الأحفاد الثلاثة تركوا جدّتهم وهربوا إلى مكان مجهول !
بتاريخ : الإثنين 23-01-2012 06:35 صباحا
بغداد/ المدىالحجية (م) ماتت ابنتها بمرض السرطان وتركت وراءها ثلاثة أطفال .. لم يصبر الأب على تربية أولاده فتركهم عند جدتهم وتزوج من أخرى .. تحملت الجدة مسؤولية تربية أحفادها ، ولم لا ، فأعز الولد ولد الولد ، كما يقولون ، لكن فجأة اختفى الأحفاد الثلاثة تاركين وراءهم علامات استفهام كثيرة ... فأين اختفى الأشقاء الثلاثة ، هل يستطيع رجال الشرطة حل هذا اللغز ؟ لعل الأيام هي التي تجيب على هذا السؤال ؟
امرأة في العقد السادس من عمرها ... اسمها (م) وجهها تتشكل عليه ملامح الحزن الشديد .. وتقدم العمر بدا واضحا على جسدها ... فلم تعد تتحرك إلا بصعوبة ... فقد احتل فراغ الأحفاد قلبها ... وشغل جزءا كبيرا من حياتها ... عندها تراها تشعر وكأنك أمام امرأة عجوز في التسعين من عمرها ... الحاجة (م) فقدت أعز الناس عيها ... وأقرب الناس إلى قلبها ... فأصبحت بقايا امرأة عجوز ... تبحث عمن يبلل فمها بكلمة أمل ... أو من يجفف دموعها بنظرة حنان ... التقيت بها في استعلامات مديرية شرطة بغداد ... تطلب مقابلة مديرها ... لترجوه البحث عن أحفادها ... تحمل في يدها مجموعة من الأوراق والصور ... عيناها دامعتان باستمرار ،وبعد أن هدأت قليلا بدأت تستعيد لي شريط الاحداث والذكريات التي تشوفها كما روتها بلسانها ... قالت الحجية (م) كنت أعيش في حي شعبي في بغداد مع أبنائي وبناتي ... لكني انتقلت للعيش في مدينة بعقوبة ... حدث هذا تحديدا منذ ما يقرب من 12 عاما ... عندما تعرفت ابنتي على رجل يعمل سائقا وتقدم لخطبتها ... وكان أحد شروطه أن أنتقل أنا وابنتي معه إلى بعقوبة ... وافقت على الزواج ... وتم كل شيء في هدوء وسهولة ويسر ... وانتقلت مع ابنتي للإقامة في مدينة بعقوبة ... سارت الحياة ... وبينهما أفضل ما يكون ... وكان ثمرة هذا الزواج إنجاب ثلاثة أطفال ... ولكن منذ خمس سنوات مضت ... شعرت ابنتي بآلام شديدة ... وبدأت حالتها الصحية في التدهور ... فأخذها زوجها لأحد الأطباء ... الذي طلب إجراء بعض الفحوصات والأشعة ... وبعد إكمال الفحوصات اللازمة ... كانت المفاجأة القاسية والمؤلمة .. ابنتي مصابة بمرض السرطان ... لم نصدق ما سمعناه ، وسقطت مغشية على الأرض من هول الصدمة ... وما زاد الأمور سوءا إن الحالة تكاد تكون متأخرة ... بكت ابنتي وتألمت بشدة ...لم تفكر في شيء إلا أبناءها ... بدأت الأمور تزداد تعقيدا وأصبحت حاجتنا للمال أكثر ... نتيجة مصاريف العلاج الباهظة ... استمرت ابنتي تصارع المرض لمدة أربع سنوات ... وكلما مر علينا يوم كان الأمل يتضاءل في أن يصبح هذا اليوم أفضل من سابقه ... حتى توفيت ابنتي ... وبعد وفاتها وعلى الرغم من تحملي آلام مرضها وفراقها كنت على موعد مع المأساة الثانية !... تواصل الحجية (م) كلامها قائلة : كانت المأساة الثانية بعد وفاة ابنتي هو اكتشافي أن زوج ابنتي كان متزوجا على ابنتي طوال فترة زواجهما ولم تكن تعرف شيئا عن هذاالموضوع ... ولكن الطامة الكبرى انه ترك أولاده وانتقل للعيش مع زوجته الأولى تاركا أبناءه لأقوم أنا بتربيتهم ... حتى لا يكون مصيرهم الشارع ... فوافقت وفاء لذكرى ابنتي التي كانت تعشق أطفالها الصغار ... بعدها بفترة قصيرة تركت بعقوبة واتيت إلى بيتي في بغداد ... واستمر الحال بي هكذا ... ومن تاريخ انتقالي إلى بغداد لم يكلف أبوهم نفسه بالسؤال عن أطفاله الصغار الذين ساءت حالتهم النفسية جدا نظرا لوفاة الأم وغياب الأب !... وتحملت مشاكلهم وعنادهم وكنت أنفق عليهم من تقاعد زوجي الشحيح !... حتى حدث ما لم يكن في الحسبان ..أين ذهب الأحفاد عندما بدأت الحجية (م) تسرد لي بقية قصتها ... بدأت عيناها تدمعان ... ولكنها تمالكت نفسها وعاودت كلامها قائلة : كل يوم يمر والأطفال يسألون عن سبب غياب أبيهم عنهم ولماذا لا يسأل عنهم ... كنت أتهرب من الإجابة وأقول لهم إن أباهم يعمل سائقا في الشمال ... ولكن في احد الأيام وفي الساعة الثانية والنصف ظهرا قمت بتهيئة طعام الغذاء لهم ... كان الأطفال يلعبون في باب الدار ... فقمت وطلبت منهم الدخول للبيت لتناول طعام الغذاء ... ولكنهم رفضوا بحجة تكملة لعبهم مع أبناء الجيران ... فدخلت غرفتي لأستريح قليلا ... وبعد مرور ساعة استيقظت من النوم فلم أجد أحفادي الثلاثة ... شعرت بالخوف والقلق ... ضربات قلبي الشديدة كادت تصيبني بالجلطة القلبية ... بدأت رحلة بحث طويلة في جميع المستشفيات والملاجئ وعند الأقارب وأغلب المحافظات ... لكني لم أجد أحدا منهم ... لم أتعب أو أمل بالبحث عنهم فذهبت إلى مركز الشرطة وأخبرتهم بفقدان أحفادي ولم أجد اهتمام جدي بهم .. استلموا الصور وقالوا لي راجعي بين فترة وأخرى ... ولكن حدثت مفاجأة لي عندما سمعت من الأطفال الذين كانوا يلعبون معهم إنهم تحدثوا لهم بأنهم ذاهبون إلى بعقوبة للبحث عن والدهم ... فذهبت إلى هناك فوجدت الأب قد ارتحل إلى محافظة أخرى وباع بيته !... لا أعلم مدى صدق كلام الأطفال ... خاصة إن أحفادي كانوا بملابس البيت العادية ولم يكن أي مبلغ معهم !... وبقيت المشكلة للحجية (م) بدون حل ... فماذا نفعل ... ابنتها ماتت وتركت لها أولادها الثلاثة ... والآن هم أيضا اختفوا بلا سابق إنذار ... أين ذهبوا ؟ وكيف يعيشون الآن ؟ ومع من ؟ أسئلة كثيرة تتردد على الألسنة ... ربما تمكن رجال الشرطة من حل هذا اللغز المحير !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق