لَقَدْ ذَهَبَ الحمارُ بأُمِّ عَمْرٍو
فلا رَجَعَتْ ولا رَجَعَ الحمارُ: قصة أبا أيوب .
أنه في احدي حارات القاهرة القديمة كانت تعيش عجوز في عقدها السابع من العمر
، تدعي بأم عمرو ، وكانت حادة الطباع سليطة اللسان
،تفتعل المشاكل مع أهل الحارة وتتشاجر معهم
بدون أسباب تذكر ،لدرجة أنها حددت لكل أسرة يوم تتشاجر معها فيه ،
وفي أحد الأيام وفد علي الحارة ساكن جديد مع أسرته ، يقال له أبا أيوب وكان له حمارا يركبه للذهاب إلي مقر عمله
، وبينما كان أبي أيوب يتعرف علي أهل الحارة الجديدة وأسرها قالوا له
:إن موعدك أنت وأسرتك للشجار مع أم عمرو غدا (وسردوا له قصتهم معها
وبينما هو يفكر في الأمر وكيف يواجه الموقف وقد شاركته زوجته
في التفكير ، اهتديا إلي أنهم لا يتعرضا لام عمر هذه
ولن يردا عليها مهما بلغ الأمر ، وبزغ الصبح وأطلت الشمس بأشعتها الذهبية علي الحارة
، وعندما كانت زوجة أبا أيوب تفتح نافذة الغرفة وتطل علي أبي أيوب وهو يضع للحمار
وجبة إفطاره من العلف والفول ليقوي علي حمله إلي حيث عمله وبعده يأخذ السلطانية
ليحضر الفول المدمس والخبز من ذلك الرجل الواقف بأول الحارة أمام عربته
وعليها قدره الفول المدمس وطاولة العيش البلدي ، ليفطر هو الآخر
مع أولاده الصغار وبينما هم كذلك فإذا بأم عمر تكيل لهم من ألوان السباب والشتائم
مالا يخطر علي بال احد وما لم يسمعا به من قبل ، وهما لا يعيران
أي اهتمام لها ، فإذا بها تسقط مغشيا عليها من شدة الغيظ ، لان أحدا لم يرد عليها
وقرر أهل الحارة أن ينقلوها إلي المستشفي ولم يجدوا ما يحملونها عليه سوي
حمار أبي أيوب، فأسرع احدهم إلي أبي أيوب قائلا يا أبا أيوب: لقد ذهبوا بأم عمرو علي حمارك إلي المستشفي وقد لا يرجع،
فرد أبا أيوب قائلا : قولته المشهورة والتي صارت مثلا تتداوله الأجيال جيلا بعد جيل :-
إذا ذهب الحمار بأم عمرو***** فلا رجعت ولا رجع الحمار
هذا مثل بالفصحى يتداوله الناس حتى اليوم ،ويقال عندما يذهب عنك شخصا
غير مرغوب فيه ،أو عند ضياع شيء غير مهم أو تتمني ضياعه في قراره نفسك !
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق