الاثنين، 28 مارس 2016

"ذنبه أنه طلع قد المشنقة"

"يحكى أن عمّاراً كان يبني قنطرة، فمرّت أمامه فتاة جميلة وهي تختال بفستان زاهي الألوان تظهر خلاله تقاسيم جسمها الفتّان، فتعثر العمّار وهوى عن القنطرة ومات، وعندما علمت زوجته بما حدث، رفعت شكواها الى السلطان "قرقاش"، وطلبت أن تشنق الفتاة تحت القنطرة التي سقط زوجها عنها، فأمر السلطان بإحضار الفتاة، فقالت إن الذنب ليس ذنبها، بل ذنب الخياط الذي فصّل لها الفستان بدقة وإتقان، فرفعه من مكان وضيّقه من مكان، فبدا من مفاتن جسمها لعين العمّار ما بدا، حتى فقد الاتزان...

 بعد ذلك التفت قرقاش وقال: "كفى"، وامر بإحضار الخياط الذي قال بدوره إن المسؤول هوالتاجر الذي باع القماش لأنه شفاف تتخايل تحته الأرداف وسائر الأطراف...، فصاح قرقاش: "كفى، اجلبوا التاجر واشنقوه تحت القنطرة"...

قبض رجال السلطان على التاجر، وجاؤوا به ليشنقوه، فوجدوه أطول من القنطرة بحيث يتعذر شنقه تحتها، ولهذا راجعوا السلطان بالأمر، فقال: "اقبضوا على أول رجل قصير يمر واشنقوه لكي تتأيد العدالة وتتحقق"...

وهكذا حصل، اذ جاؤوا برجل قصير وشنقوه... وحدث أن صديقاً للرجل مرّ فرآه معلقاً، فقال: "ما هو ذنب هذا الرجل حتى شنقوه؟"، قالوا له:
"ذنبه أنه طلع قد المشنقة"، وبعد ذلك جرت هذه العبارة مثلاً..