الأربعاء، 18 أبريل 2012

لمن الملك اليوم


   
 لمن الملك اليوم …
                  لله الواحدالقهار                
                 

     
عندما ينفخ في الصور….وتموت جميع المخلوقات….مخلوقات الأرض و مخلوقات السماء….يموت العادل و الظالم…..يموت العالم و الجاهل…..يموت الإنسان و الحيوان….يموت المؤمن و الكافر….من يموت في تلك اللحظة لن يجد من يكفنه أو يغسله أو يصلي عليه….و لن يجد من يتألم لفراقه…و لن تكون هناك صدقة جارية يستطيع أن ينتفع بها أو أحد يدعو له بالرحمة. لن تصدر الصحف في هذا اليوملتكتب عن كارثة فناء العالم…فلن يكون هناك قراء…و لن يكون هناك كتاب….فقط سيكون هناك فراغ…و صمت…و يشق هذا الصمت صوتا واحدا…لن تسمعوه…و لكن فلتتخيلوه.
 عندها يقول الله تعالى
لمن الملك اليوم
لن تكون هناك إجابة لهذا السؤال
لأنه لن يكون هناك موجود غير الله سبحانه و تعالى
و يظل الصمت يحلق بلا إجابة
فيقول الله مرة أخرى
لمن الملك اليوم
و يرد سبحانه و تعالى على نفسه
لله الواحد القهار

عندما تسمعون هذا الكلام…كيف تفكرون؟؟….أعلم أن قشعريرة تنتابكم عند تخيلكم لهذا و لكم الحق….خصوصا عندما تسمعون قول الله تعالى
"يوم يفر المرء من أخيه…و أمه وأبيه…و صاحبته و بنيه…لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"
سيفر منكم من أحببتم…و من صادقتم…و من تزوجتم….و من تملقكم…و من أنجبكم…و من أنجبتم…
هل تتخيلون أنكم ستفرون من والديكم….أية قسوة و أي جحود هذا الذي ستفعلون؟؟؟ والديكم الذان ربياكم ؟؟؟؟ أبناؤكم الذين أنجبتموهم و لم تحبون أكثر منهم؟؟؟ حتى أزواجكم الذين كانوا لكم قرة أعين؟
يا لقسوة قلوبكم!!!…و يالقسوة قلبي أنا أيضا!!!
لكن هم أيضا سيفرون منكم…سيفر الجميع من الجميع….و لن يدخل الجنة من أحببت…بل سيدخل من هو كفء لها…بعمله و ليس بالواسطة…لن يكون هناك مسئول كبير في السماء على معرفة بكم ليخرجكم من النار…و لن يكون هناك من يتلاعب في صحفكم…و لن يكون هناك تزوير في عدد الحسنات أو السيئات.

يا من تقولون أنكم تحكمون بالعدل….يا من نصبتم أنفسكم آلهة على عروشكم… لن تجدوا من يصفق لكم عند الحساب….سيفر من ناصركم من وجوهكم….سيتبرأون منكم و لن يهادنوكم…فقد زال سلطانكم…و كشف أمر عدلكم…و لن يكون الكون لكم….ستخرجون عرايا كما ولدتكم أمهاتكم…و لن يحميكم حراسكم الذين كنتم تحتمون خلفهم…لأنهم لن يقدروا على قوة الله تعالى…و سيكون كل منهم مشغول في نفسه…فمن أنت أيها الحاكم مهما كان شأنك أمام اللهسبحانه و تعالى؟؟؟
سوف أبحث عن مخرج للخلاص من ذنوبي….سأعلقها في رقبة الحاكم…سأقول أنه سبب ما فعلت من معاصي…و سوف يستبدل الله سيئاتي حسنات من رصيد من ظلمني…و لن يجد الحاكم منصة يدافع فيها عن نفسه…لن يكون هناك قانون وضعي و لا قضاة و لا محامين….فقط هناك عدل إلهي.

أنت ظلمت….سنأخذ من حسناتك و نعطيها لمن ظلمت… لن تستطيع أن تعترض…فقد زال ملكك…و ذهبت عظمتك…و ستعيش أبد الدهر تتذكر ما فعلت في دنياك….بينما ينعم من ظلمت في جنات النعيم.
 عندها … ستدرك أنت لمن الملك اليوم….
و ستعرف أنك عندما نصبت نفسك إله و ظننت أن الملك لك…فقد ظلمت نفسك.و ستدرك أن الملك أمس و اليوم و الغد هو لله.
الله الواحد القهار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق