روي أن رجلا من قبيلة عبس
كان مشوه الوجه مكفوف البصر رث الثياب
وفي يوم من الأيام جاء الى دار الخلافة
فرآه رجل هناك كان يعرف قصته
فلما دخل من الباب قام اليه وأخذ بيده
وأجلسه في مجلس قريبا من الخليفة
فتعجب الخليفة عبد الملك بن مروان من فعل ذلك الرجل
فأدرك الرجل ما في نفس الخليفة من سؤال
فقال : يا أمير المؤمنين ان لهذا الرجل العبسي قصة غريبة !! فاسمح له أن يحكي لك عن قصته ؟
وكان الخليفة عبد الملك بن مروان ولوعا بعيون الأخبار
شغوفا بالحكايا
فسأل الرجل عن حاله وقال : ما قصتك أيها العبسي ؟
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين
كنت من أغنى أهل المدينة
وكنت من أكثرهم مالا 00 ومن أعزهم عيالا 00
وأنعمهم بالا 00وكنت ذا حسب ونسب 00
فخرجت يوما بمالي وأهلي لأضرب في أرض الله تعالى
بقصد التجارة والربح رغبة بالثراء 00
وطمعا في السعة 00
فبينما أنا أغذ السير في طريقي الى الشام
اذ أدركني الليل 00
فآويت الى واد بين جبلين لأبيت فيه مع أهلي وأولادي
فبينما نحن نائمون00 اذ هبط علينا سيل شديد من أعلى الجبل
فلم أستيقظ من نومي إلا وقد غرق أهلي وأولادي
وجرف السيل الهائل مالي 00
ولم يبق من أولادي إلا اصغرهم وعمره سنوات 00
ولم يبق من بعيري سوى بعير واحد
فقمت من فوري كالمجنون وحملت الطفل على كتفي
ورحت الى البعير لأنظر شأنه 00
فلما رآني قريبا منه ولى مدبرا
وضعت الطفل عن كتفي على ربوة قريبة
وعدوت خلف البعير لأرده
فركضني برجله في وجهي فهشم أنفي وكسر أسناني
فقمت خلفه مرة أخرى فاذ به يرفسني في وجهي ويفقأ عيوني
فلم أستطع أن أواصل العدو خلفه 00
عدت حزينا أتلمس طفلي الصغير حيث وضعته
فلما دنوت منه وا به يصرخ ويصيح
وسمعت صوته يختنق في حلق ذئب
واذ به لقمة سائغة بفم ذئب جائع
ولم أدركه حتى أكله الذئب
ففي ليلة واحدة يا أمير المؤمنين
فقدت أهلي وسبعا من أولادي وبعيري ومالي
وأمسيت من أعز الناس وأغناهم
وأصبحت وأنا من أذلهم وأفقرهم وأضعفهم
فسبحان مغير الأحوال ومقلبها
كان مشوه الوجه مكفوف البصر رث الثياب
وفي يوم من الأيام جاء الى دار الخلافة
فرآه رجل هناك كان يعرف قصته
فلما دخل من الباب قام اليه وأخذ بيده
وأجلسه في مجلس قريبا من الخليفة
فتعجب الخليفة عبد الملك بن مروان من فعل ذلك الرجل
فأدرك الرجل ما في نفس الخليفة من سؤال
فقال : يا أمير المؤمنين ان لهذا الرجل العبسي قصة غريبة !! فاسمح له أن يحكي لك عن قصته ؟
وكان الخليفة عبد الملك بن مروان ولوعا بعيون الأخبار
شغوفا بالحكايا
فسأل الرجل عن حاله وقال : ما قصتك أيها العبسي ؟
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين
كنت من أغنى أهل المدينة
وكنت من أكثرهم مالا 00 ومن أعزهم عيالا 00
وأنعمهم بالا 00وكنت ذا حسب ونسب 00
فخرجت يوما بمالي وأهلي لأضرب في أرض الله تعالى
بقصد التجارة والربح رغبة بالثراء 00
وطمعا في السعة 00
فبينما أنا أغذ السير في طريقي الى الشام
اذ أدركني الليل 00
فآويت الى واد بين جبلين لأبيت فيه مع أهلي وأولادي
فبينما نحن نائمون00 اذ هبط علينا سيل شديد من أعلى الجبل
فلم أستيقظ من نومي إلا وقد غرق أهلي وأولادي
وجرف السيل الهائل مالي 00
ولم يبق من أولادي إلا اصغرهم وعمره سنوات 00
ولم يبق من بعيري سوى بعير واحد
فقمت من فوري كالمجنون وحملت الطفل على كتفي
ورحت الى البعير لأنظر شأنه 00
فلما رآني قريبا منه ولى مدبرا
وضعت الطفل عن كتفي على ربوة قريبة
وعدوت خلف البعير لأرده
فركضني برجله في وجهي فهشم أنفي وكسر أسناني
فقمت خلفه مرة أخرى فاذ به يرفسني في وجهي ويفقأ عيوني
فلم أستطع أن أواصل العدو خلفه 00
عدت حزينا أتلمس طفلي الصغير حيث وضعته
فلما دنوت منه وا به يصرخ ويصيح
وسمعت صوته يختنق في حلق ذئب
واذ به لقمة سائغة بفم ذئب جائع
ولم أدركه حتى أكله الذئب
ففي ليلة واحدة يا أمير المؤمنين
فقدت أهلي وسبعا من أولادي وبعيري ومالي
وأمسيت من أعز الناس وأغناهم
وأصبحت وأنا من أذلهم وأفقرهم وأضعفهم
فسبحان مغير الأحوال ومقلبها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق