الأربعاء، 16 مايو 2012

وعاد الرجل لزوجته فرحا ببلادتها

ب























عد ماقرر صاحبنا إنه يطفش من مرته اللي فهمها على أده... جمع شوية أغراض وبلش سفرته.. مشي كتير وقطع مسافات طويلة وأخيراً وصل إلى ضيعة صغيرة وكان عم يسمع أصوات غناء واهازيج وكأنه فيه عرس وبلش يلحق الصوت لحتى يوصل على مكان العرس وفجأة انقلبت صوات الفرح اللي كان كان عميسمعها إلى صوات ولاويل وصراخ وعجّل صاحبنا حتى وصل وشاف الناس مجتمعين حول جمل ، كان الجمل مزين بألوان حلوة كتير وكانت العروس جالسة على ظهره بشعرها المرفوع وفستانها الأبيض ومكياجها الفاقع.. طلّع صاحبنا على الناس حواليها وشاف النساء اللي عم بتبكي واللي عم تولول والرجال شكلن حايرين ولاحظ إنن عم بيطلّعوا على جسر قدامن وبيرجعوا يطلّعوا على العروس. هون مابقى في صبر عند صاحبنا وقرّب وسأل أحد القريبن منه... ماذا يجري بحق الله وليش انقلب الفرح إلى غم متل ماني شايف، فجاوبه الشخص الآخر: واقعين بمصيبة .. متل مانك شايف وصلنا على الجسر وهو كتير منخفض وصعب على العروس تعدي من تحته ومانا عارفين إش نعمل إذا جربنا نهدّ الجسر فهاد شي صعب كتير علينا. وكمان مانا قادرين نقطع راس العروس لأنها بيجوز تموت وراح يوقف العرس.
وطبعاً كان صاحبنا مو بس راح يضرب راسه بالحيط لما سمع هالكلام كان راح يموّت حاله!!!.. إنه ياترى هوّ مسطول ولا هالناس في بعقلها شي ولا هو بحلم ومو بعلم بس للأسف كان كل شي قدامه حقيقي. سمّ الرجل بالله وقرّب من العروس وقالها بهدوء: لما بدّك تعدي من تحت الجسر ماطلي راسك شوي. وعملت العروس متل ماقال وقدرت تعدي بدون قطع راس ولا هدم وبلّشت الأهازيج والصوات الفرحانه تعلا ورجع الناس يغنوا وما عرفوا كيف يشكروه لهالرجل الطيب والرجل ارتاح عندهن شويه وبعدين كمّل طريقه مع خوف إنه يتكرر معه نفس الحدث.


























اكمل الرجل (زوج المرأة اللي فهمها على أده) طريقه وسار طويلاً إلى أن وصل قرية صغيرة وسال إن كان بالإمكان استضافته لليلة واحدة فدلّوه على بيت كبير القرية وعندما توجه إلى هناك تداعى غلى أسماعه صوت بكاء نسوة وعندما وصل وجد أهل البيت وآخرين ملتفين حول صبي صغير وهناك رجل يعنفه وسألهم صاحبنا مالمشكلة فقال أحدهم: هذا الصبي أدخل يده في هذه الجرة الصغيرة ليأخذ منها بعض اللوز فعلقت ولا يستطيع إخراجها ونحن الان في مصيبة كبيرة فلا يمكننا قطع يد الصغير وليس من الممكن كسر الجرة التي تحوي مؤونة اللوز. وهنا قال صاحبنا هل يوجد بعض اللوز عندكم غير هذه الجرة فقالوا نعم فقال أحضروا لي بعضاً منه في صحن واتركوا الباقي عليّ ثم تناول الرجل صحن اللوز واقترب من الصبي وقال: صغيري إذا أردت الحصول على كل هذا اللوز الذي معي فخذه فقال لا أستطيع يدي عالقة في الداخل فقال له: حاول أن تترك اللوز الذي بيدك داخل الجرة ثم افرد يدك وحاول إخراجها... وفعلاً نجح الأمر وهلل الجميع فرحاً. قضى صاحبنا ليلته ولم يصدق أن يطلع الصباح حتى غادر وهو ممتلئ باليأس من هذا العالم فكل الذين صادفهم يشبهون زوجته .. لا.. بل ربما زوجته أفضل. ومشى طويلً وقضى أياما في العراء إلى أن وصل قرية جميلة جداً ممتلئة خضرة ومياه ومفعمة بالحياة وصادف أن قابل رجلاً طيبا ودعاه إلى منزله ولم يجد عندهم إلا كل ترحيب. وحكى صاحبنا حكايته لهذا الرجل الذي تعاطف معه جداً وقال اطمئن فأناس قريتنا ليس بهم هذا الغباء الذي صادفته ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي. كان لهذا الرجل ابنة وكانت هادئة وطيبة وتتمتع بجمال معقول. ورأى فيها صاحبنا الزوجة التي ينشد وبعد أن قضى عندهم عدة أيام فاتح والدها بالموضوع فوافق. وفي صبيحة يوم الزفاف خرجت الفتاة منذ الصباح الباكر لتحضر الماء من العين ... لكنها تأخرت كثيراً ولم تعد فلحقت بها أمها وكذلك تأخرت هي الأخرى ولم تعد ثم بعد فترة ذهب الأب ليرى مالقصة ولم يعد. وانشغل بال صاحبنا كثيراً ولم يعد عنده صبر فلحق بهم ووجدهم عند عين الماء جميعهم وكانوا هناك يشهقون ويندبون نظر ثانية وهو لا يصدق ما يرى لكنهم فعلاً يبكون وبشكل هستيري واقترب منهم وسأل عروسه مالقصة لماذا البكاء واليوم عرسنا فقالت ودموعها تسيل بغزارة: لقد كنت افكر أنني غدا سانجب طفلاً جميلاً وهذا الطفل الجميل سوف يكبر وسأشتري له جلابية وكندرة حمرا مثل ما يلبس بقية الصبيان (وصاحبنا يستمع ويموت ليعرف نهاية الأمر) وتتابع وسوف أرسله ليجلب لي الماء من العين لكنه ربما يتزحلق وسوف تسقط كندرته الحمرا في الماء وسيلحق بها ليمسكها لكنه ربما يغرق ولا يجد من ينقذه وهكذا سيموت طفلي الجميل وبدأت العروس بالنحيب ثانية ومعها أمها ووالدها يندبان.  وهون خلص الحكي وصاحبنا طفر يعني لهون وبس .. مو معقول اللي عم بيصير وما بقى في أمامه حل إلا إنه ينتحر أو يرجع لمرته لأنه ثبت له بالدليل القاطع إنه مرته أفضل وأذكى من كل هالمجانين اللي صادفهن وهو واثق بعد اللي شافه إنه راح يقدر يتحملها ويعيش معها بسعادة.. وهيك رجع صاحبنا لمرته وعاشوا بثبات ونبات...






















ليست هناك تعليقات: