الاثنين، 30 أبريل 2012


من توفي أولاً

افتقر أبو نواس حتى لم يبقَ عنده ما يسد أوده وأود عياله ، فقال لزوجته: اذهبي إلى الست زبيدة باكية منتحبة مدعية أن أبا نواس قد توفي، ولا تستطيعين دفع كلفة الدفن، وأنا أذهب إلى الرشيد مدعياً أن أم النواس توفيت، فيعطيني كلفة الدفن ، وهكذا تصحح أحوالنا .

ذهبت أم النواس إلى الست زبيدة باكية نادبة تولول وتلطم على " أبو النواس" الذي تركها وعيلها بدون طعام ولا شراب، وهي عاجزة عن تجهيزه ودفنه. حزنت الست زبيدة لنكبتها وأغدقت عليها بالعطاء. وفعل أبو النواس كذلك مع الرشيد فأعطاه أيضا.

قال أبو النواس لزوجته: عند المساء سيأتي الرشيد والست زبيدة، فتعالي نلبس ملابس بيضاء ونتمدّد دون حراك ونترك الباب مفتوحاً.

عند المساء التقى الرشيد بزوجته فقال لها بحزن: لقد توفيت أم النواس. فردّت عليه: بل توفي أبو النواس ! اشتد الجدال بينهما فاتفقا على أن يذهبا ويتأكدا .

ذهب الرشيد وزوجته إلى بيت أبي نواس فوجدا جسدين مطروحين أرضا ً . وقف الرشيد والست زبيدة متحيرين فيمَن توفي قبل الآخر .

قالت الست زبيدة: توفي أبو نواس أولاً ! قالا : من يخبرنا عمّن توفي أولاً فسنعطيه ألف دينار . قام أبو نواس وقال: أنا توفيت أولاً ضحك الرشيد وزوجته وأغدقا عليهما .




الرشيد وأبو نواس
يُروى أن الر شيد قال: مَن يبقى تحت المزراب طول الليل فسأعطيه ألف دينار. قال أبو نواس: أنا أفعل ذلك يا أمير المؤمنين.
جلس أبو نواس تحت المزراب طوال ليلة باردة. في الصباح سأل الرشيد أبا نواس إن كان قد تدفأ؟ قال أبو نواس: رأيت نارا على الجبل . قال الرشيد : إذن تدفأت ولم يعطه شيئاً .
مرّت أيام فدعا أبو نواس الرشيد وحاشيته إلى الغداء. بعد الظهر، أتى الرشيد وحاشيته إلى بيت أبي نواس،  وانتظروا مدة طويلة وهم يسألون: أين الغذاء؟ فيقول: على النار. خرج الرشيد ليرى الطعام فوجد دسوتا معلقة في شجرة وتحت كل دست شمعة. قال الرشيد: كيف ستُنضج الشمعة هذا الطعام؟
رد أبو نواس قائلا: كَيف تدفأت وأنا تحت المزراب، والنار على الجبل ضحك الرشيد حتى فحص برجله.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق