الجمعة، 3 أغسطس 2012

امي .....امي ..هل بررت بك


قصة نقلت على لسان أحدى الطبيبات


بسم الله الرحمن الرحيم



هذه القصة نقلت على لسان أحدى الطبيبات دخلت علي في العيادة عجوز في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني.لاحظت حرصه الزائد عليها حتى فهو يمسك يدها و يصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء بعد
سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات سألته عن حالتها العقلية لان تصرفاتها لمتكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي
فقال إنها متخلفة عقليا منذ الولادةتملكني الفضول فسألته فمن يرعاها ؟ قال أنا
قلت والنعم ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها قال أنا ادخلها الحمام واحضر ملابسها وانتظرها إلى أن تنتهي واصفف ملابسها في الدولاب واضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس قلت ولم لا تحضرلها خادمة ! قال لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة .
اندهشت من كلامه ومقدار بره وقلت وهل أنت متزوج قال نعم الحمد لله ولدي أطفال قلت إذن زوجتك ترعى أمك؟
قال هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينها
ولكن أنا احرص أن أكل معها حتى أطمئن عشان السكر !.
زاد إعجابي ومسكت دمعتي !
واختلست نظره إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة .قلت أظافرهاقال قلت لك يا دكتورة هي مسكينة
طبعا أنانظرت الأم له وقالتمتى تشتري لي بطاطس قال ابشري الحين اوديك البقاله !
طارت الأم من الفرح وقامت تناقز الحين . التفت الإبن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار سويت نفسي اكتب في الملف حتى ما يبين أني متأثرة !وسألت ما عندها غيرك؟

قال أنا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهر.قلت اجل رباك أبوك قال لا جدتي كانتترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات .قلت هل رعتك أمك في مرضك أوتذكر أنها اهتمت فيك؟أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك قال دكتووووورة أمي طول عمري من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليهاوأرعاها.






كتبت الوصفة وشرحت له الدواء
مسك يد أمه وقال يله الحينالبقاله.قالت لا نروح مكة .استغربت قلت لها ليه تبين مكة ؟ قالت بركب الطيارة !!! قلت له هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ليه توديها وتضيق على نفسك؟قال يمكن الفرحةاللي تفرحها لا وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها.
خرجوا منالعيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للراحة ، بكيت من كل قلبي وقلت في نفسيهذا وهي لم تكن له أما فقط حملت وولدت لم تربي لم تسهر الليالي لم تمرض لم تدرسلم تتألم لألمه لم تبكي لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه.لم ولمومع كلذلك كل هذا البر!!
تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله فكرت بأبنائي هل سأجدربع هذا البرمسحت دموعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة.
عدت لبيتيوأحببت أن تشاركوني يوميقال تعالى في سورة الإسراء ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّايَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَاأُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَاجَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق