الأربعاء، 2 مايو 2012

بعزم الأنسان ورجاحة عقلة يتحقق النصر



تقول الحكايات إنه في العصور القديمة كان هناك حيوان مفترس على رأسه قرن، يسمى "نيان". ويعيش "نيان" في قاع البحر، ويصعد إلى شاطئ البحر في عشية رأس السنة الجديدة حسب التقويم القمري الصيني ليأكل المواشي والبشر، لذلك يهرب كل السكان، كبارا وصغارا، من كل القرى إلى أعماق الجبال في هذا اليوم. وفي احدي السنوات، بينما كان الناس في قرية تاوهوا مستعدين للهروب إلى الجبل، رأوا متسولا مسنا قادما من خارج القرية، لكن الناس كانوا مذعورين ومشغولين بإقفال الأبواب وحزم الحقائب وجر المواشي، فلم يستطيعوا الاهتمام بهذا المسن. قدمت عجوز تقيم في طرف القرية الشرقي وحدها بعض الأطعمة له، ونصحته أن يسرع بالذهاب إلى الجبل فرارا من حيوان "نيان". لكن المتسول قال لها مبتسما: "إذا سمحت لي أن أقيم في بيتك ليلة واحدة سأطرد حيوان نيان." لم تصدقه العجوز واستمرت في تقديم نصيحتها، لم ينبس المتسول بكلمة مبتسما، فلم تجد العجوز بدا من أن تتركه لتذهب إلى الجبل.
ودخل حيوان "نيان" القرية في منتصف الليل، ووجد أن حالة القرية تختلف عما كانت عليه في السنوات الماضية، لأنه وجد أن بيت العجوز بشرقي القرية مضاء بالشمع وألصق علي بابه ورق أحمر، فأطلق صيحة مخيفة وانقض على بيت العجوز. وما إن اقترب من باب البيت حتي وصل إلى أذنيه صوت تفجيرات، ارتعش حيوان "نيان" ولم يجرؤ علي الاقتراب من البيت. ويعود سبب رعبه إلى أنه كان يخاف من اللون الأحمر ولهيب النار وصوت التفجير. وعندما فتح الحيوان المذعور باب بيت العجوز، رأي مسنا يرتدي جلبابا أحمر يقهقه بصوت عال، فهرب حيوان "نيان" فورا.
ولما كان اليوم التالي أول يوم من السنة الجديدة، عاد سكان القرية من الجبل واندهشوا لاكتشافهم أن القرية سليمة. فهمت تلك العجوز فجأة الحقيقة، وحكت للناس ما حدث، فاندفع الناس إلى بيوتهم ليجدوا الورق الأحمر على الأبواب وبعض سيقان الخيزران التي لم تحرق تماما ولا تزال تحدث أصواتا وبقية الشمع الأحمر..
ومن أجل الاحتفال بنزول البركة في القرية، لبسوا الأزياء الجديدة وتبادلوا التحيات. وانتشر هذا الأمر في القرى المجاورة، فعرف كل الناس طريقة طرد حيوان "نيان".
ومنذ ذلك الوقت وفي عشية السنة الجديدة تلصق كل أسرة شعارات حمراء خاصة بعيد الربيع على باب منزلها، وتشعل الألعاب النارية، وتوقد الشموع طول الليل ويسهر أفراد الأسرة إلي وقت متاخر من الليل. وفي صباح أول يوم من السنة الجديدة يتبادل الناس الزيارات، فأصبحت هذه العادة تنتشر على نطاق واسع، وأصبح عيد الربيع أهم عيد تقليدي صيني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق