الأربعاء، 27 يونيو 2012

والله لو خلعت جلدك ما عرفتك.!!!!



كان أحــد أهل مرو يحج ويمارس التجارة فيمر في طريقه من مدينة مرو على رجل من أهل العراق فيقيم عنده فيكرمه العراقي ويضيفه على أفضل وحه . فكان هذا الرجل الفارسي يتصنع الحياء ويقول لصديقه التاجر العراقي:
- والله لو زرتني في بيتي بمرو لأرد إليك بعض جمائلك وأكرمك بمثل ما تكرمني به هنا.
ثم مرت السنوات وهذا الفارسي يأتي إلى صديقه العراقي فيكرمه العراقي ولا يزال الفارسي يقول له لوجئتنا في مرو أكرمناك .....
ثم حدث أن 
احتاج التاجر العراقي لشراء بعض البضائع من مرو على جناح السرعة فسافر إلى هناك وقد شجعه إحساسه بأن صديقه الفارسي سيكرمه ويضيفه ويكون له نعم المضيف.
وفور وصول التاجر العراقي للمدينة سأل عنه فدلوه عليه وكان العراقي لا يزال بثياب السفر وقد أتى قاصدا النزول ضيفا على صديقه هذا .
وما أن رأى العراقي من ظن أنه صديقه المروزي حتى انكب عليه يحتضنه ويقبله على نهج الصديق المشتاق فلم يبدي المروزي أي إشارة تشير إلى أنه قد عرفه.
فقال العراقي في نفسه :
- ربما لم يعرفني لأنني ألبس العمامة ...فخلع العمامة وقال له:
أنا فلان إبن فلان التاجر العراقي .ولكن الفارسي أنكره وادعى أنه لا يعرفه ..
فقال العراقي في نفسه:
- ربما لم يتعرف علي لأنني ألبس القلنسوة.فخلع العراقي القلنسوة ... ولكن صاحبنا لم يكترث به أيضا وازداد إنكارا له .
فقال العراقي في نفسه:
ربما لم يعرفني لأنني ألبس الملحفة ....وبعد أن خلع العراقي الملحفة ولم يتبقى سوى الجلباب بادره المروزي بقوله:
-
 لا تتعب نفسك .. والله لو خلعت جلدك ما عرفتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق