الأربعاء، 18 أبريل 2012

نساء عراقيات في زمن الاحتلال

ونقلت صحيفة الصباح العراقية على لسان إحدى المعتقلات أن هناك معتقلات عراقيات تعرضن للاغتصاب من قبل جنود أمريكيين، وأن أكثر من واحدة منهن حامل، وأنها وأربع سجينات أخريات نزيلات في معتقل "أبوغريب" يعانين من ظروف قاسية. وأكدت المعتقلة في رسالة بعثت بها مع أحد المعتقلين العراقيين الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً ضرورة سرعة إنقاذها وزميلاتها حيث إن بقاءهن في السجن يعني استمرار الانتهاكات الجنسية التي يمارسها الجنود ضدهن. وقالت إنهن لا يمكنهن إلا أن يصرخن في أوجه الجميع لوضع حد لمثل هذه الممارسات التي يأباها الخلق الديني والاجتماعي.

ونقلت وكالة قدس برس عن بيان قالت إنه صدر عن سجينات عراقيات أفرج عنهن مؤخراً من سجن "أبوغريب" ببغداد، أنّ عدداً من المعتقلات تعرضن لاعتداءات جنسية من قبل جنود الاحتلال الأمريكي وإن بعضهن اغتصبن خلال اعتقالهن في سجن "أبوغريب".

وأكد البيان الذي حمل نداء استغاثة أن بعض المعتقلات قد فقدن عذريتهن، وأن بعضهن يحملن في أحشائهن أجنة جراء عمليات الاغتصاب التي نسبها البيان إلى الجنود الأمريكيين بالسجن، وحث البيان المسلمين والغيارى والعلماء والمشايخ ورجال العشائر إلى الإسراع لنجدة المعتقلات العراقيات اللائي تعرضن للاغتصاب في سجن "أبوغريب".

جرائم بشعة!!

ونقلت قناة العالم عن مصادر عراقية مأساة فتاتين عراقيتين تبلغان من العمر "13، 15" عاما حيث قام 20 جندياً أمريكياً باغتصاب الفتاتين بعدما أدخلوهما إحدى المباني التابعة لهم، وقاموا الواحد تلو الآخر باغتصابهن، ثم قاموا بإلقائهن أمام إحدى المستشفيات، إحداهن لقيت مصرعها والثانية أدخلت في المستشفى وما تزال بها حتى الآن!!

وأفردت جريدة "روبنز بنورث" الأمريكية على صدر صفحاتها الداخلية قصة اغتصاب 5 جنود أمريكيين لامرأة عراقية تدعى «سهيلة» كانت متوجهة إلى سوق مدينة البصرة لشراء احتياجات منزلها تاركة خلفها طفلتين، وأثناء سيرها شاهدها جنديان فأسرعا تجاهها، وتحت دعوى التفتيش عن متفجرات يمكن أن تحملها بحوزتها للقيام بعملية تفجير ضد جنود الاحتلال اصطحباها تحت تهديد السلاح إلى بناية، وبدلاً من استدعاء الجنديين لإحدى المجندات لتفتيشها قاما باستدعاء ثلاثة جنود آخرين من زملائهما، وقاموا جميعاً باغتصابها حتى فقدت وعيها، ولم يحاول المغتصبون إنقاذ ضحيتهم وتركوها تصارع الموت.

وذكر كاتب أمريكي آخر هو «ديفيد كول» عملية اغتصاب بشعة قام بها أربعة من الجنود الأمريكيين ضد أسرة المواطن "صدر حسن زيد أبي حسين" الذي اقتحموا منزله في ساعة متأخرة من الليل لتفتيشه بحجة البحث عن أفراد المقاومة.. كانت حالة المجندين لا تدل على أنهم مكلفون باقتحام المنزل، كانوا مخمورين يدخنون "الماريجوانا" ويضحكون من تأثير الخمر؛ كان هدفهم إيجاد بغية تنعش لحظاتهم التي يعيشونها، ويحاولون أن يرسموا البهجة والفرح، بدلاً من الخوف الذي اقتحم صدورهم على يد المقاومين.

حين انتهوا من تفتيش المنزل البسيط ولم يجدوا ما يسرقونه، التقط أحدهم ذراع الزوجة، وبكل قسوة اختطفوا الزوجة من بين أحضان طفليها الصغيرين اللذين كانا يرتعدان خوفاً وهلعاً من أصوات بنادق المحتلين، اقتادوها إلى غرفة مجاورة، وأخبروا زوجها بلكنة عربية ركيكة أن زوجته يتم التحقيق معها، لم يستطع زوجها أن يخرج لإنقاذها بعد أن أشهروا في وجهه البنادق، لكنه رفض المسوِّغ بعد أن سمع صرخاتها في الغرفة المجاورة؛ حاول دفعهم لكنهم أصابوه بالبندقية في رأسه ليسقط وسط بكاء صغيريه.

الكاتب الأمريكي «وليام بود» لم يكن أقل صراحة وهو يروي تفاصيل جرائم بشعة ارتكبها جنود الاحتلال في صحيفة «ويست بومفريت» الأمريكية حيث كتب في صدر الصفحة الأولى تحت عنوان: «الاغتصاب الديمقراطي»: «إن بوش قد ترك لجنوده أن يفعلوا ما يحلو لهم مع ضحايا سجنه الكبير في العراق.. تركهم من أجل أن يتناسوا الرعب الذي يعيشون فيه من طلقات المدافعين عن بلادهم ضد المحتل؛ ترك المجندين "كول وديفيد" يغتصبان نساء عراقيات بلغ عددهن 26 ضحية.. يتميز "كول وديفيد" بالعدوانية الشديدة ضد العرب، ويتميزان أيضاً بالهمجية وعدم الرحمة أو عدم الإنسانية. قبل أن يقدم المجندان على جريمتهما يقومان باختطاف ضحيتهما واغتصابها، ويقومان بتصويرها وإرسال صورها إلى أصدقائهم في أمريكا.

ويضيف: اعتاد "ديفيد وكول" على اختطاف العراقيات بعد الثامنة مساء من شوارع العاصمة دون تسويغ سبب الاقتياد.. فقط بنادقهم تتحدث وتتكفل بإسكات أي ضحية وبث الرعب في المحيطين بهم، 26 فتاة وامرأة عدد ضحايا "ديفيد" و "بول" وكأنهما حضرا إلى العراق من أجل ارتكاب جرائم الاغتصاب وخصصهما القائد الأمريكي لهذا الهدف والدور. عشرات الشكاوى وصلت إلى رؤسائهما ولم يتخذ ضدهما أي إجراء يمكن أن يمنعهما عن هدفهما، وأضاف الكاتب الأمريكي: "هذه ليست ديمقراطية.. عار على أمريكا أن تستمر في احتلال هذا البلد. يكفي تحقيق بعض الأهداف كالبترول والتوسع من أجل مصلحة الأعوان، ولنرحل ونرحم نساء وأطفال وشيوخ العراق".

"محمد دهام المحمد" رئيس "اتحاد الأسرى والسجناء" استطاع فريق عمله من توثيق شهادات جمعها من سجينات سابقات أو من أقربائهن، منها: شهادة امرأة ساعدت شقيقتها على الانتحار بعد أن اغتصبها جنود أمريكيون مرات عدة أمام زوجها في سجن "أبوغريب". وكانت السجينة المغتصبة قد اعتقلت في ديسمبر 2003م وأطلق سراحها في مايو 2004م.

تقول شقيقة الضحية: داهمت القوات الأمريكية منزل شقيقتي في بغداد لإلقاء القبض على زوجها، وعندما لم تجده اعتقلتها، بيد أن صهري عاد وسلم نفسه للأمريكيين الذين أبقوهما معاً قيد الاعتقال.

وتنقل المرأة قول شقيقتها الضحية "اقتادوني إلى زنزانة ورأيت زوجي مقيداً بالسلاسل وراء القضبان. شد جندي أمريكي شعري لأرفع رأسي وأنظر إلى زوجي، فيما كان يخلع عني ملابسي"!!

وتضيف شقيقة الضحية "أخبرتني كيف اغتصبها جندي أمريكي مرات عدة أمام زوجها الذي كان يردد بصوت بالكاد تسمعه "الله أكبر الله أكبر". وتضيف "رجتني أن أساعدها على الانتحار فكيف لها أن تواجه زوجها عندما يفرجون عنه"!!

ومن جرائم الاحتلال الموثقة ما أورده موقع تابع للأكراد أن الجنود الأمريكان قاموا باقتحام دار للأيتام، قبل أن يقوموا باغتصابهم، حيث سجلت 75 حالة اغتصاب لفتيات وأطفال صغار، و80 حالة اغتصاب لبالغين.

وتنقل وكالة "رويترز" شهادة صدام صالح (29عاما) وهو أحد المعتقلين العراقيين من أن جنود الاحتلال الأمريكي اغتصبوا فتاة أمام والدها في سجن "أبوغريب"!! واصفاً المشهد بأنه أبشع ما يتذكره أثناء فترة اعتقاله، حيث قام جندي أمريكي بنزع ملابسها واغتصابها أمام والدها الذي كان مقيداً خلف القضبان!!

وأضاف "عندما بدأت تصرخ، لا يمكن أن تتخيل كيف كان وقع صوتها. فمازال صدى صرخاتها يدوي في رأسي.. فأي حيوان وضيع يمكنه فعل ذلك"!!

بين الاغتصاب والتكتم!

كما نقلت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية عن محاميات عراقيات حالات أخرى لسجينات عراقيات تعرضن لإهانات جنسية، قالت المحامية زاهرة الجنابي: إن النساء يعاملن معاملة غير إنسانية وقاسية في السجون، وهن محرومات من أبسط حقوق الإنسان، لذلك فإننا نريد إسماع صوتنا إلى العالم، لكي يعي أن من يدعي انه جاء إلى العراق من أجل نشر الحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية هو أول من انتهك كل هذه الحريات. مضيفة أن الغريب في الأمر أنه لا يسمح لأي جهة عراقية مستقلة بالتقصي عما حصل في السجون العراقية من انتهاك لحقوق السجناء والسجينات.

وأوضحت أن المشكلة تنحصر في أن النساء اللواتي تم إطلاق سراحهن يرفضن الإفصاح عن أسمائهن، كما يرفضن المشاركة في مثل هذه التظاهرات لفضح ما تعرضن له من انتهاك، احتراماً لمشاعر ذويهن وأزواجهن.

وكانت زاهرة الجنابي ضمن عدد من المحامين الذين سمح لهم بزيارة سجن "أبوغريب" في مارس 2004م قد قالت: إن المحامين قابلوا 9 سجينات، كان بينهن 4 تم سجنهن بدون أي اتهام، وأن موكلتها وجدت أنه من الصعب عليها التحدث عما حدث لهن داخل السجن، حيث كان متواجداً آنذاك مندوب لقوات الاحتلال، لذا لم نتمكن من التحدث بحرية مع السجينات، وكانت السجينات منهارات وانخرطن في البكاء.

وأضافت: كانت السجينات خجلات للغاية وقلن لنا: لا نستطيع إخباركن بما حدث لنا، فنحن لدينا عائلات.. وأضافت زاهرة الجنابي: لكن إحدى السجينات استطاعت أن تتحدث بصراحة عما تعرضت له، حيث أخبرت المحامين بأنها أجبرت على خلع ملابسها أمام سجانين رجال.

وقالت محامية أخرى تدعى أمل السوادي: إن موكلتها تعرضت للاغتصاب على أيدي جنود أمريكيين، وإن خمس معتقلات أخريات أبلغنها بالتعرض للضرب المبرح، وقد أورد تقرير للجيش الأمريكي - حول إساءة معاملة السجناء في سجن "أبوغريب" - حالة لأسيرة عراقية تعرضت لإهانات جنسية على يد سجانها الأمريكي، وقال متحدث باسم البنتاجون: إن هناك ألفاً و200 صورة لإهانات وقعت في معتقل "أبوغريب" لم يتم نشرها بعد، تشمل تصرفات غير لائقة ذات طبيعة جنسية.

وأكدت الصحيفة أنه سواء أكانت حالات الاغتصاب حالة واحدة أم متعددة، فإن الكثير من العراقيين يعتقدون أن تعرض الأسيرات العراقيات في السجون الأمريكية لإهانات جنسية أمر شائع. وأشارت الصحيفة إلى أن السجينات العراقيات اللاتي يتعرضن للإهانات الجنسية يواجهن مستقبلاً خطيراً بعد الإفراج عنهن..

وقالت الصحيفة: إن المرأة التي تتعرض للاغتصاب في بعض المجتمعات العربية تجلب العار لعائلتها، وفي كثير من الحالات يقوم أقارب ضحية الاغتصاب بقتلها إنقاذاً لشرف العائلة. ويتهم مسؤولون عراقيون ومحامو الجيش الأمريكي والإدارة الأمريكية بأن تسترها على الانتهاكات التي حدثت في السجون خلق جواً يسمح بالمزيد منها.

وتقول إيمان خماس "مديرة المركز الدولي لرصد الاحتلال" - منظمة غير حكومية انشئت في بغداد عام 2003م وتعمل على جمع المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق في ظل الاحتلال -: "روت لي معتقلة سابقة كيف تعرضت زميلتها في سجن "أبوغريب" للاغتصاب وكيف اغتصبها عناصر من الشرطة العراقية 17 مرة في يوم واحد تحت أنظار الجنود الأمريكيين، حيث أعادوا زميلتي إلى الزنزانة مغمى عليها وبقيت فاقدة الوعي لمدة 48 ساعة!!

وتشير إيمان خماس إلى صعوبة توثيق الشهادات بسبب رفض السجينات وأقربائهن أي تعامل مع وسائل الإعلام حتى ولو بأسماء مستعارة. وتقول "تجسد المرأة مفهوم الشرف في مجتمعنا العشائري. وهي تفضل الموت؛ غسلاً للعار على أن تلوث سمعة الأسرة والعائلة والعشيرة".

وتضيف إيمان خماس "روت لي أستاذة اقتصاد في جامعة بغداد كيف تم اغتصابها أمام عدد من السجناء العراقيين في "أبوغريب". همست في أذني عن تفاصيل عذاباتها بالرغم من أننا كنا في الغرفة لوحدنا. في اليوم التالي عادت مع شقيقها وطلبت تمزيق شهادتها".

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مصادر عراقية أن العائلات قتلت ثلاث شابات من منطقة الأنبار فور الإفراج عنهن وهن حوامل من سجن "أبوغريب".

وتروي الدكتورة (هدى النعيمي ـ أستاذة العلوم السياسية في جامعة بغداد والناشطة في حقوق الإنسان) قصة شاب يعاني من حالة ضياع قائلة "التقيت شاباً مثقفاً أخبرني عن حالة الضياع التي مر بها عندما خرجت شقيقته من السجن حاملاً، وهو واثق من أن شقيقته ضحية، لكن ماذا يفعل بالجنين، لكنه استشار أحد العلماء فنصحه بألا يقتلها" ولا أعرف ماذا حل بها فيما بعد.

وترى هدى النعيمي أن السجينات يتجنبن البوح بتعرضهن شخصياً للتحرش الجنسي أو الاغتصاب لأسباب تتعلق بقيم المجتمع المحافظ. وتقول: "إن السجانين يستخدمون النساء كموضع للتعذيب وكأداة لتعذيب الرجال".

وتؤكد أن جميع حقوق الإنسان المتعارف عليها في لوائح حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف وغيرها من المواثيق والأعراف الدولية منتهكة بالكامل من قبل قوات الاحتلال والقوى السياسية المرتبطة بها.

أنقذونا من العار!

وهذا عامر أبو دريد (30 عاما) أحد السجناء السابقين في سجن "أبوغريب" أُطلق سراحه في 13 مايو 2004م، يصف مأساة المعتقلات قائلاً: " كانت السجينات وهن عابرات أمام خيمة الرجال يرجين السجناء من الرجال لعلهم أن يجدوا طريقة لقتلهن؛ لإنقاذهن من العار". ويضيف "كنت أعرف إحداهن وهي في الخامسة والثلاثين من العمر ولها ثلاثة أطفال. مضت أسابيع لم أشاهدها قبل خروجي فتأكدت أنهم أطلقوا سراحها، وبعد إطلاق سراحي سألت عنها فأخبروني أن شقيقها قتلها فور الإفراج عنها"!!

العنف ضد المرأة يغزو الشوارع

ولم تقتصر معاناة المرأة العراقية على ما تلاقيه من تعذيب واغتصاب على أيدي جنود الاحتلال بل أضيف إليها معاناتها من العصابات المحلية في ظل غياب الأمن، إذ قالت منظمة نسوية تهتم بشؤون المرأة العراقية: إن أكثر من 400 امرأة عراقية تعرضن للخطف أو الاغتصاب أو البيع منذ سقوط نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. فمنذ دخول الاحتلال إلى العراق والبلد يشهد موجة عنف لا سابق لها ضد النساء.

وأوضحت المنظمة أن عصابات محترفة تقوم ببيع واغتصاب النساء أو اختطافهن للحصول على فدية مالية. وأكدت أن النساء يتعرضن في الشوارع إلى إهانات وتحرشات جنسية وتهديدات بالخطف، وأن حالة هلع حقيقية تملكت العراقيات وأصبحت الكثيرات منهن يتفادين الخروج من المنازل.

واتهمت المنظمة القوات الأمريكية بغض الطرف عما يحدث، وأكدت أنها توجهت إلى مجلس الحكم الانتقالي وطلبت بتعزيز الأمن وتشديد عقوبة التحرش الجنسي، لكن دون جدوى.

يشتكين آلامهن!

وفي تقرير لقناة "الجزيرة" حول تظاهرة نسوية في ساحة الفردوس خرجت خلالها عراقيات في محاولة منهن لبث شكواهن ومعاناتهن التي لم تنته بانتهاء نظام صدام حسين.. عشرات العراقيات خرجن يبثثن لوسائل الإعلام معاناتهن من اعتقال قوات الاحتلال لأزواجهن أو أولادهن. أو خرجن يشتكين الفقر وقلة الحيلة وانعدام الأمن.

فها هي "أمينة محمد" وقفت وسط عشرات العراقيات في ساحة الفردوس وسط بغداد تشتكي تهديد قوات الاحتلال لها بطردها من أحد المباني الحكومية التي لجأت إليها مع عائلتها بعد أن دمرت قوات الاحتلال بيتها في بداية غزوها للبلاد.

وقالت أمل حسين (موظفة في وزارة الصحة): "في السابق كان بإمكاني التجول بعد نهاية عملي للتسوق، أما الآن فإني أسرع في العودة إلى البيت، وفي الطريق أمشي متحفزة؛ لأن كل شيء ممكن". وأضافت "بغداد أصبحت ساحة للمجرمين والمنحرفين الشاذين الذين يتحركون بكل حرية".

أما فاطمة عباس (وهي شابة في مقتبل العمر، وموظفة سابقة في مصرف الرشيد) فوقفت وسط الساحة تتحدث عن مشكلتها هي والعشرات من زميلاتها المهددات بالسجن من قبل مجلس الحكم الانتقالي بعد اتهامهن باختلاس مئات الملايين من الدنانير العراقية أثناء عملية تبديل العملة التي تمت بعد تسلم المجلس مقاليد السلطة في العراق.

وقالت فاطمة: إن أعضاء المجلس أمهلوها هي وزميلاتها سبعة أيام لإعادة نصف مليار دينار عراقي أو أن السجن سيكون مصيرهن، مشيرة إلى وجود 35 موظفة سابقة في المصارف العراقية بالسجون (ظلماً) وبموجب هذه التهمة.

ونقلت جريدة الشرق الأوسط اللندنية تصريحاً لإنعام حامد (عضو تجمع النساء والحرية) الذي أنشئ في البصرة، كجمعية نسائية مهمتها الدفاع عن حقوق نساء البصرة، تحدثت خلاله عن مأساة المرأة في مدينة البصرة، وما تواجهه من ظلم واضطهاد قائلة: إن أول مشاكل المرأة

نساء عراقيات في زمن الاحتلال


اربع نساء عراقيات طاهرات تنتهك كرامتهنّ على أيدي وحوش الاحتلال24 /09 /2006 م 11:52 صباحا                                الزيارات:512

بلد تستباح كل الحرمات على ارضه باسم حرية كاذبة جاء بها محتل غاصب ليدنس سماء وتراب هذا الوطن  الآمن بطائرات ودبابات وجنود مارسوا كل انواع التعذيب والهوان بحق الشعب العراقي . واثبتوا ديمقراطيتهم بانتهاكهم حقوق
 العراقيين ومداهمتهم لبيوتهم في الليل والنهار دون مراعاة لحرماتها . واعتقالهم ابناء هذا الشعب من غير ذنب او جريرة اين هي الحرية،والاطفال يتامى والنساء ثكالى ؟اين هوالاستقرار الذي زعمتم انكم ستجلبونه لهذا البلد والجراح ما زالت تنزف والشوارع تخلو من الامن . ولون الدم لايرحل عن منازل العراقيين في حكمكم .

زمن بات فيه يعتدى على نسائنا الطاهرات ويد المحتل تمتد لتلامس وجوه حرائرنا بكل قسوة وجبن والثياب تمزق امام اعين حكومة اخزاها الله في الدنيا قبل الآخرة .اين هو المجتمع الدولي ليرى هذه الوحشية وهذا الدمار الذي لحق بكل صغير وكبير ورجل وامرأة يعيشون فوق سطح هذا الوطن ، ام ان هذا الشعب او غيره ممن الذي يعتدى عليه في فلسطين وافغانستان لاتنطبق عليه مواد وقوانين هذا المجتمع.

واليوم تستمعون الى  (فتاة عراقية حرة) تبلغ من العمر (17) سنة وهي تتحدث لموقع الهيئة الرسمي بأسى بالغ وجرح عميق وحزن لا يوصف عن الاعتداء والانتهاك الذي تعرضت له هي وعائلتها من قبل القوات المحتلة وجنودها المجرمين الذين في كل يوم يهجمون على بيت من بيوت العراقيين ككلاب ضالة ووحوش مفترسة تقتل وتمزق كل شيء يصادفها واليكم الدليل على كل الذي قلته ووصفته .

(بدأت الكلام) 

اني المواطنة (س) احدى النساء اللواتي تم اعتقالهن في منطقة العامرية غرب بغداد يوم الاثنين الموافق 2006/9/12 وكان معي ثلاث نساء هنّ امي وصديقتي وعمة صديقتي ، اضافة الى احد الاقارب الذي كان يسكن معنا .

                                          يوم رهيب

ذلك اليوم الذي لم ولن  انساه ما حييت . في  ليلة خيم ظلام المحتل قبل ظلمة ليل سمائنا . وفي تمام الساعة(12.30)ليلاً وبينما كنا نائمين فوق سطح البيت فإذا  بهجوم كاسح وقوات كبيرة من جيش الاحتلال تحاصر بيتنا من كل جهة وجانب وكانت طائراتهم تحوم فوق رؤوسنا كأنها تهوي من شدة قربها منا ففزعنا من نومنا ورأينا جنود الاحتلال وهم يصرخون ويلقون القنابل على خارج وداخل الدار وكأنه حصن منيع يجب احتلاله .

ذهلنا من هول ما رأيناه وبقينا في مكاننا بلا حركة فنحن لاحول لنا ولا قوة . وبعد القاء القنابل تكسرت الابواب وتحطم زجاج البيت بالكامل وهجموا علينا كذئاب تبحث عن فريستها واجتاحنا الرعب من الداخل والخارج وبدأوا يفتشون البيت بهمجية لدرجة انهم هدموا جدران المنزل بالفؤوس واخذوا يسرقون كل الاموال والمصوغات الذهبية التي كانت موجودة بعد ذلك عادوا الينا ووضعونا باحدى غرف المنزل واول من تعرض للضرب والركل هي امي وحتى انهم مزقوا ثيابها وهي تبلغ من العمر(51) عاماً.

امتدت يد الغدر والجبن لتنال من امرأة شريفة من نساء العراق السليب .سأل المترجم امي هل تعرفين فلاناً؟ قالت له لااعرفه فبدأ هو وجنود الاحتلال بضرب امي بارجلهم فسقطت على الارض  وهي تصرخ وتبكي من شدة الالم . 

وعندما نظرت الى الفتاة في هذه اللحظة وهي تتكلم عن عذاب امها نزلت من جفونها دموع دلت على مدى الضعف الذي  تمتلكه امام جبروت المحتل وهي لاتستطيع ان تفعل شيئاً سوى الدعاء لها ولهم بالخلاص . ثم اكملت قائلة وبعد ان انتهوا من امي بدأوا بتعذيبي  والشيء نفسه  الذي تعرضت له والدتي تعرضت له.بعد ذلك قاموا بعصب اعيننا وتقييد ايدينا واقتادونا الى المدرعة وذهبوا بنا الى المعتقل الموجود فيه اخي ولم نعرف اين يقع هذا السجن لاننا لم نرَ اي شيء من الطريق . ولما وصلنا الى المعتقل عرضوا امي على اخي وقالوا له اعترف وإلا سوف تكون امك واختك هي الثمن : قال لهم لااعرف هذا الشخص الذي تسألونني عنه واقسم على ذلك.

وضعوا امي على الكرسي وامام عين اخي وبدأوا يضربونها بوحشية    لم تعرف الانسانية لها مثيلاً  وبدأت الدماء تسيل من انف واذن وفم امي  ولم يقف هذا بعينهم وراحوا يشدونها من شعرها وبعد ان انتهوا من تعذيبها ادخلوني على اخي وسألوه  السؤال نفسه  هل تعرف فلاناً؟ قال واقسم مرة اخرى لااعرفه ضربوني على الفور وسحبوني من شعري واخذوا يجوبون بي ارض  الغرفة التي كنا فيها .بكى اخي وقال صدقوني لا اعرف .لا اعرف...لا اعرف!ّ!!!

جاء المترجم وكان مع الاسف عراقياً وتصرف معنا بدناءة وحقد اكثر من الحقد الذي يكنه لنا المحتل ، قال لامي قولي لابنتك ان تخلع ملابسها . قالت امي هل انت عاقل ام انك لاتملك ذرة شرف وهذا ما اظنه :قال اذا لم تنزع ملابسها فسوف امزقها عندها صرخت وقلت له اذا اقتربت مني فسوف تموت . تركني وذهب الى اخي وبدأ يضربه حتى ادمى اخي من كل مكان ولما رأيت اخي هكذا اغمي علي ّ من الرعب الذي رأيته وجاء احد جنود الاحتلال ومعه المترجم ليوقظاني لكني لم افق من الفاجعة التي حصلت لنا عندها قام المترجم بايقافي والجندي الامريكي يصرخ بوجهي بقوة ويضربني بعنف .

وبعد يومين من التعذيب والرعب والخوف افرجوا عنا وعندما وصلنا الى البيت ذهبنا بامي الى المستشفى لأن آثار الضرب والركل بدت واضحة على جسدها ولحد الان . فهي امراة كبيرة لاتتحمل ،وبعد عودتنا من المستشفى اتصل بنا بيت عمي الكائن في العامرية ايضاً واخبرونا بان جيش الاحتلال قام  باعتقال ابنائهم وابناء عمي وابناء خالتي بعد يوم من اعتقالنا . ثم اضافت انني لحد هذه اللحظة مطلوبة لقوات الاحتلال وامي قاموا باعتقالها مرة ثانية وذلك بعد مداهمتهم لبيت عمتي  وكانت موجودة هناك ولانعلم عنها اي شيء ولقد جئت الى هنا لاوصل قضيتي الى الشرفاء من هذا البلد لاني لااعلم الى اين اذهب فمصيري ما زال مجهولاً وامي رهن الاعتقال وهي بصحة سيئة جداً.والمشتكى الى الله.

في كل يوم تستباح مدينة اين الذين تهزهم هذه الاحزان ؟ اين الذين تشبثوا بعروبة والعراق يباع بابخس الاثمان ؟ اين هي الحقوق والكل يعتدي على امة القرآن ؟ واسألوا حماة الحقوق بحرقة هل هرة اغلى من روح انسان؟ كل الحقوق مصانة في عرفهم الا حقوقك أمة الاسلام.

ثمان مسائل فيها خير كثير

سأل عالم تلميذه : منذ متى صحبتني؟.. فقال التلميذ : منذ ثلاث وثلاثين سنة. فقال العالم : فماذا تعلمت مني في هذه الفترة؟.. قال التلميذ : ثمان مسائل!.. قال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون!.. ذهب عمري معك، ولم تتعلم إلا ثمان مسائل؟!.. قال التلميذ : يا أستاذ لم أتعلم غيرها، ولا أحب أن أكذب!.. فقال الأستاذ : هات ما عندك لأسمع!.. قال التلميذ : الأولى : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل واحد يحب محبوبا، فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبه.. فجعلت الحسنات محبوبي، فإذا دخلت القبر دخلت معي. الثانية : أني نظرت إلى قول الله تعالى : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)، فأجهدت نفسي في دفع الهوى ؛ حتى استقرت على طاعة الله. الثالثة : أني نظرت إلى هذا الخلق، فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة، حفظه حتى لا يضيع.. ثم نظرت إلى قول الله تعالى : (ما عندكم ينفد وما عند الله باق)، فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة، وجهته لله ليحفظه عنده. الرابعة : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل واحد يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه.. ثم نظرت إلى قول الله تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فعملت في التقوى، حتى أكون عند الله كريما. الخامسة : أني نظرت في الخلق، وهم يطعن بعضهم في بعض، ويلعن بعضهم بعضا، وأصل هذا كله الحسد.. ثم نظرت إلى قول الله عز وجل : (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا)، فتركت الحسد، واجتنبت الناس، وعلمت أن القسمة من عند الله، فتركت الحسد عني. السادسة : أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا، ويبغي بعضهم على بعض، ويقاتل بعضهم بعضا.. ونظرت إلى قول الله تعالى : (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)، فتركت عداوة الخلق، وتفرغت لعداوة الشيطان وحده. السابعة : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه، ويذلها في طلب الرزق، حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له.. ونظرت إلى قول الله عز وجل : (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، فعلمت أني واحد من هذه الدواب، فاشتغلت بما لله عليّ، وتركت ما لي عنده. الثامنة : أني نظرت إلى الخلق، فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله : هذا على ماله، وهذا على ضيعته، وهذا على صحته، وهذا على مركزه.. ونظرت إلى قول الله تعالى : (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، فتركت التوكل على الخلق، واجتهدت في التوكل علي الله. فقال الأستاذ : 

آثار لا تمحى

كان هناك طفل يصعب ارضاؤه أعطاه والده كيس مليء بالمسامير وقال له قم بطرق مسمارا واحدا ...في سور الحديقة في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص ...في اليوم الأول قام الولد بطرق 37 مسمارا في سور الحديقة وفي الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه وكان عدد المسامير التي توضع يوميا ينخفض الولد أكتشف أنه تعلم بسهوله كيف يتحكم في نفسه أسهل من الطرق على سور الحديقة في النهاية أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في سور الحديقة عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة الى أن يطرق أي مسمار قال له والده: الآن قم بخلع مسمارا واحدا عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك مرت عدة أيام وأخيرا تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من السور قام الوالد بأخذ ابنه الى السور وقال له بني قد أحسنت التصرف ولكن انظر الى هذه الثقوب التي تركتها في السور لن تعود أبدا كما كانت عندما تحدث بينك وبين الآخرين مشادة أو اختلاف وتخرج منك بعض الكلمات السيئة فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه ولكن تكون قد تركت أثرا لجرحا غائرا لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له لأن الجرح لا زال موجودا جرح اللسان أقوى من جرح الأبدان

ألأحفاد الثلاثة تركوا جدّتهم وهربوا إلى مكان مجهول


 الأحفاد الثلاثة تركوا جدّتهم وهربوا إلى مكان مجهول ! 
 بتاريخ : الإثنين 23-01-2012 06:35 صباحا

بغداد/ المدىالحجية (م) ماتت ابنتها بمرض السرطان  وتركت وراءها ثلاثة أطفال .. لم يصبر الأب على تربية أولاده فتركهم عند جدتهم وتزوج من أخرى .. تحملت الجدة مسؤولية تربية أحفادها ، ولم لا ، فأعز الولد ولد الولد ، كما يقولون ، لكن فجأة اختفى الأحفاد الثلاثة تاركين وراءهم علامات استفهام كثيرة ... فأين اختفى الأشقاء الثلاثة ، هل يستطيع رجال الشرطة حل هذا اللغز ؟ لعل الأيام هي التي تجيب على هذا السؤال ؟

امرأة في العقد السادس من عمرها ... اسمها (م) وجهها تتشكل عليه ملامح الحزن الشديد .. وتقدم العمر بدا واضحا على جسدها ... فلم تعد تتحرك إلا بصعوبة ... فقد احتل فراغ الأحفاد قلبها ... وشغل جزءا كبيرا من حياتها ... عندها تراها تشعر وكأنك أمام امرأة عجوز في التسعين من عمرها ... الحاجة (م) فقدت أعز الناس عيها ... وأقرب الناس إلى قلبها ... فأصبحت بقايا امرأة عجوز ... تبحث عمن يبلل فمها بكلمة أمل ... أو من يجفف دموعها بنظرة حنان ... التقيت بها في استعلامات مديرية شرطة بغداد ... تطلب مقابلة مديرها ... لترجوه البحث عن أحفادها ... تحمل في يدها مجموعة من الأوراق والصور ... عيناها دامعتان باستمرار ،وبعد أن هدأت قليلا بدأت تستعيد لي شريط الاحداث والذكريات التي تشوفها كما روتها بلسانها ... قالت الحجية (م) كنت أعيش في حي شعبي في بغداد مع أبنائي وبناتي ... لكني انتقلت للعيش في مدينة بعقوبة ... حدث هذا تحديدا منذ ما يقرب من 12 عاما ... عندما تعرفت ابنتي على رجل يعمل سائقا وتقدم لخطبتها ... وكان أحد شروطه أن أنتقل  أنا وابنتي معه إلى بعقوبة ... وافقت على الزواج ... وتم كل شيء في هدوء وسهولة ويسر ... وانتقلت مع ابنتي للإقامة في مدينة بعقوبة ... سارت الحياة ... وبينهما أفضل ما يكون ... وكان ثمرة هذا الزواج إنجاب ثلاثة أطفال ... ولكن منذ خمس سنوات مضت ... شعرت ابنتي بآلام شديدة ... وبدأت حالتها الصحية في التدهور ... فأخذها زوجها لأحد الأطباء ... الذي طلب إجراء بعض الفحوصات والأشعة ... وبعد إكمال الفحوصات اللازمة ... كانت المفاجأة القاسية والمؤلمة .. ابنتي مصابة بمرض السرطان ... لم نصدق ما سمعناه ، وسقطت مغشية على الأرض من هول الصدمة ... وما زاد الأمور سوءا إن الحالة تكاد تكون متأخرة ... بكت ابنتي وتألمت بشدة ...لم تفكر في شيء إلا أبناءها ... بدأت الأمور تزداد تعقيدا وأصبحت حاجتنا للمال أكثر ... نتيجة مصاريف العلاج الباهظة ... استمرت ابنتي تصارع المرض لمدة أربع سنوات ... وكلما مر علينا يوم كان الأمل يتضاءل في أن يصبح هذا اليوم أفضل من سابقه ... حتى توفيت ابنتي ... وبعد وفاتها وعلى الرغم من تحملي آلام مرضها وفراقها كنت على موعد مع المأساة الثانية !... تواصل الحجية (م) كلامها قائلة : كانت المأساة الثانية بعد وفاة ابنتي هو اكتشافي أن زوج ابنتي كان متزوجا على ابنتي طوال فترة زواجهما ولم تكن تعرف شيئا عن هذاالموضوع ... ولكن الطامة الكبرى انه ترك أولاده وانتقل للعيش مع زوجته الأولى تاركا أبناءه لأقوم أنا بتربيتهم ... حتى لا يكون مصيرهم الشارع ... فوافقت وفاء لذكرى ابنتي التي كانت تعشق أطفالها الصغار ... بعدها بفترة قصيرة تركت بعقوبة واتيت إلى بيتي في بغداد ... واستمر الحال بي هكذا ... ومن تاريخ انتقالي إلى بغداد لم يكلف أبوهم نفسه بالسؤال عن أطفاله الصغار  الذين ساءت حالتهم النفسية جدا نظرا لوفاة الأم وغياب الأب !... وتحملت مشاكلهم وعنادهم وكنت أنفق عليهم من تقاعد زوجي الشحيح !... حتى حدث ما لم يكن في الحسبان ..أين ذهب الأحفاد عندما بدأت الحجية (م) تسرد لي بقية قصتها ... بدأت عيناها تدمعان ... ولكنها تمالكت نفسها وعاودت كلامها قائلة : كل يوم يمر والأطفال يسألون عن سبب غياب أبيهم عنهم ولماذا لا يسأل عنهم ... كنت أتهرب من الإجابة وأقول لهم إن  أباهم يعمل سائقا في الشمال ... ولكن في احد الأيام وفي الساعة الثانية والنصف ظهرا قمت بتهيئة طعام الغذاء لهم ... كان الأطفال يلعبون في باب الدار ... فقمت وطلبت منهم الدخول للبيت لتناول طعام الغذاء ... ولكنهم رفضوا بحجة تكملة لعبهم مع أبناء الجيران ... فدخلت غرفتي لأستريح قليلا ... وبعد مرور ساعة استيقظت من النوم فلم أجد أحفادي الثلاثة ... شعرت بالخوف والقلق ... ضربات قلبي الشديدة كادت تصيبني بالجلطة القلبية ... بدأت رحلة بحث طويلة في جميع المستشفيات والملاجئ وعند الأقارب وأغلب المحافظات ... لكني لم أجد أحدا منهم ... لم أتعب أو أمل بالبحث عنهم فذهبت إلى مركز الشرطة وأخبرتهم بفقدان أحفادي ولم أجد اهتمام جدي بهم .. استلموا الصور وقالوا لي راجعي بين فترة وأخرى ... ولكن حدثت مفاجأة لي عندما سمعت من الأطفال الذين كانوا يلعبون معهم إنهم تحدثوا لهم بأنهم ذاهبون إلى بعقوبة للبحث عن والدهم ... فذهبت إلى هناك فوجدت الأب قد ارتحل إلى محافظة أخرى وباع بيته !... لا أعلم مدى صدق كلام الأطفال ... خاصة إن أحفادي كانوا بملابس البيت العادية ولم يكن أي مبلغ معهم !... وبقيت المشكلة للحجية (م) بدون حل ... فماذا نفعل ... ابنتها ماتت وتركت لها أولادها الثلاثة ... والآن هم أيضا اختفوا بلا سابق إنذار ... أين ذهبوا ؟ وكيف يعيشون الآن ؟ ومع من ؟ أسئلة كثيرة تتردد على الألسنة ... ربما تمكن رجال الشرطة من حل هذا اللغز المحير !

منذ ثماني سنوات وهي لا تزال تبحث عن ابنتها المفقودة!


معتز محي عبد الحميد بهدوء يطلب منها ضابط الإصلاحية الاقتراب مني لتحدثني عن مأساتها القاسية منذ ولادتها في محلة الذهب إلى دخولها السجن أكثر من مرة ... وأخيرا اتهمت بالقتل ... وقبل أن تستطرد (س) في حديثها تدفقت دموعها وهي تواصل رواية رحلة الأحزان قائلة :

 لقد عشت طفولتي فقيرة أبيع الخمور مع أمي في محلة الذهب ... ورغم حاجة أمي لي فلم تمانع عندما تقدم إلي رجل يطلب الزواج مني ... كان يقيم في نفس المحلة ويتاجر بالممنوعات ...وذهبت معه إلى المسكن الذي يقيم فيه ... وبعد فترة اكتشفت أن حياتي مع أمي كانت أفضل مئات المرات مع هذا الزوج ... اكتشفت أن هذا الزوج مدمن على المسكرات لا يهمه شيء في الدنيا سوى الحصول على بطل العرق !... ولم يكن هناك سوى الصبر والاحتمال ... فقد كبرت بطني بثمرة الزواج ... وأنجبت طفلة أسميتها (ن) ... كانت جميلة ... بيضاء وشعرها اصفر !... بعد فترة أدركت انه لا سبيل لإصلاح زوجي ... فتوليت العمل ... أحمل الطفلة في الصباح وأذهب بها إلى مراقد الأئمة والصالحين لأتسول من الناس ... ويمضي النهار ونرجع بعدها للبيت ! وبعد سنة وبسبب مشاجرة مع المتسولين اتهمت بالسرقة من أحد المحال وفشلت في إثبات براءتي ... ودخلت السجن لأقضي فيه قرابة السنة ... خرجت من السجن فوجدت مفاجأة في بيتي ... اكتشفت أن زوجي قد تزوج بأخرى وخصص لها غرفة بداخل مسكننا ... انتظمت في عملي مرة أخرى ... لا يعكر صفو حياتي سوى المشاجرات المستمرة بيننا نحن الثلاثة ... كان زوجي لا يحسن معاملتها ويضربها يوميا رغم شخصيتها القوية ... حتى جاء يوم ذهبت به إلى السوق لأشتري حاجيات لي ولابنتي ... وعندما عدت صعدت درجات السلّم ليقابلني طفل ضرتي من زوجها السابق ... فوجئت به يخبرني بأن أمه قتلت (عمه) ولم يكن عمه الذي يقصده سوى زوجي !... لم أعر الأمر اهتماما حتى دخلت غرفتي ... بعد دقائق نزلت أسفل السرير لأحضر بعض الأواني ... ولكني تسمرت في مكاني ... فقد كان المشهد مخيفا ... وجدت زوجي جثة هامدة بلا حراك ... كان لونه ازرق وظهرت بعض السوائل من فمه وجحظت عيناه ... أسرعت إلى حجرة ضرتي ... وجدت قسمات وجهها جامدة ... وبادرتني على الفور وكأنها قرأت أفكاري ... سوف أقتلك مثل ما قتلته إذا تحدثت مع احد ... ليبق الأمر سرا ... ونخبر الناس أن وفاته جاءت طبيعية ... وإلا سوف أصرخ وأعلن للناس أنت التي قتلته !... لم أجد سوى الرضوخ لتهديدها ... فلقد كانت الجثة أسفل سريري بعد أن قامت ضرتي بجره إلى حجرتي حتى تضغط علي وتجبرني على الصمت !.. ولكن لم تمض الأمور كما أرادت ... حاولنا إقناع الجيران بالوفاة المفاجئة !.. وبدأنا بإعداد مراسيم الدفن ... ولكن الطفل الذي شاهد ما فعلته أمه بزوجها ... صار يحدث كل من يقابله ... وتحولت الهمسات إلى شكوك وانتقلت إلى مركز شرطة الجعيفر الذين أسرعوا بالحضور وتحفظوا على الجثة التي كنت في طريقي إلى دفنها في مقابر الشيخ معروف ... ألقوا القبض علينا ... وكان أول شيء فعلته ضرتي ... هو قولها للمحقق بأنني أنا القاتلة .. واتهمتني بأنني خططت كل شيء لقتل زوجها ومن اجل الانتقام منه لأنه تزوج بغيري !... أنكرت ذلك وأوضحت للمحقق أنها هي القاتلة بدافع الانتقام منه ... لأنه خدعها .. استولى على نقودها لينفقها على شرب العرق ... حتى أفلست بسببه خلال شهور قليلة ... ولم تمض هذه الشهور حتى جاءت المفاجأة الأخرى التي وقعت عليها كالصاعقة وهي انه متزوج من أخرى !... وتصمت (س) لترتشف قليلا من الماء وتتنهد قائلة : ولكن الحمد لله ... لقد ظهرت براءتي من القتل عندما استمعوا للطفل ... الذي قص عليهم ما فعلته أمه بزوجها وشرح للمحكمة كيف قامت بسحبه إلى غرفتي ... وعندئذ لم تجد القاتلة سوى الاعتراف ،فحكم عليها بالسجن خمسة عشر عاما ، بينما وجهوا إلي تهمة التستر على الجريمة وحكموا علي بالسجن 8 سنوات ! ..مع نطق القاضي بالحكم ... بدأت إجراءات ترحيلي إلى سجن النساء ،كانت نظرات ابنتي (ن) التي أتمت عامها السابع تقتلني ... كنت أشعر وكأني لم أرها مرة ثانية ... رغم تأكيدات أمي العجوز وهي تنتزعها مني بان (ن) ستبقى في عينها ... كنت أشاهد ابنتي في أثناء الزيارة تأتي مع أمي رغم عناء الرحلة الطويلة ما بين البيت وسجن النساء ... كانت عندما تحضر أنسى أني داخل السجن ... أتحول إلى إنسانة أخرى ... في آخر زيارة لأمي جلست وقد عجزت عن الكلام بسبب سوء حالتها الصحية ... أحسست بان زيارتها لن تتكرر ... كان شيء ما يراودني وإنا امسك بيدها لأودعها ... وبالفعل ذهبت أمي ولم تعد ثانية ... ومضت الأيام والأسابيع ولا يوجد أي خبر عنها ... كدت أجن ... أريد رؤية ابنتي ... طلبت من إدارة السجن مساعدتي ... ولكن دون جدوى وبمرور الوقت ساءت الأحوال داخل السجن فالمرء لا يستطيع أن يعتمد على ما يقدم له من طعام وشراب ... والحياة داخل السجن لا تقل شراسة عن حياة الحرية فكل شيء له ثمن ... ولم يمض وقت قصير حتى أصبحت خادمة لإحدى القوادات ... كنت أقوم بغسل ملابسها وإعداد الطعام لها مقابل الانتفاع بالطعام الجيد الذي يحضره أقاربها وبناتها في الزيارات ... وسرعان ما تبدل الحال ... أصبحت أتمتع بأشياء كثيرة كنت محرومة منها ... ورغم ذلك لم اشعر بأي متعة حقيقية وأنا محرومة من ابنتي ... إلا أن يطلق سراحي من السجن نظرا لحسن سيرتي وسلوكي خلال المدة التي قضيتها فيه ... ونسيت نفسي وتركت بوابة السجن واستقللت سيارة أجرة إلى منطقتي التي كنت أقيم فيها ... كنت لا أرى الطريق الذي أسير عليه ،كنت فقط أرى فستان ابنتي التي شاهدتها ترتديه آخر مرة وأتذكر ظفائرها الجميلة ! اقتربت من المنطقة التي تغيرت اغلب معالمها .... أزيلت أبنية وظهرت أبنية جديدة ... اقتربت وصرت أتطلع إلى وجوه الباعة ... ولكن اختفت الوجوه الأليفة كلها تقريبا ... صديقاتي تزوجن ومنهن من اختطفها الموت ... أسرعت إلى المسكن ... طرقت باب غرفتي ... لكني رأيت سيدة غريبة ... لم أرها من قبل ... وقبل أن أتكلم بادرتني متسائلة: من أنت ! أجبتها : بل من أنت ؟ ومن الذي جاء بك إلى غرفتي ... ونظرت إلي في دهشة وكأني امرأة مجنونة واستدركت الأمر بسرعة ... عرفتها بنفسي فأخبرتني أنها مستأجرة الغرفة منذ سنوات من صاحب المنزل ! وفوجئت بصاحب الدار يؤكد ما قالته لي السيدة وعندما سألته عن أمي قال إنها ماتت ، واضطروا إلى دفنها في مقابر الشيخ معروف على حساب صاحب المقبرة لأنهم لم يجدوا لها أقارب .. سألته عن ابنتي .. أنكر انه رآها ... خرجت من عنده إلى الجيران .. كالمجنونة .. ولكن لم أجد إجابة عن مصير ابنتي ... ظللت لأيام ابحث عنها في كل شارع أو منطقة تصلها قدماي ... كنت أنادي عليها أحيانا حتى اعتقد الكثيرون إني مجنونة ... ومضت الأيام دون أن أعرف مصير ابنتي ! طول النهار أبحث عنها ... وفي الليل أنام  في الشارع لعلها تكون موجودة فتراني ... شعرت بالجوع والحرمان مرة ثانية ... قبضت عليّ شرطة النجدة أكثر من مرة وأنا أتسول أو أبيت في الشارع ثم يفرجون عني عندما علموا بوضعي وساعدوني ... وأخذني تفكيري إلى الإقدام على عمل يجعل الجميع يعرف مكانها ،دخلت محلا لبيع الأجهزة الكهربائية في العلاوي .. أخرجت جهاز تلفزيون منه ووضعته فوق كتفي ومشيت متحدية صاحب المحل الذي اتصل بالشرطة بعد إلقاء القبض علي .. أخبرتهم بأني حرامية ولصة محترفة ولكن أرجوكم ابحثوا لي عن ابنتي المفقودة ... أحالوني إلى المحكمة مرة ثانية ... رويت للقاضي مأساتي التي أكدها له الشرطي الذي ألقى القبض عليّ ... قدر القاضي ظروفي وأمر بالإفراج عني بكفالة !... ولكن من يكفلني بخمسة ملايين دينار وأنا لا أملك سوى ابنتي .. لقد جعلت من نفسي مجرمة لكي أصل إليها ... فهل يتحقق حلمي ... إنها حياتي ... وكل شيء لي في هذه الدنيا ... ليت كلماتي تصل إليها أو إلى من يعرف عنها شيئا ليداوي قلب أم جريح !

احبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري قصيدة المنخل اليشكري


كان النعمان بن المنذر ملك الحيرة قبيح الهيئة ،

وكانت زوجته ( المتجردة ) أجمل نساء زمانها ،

وكان النعمان يغار عليها بجنون ،

وفي ذات يوم شاهدها الشاعر النابغة ،

عندما صادفها فجأة في قصر النعمان (الخورنق) 

وبرغم انها انحنت لتلتقط ازارها الذي سقط على الأرض لتداري حسنها ، 

الا أن النابغة الذي بهت من جمالها ،

لم يستطع أن يكبح جماح نفسه ،

و انشد قصيدته الشهيرة التي يقول مطلعها:

ســقـط الـنصيف ولم ترد اسقاطه فتناولته واتقتنا باليدبمخضب رخـص البنان كأنه عنقود من فرط الحلاوة يعقد

وقبل ان يفيق من سكرة الشعر كان سيف النعمان يطلب رأسه ، 

فظل هاربا لعشرات السنين ،

وكتب اعتذارياته الشهيرة للنعمان ،

وكان شاعرنا (( المنخل اليشكري )) من أجمل فتيان العرب وأرقهم شعرا ، 

الى أن قادته أقدامه التعيسة الى قصر النعمان ، 

وأصبح أحد ندمائه ، وبطريقة أو أخرى شاهد المتجردة فوقع في هواها ، 

واصبح لا يغادر ( قصر الخورنق ) الا من اجل أن يعود اليه ،

و تناثرت الروايات عن علاقة بين (( المنخل والمتجردة )) 

وكان ضيوف الحيرة ، يتهامسون في حضرة النعمان 

بأن أولاد المتجردة من النعمان يشبهون المنخل ، 

ووصلت الهمسات الى النعمان ،

فقبض على المنخل وأمر باحراق جثته ، 

وان يذرى رمادها في الرياح حتى لا يتعرف أحد على مكان قبر المنخل ، 

وأصدر أمرا بان يلقى نفس جزائه كل من يذكر اسمه ولو بالمصادفة أو ينشد قصائده . 

والمحزن أن خطة النعمان نجحت في القضاء على كل اثر للشاعر والانسان ، 

الذي لا نجد عنه شيئا في ذاكرة التاريخ ،

باستثناء هذه القصيدة التي نجحت في التصدي لسيوف النعمان ، 

وحفظها الرواة عن ظهر قلب من شدة جمالها وعذوبتها ،

والقصيدة مكونة من ثلاث مراحل ،

كل منها أجمل من الآخر ،

وتدل على خفة ظل الشاعر الذي راح ضحية للاشتباه في غرامه بزوجة النعمان ،

ويبدأ الجزء الاول الذي اختزلناه لظروف المساحة ،

بافتخار الشاعر بقومه على عادة العرب فيذكر انهم تعودوا على الفروسية والحرب 

ولا يهمهم المال ويهتمون بالكرم والشجاعة ، 

وفي النصف الثاني يصف الشاعر غرامياته مع فتاة الخدر 

التي وقعت في غرامه 

ويختتمها بالبيت الشهير : ( واحبها… الخ ) 

الذي يعد من الطف الغزل في الشعر العربي ، 

ثم يختتم القصيدة بمفاجأة غير متوقعة 

عندما نكتشف أن كل ما كان يرويه مجرد تهيؤات بعد أن لعبت الخمر برأسه ، 

وعندما أفاق عاد الى حقيقته البسيطة ليتحسر على أحواله الفقيرة و محبوبته الغائبة .

تقول القصيدة : 

ان كنت عازلتي فسيري نحو العراق ولا تحوريلا تسألي عن جل مالي وانظري كرمي وخيريوفوارس كأوار حر النار أحلاس الذكور شدوا دوابر بيضهم في كل محكمة القتيرواستلأموا وتلببوا ان التلبب للمغير 

ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطيرالكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحريرفدفعتها فتدافعت مشي القطاة الى الغديرولثمتها فتنفست كتنفس الظبي الغريرفدنت وقالت يا منخل ما بجسمك من حرورما شف جسمي غير وجدك فاهدأي عني وسيري واحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري

يارب يوم للمنخل قد لها فيه قصيرولقد شربت من المدامة بالقليل وبالكثير فاذا انتشيت فانني رب الخورنق والسدير واذا صحوت فانني رب الشويهة والبعيرياهند من لمتيم يا هند للعاني الأسير 
أعجبني ·