يحكى أنه منذ قديم الزمان كانت توجد قرية في مكان ما على وجه الأرض .. تضم عددا" لا بأس به من البيوت .. وما يميز هذه القرية هو أن سكانها كلهم كانوا يعملون نفس العمل حيث يخرج جميع الرجال من بيوتهم في منتصف الليل بعد أن يطفئوا الأنوار فيها ويقوم كل شخص باختيار أحد المنازل وسرقتها ثم يعود إلى بيته بغنيمته دون أن يعرف بيت من سرق لأن الأنوار مطفأة وفي الليلة الثانية يختار بيتا" اّخر وهلم جرا.. فكان في كل ليلة يسرق بيتأ ويسرق بيته من قبل اّخر وهكذا كانت ممتلكاتهم تتنقل بين بعضهم البعض بحيث كانوا يعيشون جميعا" بنفس السوية .. وكان يسود بينهم التفاهم والانسجام.. إلى أن جاء يوم وسكن في القرية رجل شريف.. في البداية لم يكن يعلم بعمل أهل القرية فلم يكن يترك منزله عند منتصف الليل ويبقي أنواره مضاءة .. فلا يستطيع أحد أن يدخل بيته ونتيجة ذلك أصبح هناك اختلاف بين الأفراد فهناك شخص وقع حظه في بيت الشريف فرجع إلى بيته خالي الوفاض ليجد بيته قد سرق أي تضاعفت خسارته وبالمقابل هناك شخص رجع بغنيمته ووجد بيته لم يسرق لأن عدد البيوت زاد واحدا" وعدد اللصوص لم يزد.. فيتضاعف ربحه.. وبعد عدة ليال على هذا المنوال ازداد عدد المتضررين من أهل القرية فقرروا أن يفاتحوا الشريف بالأمر ويقنعوه بأن يخرج إلى العمل مثلهم لئلا يقطع في رزقهم.. لم يستطع الشريف أن يسرق فكان يخرج من بيته في منتصف الليل وينتظر على مشارف القرية حتى مطلع الفجر ويعود ليجد بيته مسروقا"حتى جاء يوم لم يعد لديه شيء للسرقة ...فرجعت المشكلة إلى بدايتها .. حيث أن الداخل إلى بيت الشريف يرجع خالي الوفاض ليجد بيته قد سرق .. فتتضاعف خسارته وبالمقابل يتضاعف ربح غيره .. فانقسم الأفراد إلى مجموعة أقلية ازداد ثراؤها وأكثرية ازداد فقرها .. وعندها فكر الأثرياء : لماذا لا نجلس في بيوتنا ونستأجر فقراء يسرقون لحسابنا ونعطيهم جزءا" قليلا" من الربح وفي نفس الوقت نبقى في بيوتنا لنحرسها ؟؟.. وهكذا جرت الأيام والأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا"...
ربما لم تكن هذه القرية موجودة على أرض الواقع .. لكنها رمزيا" موجودة في معظم المجتمعات .. ألا يقولون أن العالم قد أصبح قرية كونية واحدة ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق