حكى أنّ أميراً هندياً غنياً جداً كان عائشاً في الترف، و مع ذلك لم يكن سعيداً. فجمع حكماء إمارته واستشارهم عن سرّ السّعادة.
وبعد صمت وتفكير، تجرأ شيخ منهم وقال: "يا صاحب السمو، لا وجود للسعادة على وجه الأرض. ومع ذلك ابحث عن رجل سعيد، وإذا وجدته خذ منه قميصه والبسْه فتصبح سعيداً. ركب الأمير جواده وذهب سأل الناس ليعرف مَن السّعيد بينهم.
البعض منهم تظاهر بالسعادة، فقال أحدهم: أنا سـعيد ولكن على خلاف مع زوجتي. وقال آخر: أنا مريض. وآخر أنا فقير ...
تحت وطأةِ الكآبة توجّه الأمير إلى الغابة، علّه يموّه عن نفسه، ولمّا دخلها سمع في البعيد صوتاً جميلاً يترنّم بأغنية حلوة. كلما اقترب من الصوت، تبيّن أنه يعبِّر عن سعادة عند صاحبه... ولمّا وصل إليه، رأى نفسه أمام صوفيّ متنسّك، زَهِد بكلّ شيء في الدنيا السعادة في حياة محرَّرة. الأمير: هل أنت سعيد حقاً؟ أجابه: بدون شك أنا سعيد جداً. فقال الأمير: إذن أعطني قميصك لأصبح سعيداً مثلك! وبعد صمت طويل، حدّق فيه الزاهد بنظره الصافيّ العميق، وابتسم وقال: قميصي؟ كم يسعدني أن أعطيك إياه! ولكني استغنيت عنه منذ زمن بعيد!... ولذا أنا سعيد!...
(هل فهم الأمير أنّ السعادة لا يشتريها المال وأننا نجدها في قلب زُهْد بالدنيا؟" وعمل لآخرته كأنه يموت غدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق