الأربعاء، 13 يونيو 2012

بالخمار الأسود





انقطع ربيعه بن عامر والملقب بـ " مسكين الدرامي" إلى الزهد والعبادة ، والاتصال بالملأ الأعلى عابدا قد هجر الشعر و الشعراء وانتهى به الأمر إلى التوحد بلا انقطاع.
في عهد انعزاله قدم تاجر إلى المدينة يبيع خُمر النساء حيث يسترن وجوههن بها . وكان الزمن زمن كساد ولا قدرة لأحد على البيع والشراء، فكسدت بضاعة التاجر و خاف الخسران والعودة بخفي حنين فأشارت عليه جماعة من الناس : لا يساعدك في بيعها إلا مسكين الدرامي الشاعر الشهير بالصوت الجميل والظرف .
توجه التاجر إلى مسكين وقص عليه قصته فأجابه مسكين بأنه قد هجر الشعر وانقطع للعبادة و أصبح على حاله الذي يراه . حزن التاجر واغتم بسبب كساد بضاعته ، وحين رأي مسكين هموم التاجر صعب عليه أمر الرجل فغادر المسجد وقد استعاد شكل الشاعر القديم بإهابه و خطابه  مجلجلا بصوت صخب الناس الذين فوجئوا به بينهم ينشد شعرا :

                                                          قل للمليحة بالخمار الأسود      ماذا فعلت بناســــــك متعبد
                                                          قد كان شمر للصــــلاة ثيابه     حين قعدت له بباب المسجد
                                                          ردي علــــــــيه ثيابه وصلاته       لا تقتليه بحق دين مـحـــمد

بعد هذه الأبيات انتشر بين الناس أن  الدرامي قد أحب امرأة ذات خمار أسود ، وأنه قد عاد لتعاطي الشعر فخرجت نساء المدينة تطلب الخمار الأسود حتى نفذت بضاعة التاجر بأضعاف ثمنها ، عند ذلك عاد إلى بلده مجبورا خاطره.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق