الخميس، 10 مايو 2012

الطريق للحريّة




الطريق للحريّة


كان أحد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح القلعة، ولم يبقَ على موعد إعدامه سوى ليله واحده..

ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة..
وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له:
سأعطيك فرصة إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو... هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وإن لم تتمكن فإن الحرّاس سيأتون غداً مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام...

غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد أن فكوا سلاسله...

وبدأت المحاولات، وبدأ يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوي على عدة غرف وزوايا، ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطاة بسجادة قديمة على الأرض، وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج آخر يصعد مرة أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بثّ في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض
لا يكاد يراها. عاد أدراجه حزيناً منهكاً ولكنه واثق أن الإمبراطور لا يخدعه.
وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح، فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه وإذا به يجد سرداباً ضيقاً لا يكاد يتسع للزحف، فبدأ يزحف ويزحف حتّى بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه أن القلعة تطل على نهر، لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها...

عاد يختبر كل حجر وبقعة في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر لكن كل محاولاته ضاعت سدى، والليل يمضي...

واستمر يحاول...... ويفتش..... وفي كل مرة يكتشف أملاً جديداً... فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية، ومرة إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة.

وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل.
وأخيراً انقضت ليلة السجين كلها ولاحت له الشمس من خلال النافذة، ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له: أراك لا زلت هنا...
قال السجين كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور...
قال له الإمبراطور: لقد كنت صادقاً...

سأله السجين: لم اترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها، فأين المخرج الذي قلت لي عنه؟
قال له الإمبراطور: لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً طوال الليل وغير مقفل...



وهكذا أيضاً، الإنسان دائماً يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته، حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها، وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئاً في حياته. فالحل في يدك أيها المختار...

ليست هناك تعليقات: