الأحد، 13 مايو 2012

الكلب المقتول



















































































جاء في قصص البادية ، أنه كان هناك رجل مات وترك خلفه ثلاثة من الأبناء في ريعان شبابهم ، وزوجة صالحة حكيمة ، الأب بعد وفاته ترك لأبنائه الثلاثة قطيعاً كبيراً من الغنم مع راعي يُدير شؤونها وكلب يحرسها . في إحدى الليالي قتل شخص ما الكلب الذي كان يحرس قطيع الغنم ، حيث وجده الراعي في الصباح الباكر على مضارب القبيلة جثة هامدة بعد أن تم تسديد عدة طلقات النارية إلى رأسه ، لم يغضب أحد من الأبناء الثلاثة لمقتل الكلب ، وذهبوا مسرعين وأتوا بكلب حراسة جديد وكأن لم يحدث أي شيء ! ، حزت أمهم على مقتل ذلك الكلب كثيراً وطلبت منهم أن يبحثوا عن قاتل الكلب فيقتلوه ، لكن الأبناء الثلاثة اخذوا يُسفهون رأي أُمهم ويزدرونه. بعد عدة ليالي قليلة على مقتل الكلب أتى شخص آخر وقتل الراعي !، فلم يهتز أو يغضب أحد من الأبناء الثلاثة لمقتل ذلك الراعي المسكين ولم يكلفوا أنفسهم حتى في معرفة من هو قاتله ، ولقد حزنت أمهم كذلك حزناً شديداً على مقتل الراعي ، وأخذت تطالب أبنائها الثلاثة في العثور على الشخص الأول الذي قتل الكلب ليقتلوه ، فأخذ أبنائها الثلاثة يضحكون بشدة من طلبها هذا ويسخرون منها ، ويقولون لها: كيف تطالبينا بالبحث عن قاتل الكلب ثم الاقتصاص منه ، ولا تطالبينا بالبحث عن قاتل الراعي والاقتصاص منه ؟!. وبعد مقتل ذلك الراعي استأجر الأبناء الثلاثة راعياً جديداً مكانه لرعاية القطيع ، وبعد ليالي قليلة من مقتل ذلك الراعي أتى لص في جنح الظلام وسرق عدد قليل من خراف القطيع ، فلم يُكلف الأخوة الثلاثة أنفسهم في معرفة من يكون ذلك اللص السارق ! ، لكن أمهم جمعتهم بعد هذه الحادثة سريعاً وقالت لهم: غداً سيزيد عدد الخراف التي ستسرق من القطيع حتماً ، لذا ابحثوا عن قاتل الكلب واقتلوه يا أبنائي . لم يعجب كلام الأم أبنائها الثلاثة ، وسرعان ما انفضوا من مجلسهم ذاك وهم يتأففون من طلبها المتكرر هذا .

وبعد عدة أيام من اجتماع الأُم بأبنائها ، أتى لص جديد وسرق معظم قطيع الغنم !، فثار جنون الأخوة الثلاثة وغضبوا من هذه الفعلة واحتاروا في أمرهم ماذا يصنعون ، فلما ذهبوا لأمهم ليطلبوا مشورتها ، كررت عليهم طلبها ، وهو أن يقوموا بالبحث عن قاتل الكلب ثم الاقتصاص منه ، وبالفعل ذهب الأخوة الثلاثة بكل جد وعزيمة وتكاتف يبحثون عن قاتل الكلب ، فلما عرفوه قتلوه على الفور بلا هوادة ، فلما انتشر هذا الخبر بين الناس واخذوا يتناقلونه من مكان لمكان ، بعد عدة أيام جاء الشخص الذي سفك دم الراعي وسلّم نفسه لشيخ القبيلة كي يقتصوا منه ، وبعد عدة أيام أُخرى استيقظ الأخوة الثلاثة ذات صباح ليجدوا أن جميع ما سُرق لهم من القطيع قد عاد بالعدد من دون أي نقصان. 

ليست هناك تعليقات: