الخميس، 12 يوليو 2012

الحمار الناطق


الرجل الثرثار الذي أطلق لسانه اللاذع بحق السلطان قدحا وذما وسخرية، مما أثار غضب السلطان وأمر بإحضاره، وحين حضر أمر بقطع رأسه، ولحيلة هذا الثرثار، اقترب من السلطان بحزن وانكسار، واخبره انه لا يحزن لموته فقد شبع من الدنيا ومل الحياة، ولكنه حزين لأجل أمرٍ أهمه أن يـــــفارق الحياة من دون إتمامه، فثار فضول السلطان، وسأله عنه، فقال، هو حماري يا مولاي السلطان، يختلف عن كل ما سواه من (حمير)، فقد بدا لي أنه بدأ يتعلم لغتنا ويتكلم لساننا، فأخذت بتعليمه حتى يتقن الكلام، ولا زلت أمارس تعليمه وتلقينه الكلام، فتحول اهتمام السلطان إلى الحمار بين إنكار واستغراب وتفكير بمنح الثرثار فرصة ستة أشهر لإتمام مهمته حسب طلبه، وفعلا كان له ما أراد، وحين خرج وقد فاز بفرصة ستة أشهر سأله بعض القوم هل سيتكلم حمارك، قال لهم ما أشد غباءكم، ويا لكم من حمقى، وهل يتكلم الحمار ولو قضى دهرا في التعليم، إنما هي حيلة تنقذ رأسي، فربما مات السلطان قبل انقضائها وربما مت أنا أو مات الحمار، المهم أنني ما زلت أحتفظ برأسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق