الأحد، 22 يوليو 2012

يوم جديد





 فقدت زوجي عام 1937م بعد مرض عضال اضطرني الى

ان ابيع كل ما نملك في سبيل علاجه ....ولكن دون جدوى ...لقد

اختطفه الموت ...مخلفا لي الفقر المدقع....والمستقبل

المظلم ....وكرب الحال...وتملكني الياس حتى هممت بالاقدام على

الانتحار ....لكنني لست ادري الان مالذي منعني ان افعل...ووجدت

بعد الماتم انني مضطرة للعمل كي اسدد ثمن الخبز....فلجات الى

مخدومي السابق الذي كنت اعمل عنده قبل الزواج ...وقد رضي

المتر روش ان يعيدني الى نفس عملي السابق.....وهو بيع الكتب

الى المدارس الريفية بالعمولة ....ودبرت بعض المال دفعته كقسط

اول في سيارة مستعملة اتنقل بها....وتحسنت احوالي

المعيشية ....لكن مشاعري واحساسي بالحزن ظل كما هو ....اذ لم

يستطيع العمل ان يزيل سواد ويتي العظيمة....

....وفي سنة1938م زاد كربي....ففكرت مرة ثانية في

الانتحار....لكنني لم اكن متهورة الان...لقد فكرت في حزن شقيقتي

لموتي وفكرت ايضا في ان المال اللازم للجنازة ليس متوفرا بين

يدي .....فابتعدت عن تلك الفكرة ولست انسى ذلك الاثر العميق

الذي انطبع في قرارة نفسي حين قرات مقالا بعنوان : " ليس اليوم

الجديد الا حياة جديدة لقوم يعقلون "....لقد تغيرت نظرتي الى

الحياة بعد ذلك ...زايلني القلق ...واستبدلت به شجاعة على

الحياة ...واستخفافا بمصائبها ...لقد صرت اقرب الى المراة

التي تتحدى الصعاب كل يوم ...دون النظر الى مايمكن ان تلقاه

من صعاب في الغد...وملخص القول...صرت اعيش كل يوم على انه يوم

جديد وحياة جديدة ....وبهذا المعنى نظم الشاعر الروماني

الكبير "هوراس" ابياتا من الشعر مفعمة بالحكمة ...حين قال:"

سعيد ذلك الرجل ...ذلك الذي يسمي اليوم يومه....والذي يظل

ممتلئا بالثقة في نفسه ....فيتحدى الغد قائلا : ايها

الغد ...كن ما شئت فقد عشت يومي كاملا."



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق