الأربعاء، 25 أبريل 2012

" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "قصة ..قصة توبة مالك بن دينار


يقول مـــــالك بن دينـــار :

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق ..

آكل الربا .. أضرب الناس .. افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا

وارتكبتها .. شديد الفجور ..

يتحاشاني الناس من معصيتي..

يقول :

وفي يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفلة ..

فتزوجت وأنجبت طفلة

سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمه زاد

الايمان في قلبي ، وقلّت المعصية في قلبي ..

ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فاقتربت مني فازاحته وهي لم تكمل السنتين .

وكأن الله يجعلها تفعل ذلك .. وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الايمان في قلبي

وكلما اقتربت من الله خطوه .. كلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي..

حتى اكتمل سن فاطمه 3 سنوات

فلما اكملت الــ 3 سنوات ... ماتت فاطمة

يقول :

فانقلبت أسوأ مما كنت ..

ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء ..

فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان ...


حتى جاء يوما فقال لي شيطاني :

لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!

فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل

أشرب وأشرب وأشرب

فرأيتني تتقاذفني الاحلام .

يقول :

حتى رأيت تلك الرؤيا ...

رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.

وزلزلت الأرض

واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج ... وأفواج ..

وأنا بين الناس

وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار

فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف

حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار

فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤيه) وكأن لا أحد في أرض

المحشر .. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا

فمه. فجريت أنا من شده الخوف

فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً ..

فقلت له : آه.. أنقذني من هذا الثعبان

فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع أن أنقذك ، ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ..

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي ..

فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار ؟..

فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب...

فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني ..

فبكى رأفة بحالي ...

وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو

فجريت للجبل والثعبان يكاد يخطفني فرأيت على الجبل أطفالا

صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون :

يافاطمة أدركي أباك أدركي أباك

يقول :

فعلمت أنها ابنتي .. ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات

تنجدني من ذلك الموقف

فأخذتني بيدها اليمنى ..

ودفعت الثعبان بيدها اليسرى...

وأنا كالميت من شده الخوف....

ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا...

وقالت لي يا أبت :

" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "

فقلت لها : يابنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان !!

قالت : هذا عملك السئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك ..

أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟

فقلت : وذلك الرجل الضعيف؟

قالت : ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لك شيئاً...

ولولا انك بفضل الله انجبتني ولولا أني مت صغيرة ماكان هناك شئ ينفعك

يقول :

فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ :

قد آن يارب .... قد آن يارب

نعم .... " ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "

يقول :

واغتسلت وخرجت لصلاة الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله

دخلت المسجد فإذا بالامام يقرأ نفس الاية ....

" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "


ذلك هو مالك بن دينار

من أئمة التابعين

هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. ويقول :

إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار ، فأي الرجلين أنا ؟

اللهم اجعلني من سكان الجنة

ولا تجعلني من سكان النار ...

وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أيضا أنه كان يقف كل يوم عند باب

المسجد ينادي ويقول :

أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ...

أيهاالعبد الهارب عد إلى مولاك ..

مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك

من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة

اللهم إنّا نستغفرك ونتوب إليك

اللهم إنّا نسألك توبة خالصة صادقة

ليست هناك تعليقات: