الاثنين، 28 مايو 2012

من نوادر العرب


من نوادر الأعراب









*- أوقد أعرابيّ ناراَ يتّقي بها برد الصحراء في الليالي القارسة، ولما جلس يتدفّأ ردّد مرتاحاَ: اللهم لا تحرمنيها لا في الدنيا ولا في الآخرة.

*- تزوّج أعرابيّ على كبر سنه، فعوتب على مصير أولاده القادمين، فقال: أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق.

*- ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله، فقال الأعرابيّ: والله ليس عندي ما أعطيه للغير.. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ! فقال السائل: أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة؟ فقال الأعرابيّ: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا.

*- قيل لأعرابيّ: ما يمنعك أن تغزو؟ فقال: والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي اليه ركضاً.

*- عوتب أحد الأعراب على الكذب، فقال للذي عاتبه: والله لو غرغرت به لهاتك ما صبرتَ عليه.

*- قيل لأعرابيّ: هل لك في النكاح؟ قال: لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها.

*- جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها، فلما دخل على الوالي في مجلسه، أخرج كتاباً ضمّنه قصته، وقدمه له وهو يقول: هاؤم إقرأوا كتابيه ..
فقال الوالي: إنما يقال هذا يوم القيامة.
فقال: هذا والله شرٌّ من يوم القيامة، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.

*- حدّث أحدهم قال: أتاني أعرابيّ بدرهم فقلت له: هذا زائف فمن أعطاكه؟ قال: لصٌّ مثلك ! .

*- دعا أعرابيّ في طريق مكة فقال: هل من عائدٍ بفضل، أو مواسٍ من كفاف؟، فأُمسكَ عنه فقال: اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز، ولا إلى الناس فنضيع؟.

*- حضرَ أعرابيّ سُفرة هشام بن عبد الملك، فبينا هو يأكل إذ تعلّقت شَعْرة في لقمة الأعرابيّ، فقال له هشام: عندك شَعْرة في لُقمتك يا أعرابيّ! فقال: وإنك لتلاحظني ملاحظة مَن يرى الشَعرة في لُقمتي! والله لا أكلتُ عندك أبداً! وخرج وهو يقول:
           وللموتُ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ            يُلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عمدِ

*- حكى الأصمعي قال: كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب. فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً، وكان أعور، فقال الخياط: والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج، فقال الأعرابيّ: والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء.
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج! فقال في الخياط هذا الشعر:
  خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء         ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه.

*- نظر أعرابيّ إلى البدر في رمضان فقال: سَمِنتَ فأهزلتني أراني الله فيك السلّ ! .

*- دعا أعرابيّ على عامل فقال: صبّ الله عليك الصّادات، يعني الصفع والصرف والصلب.

*- حضر أعرابيّ مائدة سليمان بن عبد الملك فجعل يمدّ يديه فقال له الحاجب: كُلْ مما يليك، فقال: من أخصب تخيّر، فأعجب ذلك سليمان وقضى حوائجه.

*- وقف المهدي على عجوزٍ من العرب فقال لها: ممن أنتِ، فقالت: من طيء، فقال: ما منع طيّاً أن يكون فيهم آخر مثل حاتم، فقالت مسرعة: الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك، فعجبَ من سرعة جوابها وأمر لها بصِلَة.

*- قيل لأعرابيّ كان يتعشّق قينة: ما يضرك لو اشتريتها ببعض ما تنفق عليها؟ قال: فمن لي إذ ذاك بلذة الخلسة، ولقاء المسارقة، وانتظار الموعد.

*- قيل بينما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس، إذ جاء أعرابيّ فلطمه، فقام اليه واقد بن عمرو فجلد به الأرض، فقال عمر: ليس بعزيزٍ من ليس في قومه سفيه.

*- انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال: يا وجه العرب كيف الحجاج؟ قال: ظالم غاشم  قال: فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال: لعنه الله أظلم منه وأغشم، فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال: يا حجاج، قال: مالك، قال: السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد، فضحك وخلاه.

*- أتى أعرابيّ بفالوذج "نوع من الحلوى الفارسية" فأكل منه لقمة، فقيل له: هل تعرف هذا؟ فقال هذا وحياتك الصراط المستقيم.

*- قال أعرابيّ لرجل رآه سميناً: أرى عليك قطيفةً من نسج أضراسك.

*- قال العتبي: أشرف عمرو بن هبيرة يوماً من قصره فإذا هو بأعرابيّ يرقل قلوصه فقال عمرو لحاجبه: إن أرادني هذا الأعرابيّ فأوصله إليّ، فلما وصل الأعرابيّ سأله الحاجب، فقال: أردت الأمير، فدخل عليه فلما مثل بين يديه قال له: ما حاجتك ؟ فأنشد الأعرابيّ يقول:
                أصلحك الله قلَّ ما بيدي        ولا أطيق العيال إذ كثروا
                أناخ دهري عليّ كلكلـــه        فأرسلوني إليك وانتظروا
فأخذت عمرو الأريحية فجعل يهتز في مجلسه، ثم قال أرسلوك إليّ وانتظروا، والله  لا تجلس حتى تعود إليهم بما يسرهم، ثم أمر له بألف دينار.

*- قال ابو المجسر الأعرابيّ: كانت لي بنت تجلس معي على المائدة فلا تقع عينها على لقمة نفيسة إلا خصّتني بها، فكبرت وزوجتها، وصرت أجلس إلى المائدة مع ابن لي، فوالله لن تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها.

*- قال هشام بن عبد الملك يوماً لأصحابه: من يسبني ولا يفحش وهذا المطرف له، وكان فيهم أعرابيّ فقال: ألقهِ يا أحول، فقال خذه قاتلك الله.

*- وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم: اسمي وثيق، وقال الآخر منيع، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد، فقال الأعرابيّ: ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم.

*- أقبل أعرابيّ يريد رجلاً وبين يدي الرجل طبق تين، فلما أبصر الأعرابيّ غطى التين بكسائه والأعرابيّ يلاحظه، فجلس بين يديه فقال له الرجل: هل تحسن من القرآن شيئاً، قال: نعم، قال إقرأ، فقرأ: والزيتون وطور سينين، فقال الرجل فأين التين ؟ فقال الأعرابيّ: التين تحت كسائك !.

*- تزوج شيخ من الأعراب جاريةً من رهطه، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية، فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها، فمر بخبائها بعد حول وإذا هي تُرَقِّص بُنَيَّتَها منه وهي تقول:
                  ما لأبي حمزة لا يأتينـا          يظل في البيت الذي يلينا
                  غضبان أن لا نلد البنينا          تالله ما ذلك في أيدينــــا
                                  وإنما نأخذ ما أعطينا 
فلما سمع الشيخ الأبيات مَرَّ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل بُنيّتها وقال: ظلمتكما ورب الكعبة.

*- أُحضر أعرابيّ سرقَ إلى عبد الملك بن مروان فأمر بقطع يده، فأنشأ يقول:
             يدي يا أمير المؤمنين أُعيذهـــــا     بعفوِكَ ان تلقى مكاناً يشينها
             ولا خيرَ في الدنيا وكانت حبيبةً     إذا ما شمالي فارقتها يمينهـا
فأبى إلا قطعه، فقالت أُمه: يا أمير المؤمنين، واحدي وكاسبي، قال: بئس الكاسب كان لك، وهذا حد من حدود الله، قالت: يا أمير المؤمنين، إجعله من بعض ذنوبك التي تستغفر الله منها ! فعفا عنه.

*- وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل على الأكل، ولم يعزم عليه. فقال له الأعرابيّ: أما اني قد مررت بأهلك. قال كذلك كان طريقك. قال وإمرأتك حبلى. قال كذلك كان عهدي بها. قال قد ولدت. قال كان لا بد لها أن تلد. قال ولدت غلامين. قال كذلك كانت أمها. قال مات أحدهما. قال ما كانت تقوى على إرضاع أثنين. قال ثم مات الآخر. قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه. قال وماتت الأُم: قال حزناً على ولديها. قال ما أطيب طعامك. قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله لا ذقته يا أعرابيّ.

*- خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة، فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام. وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال: ما حال ابني عمير، قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً. قال فما فعلت أم عمير قال صالحة أيضاً. قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع. قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق. قال على ما يسرك. قال فالتفت إلى خادمه، وقال ارفع الطعام فرفعه، ولم يشبع الأعرابيّ، ثم أقبل عليه يسأله وقال: يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت. قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع، قال مات قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات. قال: أومات جملي زريق. قال نعم. قال وما الذي أماته ؟ قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير، قال أوماتت أم عمير قال، نعم. قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير. قال أومات عمير ؟ . قال نعم. قال وما الذي أماته ؟ قال سقطت عليه الدار. قال أوسقطت الدار قال نعم. قال فقام له بالعصا ضارباً فولى من بين يديه هارباً.

*- حكى بعضهم قال: كنت في سفر فضللت عن الطريق، فرأيت بيتاً في الفلاة، فأتيته فإذا به أعرابيّة، فلما رأتني قالت من تكون؟ قلت ضيف. قالت أهلاً ومرحباً بالضيف، انزل على الرحب والسعة. قال فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت، وماءً فشربت، فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت. فقال من هذا ؟ فقالت ضيف. فقال لا أهلاً ولا مرحباً، ما لنا وللضيف، فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت، فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابيّة فلما رأتني قالت من تكون؟ قلت ضيف. قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف، ما لنا وللضيف، فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني قال من هذا ؟ قالت ضيف. قال مرحباً وأهلاً بالضيف ثم أتى بطعام حسن فأكلت، وماء فشربت، فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت. فقال مم تبسمك فقصصت عليه ما إتفق لي مع تلك الأعرابيّة وبعلها، وما سمعته منه ومن زوجته، فقال لا تعجب ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها هي أختي، وان بعلها أخو إمرأتي هذه، فغلب على كل طبع أهله.

*- ساوم أحد الأعراب حنيناً الإسكافي على خفين، ولكنه لم يشترهما بعد جدلٍ طويل، فغاظ حنيناً جدل الأعرابي، فقام وعلّق أحد الخفين في طريق الأعرابي، ثم سار وطرح الآخر في طريقه، وكمن له. فلما مر الأعرابي ورأى أحد الخفين قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته، فتقدّم ورأى الثاني مطروحاً، فندم على تركه الأول، فنزل وعقل راحلته، ورجع إلى الأول، فذهب حنين براحلته، ورجع حنين وليس معه إلا الخفان، فقال له قومه: ما الذي جئت به من سفرك ؟ فقال: جئت بخفي حنين.

*- حكى الأصمعي قال: ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديداً، فالتجأت الى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد:
          أيا رب  إن  البرد  أصبح  كالحاً      وأنت  بحالي   يا   إلهي  أعلم
          فإن كنت يوماً في جهنم مُدخلي     ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
قال الأصمعي: فتعجبت من فصاحته وقلت له: يا شيخ ما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخٌ كبير، فأنشد يقول:
          أيطمع  ربي  أن   أُصلي  عارياً    ويكسو غيري كسوة البر والحر
          فوالله لا صليت ما عشت عارياً   عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
          ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة  وإن غيمت فالويل للظهر والعصر
          وإن يكسني ربي قميصاً وجبة   أصلي له مهما أعيش من العمر 

*- قال الأصمعي: أصابت الأعراب مجاعة فمررت بأعرابي قاعد مع زوجته على قارعة الطريق وهو يقول:
          يا رب اني قاعد كما ترى
                                وزوجتي قاعدة كما ترى
          والبطن مني جائع كما ترى
                           فما ترى يا ربنا في ما ترى ؟

السبت، 26 مايو 2012

من صور اليطولة العراقية

من قصص البطولة العراقية   
اذا ذكرت البطولة .... فالحويجة مصنعها الحويجة .. في سطور مدينة في شمال العراق ومركز قضاء تابع لمحافظة كركوك حيث تقع جنوب غرب المدينة بحوالي 30 ميلا. يقدر عدد سكان قضاء الحويجة بحوالي 450 ألف نسمة. والغالبية الساحقة من السكان هم من العرب مع أقليات كردية وتركمانية. ومن أبرز العشائر العربية التي تقطن القضاء: 1- الجبور. 2- العبيد. 3- النعيم. 4- شمر. 5 - الدوريين ، وغيرها من العشائر العربية. اول وثبة لرجالها كانت في نيسان 2003 حين تصدى ثلة من شبابها لزحف ارتال قوات الغزو نحوها ، وللشاعر للشاعر مالك الحزين قصيدة قالها بحق شهداء قرية بريمة قضاء الحويجة شمال العراق هؤلاء الابطال دمرو رتل امريكي كامل اثناءتقدم قوات الغزو 2003 ومن تحالف معهم من العملاء والخونة واستمكنو عدوهم من بين عيدان القصب وبقو صامدين وطالت المعركة فلجاء العدوالى قصف وحشي بالطائرات وهذا ديدن الجبناء فاستشهدو جميعا وبقى واحد يروي القصة وعلى لسان شاعرها مالك الحزين وهو يقول: يلي شلتوالنعش بالله ميلو بينه ميلو بينه إنودع اهلنه وعادت الـ يرحلْ يُودعاهله بدموعه ومن صورهم يمله عينه ميلو بينه الشوگ هزنه لحضن امنه ذيچ الحبيبه الحنينه چلمه منها وچلمه منا حيل مشتاگين وشتاگت لحچينه ميلوبينه لـ عند امنه وبس نوادعها ابچینه ميلو بينا وشدعواكم ولو نظره ولو همسه انحني بيها چفوف ادينا ونتواهب خاف زعلانه علينه ميلو بينه وعــلـ مكان الـ بي ربينه لبيت اهلنه انودع ايامه وسنينه ميلو بينه لحي حبيبتنه الحزينه .. بلچي بوسه زغيره منها.. بلچي لوشفناها مره رواحنا ترجع علينه ميلو بينه وعلى بريمه هناك عدنه عتاب يمها هناك يا يمة ارتمينا .. هناك زلها الـ ماحمانه وخان بينه هناك صار فراگ يمه هناك ضيعنه خوينه وينه اشو ما بينلنا .. وينه اشوما مر علينا مودع ودرب السلامه وبس اخاف الذيب يوگع بيد شاة ايظل رهينه ميلو بينه وخاف يخلص هــ نهار وهذي آخر ليلة هينه ولوله بيهاانوب ليله ماحچینه ومابچينه وما ندهناكم يولو ميلو بينه ميلو بينه وعــ الجسر وگفـــونه لحظه چنه هينه زغار نلعب عـــ الجرف يحضنه طينه ميلو بينه وفررونا بهـ الحويجه وعــ المنازل دار دار وگولولتراب الحويجه يون علينه وأحچوا قصتنه لولدكم وحچو حظكم وگولوللاجيال ماخنه وفينه وگولوا للاجيال ما ... خنه وفينه ملاحظة :عددهم كان ثمانية وهي التاريخ يعيد نفسه ابان معركة القادسية وهي الحرب العراقية الايرانية لكن الفرق كانوا خمسة وكانو اصدقاء الطفولة والصبا والجامعة واشتشهدو ايضا جميعا وبقي واحد ولكن خانته الكلمات بالتعبير ثم اصبح مريضا























 الى ان لحق باصحابه الشهداء

الأحد، 20 مايو 2012

الحمار الذهبي








الحمار الذهبي رواية نوميدية(الجزائر حاليا) لـ " للوكيوس أبوليوس "وفي
النطق المحلي لسكان الجزائر افولاي ، تعتبر أول رواية في تاريخ الإنسانية
ألّفت في القرن الثاني للميلاد، وهي عبارة عن 11 كتاب ( فصل ) يحكي بشكل
أساسي قصة إنسان يهتم بالسحر ، ويحب أن يتحول إلى طير ، و لكنه يتحول إلى
حمار . و بالإضافة إلى الحدث الرئيسي ، تحتوي الرواية بين طياتها ، قصص
تطول و تقصر ، ليست على علاقة وطيدة بالنص الأصلي ، و عددها 17 قصة .
بعضها شهدها البطل بنفسه ، و البعض الآخر سمعها .
تدور القصة حول فكرة ساخرة جدا، حول أحد شباب افريقيا الشمالية، ويدعى
لوكيوس كان مع مجموعة من المسافرين، وسمع من أحاديثهم عن امرأة ساحرة
شهيرة في المدينة التي كانوا في طريقهم إليها، فنزل ضيفا عند صديقة
لعائلته، فذكرت له أيضا عن هذه الساحرة وحذرته منها ومن سحرها، فازداد
حبا في معرفة ماذا تفعل هذه الساحرة، فاتفق مع الخادمة أن تعينه على
معرفة سر الساحرة.
وفي الليل هاجمه ثلاثة لصوص ولم يكن له مفر من مصارعتهم، وتمكن منهم فقضى
عليهم جميعهم ، وقبض عليه بجريمة القتل، وفي المحكمة، عندما أحضرت الجثث
لإثبات الجريمة، تبين أنه لم يكن هناك جثث بل كانت ثلاث قرب ماء مملوءة
هواء. وأطلق سراح الشاب لعدم حدوث جريمة القتل أساسا، على الرغم من أنه
هو القاتل.
وأدرك أن الساحرة علمت بوجوده ورغبت في التحرش به، من هنا ازدادت رغبته
في معرفة أعمال هذه الساحرة، وساعدته الخادمة على الوصول إلى بيت الساحرة
ورأى بنفسه كيف أن الساحرة دهنت نفسها بدهان تحولت بعده إلى بومة، وطارت
أمام عينه إلى السماء وهو يشاهدها ..
وازداد حب الاستطلاع عنده ورغب في تجربة الدهان بنفسه، وطلب من الخادمة
أن تسمح له بأن تأتيه بالوعاء ليدهن نفسه به، واستجابت الخادمة لطلبه
وأعطته علبة الدهان؟
أخطأت الخادمة في إحضار العلبة الخاصة بالطيور، وأعطته الدهان الذي حوله
إلى حمار، وهنا تبدأ رحلة السخرية التي استفاد منها الكاتب لينقل أفكاره،
فقد تحول هذا الإنسان بشكله إلى حمار، ولكن عقله بقي عقل إنسان مفكر.
ووعدته الخادمة بأنها ستحضر له الدواء المضاد وهو عشب الورد والذي سيعيده
إلى وضعه الإنساني، وطلبت منه أن يبقى في الإسطبل حتى تحضر له المطلوب،
وهنا يأتي اللصوص ويسرقونه مع بقية الخيل وتبدأ رحلة المشاكل..
وفي رحلته الأولى مع اللصوص، يكون شاهدا على عملية اختطاف إحدى العرائس
والتي يبدأ في حبها، وكان يعاملها معاملة خاصة قدرتها له، ولكن حياته
بقيت معروفة بأنه حمار، ويقوم بأعمال الحمار، فهو يتمنى أن يحمل الحبيبة
إلى أي مكان، ولكن أصحاب الإسطبل يفضلون عمله على رحى طحن الحب. أو حمل
الحطب أو نقل الأمتعة..
وكانت مشكلته الكبيرة هي في الأكل فهو لا يأكل أكل الحمير، ليبقى فكره
فكر إنسان.. فكانت هذه هي الرابطة التي تربطه ببني جنسه الأصلي، ومنها
أيضا ارتفع حب أصحابه له، لأنه حمار صاحب ذوق، فهو لا يأكل الأعشاب ولكنه
يأكل الخبر ولذيذ الطعام، فعلموا أنه حيوان نادر فعلموه بعض الألعاب
فأجادها، وجعلوه يقوم برقصات وألعاب على المسارح ..
وتمكن من الهرب ليصل إلى الشاطئ، وغسل نفسه سبع مرات وطلب من الآلهة أن
تحرره من شكله الحيواني .. وهنا وصل موكب عظيم لتقديس الآلهة يحمل أعشاب
الورد، فقفز إليها وأكل منها، وعاد إلى هيئة الأولى كإنسان.

قصص عن الانس والجن ... حقيقة ولكنها اغرب من الخيال





الدكتور شيحة:

 كان د. شيحة طالباً متفوقاً مشهودا له بالنبوغ والتفوق منذ التحاقه بالمدارس واستمر تفوقه العلمي والدراسي حتى حصل على الثانوية العامة بمجموع كبير أهله للالتحاق بكلية الطب، وكانت أسرته البسيطة تتمتع بحب كبير بين جميع جيرانها من أبناء مدينة سمنود بمحافظة الغربية في دلتا مصر، وكان هو خدوما لأهله وجيرانه، الجميع يعرفونه ويقدرونه، وبعد دخوله كلية الطب زادت ثقة الجميع وأصبح مستشارهم الطبي. وكانت عادة شيحة الذي وصل في دراسته للعام الخامس بكلية الطب أن يعود من الكلية لينام قليلاً، ثم يستيقظ لمذاكرة دروسه، وذات ليلة ايقظته والدته من نومه وطلب منها أن تعد له طعاما وكوبا من الشاي ليبدأ مذاكرته، بعد قليل فتحت عليه باب الحجرة فوجدته يرتدي جلباباً وطاقية مخططة من نفس نوعية القماش، فوضعت بجواره الطعام وكوب الشاي وأوصاها هو بأن توقظه صباحا ليذهب إلى الكلية فطلبت منه ألا يطيل السهر حتى يستطيع الاستيقاظ مبكراً.. ثم تركته وذهبت لتنام، وقبل الفجر بقليل استيقظت من نومها لتجد ضوء غرفته لايزال مضاء.. فتحت الباب وجدت الطعام وكوب الشاي كما هما بينما شيحة غير موجود، بحثت عنه في كل مكان بالمنزل فلم تجده، كان باب المنزل مغلقا من الداخل مما يؤكد أنه لم يخرج، شعرت بقلب الأم أن هناك غموضاً يحيط باختفاء ابنها، صرخت بأعلى صوتها تجمع الجيران فأخبرتهم باختفائه.. دخلوا غرفته.. فوجئت والدته باختفاء طعامه وكوب الشاي.
حضر رجال الشرطة وبدأوا البحث دققوا، وفتشوا المنزل ولم يعثروا على آثار تدل على وجود عنف في الدخول أو الخروج من المنزل.. وقيد البلاغ حادث اختفاء عادي.. لكن بقي لغز اختفاء أطباق الطعام وكوب الشاي من الحجرة بعد مشاهدة والدة شيحة لها تثير العديد من الأقاويل والشائعات التي ملأت المدينة على امتداد عام كامل. حتى جاء اليوم الذي دخلت فيه والدته غرفته لترتيبها كعادتها لتفاجأ بالمشهد الذي ألجمها وجعلها تصرخ حتى سقطت مغشياً عليها بعد أن تجمع الجيران على صوت صراخها.. ليفاجأوا بالدكتور جالساً على مكتبه مرتديا نفس ملابسه التي اختفى بها منكفئاً على المكتب نائماً واضعاً يديه تحت جبهته ولا يدري من أمر الدنيا حوله شيئاً، خاف الأهالي من الاقتراب منه تجرأ البعض منهم وذهبوا ليتأكدوا هل هو حي أم ميت فوجدوه نائماً وأيقظوه وبينما هو يرفع رأسه لينظر إليهم طالعوا وجهه وكأن عمره زاد أضعافا، وسألوه أين كنت؟ وماذا حدث؟ لم يجب وإنما طلب منهم فقط أن يتركوه وشأنه، وعلى مدار سنوات، زاد الحديث عن حكاية د. شيحة التي تناثرت حوله العديد من الأقاويل وتحول منزله البسيط إلى عيادة خاصة يرتادها يوميا العشرات من أبناء المحافظات ويلتمسون عنده العلاج وكان الرجل يعالج الجميع من دون مقابل مادي، ولكن قليلين هم الذين عرفوا سره.
وكان أكثر ما يحير أقاربه وأهل مدينته هو أين ذهب؟ وماذا حدث له؟ وكان الجميع يدرك أنه كان في عالم آخر.. لكن كيف؟ ولماذا؟ بقيت الإجابة سرا لا يعلمه أحد سواه حتى قرر أن يحكيه لبعض المقربين منه.. قائلاً إنه غفا غفوة قصيرة على مكتبه، ليفاجأ كما لو كان في حلم كبير بأن أرضية المنزل انشقت وابتلعته لتأخذه سريعا إلى عالم آخر، وكان كل ما فيه غريبا عليه يعيش وسط ملوك عالم الجان وتزوج من ابنة أحدهم التي كانت وراء استضافته في هذا العالم الغريب وتعلم على يد أساطين الطب لديهم كل فنون وحرفية المهنة وطلب منهم أن يتركوه ليعود من حيث أتى فرفضوا في البداية، ثم أخذوا عليه عهدا بألا يأخذ مقابلا لقيامه بعلاج الناس، فوافق، وبدأ رحلته في الصعود في ليلة مشابهة وبينما هم أحد مساعديه لرؤيته قبل إدخال المرضى إليه لعلاجهم في حجرة الكشف.. دخل عليه ليفاجأ باختفائه، لكن هذه الم
كان اختفاء بلا عودة.منقول





الخميس، 17 مايو 2012

لن اغفر لك ابي


لن اغفر لك ابي

لن اغفر لك ابي



عندما كانت صغيرة .. كانت تُراقب والديّها .. وتعاملهما مع بعضهما البعض .. كانت لا تفقهُ معنى إنشاء أسرة وتحمّـل مسؤوليّه .. لَمْ تكن تعي .. مُعاركة السنين ومُجاراة الأنين .. لَمْ تكن تعي كُل هذهِ الأمور.. وإنمّا كانت تحلم بأسرة صغيرة وأبناء تضمهُم إلى صدرها الدافئ .. وتُحيطهم بيديّها الحانيتيّن .. تُلاعبهم .. تُقبلهم .. تُربيهم .. يُخالط جسدها أجسادهم .. تُرضعهم الحُب والحنان .. وحينما كَبرت .. أحسَّت بإقتراب تحقق أحلامها .. حتى تخرجّت مِنْ الثانويّه .. بتقدير عالٍ يُؤهلها لد**** الجامعه , فانهالت التبريكات عليها مِنْ كُل مكان .. أهلها .. أقرباؤها .. بنات عماتها وبنات خالاتها .. 



ومَضَتْ الأيام بسرعه مِثلما كانت تُريد " نجلاء " نعم .. إنها نجلاء تلك الفتاة التي لَمْ تتجاوز التاسعة عشر بعد .. فتاة جميلة .. خلوقة ومُؤدبة ومُلتزمه .. حرص أهلها على تربيتها وتعليمها .. مرّت الأيام كأنها برقٌ تتالى .. والله المُستعان .. حتى دَخَلتْ نجلاء إلى الجامعه .. وحَرصت على طلب العلم الشرعَي .. 



مرّ اليوم الدراسي وكانت في أوّج سعادتها .. برغَمِ مافي هذا اليوم مِنْ رهبه ,, كون الإنسان إنتقل مِنْ عالم القيود ..وتحرّر مِنْ الزي الموّحد .. ومِنْ الفسحة وإنتظار جرس إنتهاء الحصة المدرسيّه ..إلى عالم مفتوح .. مُتحرر .. يعتمد الإنسان بهِ على نفسه .. ويحرص هو على دراسته ومستقبله .. فليس هُناك جرس يُنذر بإنتهاء الحصة ولا يوجد " طابور صباحي " يُشعِر بالملل والكآبه ,, وليست هُناك (حصة أولى) , التي لطالما سَمِعنا بها ولَمْ نكن نعلم ما يُقال بها مِنْ أثر النعاس ..



نعود إلى نجلاء .. وكعادة الأسبوع الأول في الجامعه .. نرى عدم الإلتزام في حضور الساعات الدراسيّه .. مُتعللين الطلبة بـ " السحب والإضافة " .. وما هي إلا حجج واهيّه .. من أجل إستطالة الإجازة الصيفيّه .. ولكِنْ نجلاء كانت حريصة على حضور الساعات الدراسية , برغم تغيّب بعض الدكاترة إلا إنها كانت ترقب بعينيّها باب القاعة .. مُؤملة نفسها بد**** أستاذ المادة .. فبدأ الحماس ينطفئ قليلاً في قلبها .. فأخذت تتسائل في نفسها " تُرى ما بهم لا أحد يحضر " بينما هُناك قاعات قليلة جداً قد بدأ الأستاذ بالشرح ..



وبينما كانت تتمشى في ممرات القاعات .. حتى رأت صديقتها أيام الثانويّه .. فسلمّت عليها وتهلل وجهها مُستبشراً ,, وتحدثّت معها .. عَنْ الجامعه وفي أي كلية .. وكيفيّه الساعات الدراسيّة .. والنظام .. فأخبرتها صديقتها التي سبقتها بعام واحد إلى الجامعه .. بكل شئ .. وساعدتها .. 



هُنا .. إطمأنت نجلاء وزال الخوف والتردد الذي بها .. ثم عادت إلى البيت .. وأخَبَرتْ والدتها بما جرى .. وما رأت في الجامعه .. وأن الحياة مُختلفة تماماً عن المدرسة .. وتوالت الأيام بجدٍ وإجتهاد .. حتى حَصَـلتْ نجلاء على أعلى الدرجات , وإنتهت السنة الدراسيّة الأولى .. وبدأت نجلاء تشعر بالحاجة إلى الحُب والعطف .. لَمْ يكن والديها مُقصرين معها بما تُريد .. ـ ولكِنْ ـ كانت تفتقد إلى الحُب والكلمات .. حتى تمنّت لو أنها لَمْ تكبر .. لتغيّر مُعاملة والديّها .. فقد أصبحوا مُنهمكين بتربية إخوانها الصغار .. وأهملوا حاجة نجلاء إلى الحُب والرعاية .. ظنّوا أن الإنسان حينما يكبر ويدخل إلى الجامعه .. قد يتجرّد مِنْ الإحساس .. ولم يعد بحاجة إلى كلمات الحُب والعطف أو إلى يديّن حانيتيّن تمسح على رأسها حتى تنام .. لم تعد ترى نجلاء إقبال والدها عليها وتقبيلها ومُلاعبتها .. فأمها دائماً مشغولة بأمور البيت والأبناء ..



وبينما كانت تجلس على سريرها قد داعب النوم عينيّها .. إذ بحلمها القديم بدأ يعود إليها .. وبدأت تتعطش إلى تحقيقه .. حِلمُ " الزواج " وتكوين أسرة .. وكانت تُردد :



بنتم و بنّا فما ابتلت جوانحنا ** شوقاً إليكم و ما جفت مآقينا



كانت تحلم برجل يأوي إليها وتأوي إليه .. رجل يُقاسمها همومها .. ويُشاركها أفراحها .. فبدأت تُفكّر ـ تُرى مَنْ سيكون ومتى ؟ حتى غالبها النُعاس .. فاستسلمت للنوم ..



لَمْ تكن نجلاء فتاة متهورّه .. كباقي الفتيّات .. تبحثُ عَنْ قِصص العشق والهيام ,, ولَمْ تكن تحلم بمغامرات عاطفيّه .. ورسائل غراميّه .. أو نظرات مِنْ إبن الجيران .. فقد كانت فتاة مُحافظة تخافُ الله .. وتحضر الدروس والحلقات .. ولطالما رَسَمتْ صورة ذلك الزوج في بالها , وكانت تُريده مُستقيم .. يعينها وتُعينه على هذهِ الحياة ..



مرّت الأيام إذ بالخُطّاب بدأوا يطرقون بابهم .. مِنْ أبناء عمومتها وغيرهم .. وكان الوالد يرفض رفضاً قاطعاً دون مُشاورة نجلاء أو أمها .. فقد كان يُريدها أن تُتم الدراسة الجامعيّة .. ولَمْ تكن نجلاء تعلم بذلك .. حتى مرّت سنتان .. إذ كانت بأحد المجالس مع بنات عمها .. وهذهِ تتباهي بزوجها وتلك بخطيبها .. وتلك قد قاربت على الولادة .. وبقيّت نجلاء صامته مُوكلة أمرها إلى الله عزَّ وجل , ولَمْ يكن يظهر عليها أي شئ , فقد كانت تُخفي في قلبها أحلامها وآمالها .. إذ بـ " مريم " إبنة عم نجلاء , تقول لها : نجلاء ( يالله متى نفرح فيج ) , فأطرقت رأسها حياءً ,, فقالت الأخرى : ( نجلاء محد عاجبها ) , فارتبكت نجلاء قليلا ورفعت رأسها قالت : لِمَ ؟ فقالت إبنة عمها " كل ما جاج أحد رفضتيه " ؟



فتعجّبت نجلاء جداً , كيف ذلك ؟ ومتى ؟ ولكنها لم تنطق حرفاً واحداً ,, فقالت إبنة عمها : خطبكِ فلان وفلان وفلان , ولكنك رفضتي , والدك قال ذلك .. فأصيبت بصدمه ,, ولكنها أخفت ذلك وإستأذنتهم قليلاً وعادت لبيتها .. تتقلب الأفكار في رأسها .. يمنةً ويسره .. والهواجيس تُخيفها .. تُرى لِمَ أبي وأمي لم يُخبراني .. أوليس مِنْ حقي أن أقرّر .. وأن أرفض أو أوافق ..!



دخلت البيت ,, إذ بأمها جالسة .. وكان يقتلها الحياء .. مِنْ مُصارحة والدتها .. فسلمّت على والدتها وتحدثّت معها قليلاً , ولكِنها لَمْ تخبرها بما سَمِعت مِنْ بنات عمها .. فصعدت إلى غرفتها وألقت بنفسها على وسادتها .. ثمّ إسترجعت قواها وذكرَت ربها .. وصلت ركعتين .. دعت ربها أن يرزقها " الرجل الصالح " ,, وطردت تلك الأفكار والهواجيس من رأسها ,, وقالت : لله الأمر من قبل ومن بعد ,, وما زلتُ في بداية عُمري ..



قارَبَتْ نجلاء على الإنتهاء من المرحلة الجامعيّة و لم تتجاوز الثالثة والعشرين ,, وكُلمّا رأت زميلاتها وبنات خالاتها وعماتها ,, تتزوّج الواحدة تلوّ الأخرى , تحزن في قلبها وتقول متى سيأتي نصيبي .. 



" أنا فتاة جميلة وجامعيّه وقبيلتي يُشار لها بالبنان " , ما هي أسباب والدي لرفضه تزويجي ,, كَمْ كانت تُفكّر كثيراً , رغم إنها تحاول إبعاد هذا الأمر عن بالها , حتى تخرّجت مِنْ الجامعه ,, وبدأ الخطاب يقلون ,, لِما إشتهِرَ عَنْ والدي في القبيلة وخارجها إنه يرفض تزويج بناتهِ,, حتى تجرأتُ وحادثتُ والدتي " لِمَ يردُ أبي الخُطاب عني " ,, ولكِني أحسستُ بتفاجئها قليلاً , فلم تكن تعلم إنني كبرت وأفكّر بالزواج حالي كحال أي فتاة تجاوزت العشرين ,, فقد كانوا يظنون إنني لا زلت طفلة .. عجيب أمرهم ,, أولم يعلموا إني قاربتُ على إنتصاف العشرينيات ؟



مرّت الأيام تلوّ الأيام ,, إذ تقّدم إليّ شاب مُلتزم عُرِفَ عنهُ الخير والصـلاح , فقد كان يدرسُ في كلية الشريعه وهو إمام ويُحضّر الماجستير حالياً ,, فَرحِتُ جداً , وإستبشرتُ خيراً ,, فقد أخبرتني أخته أنهم سيتقدمون لخطبتي.. ومَهَدتُ الأمر لوالدتي ,, حتى جاء مع أهلهِ .. ولكِنْ كانت الصاعقه !! أبي رده دون أي مُبرّر , وكانت نجلاء قد تخرجّت أيضاً ,, فلم تُعد هُناك أسباب لرفض والدها الزواج ..



تقول نجلاء : أسرعتُ لغرفتي , أغلقتُ عليّ الباب , بكيّتُ بقوة , تأملتُ جداً ..

إنهُ حلمي , لِمَ دمرّوه , لِمَ حَرموني منه .. إرتَفَعَ نحيبها وبكاءها .. ولكِنها أخفت ذلك بأنين يكادُ أن يُقطع أنفاسها وقلبها .. 



كفى لوماً أبي أنت الملامُ كفاك فلم يَعُدْ يُجدي المَلامُ .. بأي ِّ مواجعِ الآلام أشكـو .. أبي من أين يُسعفني الكلامُ ..! 



ودّت ( نجلاء ) لو أنها إستطاعت أن تصرخ بأعلى صوتها ,, وتقول لّنْ أسامحك يا أبي ,, بنات عمّاتي وخالاتي ,, أصبحوا أمهّات ,, وخالات وعمّات , وأنا بين الجدران الأربعة , أحدّثها ليل ويرتد صدى صوتي إلي , لا زوج أتكلم معه , ولا خليل كباقي الفتيّات ,, بكَت نجلاء كثيراً وإحتضنت وسادتها وذهبت في سُباتٍ عَمِيق ,, علّ هذا السُبات أن يُخفف وطأة الألم ..



في صباح اليوم التالي .. إستيقظت نجلاء على طرق الباب .. إنها أمها .. فتحت لها الباب وعادت إلى وسادتها تُريد أن تُخفي آثار البكاء والحزن عَنْ وجه أمها , ولكِنْ أمها لاحظت ذلك ,, فقد بدى وجه نجلاء الطفولي ,, شاحباً مُصفراً يُلف يُحيط السواد عيناها , فقالت لها أمها : نجلاء مابكِ أخبريني ياحبيبتي ,, وإحتضنت أمها وبدأت تبكي بحرقة وألـم ,, ولكِنها خشيّت أن تخُبر أمها بأن بكاءها هو بسبب الزواج , فالفتاة حييّه تستحي من هذهِ الأمور ,, إلا أن أمها أحسّت بها وقالت : أنتي حزينه لأن أبوكِ رفض فُلان , قالت نجلاء وهي تكفكف دموعها , نعم , صويحباتي أمهّات , وأبي يرد الخطاب عني , حتى ذاع ذلك بين الناس , فاصبحوا لا يفكرون بخطبتي حتى لا يحرجهم أبي بالرفض ,, أرجوكِ يا أمي , إنصحي أبي .. 



أطرقت الأم رأسها وقالت : إن شاءَ الله , كلمته كثيراً ولكِنْ يقول " بنتي وأنا أدرى في مصلحتها " , ولكِنْ لا عليكِ يا نجلاء , إن الله يحبك ولن يضيعكِ .. بدأ الأمل ينبض في عروق نجلاء .. 



تجاوزت نجلاء .. السادسة والعشرون .. ولم يأتِ لخطبتها أحد ,, وكانت أسئلة صديقاتها تُؤلمها :

" نجلاء لِمَ لم تتزوجّي بعد .. أنتِ جميلة وجامعيّه وذات دين وخُلق .. " 



كانت نجلاء تبتسم بكل كبرياء وقوّة وتقول : قسمة ونصيب .. إنها تبتسم نعم , ولكِنْ بداخلها براكيـن مِنْ الألـم تكاد أن تتفجّر ..



مرّت الأيام تلو الأيام , بدأت تفقد نجلاء رونقها ,, وبدأ جمالها يقل نسبياً , فهي على أبواب الثلاثين ,, أصبحت حياتها مُمله لا طعم لها , تذهب لعملها في المدرسة , ثم تعود إلى البيت , تبدأ بتصحيح مُذكرات الطالبات وأوراق الإختبارات , ثم تجلس قليلاً مع أهلها , وتذهب لتحبس نفسها في غرفتها , مأوى أحزانها وكبرياءها , فرض عليها أبوها أن تبقى حبيسة الجدران الأربع , بلا زوج , بلا أبناء ,, تُساير ظلام الليل المُوحش ويُسايرها ..



تحُدثّني نجلاء , وشعرتُ مِنْ خلال حديثي الطويل معها , إنني أعرفها منذو زمن طويل ,, كانت تتحّدث وعينيها تُخفي الألم الدفين , وقلبها أكادُ أن أسمع دقاته بكَت كثيراً لَمْ تُستطع أن تُـكمل حديثها إلا بصعوبه , حاولتُ أن أصبّرها وأذكرّها بالله ,, قالت ونحيبها يُقـطّع أنفاسه



ا " عُذراً .. والدي العزيز .. لَنْ أسامحك " 



نجلاء ,, ذات الثلاثون عاماً إنهارت أحلامها .. وتلاشت ذكرياتها .. تبددّت آمالها .. أصبحت هزيلة .. شاحبة الوجه .. بدأ الشيب يخط أولى خطواته .. مُعلناً عَنْ إنتهاء الحياة في قلب نجلاء .. آآه كًمْ أكرهك أيها الشيب .. هكذا قالت نجلاء .. بلا شعور .. ضممتها وهدأت مِنْ روعها .. بكت كثيراً .. تركتها ترتاح .. وإستأذنتها بكتابة قصتها ونشرها .. أطرقت رأسها .. و أرسلت إلي نظرات ملئها الحسرة .. وقالت بصوت مُنكسّر : إنشريها .. لا بأس .. أرجو أن يتعظ الآباء الذين يعضلون بناتهم .. ويخافون الله ويتقونه ..



خرجتُ مِنْ عندها .. وكادُ أن يتفطر قلبي مِنْ الألـم عليها وعلى حالها .. دَعَوّتُ الله أن يُلهمها الصبر , وأن يعينها على ما أصابها .. فتذكرّتُ ماقاله عليه الصلاة والسلام : مَنْ يُرد الله بهِ خيراً يُصِب مِنهُ ,,, أي يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها ..



إرحموا بناتكم يا آباء .. ولا تعضلوهنًّ , فكم جرّ العضل مِنْ ويــلات وفضـائح , وكَمْ مِنْ فتاة قتلت نفسها ألماً وحسرة , وكَمْ مِنْ فتاة زلت بها القدم بسبب رفض والدها تزويجها .. فأصبحت على جرفٍ هارٍ والله تعالى المُستعان .



خِتاماً ,, نسأل الله أن يستر على بنات المُسلمين , وأن يرزقهنًّ الستر والعَفَاف , والحِشمَة والزوج الصالح ,, الذي يعينها على هذهِ الحياة الدُنيا ويُقاسمها الأفراح والأتراح ,, إنهُ وليُ ذلك والقادرُ عليه