السبت، 28 يوليو 2012

كل آفةٍ لها آفة

 


أبو بكر الصديق ودغفل ومحاورة بالنسب

هذه قصة طريفة أوردها صاحب كتاب (سبائك الذهب في أنساب العرب) وهي عبارة عن حوار دار، في صدر الإسلام ، بين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وغلام من (بني شيبان) يقال له دغفلاً (أصبح فيما بعد نسّابة) . وكان أبو بكر رضي الله عنه عليماً بأنساب العرب وأحسابهم ، حتى أن حسان ابن ثابت رضي الله عنه عندما هجا قريشاً بالطعن في أنسابها وأحسابها ، قالوا : ذلك شعر لم يغب عنه أبو بكر .
تقول القصة أن أبا بكر رضي الله عنه مرَّ مع النبي صلى الله عليه وسلم في أول البعثة ، بقوم من (بني شيبان) بالحرم فسألهم أبو بكر :
ممن القوم ؟ فقالوا من بني شيبان ،
فقال من أيهم ؟ قالوا من ذهل ،
فقال أمن ذهل الأكبر أم ذهل الأصغر ؟ قالوا بل من ذهل الأكبر
قال أمن هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا : من هامتها .
قال : أمنكم الحوفزان بن شريك قاتل الملوك وسالبها أنعمها ؟ قالوا : لا .
قال أمنكم عوف الذي قيل فيه : لا حرَّ بوادي عوف ؟ قالوا : لا .
قال : أمنكم المزدلف الحر صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا : لا .
قال أأنتم أخوال الملوك من كِندة ؟ قالوا لا .
قال: أأنتم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا : لا .
قال فلستم من ذهل الأكبر …
عند ذلك قام له دغفل وقال : (إن على سائلنا أن نسأله .
فممن الرجل فقال أبو بكر : من قريش
فقال : دغفل بخ بخ أهل الرياسة والشرف!
فمن أي القرشيين أنت ؟ فقال أبو بكر : أنا من ولد تيم بن مرة ( وكان هذا الفرع من قريش الذي ينتمي إليه أبو بكر وطلحة رضي الله عنهما فرع قليل العدد جداً في قريش ) ،
فقال دغفل : والله لقد أمكنت الرامي من سواء الثغرة ،
وقال له : أمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من قريش وكان يقال له مجّمِعاً ؟ قال أبو بكر لا .
قال دغفل : أمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه وأهل مكة مسنتون عجاف قال : لا .
قال أمنكم عبد المطلب بن هاشم مطعم طير السماء ؟ قال : لا .
قال : أمن أهل الحجابة أنت ؟ قال لا

أمن أقل السقاية أنت ؟ قال لا
قال أمن أهل الرفادة أنت قال لا .
قال أمن أهل اللواء أنت قال لا ..
ثم انسحب أبو بكر رضى الله عنه . فقيل له لقد وقعت من الغلام على باقعة .
فأجاب : نعم كل آفةٍ لها آفة ، والبلاء موكول بالمنطق .




ليست هناك تعليقات: