قال رجل: قلت لجارية أريد شراءها: لا يريبك شيبي، فإن عندي قوة، فقالت: أيسرك أن
عندك عجوزاً مغتلمة!
أدخل على المنصور جاريتان فأعجبتاه. فقالت التي دخلت أولاً: يا أمير المؤمنين، إن الله
فضلني على هذه بقوله: " والسابقون الأولون ". وقالت الأخرى: لا، بل الله فضلني عليها
بقوله: " وللآخرة خير لك من الأولى ".
وعرض على المعتصم جاريتان بكر وثيب، فمال إلى البكر. فقالت الثيب: ما بيننا إلا يوم
واحد. فقالت البكر: " وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون ".
قيل لامرأة ظريفة: أبكر أنت؟ قالت: أعوذ بالله من الكساد.
وقال المتوكل لجارية استعرضها: أنت بكر أم أيش؟ قالت: أنا أيش يا أمير المؤمنين.
واستعرض رجل جارية فاستقبح قدميها. فقالت: لا تبال، فإني أجعلها وراء ظهرك.
وقال الرشيد لبغيض جاريته: إنك لدقيقة الساقين. قالت: أحوج ما تكون إليهما لا
تراهما.
وروى أبو الفرج الأصفهاني عن إسحاق: أن الرشيد أحضره مجلسه ذات ليلة، وقد مضى
شطر الليل، قال: فأخرج جارية كأنها مهاة، فأجلسها في حجره، ثم قال غنيني، فغنته:
جئن من الروم وقاليقلا يرفلن في المرط ولين الملا
مقرطقات بصنوف الحلى يا حبذا البيض وتلك الحلى
فاستحسنته وشرب عليه.
طلبت جارية محمود الوراق للمعتصم بسبعة آلاف دينار، فامتنع من بيعها، واشتريت له
بعد ذلك من ميراثه بسبعمائة دينار. فذكر المعتصم ذلك لها، فقالت: إن كان أمير المؤمنين
ينتظر بشهواته المواريث فسبعون ديناراً في ثمني كثير، فكيف بسبعمائة.
واستعرض رجل جارية فقال لها: في يديك عمل؟ قالت: لا، ولكن في رجلي.
وحكى أن بعض المجان كان يعشق جارية أمجن منه. فضاق يوماً، فكتب إليها: قد طال
عهدي بك يا سيدتي، وأقلقني الشوق إليك. فإن رأيت أن تستدركي رمقي بضمغة علك
وتجعليه بين دينارين وتنفذيه إلي لأستفشفي به فعلت إن شاء الله. ففعلت ذلك وكتبت
إليه: رد الظرف من الظرف، وقد سارعت إلى إنفاذ ما طلبت، فأنعم برد الطبق والمكبة،
واستعمل الخبر: " استدروا الهدايا برد الظروف ".
وطلب آخر من عشيقته خاتماً كان معها، فقالت: يا سيدي، هذا ذهب وأخاف أن
تذهب، ولكن خذ هذا العود حتى تعود.
وكتب رجل إلى عشيقته: مري خيالك أن يلم بي. فكتبت إليه: ابعث إلي بدينارين حتى
آتيك بنفسي.
قدم بعضهم عجوزاً دلالة إلى القاضي وقال: أصلح الله القاضي، زوجتي هذه امرأة، فلما
دخلت بها وجدتها عرجاء. فقالت: أصل الله القاضي! زوجته امرأة يجامعها، ولم أعلم
أنه يريد أن يحج عليها أو يسابق بها في الحلبة أو يلعب عليها بالكرة والصولجان!.
كتب رجل إلى عشيقته رقعة، قال في أولها: عصمنا الله وإياك بالتقوى. فكتبت إليه في
الجواب: يا غليظ الطبع، إن استجاب الله دعاءك لم نلتق أبداً.
قال عقيل بن بلال: سمعتني أعرابية أنشد:
وكم ليلة قد بتها غير آثم بمهضومة الكشحين ريانة القلب
فقالت: هلا أثمت! أخزاك الله!.
كان أبو نواس يوماً عند بعض إخوانه، فخرجت عليه جارية بيضاء عليها ثياب خضر.
فلما رآها مسح عينيه وقال: خيراً رأيت إن شاء الله تعالى. فقالت: وما رأيت؟ قال: ألك
معرفة بعلم التعبير؟ قالت: ولا أعرف غيره. قال: رأيت كأني راكب دابة شهباء، وعليها
جل أخضر وهي تمرح تحتي. فقالت: إن صدقت رؤياك فستدخل فجلة. وقد روي أن
هذه الحكاية اتفقت له مع عنان جارية الناطفي.
وكان بعضهم جالساً مع امرأته في منظرة، فمر غلام حسن الوجه، فقالت: أعيذ هذا بالله،
ما أحسنه وأحسن وجهه وقده! فقال الزوج: نعم، لو لا أنه خصي. فقالت: لعنه الله ولعن
من خصاه.
قال أبو العيناء: خطبت امرأة فاستقبحتني. فكتبت إليها:
فإن تنفري من قبح وجهي فإني أريب أديب لا غبي ولا فدم
فأجابتني: ليس لديوان الرسائل أريدك.
وخطب ثمامة العوفي امرأة. فسألت عن حرفته، فكتب إليها يقول:
وسائلة عن حرفتي قلت حرفتي مقارعة الأبطال في كل مازق
وضربي طلى الأبطال بالسيف معلماً إذا زحف الصفان تحت الخوافق
فلما قرأت الشعر، قالت للرسول: قل له : فديتك! أنت أسد، فاطلب لك لبؤة، فإني ظبية
أحتاج إلى غزال.
خرجت حبى المدنية في جوف الليل، فلقيها إنسان فقال لها: تخرجين في هذا الوقت!
قالت: ما أبالي، إن لقيني شيطان فأنا في طاعته، وإن لقيني رجل فأنا في طلبه. وجاءت إلى
شيخ يبيع اللبن، ففتحت ظرفاً فذاقته ودفعته إليه وقالت: لا تعجل بشده، ثم فتحت آخر
فذاقته ودفعته إليه. فلما أشغلت يديه جميعاً، كشفت ثوبه من خلفه، وجعلت تصفق
بظاهر قدميها آسته وخصييه، وتقول: يا ثارات ذات النحيين، والشيخ يستغيث، فلم
يخلص منها إلا بعد جهد.
غاب رجل عن امرأته فبلغها أنه اشترى جارية، فاشترت غلامين، فبلغه ذلك فجاء
مبادراً، وقال لها: ما هذا؟ فقالت: أما علمت أن الرحى إلى بغلين أحوج من البغل إلى
رحيين! ولكن بع الجارية حتى نبيع الغلامين، ففعل ذلك ففعلت.
ومثل ذلك ما حكي عن الأحنف: أنه اعتم ونظر في المرآة، فقالت له امرأته: كأنك قد
هممت بخطبة امرأة! قال: قد كان ذلك. قالت: فإذا فعلت فاعلم أن المرأة إلى رجلين
أحوج من الرجل إلى امرأتين. فنقض عمته وترك ما كان قد هم به.