الرجل والحمامة والصقر

حدث أن كان هناك الرجل أعمى وأعرج ,, وفي إحدى الأمسيات جلس أمام باب منزله وتملكه الحزن والحسرة على حالته تلك .. لأنه لم يكن يستطيع الحركة أو الإبصار لكنه قضى على ذلك الإحساس بالصلاة والإبتهال إلى الله سبحانه 

وفجأة طارت حمامة متجهة إليه واختفت تحت طرف ثوبه وفي غمضة عين أقبل عليه صقر جائع وتوسل إليه أن يترك الحمامة له لأنه جائع والجوع كاد أن يقتله ,, وأخبره بأنه إن لم يعطه الحمامة فسيموت في الحال !! ووعد الرجل بأنه لو ترك الحمامة سيعطيه شيئا يمكنه من الإبصار .. لكن الحمامة توسلت كذلك من أجل حياتها ,, وقالت للرجل بأنه لو تركها للصقر فإن في ذلك موتها ,, ووعدته بأنه لو أنقذها من ذلك الصقر فستعطيه شيئا يشفي عرجه وبهذا يتمكن من السير على قدميه ثانية !!

ولهذا احتار الرجل بين الإثنين ولم يكن يدري ما يفعله بالضبط !! 
فأرسل في طلب صديقه الوحيد وأخبره بحيرته وسأله قائلا : ( هل أستعيد بصري أم أشفي عرجي ؟! )
لكن صديقه الآخر احتار في الأمر ولم تسعفه النصيحة التي يجب أن يسديها له ثم تركه وقال له : ( عليك أن تمسك بدفة قاربك بنفسك فأنا لا أستطيع أن أساعدك في اتخاذ قرار بشأن هذه المشكلة ) ؟! 
وحزن الرجل حزنا عظيما لأن صديقه لم يستطع مساعدته ,, ثم أخذ يفكر عدة دقائق ثم سأل الصقر قائلا : لنفرض أنني أحضرت دجاجة بدلا من الحمامة فهل سترضى بها ؟! فرد الصقر بسرعة : طبعا فأنا أفضل في الواقع لحم الدجاج على لحم الحمام ,, ولأني لم أستطع الحصول على دجاجة فقد أجبرت على أن أقنع بما وجدته ..

فقال له الرجل : هذا جميل 
ثم قال للحمامة : والآن سأنقذ حياتك لكن عليك أن تبري بوعدك
واتجه للصقر قائلا : سأمدك بالطعام الذي تريده لكنك ملزم بالوفاء بوعدك لي
وحينئذ أعطى الرجل دجاجة للصقر وفي مقابل ذلك أخبره الصقر بأنه يجب أن يحصل على ورقة من شجرة ذكرها له وينظفها ثم يعصرها في عينيه وبذلك سيتمكن من الإبصار ثانية ,, وبعد أن طار الصقر اتجه للحمامة وقال لها : لقد أنقذت حياتك وعليك الوفاء بوعدك ,, وعندئذ أخبرته الحمامة بما يجب عليه أن يفعله حتى يسترد مقدرته على السير .. وعلى هذا تركها ثم نفذ الرجل تعليمات كل من الصقر والحمامة وبهذا استرد الرجل قوة بصره والسير على قدميه ..

أسطورة من رواندا