الثلاثاء، 15 مايو 2012

القناعة ... هي السعتدة






في يوم من الأيام في مكان ما كان يعيش ملك من الملوك في مملكته ... وكان يجب أنيكون هذا الملك ممتنا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة... ولكنه كان غيرراضي عن نفسه وعما هو فيه... 


وفي يوم استيقظ هذا الملك ذات صباح على صوت جميليغني بهدوء ونعومة وسعادة...فتطلع هذا الملك لمكان هذا الصوت...ونظر إلى مصدرالصوت فوجده خادما يعمل لديه في الحديقة ... وكان وجه هذا الخادم ينم علىالطيبة والقناعة والسعادة... فاستدعاه الملك إليه وسأله : لما هو سعيد هكذامع أنه خادم ودخله قليل ويدل على أنه يكاد يملك ما يكفيه ... فرد عليه هذاالخادم : بأنه يعمل لدى الملك ويحصل على ما يكفيه هو وعائلته وأنه يوجد سقفينامون تحته... وعائلته سعيدة وهو سعيد لسعادة عائلته... فلا يهمه أي شئآخر...مادام هناك خبز يوضع للأكل على طاولته يوميا... فتعجب الملك لأمر هذاالخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وأيضا سعيد بما هو فيه!!!

فنادى الملك على وزيره وأخبره من حكاية هذا الرجل... فاستمع له وزيرهبإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بعمل ما... فسأله المكل عن ذلك فقال له "نادي 99 " فتعجب الملك من هذا وسأل وزيره ماذا يعني بذلك؟

فقال له الوزير : عليك بوضع 99 عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير

وفيالليل بدون أن يراك أحد اختبأ ولنرى ماذا سيحدث؟ فقام الملك من توه وعمل بكلاموزيره وانتظر حتى حان الليل ثم فعل ذلك واختبأ وانتظر لما سوف يحدث...بعدهاوجد الرجل الفقير وقد وجد الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بما فيالكيس... بعدها قفل باب بيته ثم جعل أهله ينامون...ثم جلس إلى طاولته يعد القطعالذهبية...فوجدها 99 قطعة... فأخبر نفسه ربما تكون وقعت القطعة المائة في مكانما...فظل يبحث ولكن دون جدوى وحتى أنهكه التعب... فقال لنفسه لا بأس سوفأعمل وأستطيع أن أشتري القطعة المائة الناقصة فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية... وذهب لينام...ولكنه في اليوم التالي تأخر في الاستيقاظ ...

فأخذ يسب ويلعنفي أسرته التي كان يراعيها بمنتهى الحب والحنان وصرخ في أبنائهبعد أن كان يقومليقبلهمكل صباح ويلاعبهم قبل رحيله للعمل ونهر زوجته...وبعدها ذهب إلى العملوهو منهك تماما ...

فلقد سهر معظم الليل ليبحث عن القطعة الناقصة...ولم ينمجيدا ...وغير ذلك ما فعله في أسرته جعله غير صافي البال... وعندما وصل إلى عمله ...لم يكن يعمل بالصورة المعتاد عليها منه... ولم يقم بالغناء كما كان يفعلبصوته الجميل الهادئ ...بل كان يعمل بهستيريا شديدة... ويريد أكبر قدر من العمل ...لأنه يريد شراء تلك القطعة الناقصة... فأخبر الملك وزيره عما رآهبعينيه...وكان في غاية التعجب... فقد ظن الملك أن هذا الرجل سوف يسعد بتلكالقطع وسوف يقوم بشراءما ينقصه هو وأسرته مما يريدون ويشتهون ولكن هذا لم يحدثأبدا!!!

فاستمع الوزير للملك جيدا ثم أخبره بالتاليإن العامل قد كان علىهذا الحال وشب على ذلك وكان يقنع بقليله....وعائلته أيضا ... وكان سعيدا لا شئينغص عليه حياته فهو يأكل هو وعائلته ما تعودوه

وكان لهم بيت يؤويهم غير سعادتهبأسرته وسعادة أسرته به...

ولكن اصبح عنده فجأة 99 قطعة ذهبية ...وأرادالمزيد...!!!

هل تعرف لما لأن الإنسان إذا رزق نعمة فجأة فهو لا يقنع بما لديهحتى ولو كان ما لديه يكفيه فيقول هل من مزيد....!!!

فاقتنع الملك بما أخبرهوقرر من يومه أن يقدر كل شئ لديه وحتى الأشياء الصغيرة جدا ويحمد الله على ما هوفيه

ليست هناك تعليقات: