في واحدة من البلدان رجل مشهور بتجارته وأسفاره، لكنه كان غريب الأطوار خصوصا مع زوجاته، فقد كان إذا تزوج من فتاة حبسها في البيت وأحكم إغلاق أبوابه حتى لا تتصل بأحد أو يتصل بها أحد. أما الزوجة فقد كانت تمضي الشهور والأيام الطوال في البيت وحيدة كئيبة لا تحدث أحداً ولا يحدثها أحد، وتكتم معاناتها من الوحدة والمنظر الكئيب حتى تموت من الحسرة والغيظ، فإذا عاد الرجل من رحلته ووجد زوجته قد ماتت دفنها وبدأ رحلة البحث عن أخرى، حتى شاع خبره في هذا الأمر الشنيع وكره الناس نسبه. أخذ الرجل يبحث عن زوجة جديدة، ولكنه كلما طرق باباً ووجه بالرفض والصد وقبل أن يستسلم قرر أن يقصد البيت الأخير عله يبدد يأسه، وفور طلبه يد ابنة صاحب البيت رفض الأب ولكن الفتاة وافقت بل أصرت على الاقتران بهذا الزوج. ورغم النصائح والتحذيرات الكثيرة من الجميع إلا أن الفتاة كانت مقتنعة باختيارها ومصرة عليه. أخذ الرجل زوجته إلى البيت، وحذرها كعادته من الاتصال أو الالتقاء بأحد، وشدد عليها، وأنذرها بأنه سيعاقبها إن هي فعلت ذلك أثناء غيابه . قالت له الزوجة بأنها ستكون طوع أمره وستنفذ تعليماته كما يشاء، وما عليه إلا أن يستعد لسفره وترحاله . بعد أن سافر الزوج بحثت المرأة في أرجاء البيت لعلها تجد ما يؤنس وحدتها ويسليها أثناء غياب زوجها فخرجت إلى فناء المنزل ولم تجد غير حصاة كبيرة فأخذتها ووضعتها على خشبة في وسط الدار، وأخذت تجلس أمامها كل يوم تخاطبها وتحدثها وتبث لها شكواها. وكانت تضحك وتبكي مع الحصاة وإذا حان موعد نومها ذهبت إلى سريرها واستسلمت للنوم وتصحو في صباح اليوم التالي وتجلس أمام الحصاة فترة ثم تبدأ في أعمال البيت تكنس وتنظف وتجهز الطعام، ثم تعود لتحدثها المرة تلو الأخرى، هكذا فعلت والزوج في ترحاله وسفره، وبقيت على قيد الحياة، ولم تمت كالأخريات . تعجب الجميع من بقائها على قيد الحياة، وكذلك تعجب زوجها الذي كان في كل مَّرة يعود إلى البيت يعتقد أنها قد ماتت ولكنه يجدها صحيحة معافاة كما تركها . ازداد عجب الزوج من أمر هذه الزوجة الذكية حتى لم يحتمل صمودها فسألها عن سر بقائها واستمرارها في الحياة؟ فأخذته إلى حيث الحصاة وقصت عليه ما كانت تفعله خلال غيابه، فأمسك الرجل بالحصاة ليكسرها، وما إن وضع يده عليها حتى تفتتت وخرج منها دود كثير . قالت الزوجة: هكذا ماتت زوجاتك، أما أنا فكلما شعرت بالضيق أو الوحدة كنت أجلس أمام هذه الحصاة وأشكو لها وهي صامتة لا ترد. أعجب الزوج بذكائها وحسن تصرفها، وحزن على زوجاته، ولام نفسه على ما فعله معهن، ووعد زوجته ألا يتركها بعد اليوم كما كان يفعل سابقاً ...والى الملتقى
هذه قصص جمعتها من مواقع مختلفة فيها حكم وعبر ومتعة وليس لي فيها غير نقلها وجمعها ادعو اللّة ان ينتفع بها من قرأها وتمتع بمعانيها
الخميس، 26 يوليو 2012
الزوج الظالم
في واحدة من البلدان رجل مشهور بتجارته وأسفاره، لكنه كان غريب الأطوار خصوصا مع زوجاته، فقد كان إذا تزوج من فتاة حبسها في البيت وأحكم إغلاق أبوابه حتى لا تتصل بأحد أو يتصل بها أحد. أما الزوجة فقد كانت تمضي الشهور والأيام الطوال في البيت وحيدة كئيبة لا تحدث أحداً ولا يحدثها أحد، وتكتم معاناتها من الوحدة والمنظر الكئيب حتى تموت من الحسرة والغيظ، فإذا عاد الرجل من رحلته ووجد زوجته قد ماتت دفنها وبدأ رحلة البحث عن أخرى، حتى شاع خبره في هذا الأمر الشنيع وكره الناس نسبه. أخذ الرجل يبحث عن زوجة جديدة، ولكنه كلما طرق باباً ووجه بالرفض والصد وقبل أن يستسلم قرر أن يقصد البيت الأخير عله يبدد يأسه، وفور طلبه يد ابنة صاحب البيت رفض الأب ولكن الفتاة وافقت بل أصرت على الاقتران بهذا الزوج. ورغم النصائح والتحذيرات الكثيرة من الجميع إلا أن الفتاة كانت مقتنعة باختيارها ومصرة عليه. أخذ الرجل زوجته إلى البيت، وحذرها كعادته من الاتصال أو الالتقاء بأحد، وشدد عليها، وأنذرها بأنه سيعاقبها إن هي فعلت ذلك أثناء غيابه . قالت له الزوجة بأنها ستكون طوع أمره وستنفذ تعليماته كما يشاء، وما عليه إلا أن يستعد لسفره وترحاله . بعد أن سافر الزوج بحثت المرأة في أرجاء البيت لعلها تجد ما يؤنس وحدتها ويسليها أثناء غياب زوجها فخرجت إلى فناء المنزل ولم تجد غير حصاة كبيرة فأخذتها ووضعتها على خشبة في وسط الدار، وأخذت تجلس أمامها كل يوم تخاطبها وتحدثها وتبث لها شكواها. وكانت تضحك وتبكي مع الحصاة وإذا حان موعد نومها ذهبت إلى سريرها واستسلمت للنوم وتصحو في صباح اليوم التالي وتجلس أمام الحصاة فترة ثم تبدأ في أعمال البيت تكنس وتنظف وتجهز الطعام، ثم تعود لتحدثها المرة تلو الأخرى، هكذا فعلت والزوج في ترحاله وسفره، وبقيت على قيد الحياة، ولم تمت كالأخريات . تعجب الجميع من بقائها على قيد الحياة، وكذلك تعجب زوجها الذي كان في كل مَّرة يعود إلى البيت يعتقد أنها قد ماتت ولكنه يجدها صحيحة معافاة كما تركها . ازداد عجب الزوج من أمر هذه الزوجة الذكية حتى لم يحتمل صمودها فسألها عن سر بقائها واستمرارها في الحياة؟ فأخذته إلى حيث الحصاة وقصت عليه ما كانت تفعله خلال غيابه، فأمسك الرجل بالحصاة ليكسرها، وما إن وضع يده عليها حتى تفتتت وخرج منها دود كثير . قالت الزوجة: هكذا ماتت زوجاتك، أما أنا فكلما شعرت بالضيق أو الوحدة كنت أجلس أمام هذه الحصاة وأشكو لها وهي صامتة لا ترد. أعجب الزوج بذكائها وحسن تصرفها، وحزن على زوجاته، ولام نفسه على ما فعله معهن، ووعد زوجته ألا يتركها بعد اليوم كما كان يفعل سابقاً ...والى الملتقى
لن اتركك وحدك ابدا
جلست الليل اتفكر فإذا بي وحشة وكانت زوجتي عند اهلها
هامسنى الشيطان لماذا لا تبحث عن رفيقة لهذه الللية تؤنسك حتى تعود زوجتك
فأستجبت لهمزات الشيطان وبحثت في ارقام موبيلي القديمة قبل الزواج فوجدت
رفيقة كانت دائما تود وتحب رفقتي فطلبتها على الهاتف واتفقت معها
وانتظرت ساعة تقريبا حتى جاء الموعد ودق جرس الباب
وقبل ان اقوم من مقامي تذكرت لو اني خنت زوجتي لمجرد فكرة غيابها
واني اشعر بوحشة في تلك الليلة وتذكرت حبها الكبير لي وصدقها معي
اصبح جرس الباب بصوت اعلى من الاول وبدأ في ازدياد واللحظات تمر
وانا اقف وافكر بسرعة كبيرة هل افتح الباب واترك الامور للشيطان ييسرها
اصبح جرس الباب لا يطاق ولا يحتمل الصوت بدأ يعلى ثم يعلى وبدات اشعر
انى عاجز عن اتخاذ قرار ماذا افعل الوقت يمر .
قررت اخيرا ان افتح واطلب من رفيقتي القديمة ان تستريح فقط من عناء الطريق
ثم اتركها تذهب بعد ذلك وذهبت لافتح الباب .
لكن استوقفنى جرس الموبيل انها النغمة المخصصة لزوجتى لعلها تتصل لتتطمئن علي
فوقفت ثانية هل افتح الباب ام اجيب بالرد على الموبيل
في حيرة انا فدعوت الله ان يخرجني من هذا الموقف . توقف جرس الباب وبدأ الباب يقرع بصوت
عال ودقات حادة لم اعد اتحمل فقررت ان افتح الباب
وفتحت الباب لأجد هول المفاجأة انا زوجتى التى على الباب تجمدت اطرافي من المفاجأة
ولم انطق بحرف وبدأت زوجتى الحديث
زوجتي : لماذا لم تفتح الباب مباشرة فقد مت من الخوف والقلق عليك
انا : لم استطع الرد او الاجابة
زوجتي : لماذا لم ترد على اتصالي ايضا فقد طلبتك اكثر من مرة على الموبيل
انا : لا كلام فقد مذهول من المفاجأة
زوجتي : مابك ولماذا وجهك شاحب هكذا
انا : بدأت افكر اذا جائت صديقتي الاخرى ماذا افعل الان
زوجتى : حبيبي لماذا لا تجيبني فيما تفكر
انا : اخيرا قررت الحديث : لأ ابدا بس كنت اشعر بوعكة
زوجتى : الف سلامة عليك ياعمري
انا : الله يسلمك
زوجتى : هل احضر لك العشاء
انا : لأ شكرا لست بجوعان
زوجتى : اذا تعال وشاهدت ماذا احضرت لك
انا : طيب حاضر ثم ذهبت الى الموبيل لاحاول الاتصال بريفقتي والغاء الميعاد المقرر بيننا
زوجتي :رايح فين تعالى شوف
انا : حاضر طيب واتصلت بالرقم فإذا بموبيل زوجتي يرن . فقفلت الخط ظنا منى اننى اتصلت خطأ
بزوجتي واعدت النظر الى الاسم فوجدته اسم صديقيتى فاعدت الاتصال بها فإذا بموبيل زوجتي
مرة اخرى يرن عندها نظرت الى زوجتى:
وقالت هل تريد الغاء الموعد بعد ان اتيت اليك كما طلبت
انا : فقشعر جسمي من هول المفاجأة وقلت ماذا
زوجتى : اليس بيننا موعد كما طلبت منى عند الاتصال . لا تستغرب فقد قمت بتغير جميع ارقامك
القديمة الى رقم موبيل اخر ووضعته في شنطة يدي حتى اذا ما قررت ان تخونني !!!!
انا : لأ ابدا ما انا عارف ان ده رقمك
زوجتى : واذا كنت تعلم انه رقمي لماذا خاطبتني باسم فلانه واتفقت معي على الموعد وحددت ان
زوجتك غير موجودة بالمنزل وانها عند اهلها
انا : تسمرت في مكاني وكاد ان يغشى علي ولم اجد مهرب ولا مخرج من الرد عليها
زوجتي : حبيبي لا تخف لكن ارجوك لا تفعلها ثانية ابدا فالخطأ عندي لن اتركك بعد اليوم ابدا ماحييت
انا : فلم اجد سوى ان القى بنفسي في حضن زوجتي واقول لها احبك والله احبك وما فعلته عن امري
ولكن وسوس ليا الشيطان في البعد عنك ارجوك لا تتركيني بعد اليوم ابدا
الأربعاء، 25 يوليو 2012
الصبر مفتاح الفرج
كانت هناك إمرأة متعبة و مرهقة من سلوك زوجها ةطبعه الذي كان يتعسها برأيها
فذهبت إلى حكيم و اخبرته بذلك ، فأخبرها لا تعودي حتى تحضري ثلاث شعرات من أسد الغاب ، تعجبت المرأة و لكنها وافقت ، أصبحت تذهب كل يوم إلى الغاب بعد خروج زوجها إلى العمل مع قطعة من اللحم ، ففي اليوم الأول وضعتها و إبتعدت ، و اليوم الثاني وضعتها و إتعدت و الثالث و ختى الرابع ، ثم أصبحت تضعها و تكون بمقربة ثلاث شجرات ، و بعد أسبوعان شجرة واحدة هي الفاصل بينهما ، و ثلاث أسابيع أصبحت تضعها و تكون بمقربة خطوات ، و في اليوم التاسع و العشرين أصبحت على بعد خطوة ، و الثلاثين كانت إلى جانبة فإلتقطت ثلاث شعرات و ذهبت مسرعة إلى الحكيم ، و أخبرته أنها أتمت المهمة المطلوبة ، فأخبربها :
لقد صبرت على أسد الغاب و الإستحملتيه و لا تستطيعين أن تستحملي زوجك ؟!!
( إن الصبر مفتاح الفرج )
قطيع القرود
قطيع القرود
وردت هذه الحكاية في أحد اهمّ الكتب الصينية الكلاسيكية، وهو كتاب دْجْوانْغْ تْزِهْ Zhuang zi. تقول الحكاية إنّ رجلاً اقتنى قطيعاً من القرود التي تفهم كلام صاحبها. وبعد مضيّ فترة ساءت أحوال الرجل الاقتصادية ولم يعد بإمكانه تدليل موائد قروده كما كان يفعل، وأراد عصر نفقاته وتقليص طعام القرود اليوميّ، ولكنه رغب في إعلام قروده بقراره تحت ضغط الضرورة. فقال للقرود: تأكلون ثلاث ثمرات من شجرة البلّوط في الصباح، وأربع ثمرات في المساء فهل تكفيكم؟ غضبت القرود بعد سماع كلام صاحبها، فرأى الرجل أنّ أفضل طريقة لإقناع قروده هو اللعب بمواقيت القوت، فقال لها: حسناً، تأكلون في الصباح أربع ثمرات، وفي المساء ثلاث ثمرات، فهل تكفيكم؟ بعد كلامه هذا، انفرجت أسارير القرود، ورضيت بهذه القسمة. لم يضف الرجل ولا بلّوطة على برنامج الطعام، ومع هذا تغيّرت ردود الأفعال.
بنت السلطان الحكيمة
يروي عبدالكريم الجهيمان في كتابه (أساطير شعبية من قلب الجزيرة العربية، ج 2 ص 11) حكاية بنت السلطان الصامتة، وهي حكاية عن سلطان كان له بنت أثيرة إلى نفسه ويحبها حباً عميقاً، ولكن البنت حينما كبرت صارت لا تتكلم لا عجزاً عن الكلام، وإنما عزوفاً عنه ورغبة بالصمت، ولا تتكلم إذا تكلمت إلا بالحكمة وفصل الخطاب.
وحينما صارت في سن الزواج راح أبوها يتطلع لتزويجها ولذا أعلن في البلد أن من استطاع أن يجعل البنت تتكلم فهذا هو مهرها وستكون من نصيبه كزوجة له. أما من حاول ولم يفلح فإن مصيره القتل، وراح شباب البلدة يحاولون متطلعين لمجد مصاهرة السلطان، غير أن المحاولات كلها كانت تبوء بالفشل وجرى قتل المحاولين الفاشلين واحداً تلو الآخر حتى جاء شاب أعلن رغبته في أن يجرب حظه ويواجه نصيبه، وكان من عادة السلطان أن يدخل طالب الزواج على الفتاة في غرفتها ومعه عبد يرقب الوضع ويبلغ السلطان عند الصباح إن كانت الأميرة قد تكلمت أم لا، ولحظتها يتم قطع رأس الخاطب المخفق.
وفي حال الشاب الأخير فإنه دخل مع العبد كالعادة، ومر عليه شطر من الليل وهو يحاول جر الأميرة إلى الكلام من دون فائدة، فلما يئس وظن بنفسه الهلاك التفت إلى العبد وقال له، ما رأيك في أن تحدثني وتسليني في باقي ساعاتي من الحياة فأنا هالك لا محالة، فقال العبد ليس عندي ما أحدثك به، وهنا قال الشاب أنا سأحدثك إذن، وراح يقص عليه قصة نجار ماهر خطرت له خاطرة في أن يصنع تمثالاً تتمثل فيه فتاة شابة، وعمل على فكرته بحماس ونهم فلما فرغ من صناعة التمثال نظر إليه فرأه آية في الجمال والروعة، وأخذه العجب من تمثاله، وأراد أن يمتحن مدى صدق تصوره عن روعة تمثاله فعرضه علِى صديق له صائغ، ولما رأه الصائغ هاله ما رأى من جمال باهر، وعرض أن يعمل للتمثال مجوهرات وحلية تزينه، وهذا زاد من جمال الصورة وروعتها، وكان للرجلين صديق عابد متزهد فعرضا عليه التمثال بزينته وكماله، فرأى ما لم يره من قبل من الجمال والبهاء، وعرض على صاحبيه أن يدعو الله بأن يهب الحياة لهذا الكائن الباهر، وهذا ما حدث حيث نفخ الله الروح في التمثال وصار فتاة حية باهرة الحسن والطلعة، وهنا دخل الثلاثة في مجادلة بينهم إذ كل واحد يرغب بالفتاة زوجة له، وبدأ كل واحد يذكر وجه أحقيته فيها فقال المثّال أنا أحق بها لأنه لولا صناعتي لها لما صارت، وقال الصائغ أنا الذي حلّيتها وجملتها بمصاغاتي التي جعلتها على هذا الجمال، وقال العابد أنا الذي بدعواتي صارت فيها الحياة.
وهنا توجه الشاب المغامر إلى العبد وسأله: ماذا تقول أنت، من الأحق بالبنت..؟. فقال العبد لا أدري فكل واحد منهم له حق فيها، وهنا تفاجأ الاثنان بالأميرة تتحرك وتفتح فمها لتقول إن البنت من نصيب العابد فلولا دعوته لبقيت قطعة من خشب جامد.
في هذه اللحظة أخذ العبد سيفه وخرج، وفي الصباح كان السلطان قد هيأ المشهد لشنق الشاب المغامر كالعادة غير أن العبد فاجأ سيده بالخبر العجيب بأن البنت قد نطقت، ولم يصدق السلطان كلام العبد، وقرر أن يؤجل الأمر لليلة أخرى من باب التأكد، وأسند المهمة هذه المرة إلى ابنه شقيق البنت، وهكذا وجد الشاب المغامر نفسه في موقف متكرر يماثل ليلته الماضية، فالأميرة لا تتكلم وهو جالس يائس ومحتار، وجهه في وجه الأمير أخيها، وهنا عرض على الأمير أن يحادثه ويسلي ساعاته الأخيرة غير أن الأمير قال له أنت وشأنك ورفض التحدث معه، فقال الشاب أنا أحدثك إذن، وراح يقص عليه قصة رجل له ثلاث بنات وولد ذكر، ومات الرجل وبقي الأربعة مع أمهم حتى كبروا وصار البنات في سن الزواج غير أن لا أزواج في الأفق مما جعل الجميع في حال قلق وهم، وصمم الولد على تزويج اخواته من أي كائن يطلبهن للزواج، وفي يوم من الأيام تقدم ذئب من الذئاب للزواج من الكبرى فوافق أهلها ووافقت معهم، ولما صار الذئب صهراً لهم جلب إليهم زوجين آخرين أحدهما نسر والآخر حوت، وعاش البنات مع أزواجهن في خير وهناء، حتى جاء يوم ذهب فيه الولد مع أمه لزيارة أرحامهم في مواطنهم، وفرح الجميع بهذا التلاقي، ولم يكن لدى الحوت ما يقدمه لضيفه سوى صندوق صاده الحوت في البحر ولا يدري ما فيه وأعطاه الحوت لرحيمه وأوصاه ألا يفتحه إلا في مكان مغلق خشية أن يكون ما في داخله شيء يطير فيفر حينئذ إذ لا يعلم أحد ما في جوف الصندوق، غير أن الرجل لم يستطع أن يكبح رغبته في معرفة ما في الصندوق، وفتحه وهو يسير في الصحراء وهاله أن عموداً من الدخان طار إلى عنان السماء وترك له الصندوق خالياً، وهنا عاد الرجل إلى الحوت وقال له ما حدث، واجتمع الأصهار كلهم لمناقشة الموضوع، فقال النسر إن كان الذي طار ما زال في الجو فأنا آتي به، وقال الذئب إن كان قد نزل إلى البر فأنا آتي به، وتكفل الحوت بالبحر إن كان الذي طار قد عاد إلى البحر، وراح الثلاثة كل يجوب عالمه، حتى جاءهم الحوت ومعه فتاة آية في الجمال والبهاء، وكانت محبوسة في الصندوق، وطارت منه، وهنا هب الشاب فرحاً بها وطلبها لنفسه غير أن النسر والذئب والحوت دخلوا في المجادلة كل يريدها لنفسه، وادعى الرجل بأنه الأحق بها لأنها هديته من الحوت، غير أن الحوت قال للرجل لقد فرطت فيها بتسرعك، ولذا سقط حقك، ورد الذئب والنسر مطالبين بها لدور كل واحد منهما في محاصرتها جواً وبراً حتى ألجاها إلى البحر فصادها الحوت ولولا فعلهما لظلت بين الجو والبر بعيداً عن البحر، وهنا نظر الشاب المغامر إلى الأمير سائلاً إياه أن يفتي في هذه القضية ومن الأحق بأخذ فتاة الصندوق، ولم يجد الأمير جواباً، وهنا تحركت الأميرة الصامتة وقالت البنت من نصيب الحوت لأنه هو الذي اصطادها والصيد لصائده لا لمنفره. وهنا فعل الأمير ما فعله العبد من قبل حيث خرج وترك المكان، وفي الصباح أبلغ أباه بما حدث غير أن الأب لم يصدق أن ابنته تكلمت، وأصر أن يرى بنفسه، وهكذا ففي الليلة الثالثة وجد الشاب نفسه أمام السلطان متأبطاً سيفه ينظر إليه بعيون التربص والتوعد، ومر ليل الفتى ولم تنطق الأميرة، وتجرأ الشاب وطلب من السلطان الإذن له ليحدثه ويسلي ساعات اللقاء حتى يأتي الصباح وما فيه من موت صار محققاً، وشرع الفتى يحدث السلطان عن قصة رجل له ثلاثة أبناء وعنده ابنة أخيه التي صار راعياً لها بعد وفاة والدها، وكانت فتاة آية في الجمال والأخلاق، ولما صارت في سن الزواج لم يشأ الأب أن يزوجها لأي من أولاده إلا لمن يثبت أحقيته فيها أكثر من أخويه، وترك لهم حريتهم في السفر كي يبحثوا عن الأسباب التي بها يظفرون بابنة العم، وأعطى كل واحد منهم ألف دينار، ووصلوا إلى بلد غريب وهنا رأى الولد الكبير رجلاً يعرض بساطاً للبيع وقد غالى في سعره وطلب فيه ألف دينار بينما أسعار مثله لا تتجاوز درهمين، وتعجب الولد من ذلك حتى عرف أن للبساط ميزة تخصه وأنه بساط طيار، فراح واشتراه بما معه من مال، وكذا راح الولد الأوسط في اليوم التالي ورأى مرآة يطلب فيها صاحبها أكثر مما هو معهود في سعرها، ولما علم أن للمرآة ميزة هي أنها تكشف لصاحبها ما يتمنى أن يراه بمجرد أن يمسح عليها فتعكس له صورة المطلوب مهما بعدت به الديار، فاشتراها بألف دينار، وكان نصيب الولد الصغير أن وجد فنجال قهوة اشتراه بألف دينار لأن لهذا الفنجال خاصية هي أنه ما وضعت فيه شيئاً إلا وتحول إلى دواء لأي مرض كان.
وجلس الأولاد الثلاثة يتحادثون فيما اشتروه من غرائب، ويتساءلون إن كان أي منهم سيثير اهتمام ابنة عمه بهديته لها فيكسبها زوجة له، وبينما هم كذلك طرأ على أحدهم فكرة وقال لما لا ننظر في المرآة إلى ابنة عمنا ونتمتع بطلعة وجهها البهية لتؤنس غربتنا وتفرح قلوبنا، وهنا راح الولد الأوسط وجلا سطح المرآة بيده مرتين حتى تكشف له المنظر من بعيد وصار الجميع ينظرون إلى صورة ابنة عمهم، وما هالهم إلا أن رأوها تنقلب علِى جنبيها وتصرخ من ألم انتابها وكانت تحتضر وعلى وشك أن تموت، وأصابهم الرعب من هذا الذي يجري لابنة عمهم، وتذكروا البساط الطائر وما كان من الولد الكبير إلا أن فرد بساطه وطاروا إليها، ولما وصلوا أخذ الولد الصغير فنجال القهوة الذي معه ووضع فيه ماءً تحول إلى دواء سقاه البنت فشفيت في الحال.
وهنا جاءت المشكلة فالبنت لمن، حيث قال الولد الكبير إنه لولا بساطه لما وصلوا إلِى ابنة عمهم في الوقت المناسب لإنقاذها من الموت، وقال الأوسط إنه لولا مرآته لما علموا أصلاً بوضعها، وقال الصغير إنه لولا دواؤه لماتت البنت، وهنا توجه الشاب المغامر إلى السلطان وسأله أن يحكم في المسألة ومن يستحق البنت، ولكن السلطان لم يعرف جواباً للسؤال. وهنا تحركت البنت الصامتة لتقول إن الولد الصغير هو الأحق بها لأنه لولا فنجاله لما أفادت المرآة ولا البساط، وهذا أنهى الحكاية بزواج الشاب المغامر الذي على يده تكلمت البنت
غريب..وقصته الغريبة
كانت (حياة) في سن الخامسة عشرة عندما تعرفت على (فادي) الذي كان يبلغ من العمر التاسعة عشرة. كانت تقابله في أحد الأماكن البعيدة عن عيون الناس كلما سنحت لها الفرصة بذلك فيجلسان معاً ويتبادلان الأحاديث والقبلات.
إستمرت علاقتهما معاً لبضعة أشهر وهما على ذلك الحال إلى أن كان يوماً مظلماً أغراهما فيه الشيطان فاستسلما لأوامره وتركت حياة المجال لأن يفعل معها فادي ما يشاء ولم تستيقظ من غفوتها إلاّ بعد فوات الأوان.
بعد فترة من الزمان أحست حياة بأنها قد حملت فأخبرت فادي بذلك ورجته أن يفعل أي شيء لكي ينقذها مما هي فيه، لكنه لم يكترث لها وطلب منها أن تُسقِط حملها فرفضت ذلك بشدة، وحين وجد أنها مصممة على الاحتفاظ بذلك الجنين هدَّأ من روعها ووعدها بأنه لن يتخلى عنها وأنه سوف يتزوجها في أقرب وقت ممكن.
إنقضت أربعة أشهر على ذلك الحمل وبدأت بطن حياة تكبر وتكبر وهي ما زالت تنتظر فادي لكي يريحها من عذابها ويتزوجها قبل أن ينكشف أمرها إنما دون جدوى.
قررت حياة أخيراً أن تضع حداً لمشكلتها مع فادي، فإما أن يتزوجها أو تخبر الشرطة بالأمر، فذهبت إليه حيث كانت تقابله لكنها لم تجده، وكررت المحاولة مرات ومرات إنما كانت تبحث عن سراب فقد اختفى ذلك الشاب والله وحده يعلم مكان وجوده.
يا للمصيبة التي حلت على رأس تلك الفتاة المسكينة فأين تبحث عن ذلك الشاب وكيف تجده فهي لم تكن تعرف عنه سوى أن اسمه فادي، ولا تعلم أيضاً إذا كان ذلك الاسم هو اسمه الحقيقي أم لا، وهو الآخر لم يكن يعرف عنها سوى أن إسمها حياة.
لقد كانت حياة في سن المراهقة ولم يخطر في بالها عندما تعرفت على فادي أنه سيحصل معها ما قد حصل ولذلك لم تكن تهتم لأي شيء إلاّ لوجودها معه، وذلك هو حال بعض الفتيات المراهقات اللاتي لا يدركن عواقب الأمور إلاّ بعد فوات الأوان.
أخذت تلك الفتاة تفكر بأمر ذلك الجنين، فماذا عساها أن تفعل به، أتقتله أم تتركه يخرج للحياة؟ وماذا عن أهلها لو علموا بأمرها، وماذا سيقول عنها الناس وماذا... وماذا...؟ وحين لم تصل إلى أي حل تركت أمرها للأقدار تفعل بها ما تشاء فلعلها تحصل معجزة من السماء وتنقذها من محنتها.
حاولت حياة إخفاء حملها عن أهلها ولكن أين تخفي ذلك الجنين الذي ما زال ينمو وينمو في أحشائها، فلاحظت والدتها عليها ذلك ولم تجد حياة مفراً من أن تخبر والدتها بالأمر ووالدتها بدورها أخبرت والدها، ولكن ماذا كان باستطاعتهم أن يفعلوا فليس أمامهم من خيار إلاّ أن يقتلوا ذلك الجنين أو أن ينتظروه ليخرج للحياة فقرروا أخيراً بقاء الحمل للنهاية وليكن ما يكن.
حانت لحظة الولادة فخرج للنور مولوداً ذكراً لا يدري من دنياه غير أنه يتنفس الحياة وأطلقوا عليه اسم غريب، وهنا واجهت الأم الصغيرة وأهلها مشكلة تسجيل ذلك المولود في الدوائر المختصة ليكون لديه أوراقاً رسمية تثبت شخصيته، فوالد الطفل الحقيقي مجهول الهوية وهم لا يعرفون أين هو الآن ولا يعلمون عنه أي شيء، فقرروا أخيراً تسجيل ذلك المولود على اسم جده وجدته وهكذا كان.
أخذت الأم الصغيرة تربي طفلها الصغير وهي في بيت أهلها وقد ساعدتها والدتها في ذلك حتى بلغ من العمر سبع سنوات، وفي تلك الأثناء كان قد جاء بعض الرجال يطلبون حياة للزواج لكنها كانت ترفض ذلك وتصر على عدم الزواج خوفاً من الرجال وحقداً عليهم بسبب ما جرى لها، ولكن والديها كانا دائما يحاولان إقناعها بالزواج ويخففان عنها قائلين: إن ما جرى لك لم يكن سوى غلطة منك وذلك لعدم إدراكك بالحياة وها أنت الآن وقد بلغت سن الثالثة والعشرين وأصبحت تفهمين أمور الحياة جيداً وتدركين مشاكلها، وأما بخصوص ولدك الصغير فنحن نتكفل بتربيته وبالاهتمام به وسيكون بمثابة ابناً لنا.
كيف لا واسم ذلك الطفل المسكين قد سجل في أوراقه الرسمية على أنه ابنهم وليس ابنها، إذن لم يعد هنالك من مشكلة تدعوها لعدم الزواج.
وهكذا وبعد إصرار أهلها على زواجها رضخت حياة لإرادتهم فتزوجت وذهبت إلى بيت زوجها لتبدأ هناك حياة جديدة تاركة ولدها الصغير غريب ينمو ويكبر في كنف أهلها وكانت تزوره بين الحين والحين وتحنو عليه، ولم يكن زوجها يمنعها من ذلك مع علمه بحكايتها وبالذي جرى لها فيما مضى من حياتها.
مرّت السنين وكبر غريب في بيت جده وجدته إلى أن أصبح شاباً يبلغ الثانية والعشرين من العمر، وكان غريب قد علم مع مرور الوقت من جدته حكاية أمه مع والده المجهول، وهو منذ أن كبر وأدرك أمور الحياة كانت تجول في رأسه دائما فكرة السفر خارج البلاد هرباً من الوضع الذي كان يعيشه وفراراً من الناس ومن ألسنتهم اللاذعة لعلّه بذلك السفر يريح نفسه من الهموم والمشاكل التي كانت تواجهه كل يوم.
وهكذا كان ففي فترة وجيزة من الزمن كان غريب قد جهز كل شيء وسافر إلى أحد بلاد أوروبا.
لم يمضي على وجود غريب في ذلك البلد الأوروبي بضعة أشهر حتى تعرف هناك على فتاة تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، وكانت تلك الفتاة تعيش وحيدة في منزلها الخاص وتفهم وتتكلم اللغة العربية بقدر قليل لأن والدها هو من أصل عربي ووالدتها من ذلك البلد الأوروبي، وقد أخبرته أن والديها يعيشان الآن منفصلين وهي لا تزورهما إلاّ نادراً وهما كذلك، وأفهمته أن مثل تلك الأمور بالنسبة لهم في أوروبا هي أمور عادية وطبيعية وكل إنسان حر في تصرفاته وحياته فلا يُفاجَئ بشيء وعليه أن يعتاد على مثل تلك الأمور.
لقد أحب غريب تلك الفتاة وأحبته وبقيا معاً لفترة من الزمان ثم قررا بعد ذلك أن يتزوجا فعرفّته على والدها ووالدتها لكنه لم يلقى من ذلك الأب أو من تلك الأم أي اهتمام وكأن أمر زواج ابنتهما لا يعنيهما في شيء، ولم يسمع منهما غير أن ابنتهما حرّة في أن تختار للزواج من تشاء فذلك شأنها وحدها وتلك حياتها.
تزوج غريب بعد ذلك من تلك الفتاة ثم أنجبا طفلة صغيرة، وبعد أن أصبح عمر تلك الطفلة ستة أشهر تقريباً سافر غريب مع زوجته وابنته الصغيرة إلى بلده لزيارة أهله، ولما وصل الثلاثة إلى المنزل الذي تربى فيه غريب ( أي إلى منزل جده وجدته) كانت أم غريب هناك في انتظارهم فتعانقوا وتبادلوا التحيات والقبلات ثم جلس الجميع يتحدثون وقد غمرت قلوبهم الفرحة والسعادة.
لقد كانت زوجة غريب تحمل معها بعض الصور الفوتوغرافية لوالدتها ووالدها، وصور أخرى لها مع والديها عندما كانت طفلة صغيرة فأخذت تعرض تلك الصور على الجميع لكي يتعرّفوا على والديها من خلال رؤيتهم للصور، وما إن التقطت أم غريب إحدى الصور التي بدا فيها والد زوجة غريب ونظرت إليه حتى صرخت بأعلى صوتها قائلة:
يا ويلي يا ويلي إنه هو... إنه والدك يا غريب.
وبهت الجميع واحمرّت وجوههم من هول ما سمعوا، وكأن صاعقة من السماء قد نزلت على رؤوسهم فعقدت ألسنتهم وحوّلت فرحتهم إلى حزن عميق، وبقوا هكذا لفترة من الوقت صامتون لا يدرون ماذا يقولون ويفعلون.
إن الذي حصل هو بالفعل مصيبة كبرى وقد حلّت على رؤوس أفراد تلك العائلة جميعاً، وهل هنالك مصيبة أعظم من أن يتزوج الأخ أخته وينجبا طفلة صغيرة دون أن يعلما أنهما أخوان.
تلك هي إحدى النتائج المؤلمة التي يؤدي إليها فعل الزنى، فعدم الالتزام بشرائع الدين والتربية المتساهلة والحرية التي دون ضوابط التي ينشأ عليها بعض الشبان المراهقين قد تؤدي إلى مثل تلك المصائب بل إلى أعظم من ذلك، ولكي لا تحصل مثل تلك الأمور ويندم الإنسان حيث لا يعد ينفع الندم، فقد وضع الله سبحانه وتعالى القوانين التي تُنظِّم حياة الإنسان وحرّم فعل الزنى.
قال تعالى: ]وَلا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً~32[ الإسراء 17.
غلطة العمر
كانت هناك شابة جميلة تدعى صوفيا ورسام صغير يدعى باتريك نشآ في احدى البلدات الصغيرة
وكان باتريك يملك موهبة كبيرة في الرسم بحيث توقع له الجميع مستقبلا مشرقا ونصحوه بالذهاب إلى باريس
وحين بلغ العشرين تزوج صوفي الجميلةوقررا الذهاب سويا إلى عاصمة النوروكان طموحهما واضحا منذ البدايةحيث سيصبح هو رساما عظيماوهي كاتبة مشهورة
وفي باريس سكنا في شقة جميلةوبدآ يحققان اهدافهما بمرور الأيام وفي الحي الذي سكنا فيه تعرفت صوفي على سيدة ثرية لطيفة المعشروذات يوم طلبت منها استعارة عقد لؤلؤ غالي الثمن لحضور زفاف في بلدتها القديمةووافقت السيدة الثرية وأعطتها العقدوهي توصيها بالمحافظة عليه
ولكن صوفي اكتشفت ضياع العقدبعد عودتهما للشقة فأخذت تجهش بالبكاءفيما انهار باتريك من اثر الصدمة
وبعد مراجعة كافة الخيارات قررا شراء عقد جديد للسيدة الثرية يملك نفس الشكل والمواصفات ولتحقيق هذا الهدف باعا كل مايملكان واستدانا مبلغا كبيرا بفوائد فاحشة
وبسرعة اشتريا عقدا مطابقا وأعاداه للسيدةالتي لم تشك مطلقا في انه عقدها القديم
غير ان الدين كان كبيرا والفوائد تتضاعف باستمرار ، فتركا شقتهما الجميلة وانتقلا إلى غرفة حقيرة في حي قذرولتسديد ماعليهما تخلت صوفي عن حلمها القديم وبدأت تعمل خادمة في البيوت
أما باتريك فترك الرسم وبدأ يشتغل حمّالا في الميناءوظلا على هذه الحال خمسة وعشرين عاماًماتت فيها الاحلام ، وضاع فيها الشباب وتلاشى فيها الطموح
وذات يوم ذهبت صوفي لشراءبعض الخضروات لسيدتها الجديدة
وبالصدفة شاهدت جارتها القديمة فدار بينهما الحوار التالي
-عفواً هل انت صوفي ؟
- نعم ، من المدهش ان تعرفيني بعد كل هذه السنين
-إلهي تبدين في حالة مزرية ماذا حدث لك ولماذا اختفيتما فجأة !؟
-اتذكرين ياسيدتي العقد الذي استعرته منك !؟لقد ضاع مني فاشترينا لك عقدا جديدا بقرض ربوي ومازلنا نسدد قيمته
-يا إلهي ، لماذا لم تخبريني يا عزيزتي لقد كان عقدا مقلدا لا يساوي خمسة فرنكات
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تبدو لنا هذه القصةالماساوية ....وكأنها لوحة من مسلسل بقعة ضوء !!!!!!!!!
ولكن بغض النظرعن التراجيديا الموجودة فيها
واذا ما تخطينا فكرة الوفاء والامانة الى المعنى الاكبر المراد
هل من الممكن ان تكون هناك افكارا خاطئة " حمقاء احيانا " ان تدمر حياتنا وتقلبها رأ سا على عقب ...لمجرد اننا نحن من وضعها في راسنا وأبينا إلا ان نصدقها لتتغير بها مجرى حياتنا !!!!!!!!!!!!!!!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)