الأربعاء، 6 يونيو 2012

حكايات بغدادية .. (وحيدة الدلالة) وساعتها الذهبية


 (وحيدة الدلالة)
 سبق لها الزواج اكثر من مرة لكن برغم جمالها وخفة دمها لم يكن لها حظ فيما يبدو مع الرجال . فأغلب زيجاتها لم تعمر الا اشهر معدودة لترجع بعد كل زواج فاشل الى بيت اهلها وممارسة عمل (الدلالة) الذي يجعلها بمنأى عن مد اليد للآخرين حتى وان كانوا ذوي قربى.


 اجمل ما في (وحيده الدلالة) هو انها من النوع المحبوب لاسيما عند الرجال الذين يريدون ان يشاهدوا لوحة فنية من ابدعات الخالق.
فضلا عن انها من النوع المجامل و (الشقايجي) لحد العظم ولا تفارق الابتسامة وجهها الضحوك فهي تسلم على هذا وذاك وحتى الاطفال. كانت (وحيدة الدلالة) من النساء اللاتي لا يبخلن في الانفاق على انفسهن فهي تلبس احدث الموديلات وتضع اغلى العطور ومن اجل ان تكمل اناقتها فكرت في شراء ساعة ذهبية من الماركات الفاخرة برغم ان الوقت ليس بذي اهمية لديها فهي ليست موظفة او مرتبطة بدوام حكومي ربما كانت تريد من وراء هذه الخطوة اثارة حسد النساء وتأجيج الغيرة في نفوسهن بحيث انها عندما تقترب من احداهن تضع ساعتها الثمينة على اذنها كي تتأكد من انها تعمل بدقة وانتظام. تبدو هذه الحركة النسائية من قبل (وحيده الدلالة) من اجل اثارة الاخريات اللاتي تزعجهن هذه التصرفات التي تعد خروجا على العادات والتقاليد حسب اعتقادهن، راي النساء جاء نتيجة الغيرة التي الهبتها ساعة (وحيدة الدلالة) الرجال اكثر الفئات سعادة بوجود ساعة (وحيدة الدلالة) لانها اعطتهم مبررات في كثر السؤال عن الوقت حتى من قبل كبار السن الذين لايشكل عامل الوقت لديهم عنصرا مهما.
عندما تمر هذه المرأة الجميلة روحا وشكلا في الشارع، تنهال عليها الاسئلة من كل صوب عن الوقت وهي تجيب بكل راحة صدر ودون ملل، لدرجة انتقلت عدوى السؤال عن الوقت الى مجنون من رواد المنطقةحيث بدأ يلاحق (وحيده الدلالة) اينما ذهبت وليس على لسانه سوى جملة (بيش الساعة) حتى طفح الكيل ولم تستطع تحمل هذا الاعجاب الجنوني وظنت ان الرجل يغازلها – وان كانت تستحق الغزل ، ظلت ساعة (وحيدة الدلالة) تعمل حتى جاءت لحظة التخلي عنها مضطرة. فقد الم بـ(وحيدة الدلالة) مرض استوجب اجراء عملية جراحية وبعد ان تكللت العملية بنجاح عاودت (وحيدة الدلالة) الظهور في المنطقة من جديد واخذت نساء المنطقة الان النيل منها حيث يتعمدن سؤالها عن الوقت كلما راينها تمر عليهن وهي تقابل هذا الفعل بالصمت الجميل والحسرة على ساعتها والزمن، هذا التصرف النسوي جعلها اكثر قناعة وايمانا بجاذبية جمالها وتأثيره في الاخرين ولاسيما الرجال.

اعداد/ سعيد الهزاز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق