في واحدة من البلدان رجل مشهور بتجارته وأسفاره، لكنه كان غريب الأطوار خصوصا مع زوجاته، فقد كان إذا تزوج من فتاة حبسها في البيت وأحكم إغلاق أبوابه حتى لا تتصل بأحد أو يتصل بها أحد. أما الزوجة فقد كانت تمضي الشهور والأيام الطوال في البيت وحيدة كئيبة لا تحدث أحداً ولا يحدثها أحد، وتكتم معاناتها من الوحدة والمنظر الكئيب حتى تموت من الحسرة والغيظ، فإذا عاد الرجل من رحلته ووجد زوجته قد ماتت دفنها وبدأ رحلة البحث عن أخرى، حتى شاع خبره في هذا الأمر الشنيع وكره الناس نسبه. أخذ الرجل يبحث عن زوجة جديدة، ولكنه كلما طرق باباً ووجه بالرفض والصد وقبل أن يستسلم قرر أن يقصد البيت الأخير عله يبدد يأسه، وفور طلبه يد ابنة صاحب البيت رفض الأب ولكن الفتاة وافقت بل أصرت على الاقتران بهذا الزوج. ورغم النصائح والتحذيرات الكثيرة من الجميع إلا أن الفتاة كانت مقتنعة باختيارها ومصرة عليه. أخذ الرجل زوجته إلى البيت، وحذرها كعادته من الاتصال أو الالتقاء بأحد، وشدد عليها، وأنذرها بأنه سيعاقبها إن هي فعلت ذلك أثناء غيابه . قالت له الزوجة بأنها ستكون طوع أمره وستنفذ تعليماته كما يشاء، وما عليه إلا أن يستعد لسفره وترحاله . بعد أن سافر الزوج بحثت المرأة في أرجاء البيت لعلها تجد ما يؤنس وحدتها ويسليها أثناء غياب زوجها فخرجت إلى فناء المنزل ولم تجد غير حصاة كبيرة فأخذتها ووضعتها على خشبة في وسط الدار، وأخذت تجلس أمامها كل يوم تخاطبها وتحدثها وتبث لها شكواها. وكانت تضحك وتبكي مع الحصاة وإذا حان موعد نومها ذهبت إلى سريرها واستسلمت للنوم وتصحو في صباح اليوم التالي وتجلس أمام الحصاة فترة ثم تبدأ في أعمال البيت تكنس وتنظف وتجهز الطعام، ثم تعود لتحدثها المرة تلو الأخرى، هكذا فعلت والزوج في ترحاله وسفره، وبقيت على قيد الحياة، ولم تمت كالأخريات . تعجب الجميع من بقائها على قيد الحياة، وكذلك تعجب زوجها الذي كان في كل مَّرة يعود إلى البيت يعتقد أنها قد ماتت ولكنه يجدها صحيحة معافاة كما تركها . ازداد عجب الزوج من أمر هذه الزوجة الذكية حتى لم يحتمل صمودها فسألها عن سر بقائها واستمرارها في الحياة؟ فأخذته إلى حيث الحصاة وقصت عليه ما كانت تفعله خلال غيابه، فأمسك الرجل بالحصاة ليكسرها، وما إن وضع يده عليها حتى تفتتت وخرج منها دود كثير . قالت الزوجة: هكذا ماتت زوجاتك، أما أنا فكلما شعرت بالضيق أو الوحدة كنت أجلس أمام هذه الحصاة وأشكو لها وهي صامتة لا ترد. أعجب الزوج بذكائها وحسن تصرفها، وحزن على زوجاته، ولام نفسه على ما فعله معهن، ووعد زوجته ألا يتركها بعد اليوم كما كان يفعل سابقاً ...والى الملتقى
هذه قصص جمعتها من مواقع مختلفة فيها حكم وعبر ومتعة وليس لي فيها غير نقلها وجمعها ادعو اللّة ان ينتفع بها من قرأها وتمتع بمعانيها
الخميس، 26 يوليو 2012
الزوج الظالم
في واحدة من البلدان رجل مشهور بتجارته وأسفاره، لكنه كان غريب الأطوار خصوصا مع زوجاته، فقد كان إذا تزوج من فتاة حبسها في البيت وأحكم إغلاق أبوابه حتى لا تتصل بأحد أو يتصل بها أحد. أما الزوجة فقد كانت تمضي الشهور والأيام الطوال في البيت وحيدة كئيبة لا تحدث أحداً ولا يحدثها أحد، وتكتم معاناتها من الوحدة والمنظر الكئيب حتى تموت من الحسرة والغيظ، فإذا عاد الرجل من رحلته ووجد زوجته قد ماتت دفنها وبدأ رحلة البحث عن أخرى، حتى شاع خبره في هذا الأمر الشنيع وكره الناس نسبه. أخذ الرجل يبحث عن زوجة جديدة، ولكنه كلما طرق باباً ووجه بالرفض والصد وقبل أن يستسلم قرر أن يقصد البيت الأخير عله يبدد يأسه، وفور طلبه يد ابنة صاحب البيت رفض الأب ولكن الفتاة وافقت بل أصرت على الاقتران بهذا الزوج. ورغم النصائح والتحذيرات الكثيرة من الجميع إلا أن الفتاة كانت مقتنعة باختيارها ومصرة عليه. أخذ الرجل زوجته إلى البيت، وحذرها كعادته من الاتصال أو الالتقاء بأحد، وشدد عليها، وأنذرها بأنه سيعاقبها إن هي فعلت ذلك أثناء غيابه . قالت له الزوجة بأنها ستكون طوع أمره وستنفذ تعليماته كما يشاء، وما عليه إلا أن يستعد لسفره وترحاله . بعد أن سافر الزوج بحثت المرأة في أرجاء البيت لعلها تجد ما يؤنس وحدتها ويسليها أثناء غياب زوجها فخرجت إلى فناء المنزل ولم تجد غير حصاة كبيرة فأخذتها ووضعتها على خشبة في وسط الدار، وأخذت تجلس أمامها كل يوم تخاطبها وتحدثها وتبث لها شكواها. وكانت تضحك وتبكي مع الحصاة وإذا حان موعد نومها ذهبت إلى سريرها واستسلمت للنوم وتصحو في صباح اليوم التالي وتجلس أمام الحصاة فترة ثم تبدأ في أعمال البيت تكنس وتنظف وتجهز الطعام، ثم تعود لتحدثها المرة تلو الأخرى، هكذا فعلت والزوج في ترحاله وسفره، وبقيت على قيد الحياة، ولم تمت كالأخريات . تعجب الجميع من بقائها على قيد الحياة، وكذلك تعجب زوجها الذي كان في كل مَّرة يعود إلى البيت يعتقد أنها قد ماتت ولكنه يجدها صحيحة معافاة كما تركها . ازداد عجب الزوج من أمر هذه الزوجة الذكية حتى لم يحتمل صمودها فسألها عن سر بقائها واستمرارها في الحياة؟ فأخذته إلى حيث الحصاة وقصت عليه ما كانت تفعله خلال غيابه، فأمسك الرجل بالحصاة ليكسرها، وما إن وضع يده عليها حتى تفتتت وخرج منها دود كثير . قالت الزوجة: هكذا ماتت زوجاتك، أما أنا فكلما شعرت بالضيق أو الوحدة كنت أجلس أمام هذه الحصاة وأشكو لها وهي صامتة لا ترد. أعجب الزوج بذكائها وحسن تصرفها، وحزن على زوجاته، ولام نفسه على ما فعله معهن، ووعد زوجته ألا يتركها بعد اليوم كما كان يفعل سابقاً ...والى الملتقى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق