قصص عراقية
1- القصة الاولى
حيث تعيش ام مع ابنها الوحيد وزوجته واطفاله ...الام هجرها زوجها منذ زمن واتخذ زوجتين اخريتين ..ذاقت الحزن والفاقة لتربية ولديها ..خسرت الولد الاول في حرب العراق وايران ..ظلت الام ترى في ولدها دافعا للعيش من اجله ومعه .....تذرعت بالصبر كي تظل الى جانبه وتسقيه من صدرها حنانا وعاطفة وابتهالات الى الله ان يحفظه ..وكانت فرحتها لاتوصف عندما تزوج أما فرحتها الكبرى فكانت عندما رزقه الله بمولود ذكر ثم اخر ..
عندما صار لديه اربعة اطفال احست ان الحزن بدا يودعها وان العائلة صارت كبيرة من جديد.ولكن الحزن ابى ان يكون مفارقا لها طويلا ..ففي احد الايام توجه الى عمله في العاصمة كما هي عادته منذ سنوات ...في ذلك اليوم الذي غادر فيه بدات تحس بان شيئا ما سيحدث ..شيء مرعب ينتمي الى ايام تكرهها ..لاتطيق التفكير بها ..في اليوم التالي هرعت الى اخيها وطلبت منه بالحاح ان يتصل بولدها ويحضره اليها في الحال قبل ان يقع المحذور ..
ماذا حصل ؟ لماذا هذا الخوف ؟
تسائل الاخ من غير ان يجد اجابة منطقية فالام كانت تعرف اشياء لايعرفها الا قلبها الذي خفق في مساء ذلك اليوم الذي غادر فيه الابن ان ثمة شيء مكروه سيحدث ..
وحدث المكروه فعلا ..فعندما اتصل الاخ بالشركة التي يعمل فيها الابن اخبره زملاء العمل ان الشاب خرج ولم يعد ..وانهم يبحثون عنه بلا جدوى ...
وتوجه الاخ الى هناك ..بحث وبحث ..وبعد عشرة ايام عثر على الجثة في احد المشتشفيات ..حيث لقي الولد حتفه برصاصة في مؤخرة الراس وكفى ..
ولكن كيف يمكن اخبار الام بما حصل ...كانت منهارة تماما وتعرف انه الموت قد عاد من جديد الى دارها فقلبها لايخطيء
خاصة فيما يتعلق به ...عجز أشجع الشجعان عن اخبارها بالخبر الذي صار لابد من معرفته في النهاية . ...وعرفت الخبر ..وعندما القت على ولدها نظرة الوداع ..ودعت اخر ما تبقى لها في الحياة ..في اليوم السابع وعندما كانت تحتضن حفيدها الصغير شمته في عنقه بشوق كبير ونطقت باسم ولديها الراحلين ثم فارقت الحياة ...
2- القصة الثانية
تزوجا قبل بضعة اشهر ...زوجها يعمل في محل بقالة ..أحبها بشغف فاحبت الحياة معه ..في صبيحة أحد الايام ..خرج الى العمل . ودعته بقبلة ...ووعدها بالكثير من الفاكهة..سألها كعادته عن نوع الخضروات والفواكه التي سيرسلها اليها لتحضر الغداء ..وكالعادة ايضا اجابته / اللي تحبه حبيبي...
مضى الى عمله ..فانشغلت بهموم المطبخ ...والبيت ..انجزت واجباتها ..واشعلت الراديو تستمع التى اغانيها المفضلة وهي تحلم بطفل يأتي فيملأ البيت ضجيجا وسعادة ..
وبينما كانت تغوص في غمرة الحلم دوى انفجار ...مروع كبير .. مالذي حدث ياترى في هذه المدينة ...لاشيء بالتأكيد ..ربما تكون قنبلة من مخلفات الحرب ..او ...لاشيء مهم في عالمها الصغير الملون البسيط .. واستمرت تستمع الى اغانيها المفضلة ..وتنتظر حاجيات السوق التي تاخرت هذا اليوم كثيرا..
عندما طرق الباب ..استعدت لتعاتبه على تاخير الغذاء ..ولكن الطارق ليس هو بل الجيران ..
/انتي جالسة هنا ..والسوق تحول الى محرقة بشر ..عشرات الضحايا ...الناس تحولت الى قطع من اللحم المتناثر ...هل اتصل بك زوجك ؟
فقدت وعيها ..اعصابها ..وصار الحلم انيابا قاتلة غرست في دماغها وامتدت لتقتحم كل حواسها ..فانفجر الدم من الانف وترنحت لكنها لم تسقط بل هرعت معهم الى السوق ..الى هيروشيما مصغرة مئات الناس الذين يشبهونها ..الصبية الذين يبحثون عن آبائهم ..النساء ...البنات ..الرجال..وكان الحريق كبيرا ...والدمار اكبر ..اختلطت اشلاء الناس بالفواكه والخضر واللحم والسمك...كل شيء بدا عالما من الفوضى والدمار ..اين زوجها ..بل اين بقايا زوجها ..لاتدري .وعندها سقطت مغشيا عليها . ..
عندما عادت الى رشدها ..لتعرف ان الناس جمعوا ما تبقى منه في كيس ..كان يمر بجانب السيارة التي انفجرت وهو يحمل بيده كيسا من الفواكه والخضر . ..ولهذا لم يعثروا عليه ..ومرت ايام العزاء ..ثلاثة ايام ..لم تكن قد عادت الى رشدها كما يزعمون ..بل كانت في عالم اخر ..معه في السوق ..تتجول ..تصف الفاكهة وترشها بالماء ..تغسل واجهة المحل بالماء كل صباح وتعد له الطعام ..
كانت تضحك وتبكي ..تضحك عندما يغازلها ويقول ..اي نوع من الفاكهة تفضلين ..فتقول / انا احب ما تحب ...فيجيبها بحب ..انتي فاكهتي المفضلة ...وتبكي عندما يناديها ..انا بعيد عنك ..ارجوك اريد ان تكونين قريبة مني ...ولم ترفض طلبه ..في اليوم الثالث انتهى العزاء ..وفي اليوم الرابع ...رحلت اليه ..رحلت وعلى خدها دمعة فراق ...وعلى شفتيها ابتسامة لقاء...
1- القصة الاولى
حيث تعيش ام مع ابنها الوحيد وزوجته واطفاله ...الام هجرها زوجها منذ زمن واتخذ زوجتين اخريتين ..ذاقت الحزن والفاقة لتربية ولديها ..خسرت الولد الاول في حرب العراق وايران ..ظلت الام ترى في ولدها دافعا للعيش من اجله ومعه .....تذرعت بالصبر كي تظل الى جانبه وتسقيه من صدرها حنانا وعاطفة وابتهالات الى الله ان يحفظه ..وكانت فرحتها لاتوصف عندما تزوج أما فرحتها الكبرى فكانت عندما رزقه الله بمولود ذكر ثم اخر ..
عندما صار لديه اربعة اطفال احست ان الحزن بدا يودعها وان العائلة صارت كبيرة من جديد.ولكن الحزن ابى ان يكون مفارقا لها طويلا ..ففي احد الايام توجه الى عمله في العاصمة كما هي عادته منذ سنوات ...في ذلك اليوم الذي غادر فيه بدات تحس بان شيئا ما سيحدث ..شيء مرعب ينتمي الى ايام تكرهها ..لاتطيق التفكير بها ..في اليوم التالي هرعت الى اخيها وطلبت منه بالحاح ان يتصل بولدها ويحضره اليها في الحال قبل ان يقع المحذور ..
ماذا حصل ؟ لماذا هذا الخوف ؟
تسائل الاخ من غير ان يجد اجابة منطقية فالام كانت تعرف اشياء لايعرفها الا قلبها الذي خفق في مساء ذلك اليوم الذي غادر فيه الابن ان ثمة شيء مكروه سيحدث ..
وحدث المكروه فعلا ..فعندما اتصل الاخ بالشركة التي يعمل فيها الابن اخبره زملاء العمل ان الشاب خرج ولم يعد ..وانهم يبحثون عنه بلا جدوى ...
وتوجه الاخ الى هناك ..بحث وبحث ..وبعد عشرة ايام عثر على الجثة في احد المشتشفيات ..حيث لقي الولد حتفه برصاصة في مؤخرة الراس وكفى ..
ولكن كيف يمكن اخبار الام بما حصل ...كانت منهارة تماما وتعرف انه الموت قد عاد من جديد الى دارها فقلبها لايخطيء
خاصة فيما يتعلق به ...عجز أشجع الشجعان عن اخبارها بالخبر الذي صار لابد من معرفته في النهاية . ...وعرفت الخبر ..وعندما القت على ولدها نظرة الوداع ..ودعت اخر ما تبقى لها في الحياة ..في اليوم السابع وعندما كانت تحتضن حفيدها الصغير شمته في عنقه بشوق كبير ونطقت باسم ولديها الراحلين ثم فارقت الحياة ...
2- القصة الثانية
تزوجا قبل بضعة اشهر ...زوجها يعمل في محل بقالة ..أحبها بشغف فاحبت الحياة معه ..في صبيحة أحد الايام ..خرج الى العمل . ودعته بقبلة ...ووعدها بالكثير من الفاكهة..سألها كعادته عن نوع الخضروات والفواكه التي سيرسلها اليها لتحضر الغداء ..وكالعادة ايضا اجابته / اللي تحبه حبيبي...
مضى الى عمله ..فانشغلت بهموم المطبخ ...والبيت ..انجزت واجباتها ..واشعلت الراديو تستمع التى اغانيها المفضلة وهي تحلم بطفل يأتي فيملأ البيت ضجيجا وسعادة ..
وبينما كانت تغوص في غمرة الحلم دوى انفجار ...مروع كبير .. مالذي حدث ياترى في هذه المدينة ...لاشيء بالتأكيد ..ربما تكون قنبلة من مخلفات الحرب ..او ...لاشيء مهم في عالمها الصغير الملون البسيط .. واستمرت تستمع الى اغانيها المفضلة ..وتنتظر حاجيات السوق التي تاخرت هذا اليوم كثيرا..
عندما طرق الباب ..استعدت لتعاتبه على تاخير الغذاء ..ولكن الطارق ليس هو بل الجيران ..
/انتي جالسة هنا ..والسوق تحول الى محرقة بشر ..عشرات الضحايا ...الناس تحولت الى قطع من اللحم المتناثر ...هل اتصل بك زوجك ؟
فقدت وعيها ..اعصابها ..وصار الحلم انيابا قاتلة غرست في دماغها وامتدت لتقتحم كل حواسها ..فانفجر الدم من الانف وترنحت لكنها لم تسقط بل هرعت معهم الى السوق ..الى هيروشيما مصغرة مئات الناس الذين يشبهونها ..الصبية الذين يبحثون عن آبائهم ..النساء ...البنات ..الرجال..وكان الحريق كبيرا ...والدمار اكبر ..اختلطت اشلاء الناس بالفواكه والخضر واللحم والسمك...كل شيء بدا عالما من الفوضى والدمار ..اين زوجها ..بل اين بقايا زوجها ..لاتدري .وعندها سقطت مغشيا عليها . ..
عندما عادت الى رشدها ..لتعرف ان الناس جمعوا ما تبقى منه في كيس ..كان يمر بجانب السيارة التي انفجرت وهو يحمل بيده كيسا من الفواكه والخضر . ..ولهذا لم يعثروا عليه ..ومرت ايام العزاء ..ثلاثة ايام ..لم تكن قد عادت الى رشدها كما يزعمون ..بل كانت في عالم اخر ..معه في السوق ..تتجول ..تصف الفاكهة وترشها بالماء ..تغسل واجهة المحل بالماء كل صباح وتعد له الطعام ..
كانت تضحك وتبكي ..تضحك عندما يغازلها ويقول ..اي نوع من الفاكهة تفضلين ..فتقول / انا احب ما تحب ...فيجيبها بحب ..انتي فاكهتي المفضلة ...وتبكي عندما يناديها ..انا بعيد عنك ..ارجوك اريد ان تكونين قريبة مني ...ولم ترفض طلبه ..في اليوم الثالث انتهى العزاء ..وفي اليوم الرابع ...رحلت اليه ..رحلت وعلى خدها دمعة فراق ...وعلى شفتيها ابتسامة لقاء...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق