الخميس، 5 مارس 2015

الرجل الذى لم يستطيعوا شنقه

الرجل الذى لم يستطيعوا شنقه

 تناقل الناس ذلك الخبر العجيب , بكلمات لاهثة , و حروف يمتزج فيها الذهول بالشك و عدم التصديق , فى 23 فبراير سنة 1885

خبر فشل إعدام البستانى النحيل الشاحب (جون لى) المتهم بقتل مخدومته العانس العجوز الانسة (إيما آن كييز)
فى البداية لم يبد البعض اهتماما بالخبر , و تصوروا انه مجرد عفو صدر عن محكوم عليه ب الاعدام فى لحظاته الاخيرة و لكن ما استمعوا الى التفاصيل حتى هوت فكوكهم السفلية فى دهشة و اتسعت اعينهم فى ذهول..
ذلك لانها لم تكن قصة عادية بل كانت اشبه بمعجزة..
فما هى القصة اذن.. ؟؟؟




كانت البداية منذ ثلاث سنوات , عندما وافقت الانسة ( إيما) على ان يعمل (جون) اخوها غير الشقيق لديها كبستانى فى منزلها فى (دوفن) الى جوار أدائه لعدة اعمال اخرى مقابل "اربع" شلنات اسبوعيا فحسب
( بعملتنا حاليا كانها تعطيه 100 جنيه اسبوعيا)

كانت الانسة (إيما ) شديدة القسوة على كل من يعملون لديها و شديدة البخل ايضا و كان جون يتلقى اكبر كم من هذه المعاملة القاسية فقد دأبت على خصم جزء من راتبه مقابل اى غلطة ثم اعلنت انها ستخفض اجره ل "شلن واحد" اسبوعيا ( بعملتنا حاليا كانها تعطيه 25 جنيه اسبوعيا)

و بعد اسبوعين عثروا على الانسة ايما مذبوحة بسكين البستانى فى حجرة الكرار و مطعونة فى اراس عدة طعنات و كان القاتل على وشك احراق الجثة...فأسرعوا يلقون القبض على ( جون لى) الذى كان ينام ملء جفنيه فى حجرة الخزين المجاورة..

و فى 4 يناير 1885 تمت محاكمة جون و اعتبرت المحكمة الادلة و تخفيض اجره و جرح على يده لم يستطع تفسيره اعتبرت كل هذا ادلة كافية لقتله للانسة ايما و ادانته و اصدرت حكمها باعدامه شنقا
و العجيب ان جون لم يطرف له جفن طوال المحاكمة..لقد بدا شديد الهدوء و الثقة..مما جعل القاضى يندهش و يساله عن سر هدوئه ..فاجابه جون "لاننى اعلم اننى برىء يا سيدى و الله يعلم ذلك و لذلك فانهم لن ينجحوا فى شنقى "
و فى ليلة الاعدام نام جون ملء جفنيه و كانما لا يشغله امر واحد فى الدنيا كلها ...
و فى 23 فبراير اقتاد الجنود جون الى "جيمس بيرى" منفذ حكم الاعدام - عشماوى عندنا - مع نسمات الصباح الباكر و هو يبتسم فى ارتياح و كانهم يأخذونه الى نزهة لطيفة..
ووقف جون على منصة المشنقة هادئا...

كان المفروض ان يشير مدير السجن بيده فيجذب منفذ الحكم "العشماوى يعنى" رتاجا خاصا فتنفتح كوة تحت قدمى جون فيسقط فيها و ينحكم الحبل على عنقه فى عنف و يموت...

فى صباح التنفيذ اختبر مسؤولو السجن الكوة و الرتاج "الذراع الذى يجذب" 5 مرات و كانت استجابتهم مثالية
فى تمام ال8 وضع الجلاد انشوطة المشنقة حول عنق جون الذى حافظ على ابتسامته فى هدوء عجيب و رفع مدير السجن يده ايذانا بتنفيذ الحكم و جذب الجلاد الرتاج و سمع الجميع صوت الرتاج و لكن ...
لكن الكوة "الفتحة تحت قدمى جون" لم تنفتح...
و حاول الجلاد مرة و اخرى و اخرى و اخرى ثلاث مرات يجربوا و الكوة لا تنفتح عند سحب الرتاج ...

و هنا ابعدا جون عن منصة الاعدام ليس بغرض تركه و انما تجربة المشنقة و اصلاحها ثم اعداته عليها مرة اخرى.. و اعادوا تجربة الرتاج فانفتح فى سلاسة و انفتحت الكوة فى هدوء ...

اعادوا جون الى المنصة و احاطوا عنقه ب الانشوطة ثم جذبوا الرتاج و مرة اخرى لم تنتح الكوة و هكذا ل ثلاث مرات عندما يكون جون فوق المنصة لا تنفتح الكوة و عندما يبتعد عنها تستجيب فى سلاسة...

و فحص مسئولو السجن المنصة وا لرتاج فى عناية فائقة و تاكدوا مع دهشتهم انهما سليمان تماما.. و هنا قال جون فى هدوء عجيب من خلف غطاء الرأس الاسود: "لن يمكنكم اعدامى ابدا ,فالله (سبحانه و تعالى) يعلم انى برىء "

و هنا بكى القس المشرف على الاعدام و هتف : لا تحاولوا اعدام الفتى انه برىء
و اعيد جون الى زنزانته و لم يتم اعدامه ...
و تناقل الجميع قصته , كما يتناقلون الاساطير..
من وراء العقل...