الجمعة، 11 مايو 2012


ذات صباح قام جحا، وهو حكيم كبير طالما تظاهر بالجنون بلف بيضة في منديل، وذهب إلى وسط ميدان يقع في مدينته، ثم قال موجها كلامه للمارة: 

ـ ستقام اليوم مسابقة مهمة فمن يكتشف الذي في داخل هذا المنديل، سيحصل على مافي داخله كجائزة له! 

نظر الحاضرون بعضهم إلى بعض في حيرة وتساءلوا: 

ـ كيف لنا أن نعلم ذلك، فليس أحدنا بمنجم أو عراف! 
وواصل جحا حديثه في إصرار قائلا: 

ـ ما بداخل المنديل له قلب أصفر بلون صفار البيض، ويحيط به سائل كلون بياض البيض الذي بدوره يوجد في داخل قشرة يمكن تحطيمها بسهولة، وهو رمز للخصوبة، ويذكرنا بالعصافير التي تطير باتجاه أعشاشها. والآن من يستطيع إخباري بما أخفيه؟! 

فكر الحاضرون بأن جحا يمسك ببيضة بين يديه، ولكن جلاء الإجابة حال دون أن يُعرض أحدهم نفسه للخجل أمام الآخرين. 

وماذا لو لم تكن بيضة؟ وكانت شيئا آخر ذا أهمية بالغة، نتاج الخيال الخصب للحكماء؟ فالنوة صفراء اللون والسائل المحيط بها لربما يكون مستحضرا كيميائيا... إنه هذا المجنون يريد أن يصبح أحدهم مثارا للسخرية! 

قام جحا بإلقاء السؤال عليهم مرتين متتالين، وأيضا لم يرد أحد.. عندئذ فتح هو المنديل بنفسه، وأظهر البيضة للجميع قائلا: 

ـ كان جميعكم يعرف الإجابة، ولكن أيا منكم لم يجرؤ على التعبير عن ذلك بالكلمات. 

فهكذا هي حياة من لايملك القدرة على المخاطرة، إن الحلول قد منحنا الله إياها بكل كرم من عنده، ولكن أولئك الذين اعتادوا البحث عن حلول أكثر تعقيدا ينتهي بهم الحال دون فعل أي شيء!

ملاك ..... وشيطان





بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



يحكى أن حاكم ايطاليا دعا فنانا ً تشكيليا ً شهيرا ً و أمره برسم صورتين


مختلفتين و متناقضتين عند باب اكبر مركز روحي في البلاد 
الحاكم امر الرسام بأن يرسم صوره ملاك .. و يرسم مقابلها صوره الشيطان ..
لرصد الاختلاف بين الفضيله و الرزيله ..
و قام الرسام بالبحث عن مصدر يستوحي منه الصور ..و عثر على طفل بريء و جميل ..
تطل السكينه من وجهه الابيض المستدير ... و تغرق عيناه في بحر من السعاده ..
ذهب معه الى اهله و استأذنهم في استلهام صوره الملاك من خلال جلوس الطفل امامه كل يوم حتى ينهي ذلك الرسم مقابل مبلغ مالي 
و بعد شهر اصبح الرسم جاهزا ًو مبهرا ً للناس .
و كان نسخه من وجه الطفل مع القليل من ابداع الفنان 
و لم ترسم لوحه اروع منها في ذلك الزمان ..
و بدأ الرسام في البحث عن شخص يستوحي منه وجه صوره الشيطان 
و كان الرجل جادا ً في الموضوع ..
لذا بحث كثيرا ً .. .. و طال بحثه لاكثر من عشرين عاما ً
و اصبح الحاكم يخشى ان يموت الرسام قبل ان يستكمل التحفه التاريخيه ..
لذلك اعلن عن جائزه كبرى ستمنح لاكثر الوجوه اثاره للرعب و القبح و النفور .. 
و قد زار الفنان السجون ... و العيادات النفسيه ... و الحانات ... و اماكن المجرمين 
لكنهم جميعا ً كانوا بشرا ً و ليسوا شياطين 
و ذات مره ...!
عثر الفنان فجاه على .. ((( الشيطان ! ))) ...
و كان عباره عن رجل سيء يبتلع زجاجه خمر في زاويه ضيقه داخل حانه قذره .
اقترب منه الرسام وحدثه حول الموضوع .. و وعد بإعطائه مبلغ هائل من المال .. فوافق الرجل .
و كان قبيح المنظر .. كريه الرائحه .. اصلع .. وله شعرات تنبت في وسط رأسه كأنها رؤوس الشياطين !!
و كان عديم الروح و لا يأبه بشيء .. و يتكلم بصوت عال ٍ .. و فمه خال ٍ من الاسنان ! !
فرح به الحاكم لان العثور عليه سيتيح استكمال تحفته الفنيه الغاليه .. 
جلس الرسام امام الرجل و بدأ برسم ملامحه مضيفاً اليها ملامح (( الشيطان !))
و ذات يوم .. 
التفت الفنان الى الشيطان الجالس امامه و اذا بدمعه تنزل على خده ..
فاستغرب الموضوع 
و سأله اذا كان يريد ان يدخن او يحتسي الخمر ..!
فاجابه بصوت اقرب الى البكاء المختنق :
(( انت يا سيدي زرتني منذ اكثر من عشرين عاما ً .. حين كنت طفلا ً صغيرا ً 
و استلهمت من وجهي صوره الملائكه .. و انت اليوم تستلهم مني صوره الشيطان !! 
لقد غيرتني الايام و الليالي حتى اصبحت نقيض ذاتي !! ))
و انفجرت الدموع من عينيه .. و ارتمى على كتف الفنان ..
و جلسا معا ً يبكيان .
امام صوره الملاك .... ))
لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ....
ثم رددناه اسفل سافلين .....
الا الذين امنوا و عملوا الصالحات ..... فلهم اجر غير ممنون .....
فما يكذبك بعد بالدين ......
اليس الله بأحكم الحاكمين ؟

كذبات أمي الثمانية



ليس دائماً: تقول أمي الحقيقة...!!

قرأت فتأثرت فرأيت واجباً علي أن أنقله لغيري
لعل من بينهم من هو عاق لوالدته فيهتز قلبه ويرق ويهديه
الله ويحنو قلبه على امه

ثماني مرات: كذبت أمي عليّ...!!!

تبدأ القصة عند ولادتي، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة
الفقر
فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا....
وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله
ويسد جوعنا:
كانت أمي تعطيني نصيبها... وبينما كانت تحوِّل الأرز
من طبقها إلى طبقي
كانت تقول: يا ولدي تناول هذا الأرز، فأنا لست جائعة..
وكانت هذه كذبتها الأولى

وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من
شئون المنزل وتذهب
للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا، وكان عندها أمل
أن أتناول سمكة قد
تساعدني على أن أتغذى وأنمو، وفي مرة من المرات
استطاعت بفضل الله
أن تصطاد سمكتين، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء
ووضعت السمكتين
أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا،
وكانت أمي تتناول
ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك،
فاهتز قلبي لذلك،
وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها، فأعادتها أمامي
فورا وقالت:
يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا، ألا تعرف أني
لا أحب السمك...
وكانت هذه كذبتها الثانية











وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة،
ولم يكن معنا من المال
ما يكفي مصروفات الدراسة، ذهبت أمي إلى السوق
واتفقت مع موظف بأحد
محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور
على المنازل
وتعرض الملابس على السيدات،
وفي ليلة شتاء ممطرة، تأخرت أمي في
العمل وكنت أنتظرها بالمنزل، فخرجت أبحث عنها
في الشوارع المجاورة،
ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت،
فناديتها: أمي، هيا نعود
إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن
تواصلي العمل في الصباح،
فابتسمت أمي وقالت لي: يا ولدي... أنا لست مرهقة..
وكانت هذه كذبتها الثالثة

وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة، أصرت أمي
على الذهاب معي،
ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس
المحرقة،
وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها
فاحتضنتني بقوة ودفء
وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى، ووجدت معها كوبا
فيه مشروب كانت
قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي، فشربته من
شدة العطش حتى ارتويت،
بالرغم من أن احتضان أمي لي: كان أكثر بردا وسلاما،
وفجأة نظرت
إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه، فأعطيتها الكوب
على الفور وقلت لها:
اشربي يا أمي، فردت: يا ولدي اشرب أنت، أنا لست
عطشانة...
وكانت هذه كذبتها الرابعة

وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة
الوحيدة، وأصبحت
مسئولية البيت تقع عليها وحدها، ويجب عليها أن
توفر جميع الاحتياجات،
فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع،
كان عمي رجلا طيبا
وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا،
وعندما رأى الجيران
حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ، نصحوا أمي
بأن تتزوج رجلا ينفق
علينا فهي لا زالت صغيرة، ولكن أمي رفضت الزواج
قائلة: أنا لست بحاجة إلى الحب...
وكانت هذه كذبتها الخامسة

وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة،
حصلت على وظيفة
إلى حد ما جيدة، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب
لكي تستريح أمي
وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل، وكانت في
ذلك الوقت لم يعد
لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل،
فكانت تفرش فرشا
في السوق وتبيع الخضروات كل صباح، فلما رفضت
أن تترك العمل
خصصت لها جزءا من راتبي، فرفضت أن تأخذه قائلة:
يا ولدي احتفظ بمالك، إن معي من المال ما يكفيني...
وكانت هذه كذبتها السادسة

وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة
الماجستير،
وبالفعل نجحت وارتفع راتبي، ومنحتني الشركة الألمانية
التي أعمل بها
الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا،
فشعرت بسعادة بالغة،
وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة،
وبعدما سافرت وهيأت الظروف،
اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي،
ولكنها لم تحب أن تضايقني
وقالت: يا ولدي... أنا لست معتادة على المعيشة المترفة...
وكانت هذه كذبتها السابعة

كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة، وأصابها
مرض السرطان اللعين،
وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها، ولكن ماذا
أفعل فبيني وبين
أمي الحبيبة بلاد، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها
في منزلنا، فوجدتها
طريحة الفراش بعد إجراء العملية، عندما رأتني حاولت
أمي أن تبتسم لي
ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة،
ليست أمي التي أعرفها،
انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني
فقالت: لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم...
وكانت هذه كذبتها الثامنة

وبعدما قالت لي ذلك، أغلقت عينيها، فلم تفتحهما
بعدها أبدا...

إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته:
حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها...
وإلى كل من فقد أمه الحبيبة:
تذكر دائما كم تعبت من أجلك، وادع الله تعالى لها
بالرحمة والمغفرة..

قصـــة الحصان و شروط السعادة الخمسة




وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء 
الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث 
الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن 
الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا 
إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى 
المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ 
التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع 
الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر. 

في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه 
الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، 
وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد 
وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض
ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى! 

وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز 
ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء 
البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض 
بسلام .












وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما 
فعل الحصان حتى تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في 
طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت توًا كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض 
هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى. 

يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات محددة كالآتي-: 

1. اجعل قلبك خاليًا من الكراهية 
2. اجعل عقلك خاليًا من القلق 
3. عش حياتك ببساطة 
4. أكثر من العطاء 
5. عش بالأمل 
وقبل هذا كله العمل بما يرضي الله 

القصة التي أبكت'عمر بن الخطاب رضي الله عنه



القصة التي أبكت
 'عمر بن الخطاب' وأبكت كل من كان حوله.....!أمية الكناني كان رجلاً من سادات قومه وكان له ابناً يسمى كلاباً,هاجر كلاب إلى المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه, فأقام بها مدة ثم لقي ذات يوم بعض الصحابة فسألهم أي الأعمال أفضل في الإسلام, فقالوا: 'الجهاد'،
فذهب كلاب إلى عمر يريد الغزو, فأرسله عمر رضي الله عنه إلى جيش مع بلاد الفرس فلما علم أبوه بذلك تعلق به وقال له: 'لا تدع أباك وأمك الشيخين الضعيفين, ربياك صغيراً، حتى إذا احتاجا إليك تركتهما؟'فقال: 'أترككما لما هو خير لي'ثم خرج غازياً بعد أن أرضى أباه، فأبطأ في الغزو وتأخر.وكان أبوه وأمه يجلسان يوماً ما في ظل نخل لهم وإذا حمامة تدعوا فرخها الصغير وتلهو معه وتروح وتجئ، فرآها الشيخ فبكى فرأته العجوز يبكي فبكت ثم أصاب الشيخ ضعف في بصره، فلما تأخر ولده كثيراً ذهب إلى عمر رضي الله عنه ودخل عليه المسجد
وقال: 'والله يا ابن الخطاب لئن لم ترد علي ولدي لأدعون عليك في عرفات'،
فكتب عمر رضي الله عنه برد ولده إليه، فلما قدم ودخل عليه
قال له عمر: 'ما بلغ برك بأبيك؟'قال كلاب: 'كنت أُفضله وأكفيه أمره, وكنت إن أردت أن أحلب له لبناً أجيء إلى أغزر ناقة في أبله فأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها -أي ضروعها- حتى تبرد ثم أحلب له فأسقيه'فبعث عمر إلى أبيه فجاء الرجل فدخل على عمر رضي الله عنه وهو يتهاوى وقد ضعف بصره وانحنى ظهره وقال له 'عمر' رضي الله عنه: 'كيف أنت يا أبا كلاب؟'قال: 'كما ترى يا أمير المؤمنين'فقال: 'ما أحب الأشياء إليك اليوم'قال: 'ما أحب اليوم شيئاً، ما أفرح بخير ولا يسوءني شر'فقال عمر: 'فلا شيء آخر'قال: 'بلى, أحب أن كلاباً ولدي عندي فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت'فبكى رضي الله عنه وقال: 'ستبلغ ما تحب إن شاء الله'.ثم أمر كلاباً أن يخرج ويحلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه فقام ففعل ذلك ثم جاء وناول الإناء إلى عمر فأخذه رضي الله عنه وقال أشرب يا أبا كلاب فلما تناول الإناء ليشرب وقربه من فمه
قال: 'والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب'فبكى عمر رضي الله عنه
وقال: 'هذا كلاب عندك وقد جئناك به' فوثب إلى ابنه وهو يضمه ويعانقه وهو يبكي فجعل عمر رضي الله عنه والحاضرون يبكون
ثم قال عمر: ' يا بني الزم أبويك فجاهد فيهما ما بقيا ثم اعتنى بشأن نفسك بعدهما






























أحمق الناس من سلم ماله لورثته قبل مماته




الكنز المفقود

بقلم محسن الصفار

عندما بلغ سعيد الأرمل سن التقاعد وكبر أبناءه وأصبح لكل منهم بيت وعائلة قرر أن يقوم بخطوة تريح باله من أعباء الدنيا و تفرغه أكثر للعبادة في ما تبقى له من أيام العمر فجمع أبنائه واخبرهم انه سيوزع كل أمواله بينهم بالتساوي حتى يكون عادلا وكي لا يتصارعوا على التركة بعد موته وبذلك يكون قد أدى الأمانة وصان الحقوق , استقبل الأبناء هذه الخطوة الحكيمة ووعدوه أن المال وان قسم بينهم فسيبقى هو صاحبه حتى آخر يوم في حياته.
وهكذا كان فقسم سعيد كل ما يملك من مال منقول و أملاك بين أبنائه الثلاثة واحتفظ لنفسه بالنزر اليسير عارفا ومتيقنا أن أولاده الذين لم يبخل عليهم يوما لن يبخلوا عليه بأي شيء مهما غلا , بعد مدة من الزمن رن جرس الباب ففتحه سعيد فتعجب لرؤية عدة أشخاص على الباب يتقدمهم أبو احمد دلال العقارات الذي بادره بالسلام قائلا:
-أهلا أستاذ سعيد كيف الحال ؟ إن شاء الله بخير ؟ هناك زبائن يريدون رؤية البيت لو سمحت
رد عليه سعيد مذهولا
رؤية البيت لأجل ماذا ؟
أجابه الدلال بابتسامة صفراء
لأجل شراءه طبعا , أبنائك عرضوا البيت للبيع عندي منذ فترة وهاهو اليوم الزبون وان شاء الله يعجبه البيت وننهي البيعة ,عن إذنك فنحن على عجلة.
دخل الدلال والزبائن البيت أمام أعين سعيد الذي بقى مشدوها مما يري ويسمع, أبناءه يبيعون البيت الذي يسكنه !! ودون علمه ؟ وأين سيسكن هو إذا ؟
اتصل بالأبناء وطلب منهم الحضور على الفور فاجتمع الأبناء ومعهم زوجاتهم في بيت سعيد مساء وابلغهم اعتراضه على هذا التصرف فرد عليه الابن الأكبر:
لا تقلق يا والدي فمكانك في الحفظ والصون عندي في بيتي تعيش معززا مكرما والبيت نبيعه لا طمعا بل لأنه أصبح بيتا قديما وهو كبير جدا وأنت لا حاجة لك به , وهذه النقود نحن أولى بها كي تعيننا على شؤون حياتنا.
وهنا انبرت زوجته قائلة:
أظن أن عمي سيكون مرتاحا أكثر في بيت أخوك الأوسط فهما يتفقان معا ويتشاركان نفس الاهتمامات
اعترضت زوجة الأخ الأوسط وقالت بصوت حاد
لا يا عزيزتي إنا بيتي صغير و لا يكاد يكفيني إنا وعائلتي وليس لدينا مكان لشخص إضافي أرى إن الأخ الأصغر هو انسب واحد لهذا الشيء فبيته كبير وليس لديه أولاد
انبرت زوجة الأخ الأصغر كمن إصابتها الصاعقة
ماذا ؟ إنا عروس شابة وفي أول حياتي وانتن تردن تحويل بيتي إلى دار عجزة ؟ انتن تحصلن على المال وتلقين يعبئ العجوز على ظهري , أبدا والله لا يكون هذا ألا على جثتي
استمرت النسوة بالشجار وانتظر سعيد ان يتدخل أبناءه لحفظ كرامته التي داستها الزوجات بالأحذية ولكنه رآهم خانعين لا ينبسون ببنت شفة لا بل أنهم اقرب للموافق منهم للمعارض وكل منهم يتمنى أن تفوز زوجته في النقاش كي يتخلص من عبئ رعاية الوالد
أدرك سعيد لحظتها انه قد ارتكب اكبر خطا في حياته بتوزيع أمواله بين الأبناء وهو قيد الحياة وان أبناءه وزوجاتهم يحضرون له أيام سوداء مليئة بالذل والهوان والتنقل من مكان إلى آخر وليس بعيدا أن يرموه في دار للعجزة , انصرف الجميع وبقي سعيد يفكر طوال الليل فيما يجب أن يفعله كي يسترد ماله وكرامته وأخيرا تفتق ذهنه عن فكرة فاتصل بالأبناء وقال لهم انه يريد أن يراهم مجتمعين مرة أخرى في بيته وبعد تململ وقبول وإيجاب جاء الجميع فرحب بهم سعيد قائلا :









أحبائي وأعزائي هناك أمر هام جدا يجب أن اذكره عن الأموال وانأ لا أرضى أن أفارق الحياة دون أتمام مهمتي وأداء أمانتي .
ابتسم الابن الأكبر بسخرية وقال:
أي أموال يا أبي فأنت ليس لديك سوى بيتك ومدخراتك في البنك وقد قسمتها بيننا-
قال سعيد:
لا يا ولدي هناك الكثير فأمكم المرحومة قد ورثت عن أمها التي ورثت عن جدتها كمية كبيرة من المصوغات الذهبية وقد أضافت عليها ما اشترته طوال حياتها ولان هذه المصوغات في جلها أثرية وعمرها مئات السنين فهي لا تقدر بثمن
فجأة أصبح لكل من الأبناء وزوجاتهم أربع أعين وآذان واخذ يستمع لما يقوله سعيد الذي أكمل وقال:
وهذه سأتركها فقط للابن الذي يرعاني هو وزوجته أفضل من الباقين وسأخبره بمكانها قبل موتي, رحم الله أمكم ها قد أديت أمانتي تجاهها .وألان يمكنكم الانصراف فلديكم من شؤونكم الخاصة ما يكفيكم و يغنيكم عن عجوز مثلي .
هجم الجميع عليه وهم يتصارعون على استضافته في بيتهم والنسوة يتعاركن مع بعضهن وكل واحدة تعدد مزايا بيتها له وكيف انه سيكون مرتاحا أكثر عندها, وانفضت المعركة عن أن يبقى الأب في بيته معززا مكرما ويأتي كل من الأبناء هو وعائلته كي يعيش عنده شهرا بالتناوب .
عاش سعيد أحلى أيامه في رعاية ودلال والكل يتمنى أن يحصل على رضاه كي يكون صاحب الحظ السعيد في الكنز الثمين وأخيرا حلت أيام سعيد الأخيرة فجمع الأبناء مرة أخيرة وقال لهم
يا أبنائي لقد قمتم بواجبكم معي على أكمل وجه وها إنا أموت مرتاحا وساترك لكمالكنز انتم الثلاثة مجتمعين ومكانه في صندوق خبأته في احد جدران البيت ولكني ولكبر سني قد نسيت في أي جدار وضعته .
قال هذا واسلم الروح . ما كاد تشييع الجنازة ينتهي حتى هجم الأبناء على البيت تحطيما وتكسيرا لكل الحوائط والأسقف حتى أصبح البيت خرابه لا تساوي شيئا و أخيرا عثر احدهم على الصندوق فتحه بكل لهفة هو وإخوانه فوجد فيه رسالة كتب فيها:
أحمق الناس من سلم ماله لورثته قبل مماته فيصبح عبدا لهم وقد وضعت لكم الصندوق في جدران البيت عارفا إنكم ستخربون البيت كله كي تحصلوا عليه و ها قد خرجتم بلا كنز ولا بيت !!!
مستوحاة من التراث الشعبي 

الخميس، 10 مايو 2012

لفرق بين من يتلفظ بالحب ومن يعيشه


قصة جميلة من الادب التركي

سئل أحد الحكماء يوما : ماهو الفرق بين من يتلفظ بالحب ومن يعيشه ؟

قال الحكيم سوف ترون الان ؟؟

ودعاهم إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ،

وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده… ، ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر !

واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة ! حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا ، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض !! وقاموا جائعين في ذلك اليوم ، قال الحكيم والآن انظروا !

ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة ! فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ، وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله ..

وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب : من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ،

ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الاثنان معا !

( فمن يعطي.... هو الرابح دوماً... لا من يأخذ )