يقال أنّ أحد الحلاقين العراقيين كان يَحلق يوما لأحد زبائنه بموس حادة .. فزلّت يده فأصاب وجه الزبون بجرح غائر، بدأ الدم يسيل منه غزيراً .. فما كان من الحلاق إلاّ أن مال على أذن الزبون وقال له : ((تره أكو بعگالك وسخ))
وتلك كناية عن تعرّض سُمعته لكلام الناس !
فثارت ثائرة الرجل وأحمّر وجهه غضبا وقفز من مكانه وصاح : ((اتخسه ! .. انا أخو خيته ..))!! .
فتوقف نزيف الدم في الحال.
فاعتذر الحلاق إليه، وأخبره بأنه قد قال ما قال حتى يثير غضبه، ويهز أعصابه، فينقطع نزيف الدم.
فسامحه الرجل وقبل عذره.
وكان للحلاق صبي ذكي سمع ورأى ما دار بين أستاذه الحلاق والزبون.
وبينما كان الصبي يحلق لأحد الزبائن ذات يوم أصاب راس الزبون بجرح في وجهه فسالَ منه الدم...
فمال الصبي على الزبون وهتف في أذنه : ((تره أكو بعگالك وسخ))
فلم يتحرك الزبون، ولم ينقطع نزف الدم،
فقال الصبي : ((تره سمعة بنتك موزينة بالمحلة))
فلم تؤثر كلمته في الزبون شيئا.
فقال: ((ترة الناس دا يحچون على بنتك))
فلم يتحرك الزبون كذلك!!!
وكان الأسطة الحلاق يسمع ويرى مايجري بين الصبي والزبون، فأسرع إلى الزبون ورفع كفه وضربه (سطرة) شديدة على رقبته. فارتاع الزبون لذلك وانتابه الغضب وقام من مقعده ثائراً،
وصاح الزبون: ((هاي شنو ؟ .. ليش تضربني؟)) .
وقبل أن يُجيبه الحلاق انقطع نزف الدم وتوقف.
فاعتذر الحلاق إلى الزبون، وأطلعه على حقيقة الأمر، وأن السطرة ماكانت إلاّ لتوقف النزيف.
ثم التفت الحلاق إلى صانعه وقال له : ((شوف ابني .. الناس مو كلهم سوه .. أكو من چلمة ... وأكو من سطرة )) . فتعجّب الصبي من كلام أستاذه الحلاق، وشدة ذكائه .. وذهب ذلك القول مثلا...
(هِسّه اليحتاجون سَطرة اكثر من اليحتاجون چلمة) ,
,
,الحلاق والزبون