة، شجاع، كريم. إلا أن الأميرة رفضته…. وأدارت ظهرها وعادت إلى غرفتها وتركت الأمير في حالة من الخجل الشديد أمام الآخرين.
غضب الملك من تصرف ابنته التي حقّرت الأمراء والنبلاء أمام رجال البلاط وجعلتهم أعداء له بعد أن كانوا أصدقاءاوحلفاء…. لذلك قرّر الملك أن يؤدّب الأميرة المتكبرة، بأن يزوجها أول متسول يأتي القصر.
بعد أيام، دخل القصر عازف قيثارة، وعزف أمام الملك والحاشية معزوفات جميلة، وطلب حسنة من الحاضرين، فنادى الملك ابنته وقال للعازف الفقير: أهبك إبنتي زوجة لك، خذها إلى بلادك، وسافر الليلة دون تأخير، واسع في جهدك للتغلب على  كبريائها….
هكذا أرغمت الأميرة على مغادرة قصر أبيها، وعلى إتباع زوجها إلى بلاده البعيدة. سارت طويلا مشيا على الأقدام، لأن العازف المتسوّل لا يملك جوادا ولا بغلا ولا حمارا تركبه… وتعثرت في مشيها، وتمزّق حذاؤها، وسقطت في بعض الحفر، وكان زوجها يطلب إليها أن تسرع في سيرها. ومرت في طريقها بغابات لا يبلغ النظر آخرها . فسألت زوجها: ” من صاحب هذه الغابات الواسعة الغنية ؟ “
” كل ما ترين هو ملك الأمير بهلول.”
شعرت بغصة في حلقها، وأسفت على رفضها الزواج من الأمير الغني عندما تقدم طالباً يدها من الملك.
سارا ساعات وساعات، وأياما بلياليها، وكلما حاولت أن تتوقف لتستريح كان زوجها يدفعها أمامه ويقول: ” إنك زوجة عازف مسكين… عليك أن تتعودي العذاب والشقاء… عجّلي… عجّلي…. لا أحب الكسل.”
كانت المسكينة تسير، وقد ضعفت قوتها، وتقرّحت قدماها الناعمتان، وغطّى الغبار وجهها الجميل، وامتلأت عيناها بالدموع.
مرّا بحقول قمح واسعة، فسألت زوجها عن صاحب هذه الحقول، فقال: ” كل هذه الحقول هي ملك الأمير بهلول.”
تحسّرت الأميرة وندمت على فعلها بالأمير بهلول، وقالت لنفسها: ارتكبت ذنبا لا يغتفر عندما رفضت أن أكون زوجة له … لو تزوجته لكانت هذه الحقول لي.
سارا في الحقول والغابات، وأقدامها تصطدم بالحجارة وتغوص في الوحول، ووصلا مروجاً خضراء، ترعى فيها قطعان الماشية من ماعز وبقر وغنم، وتسرح فيها الخيول الجميلة. فسألت: ولمن هذه المروج الغنية؟
– كلها بما فيها للأمير بهلول.
تنهدت من أعماق قلبها، وقالت بصوت ظهر فيه التعب: ليتني قبلت به زوجا، لو قبلت لكانت هذه المروج وما فيها من ماشية وخيول ملكي أنا، ولكنت أعيش الآن عيشة هانئة.
تعبت كثيرا، فارتمت على الأرض فوق كومة من التراب، فشدّها زوجها من يدها بقوة وقال لها: ” لا أريد أن أسمع اسم هذا الأمير مرة ثانية.. يجب أن تحترميني لأني زوجك.”
وبعد مسيرة أيام ثلاثة أخرى، وصلا كوخاً في غابة كثيرة الأشجار, ففتحه وقال لها: ” أدخلي هذا بيتنا، وهنا سنعيش…”
تأثرت الأميرة وبكت بمرارة، وطلب زوجها أن تعدّ له طعام العشاء، وكان عليها أن تقطع الحطب وتجمعه من الغابة، وتحمله، وتشعل النار، واحترقت خصلة من شعرها الأشقر.
ولما أعدّت الطعام لم يجده زوجها جيدا لأنه كان محروقا، كثير الملح..
بكت كثيرا.. وأدركها النعاس فنامت وقد أسندت رأسها إلى الحائط.
وفي الصباح أيقظها زوجها، وطلب إليها أن تعتني بشؤون البيت، فأعدّت الطعام، ونظّفت البيت وغسلت ثيابه.
ولما كان العازف فقيراً، أحضر لزوجته خيوطا لتنسجها، ولكن ما عملته كان سيئا فلم يستطع بيعه في السوق. فأنّبها لعدم إتقانها العمل. وأحضر لها في اليوم التالي بعض الأواني الفخارية وطلب إليها أن تذهب بنفسها لتبيعها في السوق. ولم تستطع أن ترفض طلبه. وكانت بعد أن تبيع ما لديها تعود لتقوم بأعمال البيت.
أقبل ذات يوم فارس مسرعاً إلى السوق، فداس فرسه الأواني الفخارية وحطّمها.
فحزنت الأميرة لهذه الخسارة، واضطرت أن تضاعف من عملها. وأرسلها زوجها لتعمل خادمة في مطبخ قصر الأمير. وقضت أياما متعبة في عمل مستمر. وكان الملك يستعد لتزويج ولي عهده، لذلك كان الجميع يعملون في نشاط …
خرجت من المطبخ لتشاهد ما يعدّ لحفلة الزفاف الكبرى، وتذكرت قصر والدها الكبيروحزنت لشقائها لانها كانت متكبرة سيّئة الخلق .
وفيما هي في أفكارها هذه إذا بولي العهد يقبل إلى الغرفة حيث تقف … عرفته جيدا إنه الأمير بهلول، فتقدم منها وأمسكها بكتفها، فخافت وحاولت الإفلات منه …
فقال لها: لا تخافي مني… لقد جرحتني كبرياؤك الجنونية، فقررت أن أعاقبك على سوء تصرفك معي. إن عازف القيثارة الذي تزوج منك هو أنا. وأنا الفارس الذي حطّم الأواني الخزفية في السوق. لقد تنازلت عن كبريائك، ولذلك فأنا أريد أن أحتفل بعرسنا هذا المساء احتفالا كبيرا..”
تعجبت الأميرة والحاضرون مما سمعوا، وأقسمت له الأميرة أنها شفيت تماما من كبريائها.
أدخلها الأمير القصر، وارتدت ثوبا من حرير مطرّزاً بنجوم من ذهب، ووضع الملك على رأسها تاجاً مرصعاً بالجواهر .
دامت حفلات العرس ثلاثة أيام وثلاث ليال، وكانت الأميرة تعامل الجميع بلطف، وصارت جميلة في أخلاقها كما هي جميلة في خلقتها 

الفلاح الطماع


حكايتنا اليوم تنقلنا إلى إحدى المزارع حيث يعيش فلاح غبي طمّاع متسرّع، لا يشغّل عقله أبداً. كل همه أن يصبح غنيا وبسرعة.
عندها سمعوا صوت إوزة: كواك، كواك، كواك.
هذه إوزة جاءت إلى المزرعة من حيث لا يدري الفلاح.
فقال الفلاح: كيف جاءتني هذه الإوزة الجميلة؟ ومن أين جاءت ؟ كيف دخلت مزرعتي؟ هل طارت فوق السياج وحطت عندي؟ أم هبطت على من السماء؟
الحقيقة أنه لا يعرف كيف جاءت الإوزة إليه، ولكنه في صباح اليوم التالي سمعها تقوقئ، فتوجه إليها.
- كواك، كواك، كواك…
- ما بك يا إوزتي الحلوة اليوم؟ لماذا هذه القوقأة؟ هل وضعت لي بيضة.
- كواك، كواك، كواك. لقد بضت لك بيضة ذهبية اليوم يا صاحبي.
- ماذا تقولين؟
- أقول إني وضعت لك بيضة ذهبية.
- ذهبية؟
- نعم ذهبية!
- هذا أمر لا يصدق! إوزة وتبيض بيضة ذهبية؟
- إذا كنت لا تصدق تعال وانظر!
ونهضت الإوزة عن بيضها فإذا تحتها بيضة ذهبية. وكاد الفلاح أن يفقد عقله، وراح يصيح: بيضة ذهبية؟ هذه ثروة هبطت علي من السماء.
لكنه تمالك، فهو لا يريد أن يكشف سر هذه الظاهرة الفريدة وقرر أن يخفي الأمر عن الناس جميعاً خوفاً من أن يسرقوا الإوزة منه.
مضت بضعة أيام والإوزة تستمر في وضع بيضة ذهبية كل يوم. وذات يوم خاطب الفلاح نفسه قائلاً: إوزتي تبيض بيضة واحدة كل يوم، فلماذا لا تبيض البيض كله في يوم واحد فأصبح أغنى أغنياء العالم دفعة واحدة بين ليلة وضحاها؟
- كواك، كواك, كواك.
- يا لك من إوزة عظيمة! إنك لو فعلت ذلك لجعلتني من أغنى أغنياء الدنيا على الإطلاق!
- كواك، كواك، كواك.    
- بيضي، بيضي يا إوزة، بيضي يا إوزة. بيضي الآن، أرجوك! هيا..
- كواك، كواك، كل يوم لك بيضة. هذا رزقك فاقنع به.
- لا، لا. أرجوك يا إوزة، بيضي أكثر! اجعليني أغنى أغنياء العالم!
- كواك، كواك، كواك، كواك.
لم يقتنع الفلاح بنصيبه. كان يفكر كل الوقت كيف يمكنه أن يحصل على كل البيض الذي في بطن الإوزة دفعة واحدة. فقال في نفسه: لا بد أن أذبح هذه الإوزة لآخذ ما في بطنها فأبيعه ويتم لي ما أبتغي.
وهكذا في صباح أحد الأيام بعدما أمضى الفلاح ليلته وهو يفكر في الموضوع، أحضر الجاهل سكيناً حادة ونادى الإوزة:
- تعالي، تعالي يا إوزتي. يجب أن يتم ما قررته بشأنك.
- ماذا تريد يا فلاحي الذي أعماه الطمع، ماذا تريد؟
- ماذا أريد؟ كم مرة قلت لك ضعي بيضك كله مرة واحدة فلم تقبلي؟
- المال الذي يأتيك يوما بعد يوم أيها الفلاح الجاهل هو خير من المال الذي يأتيك دفعة واحدة وينقطع عنك.
- اسمعوا يا ناس!( يضحك ساخرا)، إوزة تريد أن تعلمني الحكمة! وتتفلسف علي! أسكتي. سأذبحك الآن والسكين بيدي.
- حرام عليك يا صاحبي! أتركني أعيش لأبيض لك كل يوم بيضة.
- لا، لا، لا يا إوزة! هذا لا يكفي! أريد أن أستولي على كل ما في بطنك من بيض ذهبي!
- اسمع مني، إنك إذا ذبحتني فلن تجد في جوفي بيضاً ذهبياً.
- ماذا أجد إذن؟
- البيضة لا تنمو ولا تكبر إلا يوماً بعد يوم. وفي كل يوم أضعها لك حين تكبر.
- أنت لا تفهمين شيئا.
- أنا أفهم أكثر منك يا فلاحي القاسي القلب.
- لا تتكلمي أيتها الإوزة الفيلسوفة، لا بد من ذبحك!
- فكّر! فكّر! فكر يا صاحبي الكريم في عاقبة عملك! فإن البيض الذهبي يأتي كل يوم، وليس في بطني كنز من البيض.
- أنت لا تعرفين شيئاً.
توسلت الإوزة إليه قائلة: اسمع مني، لا تقدم على عمل قد تندم عليه. أنت اليوم تأخذ بيضة ذهبية كل يوم، وغداً إن قتلتني فلن تأتيك البيضة الذهبية كالمعتاد.
- ولكني سأجد كل البيض في داخلك يا إوزة. يكفي، يكفي، لن أتراجع عن قراري.
وأخذ الفلاح السكين يريد أن يقربها من الإوزة، فانتفضت بين يديه وهربت، ثم خفقت جناحيها وطارت.
- إلى أين ستذهبين؟ لا يمكنك أن تطيري، سأمسك بك وأقضي عليك! 
- كواك، كواك، كواك.
- انتهى الأمر! سأستولي على كل البيض الذي في داخلك.
- كواك، كواك، كواك.
- أنت لن تفلتي من يدي، أمسكت بك يا خبيثة!
- كواك، كواك، كواك.. ( تكاد تبكي ) صدقني. لا تقتلني! لن تجد فيّ شيئا!
- الفلاح (يضحك): لا تحاولي أن تقنعيني. انتهى كل شيء، الآن ستكون نهايتك.
- كواك، كواك، كواك. ستندم! ستندم يا فلاح، كواك، كواك، كواك.
وبلمحة عين قبض عليها بيديه وقضى عليها. وحين فتح بطنها لم يجد إلا بيضة واحدة صغيرة جداً. فوقف الفلاح حزينا يائسا يقول: يا لغبائي! ذبحت إوزتي المسكينة بيدي! ولم أجد فيها بيضا. أين البيض الذهبي الذي وعدت نفسي به لأبيعه وأصبح غنيا؟
بكى طويلاً وهو يقول: ما أغباني! لقد عدت كما كنت فقيراً. ليتني صدقت كلامها ولم أقض عليها.
ابك! ابك! ابك. فما فات مات أيها الأحمق الجشع المتسرع!!..