السبت، 25 مايو 2019

جحا والمهر:


  • جحا والمهر: 
  • سافر جحا إلى أحد البلاد سيراً على قدميه حتّى أنهكه التعب، فجلس ليستريح قليلاً وبدأ يتمنى من الله أن يرزقه حماراً يركبه، وإذا بأحد الرجال يمرُّ من جانبه راكباً على فرسٍ يسير وراءها مهر صغير، وأخذ يصيح بجحا عندما رآه جالساً، وقال له قُم أيها الرجل الكسول، وأمره أن يحمل المهر الصغير الذي تعب من المشي، وعندما رأى جحا يتلكأ ضربه بالسوط، فقام جحا من مكانه وحمل المهر الصغير وهو يكاد يقع من شدّة التعب ومشى به وهو يحمله بشق النفس، ثمّ وقع جحا وإذا بالرجل يضربه مرّة أُخرى ويقول له يالك من رجل شديد الكسل، وتركه وذهب وعندها تمّتم جحا قائلاً: (يا ربّ تمنيتُ أن تُرسلَ لي حماراً أركبه، فبعثت لي مُهراً 

جحا وهو يصلي

رجله غير متوضئة:
 أراد جحا أن يصلي وقام للوضوء، وعندما توضأ لم يكن الماء كافياً لإكمال وضوئه فبقيت رجله اليُسرى دون غسيل، وعندما وقف إلى الصلاة رفع رجله اليُسرى ووقف على رجله اليُمنى فقط، فسأله أصحابه باستغراب عن تصرفه هذا، وعندها رد قائلاً أنه لا عجب في ذلك فإن رجله اليسرى غير متوضئة

جحا والعميان


  • مع العميان: مرّ جحا يوماً بمجموعةٍ من العميان الجالسين وهم يتبادلون أطراف الحديث، وأراد أن يسخرَ منهم فإذا به يخرج من جيبه كيس نقود، ثمّ حرّكه في الهواء حتّى يصدر صوتاً يسمعه العميان، وقال لهم خذوا النقود ووزعوها بينكم، وجلس بعيداً عنهم، وظنّ كل شخص من العميان أن جحا قد رمى الكيس إلى أحد منهم، فتشاجروا وأمسك كلٌّ منهم بثياب رفيقه وهو يقول أعطني نصيبي من النقود، أمّا جحا الذي جلس بعيداً عنهم كاد أن يُغمى عليه من الضحك عليهم.

قصة جحا والحكماء الثلاثة

قصة جحا والحكماء الثلاثة

في أحدِ الأيّام جاء إلى مدينة جحا ثلاثة رجال حكماء، ونزلوا هؤلاء الرجال في قصر السلطان، وبينما كانوا يتناولون الغداء سألوا إن كان يوجد في المدينة رجالٌ أذكياء يحلّون الألغاز الصعبة، ففكر السلطان في الأمر، وفكر أن جحا هو أذكى رجل في المدينة، فأرسل في طلب جحا على الفور، فارتدى جحا أجمل ما لديه من ثياب، ووضع على رأسه العمامة حتى يبدو مثل الرجال الحكماء، وبعد أن وصل إلى قصر السلطان، رأى جمعًا من الناس ليشهدوا على طريقة حل جحا للألغاز، وبمجرد أن نزل جحا عن ظهر حماره ذهب إليه الحكيم الأول وسأله: أيها الحكيم، أين يوجد مركز الكرة الأرضية، وفورًا أشر جحا إلى رجل حماره اليسرى، وقال: هنا تمامًا هو مركز العالم، فأجابه الرجل الحكيم: ومالذي يثبت صحة كلامك يا جحا ؟، فقال له جحا مستهجنً: إن كنت تشك في صحة كلامي، فما عليك إلا أن تبدأ بالحفر في هذا المكان، وسترى بنفسك، وإن كنت على خطأ فمن حقك أن تصفني بالجهل.
نظر الحكماء الثلاثة إلى بعضهم بعضًا، وساد الصمت، وبعدها سأل الحكيم الثاني جحا: كم عدد النجوم في السماء يا جحا؟، فقال جحا دون تردّد: عدد شعر الحمار، قسأله الحكيم: وكيف عرفت هذا؟، فقال جحا: إن لم تصدقني فقم بعد شعر حماري بنفسك، فسأله الحكيم بحدّة وغضب: وكيف يمكن لأي شخصٍ أن يجلس ليعدّ شعر حمار؟، فأجابه جحا: وهل يمكن لأي شخصٍ أن يعدّ نجوم السماء؟، فنظر الحكماء الثلاثة إلى بعضهم البعض ولم يستطيعوا الإجابة على سؤال جحا، وبعدها تقدم الحكيم الثالث ليسأل جحا وقال له: حسنًا يا جحا، ما دمت لا تعرف عدد نجوم السماء، فكم عدد شعرات رأسي؟، فأجابه جحا فورًا ودون تردد: نفس عدد الشعرات الموجودة في ذيل حماري، فسأله الحكيم: وما إثبات ذلك يا جحا؟، فأجابه: انزع إحدى شعرات رأسك، وانزع شعرة من شعرات ذيل الحمار، وهكذا حتى انتهاء جميع الشعرات، فإن انتهى عدد الشعرات معًا أكون على صواب، وإلا فإنني على خطأ.
ضحك الحكماء الثلاة معًا وقالوا: كم أنت ذكي وحكيم يا جحا، لقد أثبتّ حقًا أنّك رجلٌ حكيم وذكي، لكن أخبرنا من أي جاء لك هذا الذكاء الخارق لحلّ هذه الألغاز الصعبة، فأجابهم جحا: إن كانت الأسئلة غير معقولة، فلا بدّ أن يكون لها إجابات غير معقولة، وهذا يكفي لإفحام من يسأل أسئلة كأسئلتكم، وبهذا انتهت قصة جحا مع الحكماء الثلاثة.

جحا والسائل

جحا والسائل

كان جحا جالساً في الطابق العلويّ من منزله، وإذ بشخصٍ يطرق بابه، فأطلّ من النافذة فرأى رجلاً، فسأله: "ماذا تريد؟" أجاب الرجل: "انزل لأُكلِّمك"، نزل جحا وفتح الباب للرجل، وإذ به سائلٌ يقول: أنا شخصٌ فقير الحال، أعطني حسنةً من مال الله يا سيدي"، اغتاظ جحا من الرجل كثيراً، ولكنّه كتم غيظه، وقال له: "اتبعني إلى الأعلى". تبِع الرجل جحا إلى أعلى البيت حتى وصلا إلى الطابق العلويّ، وعندها التفت جحا إلى السّائل وقال له: الله يعطيك، فأجابه السائل: "لِمَ لم تقل لي ذلك حين كنا في الأسفل؟" فأجابه جحا: "ولماذا أنزلتني ولم تقل لي طلبك وأنا في الأعلى؟"

المهندس البارعع


قصة خزانة الملك
رعمسيس

كان الملك رعمينسيت شديد الثراء وكان لديه كمية كبيرة جداً من الذهب، لم يستطع أى ملك بعده أن يتجاوزها، فشيد الملك لهذا الذهب خزانة كبيرة بالجدار الخارجي للقصر، وضع فيها الزلع الكبيرة المملؤة بالذهب، ولكن المهندس الذي قام ببناء هذه الخزانة قام بخداع الملك ووضع احد حجارة الجدار الخارجي للخزانة علي نحو يمكن لرجل أو رجلين من اخراجه من الجدار بكل سهولة، وعندما حضرته الوفاة قال لولديه كيف أنه أهتم بأمرهما وكم سينعمان بحياة هانئة بفضل حيلته التى صنعها عندما وضع الحجر الذى يمكن تحريكه فى الجدار الخارجى لخزانة الملك رعمسيس .
وبعد وفاة المهندس انطلق ولديه الي الخزانة وسحبا الحجر ودخلا اليها وأخذا كميات من الذهب الموجود بالداخل، بمرور الوقت لاحظ الملك نقص الذهب في الخزانة ولكنه لم يشك بأحد، فقد كانت أختامه على الأقفال سليمة لم تمس، وعندما تكررت حوادث سلب التبر فقد قام بنصب فخاخ للأقدام مثبة بالأرض حول زلع الذهب بداخل الخزانة، ولما أتى الشقيقان ودخل أولهما يتحسس طريقه أطبق أحد الفخاخ على قدمه، وعندما أدرك المصيبة التى وقع فيها نادى على أخيه وحذره وطلب منه أن يسرع بالدخول ليقطع رأسه، حتى لا تعرف شخصيته ويقبض عليه هو ايضاً، وبعد تردد استسلم وفعل ما طلبه اخيه، وعاد حزيناً برأس اخيه الي بيته، وعندما طلع النهار ودخل الملك خزانته فزع عندما شاهد جسد اللص بدون رأس، وتعجب أكثر عندما لم يعرف كيفية دخوله للخزانة دون أن يمس أى ختم من الأختام ، فكر كثيراً في طريقة دخوله حتي تعب فطلب وضع الجسد علي سور القصر واقام حرسا قربه ليقبضوا على من يروه يبكى عليه أويحاول أخذه .
بكت ام اللص حزناً علي ولدها وطلبت من اخيه ان يذهب ليحضر جسد اخيه ويدفنه مع رأسه، حتي يتخرج الروح منه، وهددته إن لم يفعل ذلك فسوف تذهب الي الملك وتبلغ عنه، فكر الفتي كثيراً وخطرت علي باله حيله ذكيه، قام بتجهيز حميره وحملها بقرب النبيذ، ثم ساقها أمامه وعندما مرَ بالحرس ضرب الحمير فتفرقت وفكك بعض القرب فسال منها النبيذ، وصار يصرخ ويخبط رأسه كما لوكان محتاراَ إلى أى الحمير يتجه، وعندما رأى الحرس النبيذ يسيل بغزارة أسرعوا بأباريق يتلقفون فيها النبيذ المنسكب مستغلين ما حدث .
اما هو فقد تصنع الغضب من الحراس الذين شرعوا في تهدئته، حتي ان احدهم مازحه فاصطنع الاستكانة وأهداهم احدى قرب النبيذ شربوها على الفور ثم اعطاهم واحدة أخرى، وهكذا عندما بلغوا من النشوة حدها وناموا سرق جسد أخيه دون أن يشعروا به وعاد بها إلى أمه ، وصل خبر سرقة الجسد الي الملك، فاصابه الغضب الشديد، واعلن انه يطلب من ابنته ان تقبل الزواج بلا اي تفرقة من الانسان الذي يحكي لها امكر واشنع الافعال التي فعلها في حياته، دون ان يخشي علي نفسه من العقاب، وذلك فى غرفة مظلمة وتكون ممسكة بيد طالب الزواج منها . وقال لها إذا حكى لك أحدهم عن فعلة سرقة الخزانة عليك أن تمسكى به وتطلبى من الحرس القبض عليه، كانت هذه حيلة من الملك .
عندما سمع اللص بهذا الاعلان ادرك انها حيلة من الملك، فقرر التفوق عليه بحيلة اخري، فأخذ يداً خشبية كساها بالقماش وحضر الي غرفة ابنة الملك وجعلها تمسك بهذه اليد المزيفة، وحكي لها كيف قام بسرقة الخزانة، وعندها تمسكت بما ظنتها يده وصرخت تطلب الحرس، كان الفتي قد هرب في الظلام، أدرك الملك مما حدث أنه أمام فتى يتمتع بذكاء شديد يستحق الأعجاب فبعث برسالة إلى كل المدن يعلن فيها اعفاءه من اي عقوبه ويعده بموافقة ابنته علي الزواج منه، مكافأة له علي ذكاءه .

الخميس، 23 مايو 2019

لم يخف من الله بل خاف منك






 لم يخف من الله بل خاف منك
الملك الظالم والفتى الصغير
في قديم الزمان وفي احدى المدن القديمة جدا ، كان يحكم المدينة ملك ظالم ، مرض الملك
بشدة في تلك الفترة ، وكان مرضه لا علاج فيه ولا امل ، كان مرض خطير
 ، فأرسل الملك الى جميع الأطباء بالمدينة ، وبالمدن المجاورة للمملكة
، لكي يأتوا ويشخصوا مرضه ، ويكتبوا له الدواء المناسب
، فـإجتمع الأطباء والحكماء ، واجمعوا جميعا انه لا علاج للملك
، وهناك في مملكة اخرى كان هناك طبيب جراح كبير ،
 ومشهور بالذكاء والعلم ، وبانه يستعمل السحر في الطب والعلاج .
أرسل له الملك ،

 واخبره إن شفاه من مرضة سوف يعطى له ما يريد ، أخبره بأنه لا علاج لمرضه العضال ،
 سوى حصوله على كبد إنسان بالغ وقوي ، وعيونة زرقاء بلون السماء
، وبشرته بيضاء كاللبن ، وشعره اصفر كاشعة الشمس الذهبية
، اخذ اعوان الملك يبحثون عن فتى تتوافر به
المواصفات التي ذكرها الطبيب ، اُتفق الجميع على ان المواصفات
موجودة عند فتى اسمه مرفان ن ، فأمر رجاله بالذهاب إلى اهل الفتى
، واعطائهم الكثير من الذهب والأموال الكثيرة ، ووافق اهل الفتى على بيعهم
 الصبي للملك لذبحة ، وتناول كبده نيئا حتى يشفى من علته ومرضه
 ، وافق الابوين على قتل ابنهما من اجل المال ، ليأخذ الملك كبده لعلاج مرضه.



سال الملك قاضي المملكة ، حتى يستفتيه في حكم قتل الفتى لغرض العلاج
 وتناول كبده نيئا ، خاف القاضي الظالم من بطش السلطان ،
 وأحل قتل الفتى قائلا ، يحق قتل أحد الرعايا في المملكة من أجل شفاء الملك ،
 فهذا أمر مباح وحلال وليس فيه أي أثم ولا معصية لله ووزر يا مولاي .



وفي اليوم الذي سيذبح فيه الصبي أمام الجميع لتناول كبده ،أحضر السياف الفتى ، ليقوم بذبحة كما يذبح المواشي والاغنام ، وقف الملك في اعلى مكان بالقصر ، يشاهد ذبح الفتى ، وهنا نظر الفتى الى السياف والسيف في يده ، وبعدها اخذ ينظر بعينيه الى السماء ويبتسم ، وكرر النظر للسياف والسماء وبعدها الابتسام ، اخذ بكرر الموقف مما اثار دهشة الملك كثيرا ، فنزل مسرعا من اعلى القصر ، وذهب الملك مباشرة إلى الفتى ، وسأله بتعجب وبفضول قائلا
: ما الذي يضحك أيها الفتى وأنت على وشك الموت
، ولا يفصلك عنه سوى لحظات قليلة ، لا افهم ؟

رد الفتى وهو يبتسم بثقة وايمان : ولماذا لا ابتسم ، من تلك الدنيا ،
 فلقد كان يجب على أبي وأمي ، أن يرفضا طلبك ويخافا من عقاب الله
 ، ويرحما طفلهما الصغير الذي لم يكمل العاشرة من عمرة
، ولكن مع الاسف الشديد أغرهم المال والطعام والهدايا والذهب
 ، فقاما ببيعي والتضحية بي وأنا فلذة كبدهما لا أفهم كيف في الحقيقية ، فكيف يبيعك
أقرب الناس إليك أيها الملك ، و لما لا أضحك وكان ينبغي على القاضي ،
 أن يكن عادلا في حكمة و أن يعدل في قضائه ، ويحرم اكلي وذبحي لك ،
 وأن يتقي الله لانه سوف يحاسب ، ولكنه مع ذلك لم يفعل ، أحل دمي واقر
 بقتلي وذبحي ولم يخف من الله بل خاف منك أنت أيها الملك .

وكيف لا اضحك وابتسم وأنت أيها الملك ، كان ينبغي لك أن تعفو عني ، لانني لم ارتكب أثم ولا ذنب في الحياة ولكنك بحثت عن شفائك فقط ، واردت قتلي ، فلم أجد سوى الله هو خالقي ويشعر بما أنا فيه من ظلم لكي ألجأ له لينجيني من بطشكم جميعا أيها الملك ، وهنا اخذ الملك يبكي بشدة ، وتأثر بحديث الصبي الصغير ، وتركه يرحل وعفى عنه ومنحه الكثير من الأموال وبعد مرور أسبوع واحد شفى الملك تماما من مرضه بدون علاج بأمر الله .