أسطورة اللأسد والعنزة

كانت العنزة ترعى ذات يوم في سهل مليء بالعشب الأخضر , وفجأة علا زئير أسد مخيف فأوقفها عن الأكل , ونظرت فرأت أسد داخل قفص وحينما همت بالهروب نادى عليها الأسد راجيا فاقتربت من القفص وحينما اقتربت منه رجا لها أن تفتح له القفص لأن الجوع والتعب أنهكاه , لكن العنزة رفضت ذلك في بادىء الأمر لأنها لا تثق في الأسد وتخاف أن يبطش بها , لكن الأسد ألح عليها ووعدها أنه لن ينسى جميلها , ففتحت العنزة باب القفص وخرج الأسد منه وأصبح حرا يفعل ما يريد , فشكر العنزة على جميلها وعطفها ولم تكد العنزة تبتعد عن القفص خطوات حتى غيّر الأسد رأيه وقرر أن يفتك بها ويلتهمها لأنه غير متأكد أنه سيجد فريسة أخرى وخاف من الموت جوعا فجرى وراءها وأمسك بها , ودهشت العنزة وتملكها اليأس لما رأت من حجود الأسد ونكران الجميل فقالت له :
هل أخطأت حينما عطفت عليك ورحمتك من جدران القفص ؟
وبينما هما في نقاشهما هذا اقترب منهما رجل وقال لهما :
على ماذا تختصمان ؟
فقصت العنزة قصتها سريعا
فسألها الرجل : وأين كان ذلك القفص ؟
فأشارت العنزة بيدها قائلة : إنه هناك !!
فقال الرجل : حسنا فلنذهب إليه , لتبيني لي بالضبط ما حدث حتى يمكنني أن أعرف أيكما كان على حق ؟
فذهب الأسد والعنزة بصحبة الرجل إلى مكان القفص وعندئذ سأل الرجل الأسد : أهذا هو القفص الذي كنت محبوسا فيه ؟ فقال الأسد : نعم .. فسأله الرجل ثانية : وكيف كنت تجلس فيه ؟
فسار الرجل إلى داخل القفص وجلس فيه ثم قال : أكنت تجلس فيه هكذا ؟
فقال الأسد : كلا ..
فأشار الرجل باصبعه قائلا : إذن أرني كيف كنت تجلس فيه ؟
فدخل الأسد القفص وبينما كان يبين للرجل المكان الذي جلس فيه من قبل أسرع الرجل وأغلق القفص , وصاح الرجل قائلا : هذا هو جزاء ناكر الجميل .. ثم استدار إلى العنزة وقال لها : عليك بعد ذلك أن تختاري من يستحق المساعدة فليس أخطر على حياتك من عطفك على مثل ذلك الوحش الناكر للجميل .. !!

أسطورة من تشاد