الثلاثاء، 31 يوليو 2012

الأميرة المتخفية..


الأميرة المتخفية.. التراث العالمي

كانت هناك أَميرة جميلة أراد والدها تزويجها من أمير لا تحبُّه، ففكرت بِخِطَّةٍ لإلغاءِ العُرسِ، وطلبتْ أنْ تُصنعَ لَهَا ثلاثة فساتينَ جديدةً، أحدُها ذهبي كالشَّمسِ، وثانيها فضي كالقَمر، وثالثُها مشع كالنُّجومِ، إضافة إلى مِعطفٌ فرو بقبعة مأخوذ مِنْ جِلدِ أَلْفِ نَوْعٍ مِنَ الحيَوانَاتِ.
خلال وقت قصير تم تجهيز الأثواب الأربعة، ليصبح الزواج قريبا.
في اللَّيلِ أفاقَتِ الأميرةُ سِرَّاً، وأخذَتْ خاتَماً وقرطاً وعِقْدَاً ذهبية، وأخذت الأثواب المشعة الثلاثة، ثم ارتدت مِعطفَ الفِراءِ، و طَلَتْ وجهَهَا و يدَيْها بالفَحم، وغادرت قصر والدها.
سارَتِ وحيدة في الغابات حتى تعبت، فنامَتْ طوالَ اللَّيلِ.
كانَ ملكُ الغابة الشَّابُّ يصيدُ مع رجالِهِ، فوجدوا الأميرةَ نَّائمةَ، فسألوها من تكون، فقالت إنها فتاة فقيرة ويتيمة.
سارت الأميرة مع الموكب إلى القصر، وسكنت هناك في غرفة صغيرة مظلمة، وعملت في المطبخ وجلِبُ الماء والحطب.
في أَحد الأيام أُقيم احتفالٌ كبيرٌ في القصر، وأرادت الأميرة التفرج عليها، فذهبَتِ إلى غُرفتِهَا، ونظَّفَتْ نفسَهَا جيَّدَاً ثم ارتدت الثَّوبَ الذهَبِي، وانطَلَقَتْ إِلى قاعَة الاحتِفَالِ.
أعْجِبَ الملكُ الشَّابُّ بِها كثيراً، فرقَصَ معَهَا، بعدها تسللَتْ إِلى غُرفتِهَا الصَّغيرةِ، وتنكرت من جديد، وعادت إلى المطبخ.
أَرادَ كبيرُ الطبَّاخِينَ الفُرْجَةَ أَيضَاً فأَمَرَهَا بِتَسْخِين حساءِ الملِكِ، فاستغلت الفرصة ونزعتْ خاتمها الذهبي ووضعته في صحن الحساء.
أعجب الملِكُ بالحِساءَ فأكله كله، ووجد الخاتم، فسأل عمَنْ طَبَخَ الحِساء، فأخبره الطاهي عن الفتاةَ المسكينةَ، فطلبها الملك، وسألها من تكون، وعن كيفية وصول الخاتم إلى الحساء.
كان جوابها أنها فتاةِ فقيرة ويتيمة، وأنها لا تعرف شيئا عن الخاتم.
بعد أَسابِيع أُقِيمَتْ حَفْلَةٌ أخرى، فطلبَتِ الفتاةُ من الطَّاهِي أَنْ تَذْهَبِ للفُرْجَةِ، وركضَتْ إِلى غُرفتِها، ونظفت نفسها، ثم ارتدت الثَّوبَ الفِضيَّ.
عِنْدَمَا رَآهَا الملِكُ ثَانِيَةً سُرَّ بِهَا كَثِيرَاً، وَرَقَصَ معَهَا كَثِيرَاً حتَّى انتَهَى وقتُ الرَّقْصِ. عندَئِذٍ تسلَّلَتْ إِلى غُرفتِهَا الصَّغيرةِ، وتنكرت من جديد، لتعود إِلى المطبخِ، وأَعدَّتْ الحِساءَ للملِكِ، ثم وضعَتْ في أَسفَلِ الإِناءِ أَقراطَهَا الذَّهبِيَّةَ.
لمَّا وجدَ الملِكُ أَقراطاً ذهبيَّةً في قعرِ إِناءِ الحساءِ، أَرسلَ يطلبُهَا وسأَلَهَا إِنْ كانَتْ تعلمُ شيئاً عن الذَّهبِ في حِسائِهِ، فأَجابَتْه بأنها لا تعلمُ شيئاً.
بعدَ ذلكَ بِوقتٍ قصيرٍ أَمرَ الملِكُ بإِقامةِ سهرة أخرى، فارتدت الفستانَ البرَّاقَ كنُجومِ السَّماءِ، مِمَّا أَثارَ إِعجابَ الملِكِ، وجعلَهُ في غايةِ السَّعادَةِ، ورقص معها طوال الحفلة.
وعندَمَا لاحَظَتْ أَنَّ أَحَدَاً لا ينْتَبِهُ إِلَيْهَا وضعَتْ خَاتَمَاً ذهبِيَّاً في إِصبَعِهَا.
هذهِ المرَّةُ تأَخَّرَتْ بالعودةِ إِلى غرفتِها، فاضطَرَّتْ لارتداءِ معطفِهَا فوقَ الفستانِ، ولَمْ تدهنْ كاملَ وجهِهَا ويديْهَا بالفَحْمِ، فبقيَ أحدُ أصابِعِهَا أَبْيَضَ كالثَّلْجِ، و بقيَ فيهِ الخاتمُ الذَّهبِيُّ الذي نسيَتْ أِنْ تخْلَعَهُ، وَأَسرعَتْ لإِعدادِ طبقِ الحساءِ كالعادةِ، وهذه المرَّةُ وضعَتْ عِقدَها الذهبِيَّ في طبقِ الحساءِ.
عندَما انتَهى الملكُ مِنْ تناوُلِ الحساءِ وجدَ العِقْدَ فيه، فأرسلَ يطلبها، وعندما حضرَت لاحظَ إِصْبَعَهَا الأَبْيَضَ والخاتمَ الذَّهبيَّ.
وضعَ الملِكُ يدَها بيدِهِ و حاولَ نزعَ الخاتمَ مِنْ إِصبعِهَا فانزاحَ قليلاً مِعطفُ الفِراءِ عن فستانِها المشعِّ الذي ملأَ المكانَ ضياءً ونوراً كالنجومِ. وظهر جمالها للجميع. عندئذٍ غسَلَتْ وجهَهَا ويَديْهَا، فبدَتْ أكثرَ جمالاً مِمَّا كانتْ عليهِ منْ قبل، وحكَتْ قِصَّتَها بالتفصيلِ للملِكِ، الذي تزوجها ليعيشا بسعادة وهناء.


ليست هناك تعليقات: