الاثنين، 11 فبراير 2013

تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب.


كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !. 

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب! 
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟! 
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها . 
قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك . 
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة . 
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني . 
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟! 
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟! 
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار . 
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه! 
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها . 
واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم . 
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة! 
اغرورقت عينا الأم بالدموع . 
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !. 
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب. 
قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا, خاصة ونحن في شهر فضيل, وموسم كريم, قد غلقت فيه أبواب العذاب وفتحت فيه أبواب الرحمة, وهو فرصة عظيمة للعودة إلى الله, وقد لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى, فيأتي رمضان وأنت في عداد من قد مات, والله المستعان. 
فعسى أن يكون في هذه القصة عبرة لك تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله. 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

التوكل والتواكل




توكلوا على الله 
هناك فرق بين .....التوكل .......والتواكل
حكى أن رجلاً متعبداً في 
قرية كان قدوة للجميع لمستوى تدينه الرائع ، وكان كل أهل القرية يسألونه في أمور دينهم ويتخذونه نموذجاً يحتذى في الإيمان بالله.

ويوما ما....

حل طوفان بالقرية أغرقها بالماء ولم يستطع أحد النجاة إلا من كان معه قارب...

فمر بعض أهل القرية على بيت المتعبد لينقذوه فقال لهم : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا"..

ثم مر أناس أخرون وقال لهم نفس الكلام : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا"..

ومرت أخر أسرة تحاول النجاة بنفس المتعبد وقالوا له :" اركب معنا نحن أخر من في القرية فإن لم ترحل معنا ستغرق" ، فأجاب : " لا داعي ، الله سينقذني ..اذهبوا"..

انتهى الطوفان وتجمع أهل القرية فوجدوا جثة المتعبد فثار الجدل بين الناس ، أين الله؟ .. لماذا لم ينقذ عبده؟...قرر البعض الارتداد عن الدين!..حتى جاء شاب متعلم واعٍ وقال : " من قال لكم إن الله لم ينقذه؟... إن الله أنقذه 3 مرات عندما أرسل له ثلاث عائلات لمساعدته لكنه لم يرد أن ينجو!".

الحكمة : إن الله لا يساعدنا بطرق خرافية ووهمية ، إنما هو يجعل لكل شيء سبباً وعلى الإنسان الاجتهاد والأخذ بالأسباب كي ينال مساعدة الله.

_ هناك فرق بين التوكل والتواكل


بهلول وهارون الرشيد


قصة وعبرة
 يحكى أن بهلول كان رجلا مجنونا فى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ..
ومن طرائف بهلول أنه مرعليه الرشيد يوما وهو جالس على إحدى المقابر ..
فقال له هارون معنفا ”
 يا بهلول يا مجنون متى تعقل ؟ “
فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجرة ثم نادى على هارون بأعلى صوته ”
ياهارون يا مجنون متى تعقل ؟”
فأتى هارون تحت الشجرة وهو على صهوة حصانه وقال له ” أنا المجنون أم أنت
 الذى يجلس على المقابر ”
فقال له بهلول ” بل أنا عاقل ”
قال هارون وكيف ذلك ؟
 قال بهلول ”
لأنى عرفت أن هذا زائل
 وأشار إلى قصر هارون
 وأن هذا باق وأشار إلى القبر ،
 فعمرت هذا قبل هذا ،
 وأما أنت فإنك قد عمرت هذا ( يقصد قصره ) وخربت هذا ( يعنى القبر ) ..
فتكره أن تنتقل من العمران إلى الخراب
 مع أنك تعلم أنه مصيرك لامحال ،
 وأردف قائلا ” فقل لي أينا المجنون ؟” ،
 فرجف قلب هارون الرشيد من كلمات بهلول وبكى حتى بلل لحيته وهو يقول ” والله إنك لصادق ..”
ثم قال هارون زدنى يا بهلول
 فقال بهلول ” يكفيك كتاب الله فالزمه . “
قال هارون ” ألك حاجة فأقضيها ”
قال بهلول: نعم ثلاث حاجات إن قضيتها شكرتك
 قال فاطلب ،
 قال : ” أن تزيد فى عمري “
قال : “لا اقدر ”
قال : أن تحميني من ملك الموت
 قال : لا أقدر
 قال :” أن تدخلنى الجنة وتبعدنى عن النار ”
قال : ” لا أقدر “
قال : فاعلم انت مملوك ولست ملك ” ولاحاجة لي عندك

الأحد، 10 فبراير 2013

أبني العزيز


إبنى العزيــز


عندما يحل اليوم الذي ستراني فيه عجوزاً .. أرجو أن تتحلى بالصبر

و تحاول فهمي

إذا اتسخت ثيابي أثناء تناولي الطعام .. إذا لم أستطع أن ارتدي

ملابسي بمفردي ..

تذكر الساعات التي قضيتها لأعلمك تلك الأشياء

إذا تحدثت إليك و كررت نفس الكلمات و نفس الحديث آلاف المرات ..

لا تضجر مني لا تقاطعني .. و أنصت إلى و تحمل تكرار اسألتي

عندما كنت صغيراً يا بني , كنت دائماً تكرر و تسأل و انا اجيبك بصدر رحب

إلى أن فهمت كل شئ

عندما لا أريد أن أستحم .. لا تتسلط علي

تذكر عندما كنت أطاردك و أعطيك الآف الأعذار لأدعوك للاستحمام

عندما تراني لا أستطيع أن أجارى و أتعلم التكنولوجيا الحديثة ..

فقط .. إعطني الوقت الكافي .. و لا تنظر إلي بابتسامة ماكرة و ساخرة

تذكر أنني الذي علمتك كيف تفعل أشياء كثيرة .. كيف تأكل ..

كيف ترتدي ملابسك .. كيف تستحم .. كيف تواجه الحياة

عندما أفقد ذاكرتي أو أتخبط في حديثي .. إعطنى الوقت الكافي لأتذكر

و إذا لم أستطع .. لا تفقد أعصابك .. حتى و لو كان حديثي غير مهم ..

فيجب أن تنصت إلي

إذا لم أرغب بالطعام .. لا ترغمني عليه

عندما أجوع سوف آكله

عندما لا أستطيع السير بسبب قدمي المريضة

أعطني يدك .. بنفس الحب و الطريقة التي فعلتها معك

لتخطو خطوتك الأولى

عندما يحين اليوم الذي أقول لك فيه إنني مشتاق للقاء الله ..

فلا تحزن و لا تبكي

فسوف تفهم في يوم من الأيام

حاول أن تتفهم أن عمري الآن قد قارب على الانتهاء

و في يوم من الأيام سوف تكتشف أنه بالرغم من أخطائي فإنني كنت

دائماً أريد أفضل الأشياء لك .. و قد حاولت أن أمهد لك جميع الطرق

ساعدني على السير .. ساعدني على تجاوز طريقي بالحب و الصبر ..

مثلما فعلت معك دائماً

ساعدني يا بني على الوصول إلى النهاية بسلام ..

أتمنى أن لا تشعر بالحزن و لا حتى بالعجز حين تدنوا ساعتي

فيجب أن تكون بجانبي و بقربي .. و تحاول أن تحتويني ..

مثلما فعلت معك عندما بدأت الحياة

احتضني كما احتضنتك و انت صغيراً

(اللهم اعنا على بر والدينا ووالدي والدينا)


السبت، 9 فبراير 2013

من حكايات ألف ليلة وليلة



حكي والله أعلم أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان ملك من ملوك ساسان بجزائر الهند والصين صاحب جند وأعوان وخدم وحشم له ولدان أحدهما كبير والآخر صغير وكانا بطلين وكان الكبير أفرس من الصغير وقد ملك البلاد وحكم بالعدل بين العباد وأحبه أهل بلاده ومملكته وكان اسمه الملك شهريار وكان أخوه الصغير اسمه الملك شاه زمان وكان ملك سمرقند العجم ولم يزل الأمر مستقيمًا في بلادهما وكل واحد منهما في مملكته حاكم عادل في رعيته مدة عشرين سنة وهم في غاية البسط والانشراح. لم يزالا على هذه الحالة إلى أن اشتاق الكبير إلى أخيه الصغير فأمر وزيره أن يسافر إليه ويحضر به فأجابه بالسمع والطاعة وسافر حتى وصل بالسلامة ودخل على أخيه وبلغه السلام وأعلمه أن أخاه مشتاق إليه وقصده أن يزوره فأجابه بالسمع والطاعة وتجهز وأخرج خيامه وبغاله وخدمه وأعوانه وأقام وزيره حاكمًا في بلاده وخرج طالبًا بلاد أخيه. فلما كان في نصف الليل تذكر حاجة نسيها في قصره فرجع ودخل قصره فوجد زوجته راقدة في فراشه معانقة عبدًا أسود من العبيد فلما رأى هذا اسودت الدنيا في وجهه وقال في نفسه: إذا كان هذا الأمر قد وقع وأنا ما فارقت المدينة فكيف حال هذه العاهرة إذا غبت عند أخي مدة ثم أنه سل سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش ورجع من وقته وساعته وسار إلى أن وصل إلى مدينة أخيه ففرح أخيه بقدومه ثم خرج إليه ولاقاه وسلم عليه ففرح به غاية الفرح وزين له المدينة وجلس معه يتحدث بانشراح فتذكر الملك شاه زمان ما كان من أمر زوجته فحصل عنده غم زائد واصفر لونه وضعف جسمه فلما رآه أخوه على هذه الحالة ظن في نفسه أن ذلك بسبب مفارقته بلاده وملكه فترك سبيله ولم يسأل عن ذلك. ثم أنه قال له في بعض الأيام: يا أخي أنا في باطني جرح ولم يخبره بما رأى من زوجته فقال: إني أريد أن تسافر معي إلى الصيد والقنص لعله ينشرح صدرك فأبى ذلك فسافر أخوه وحده إلى الصيد. وكان في قصر الملك شبابيك تطل على بستان أخيه فنظروا وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه عشرون جارية وعشرون عبدًا وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال حتى وصلوا إلى فسقية وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم وإذا بامرأة الملك قالت: يا مسعود فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار. فلما رأى أخو الملك فقال: والله إن بليتي أخف من هذه البلية وقد هان ما عنده من القهر والغم وقال: هذا أعظم مما جرى لي ولم يزل في أكل وشرب. وبعد هذا جاء أخوه من السفر فسلما على بعضهما ونظر الملك شهريار إلى أخيه الملك شاه زمان وقد رد لونه واحمر وجهه وصار يأكل بشهية بعدما كان قليل الأكل فتعجب من ذلك وقال: يا أخي كنت أراك مصفر الوجه والآن قد رد إليك لونك فأخبرني بحالك فقال له: أما تغير لوني فأذكره لك واعف عني إخبارك برد لوني فقال له: أخبرني أولًا بتغير لونك وضعفك حتى أسمعه. فقال له: يا أخي إنك لما أرسلت وزيرك إلي يطلبني للحضور بين يديك جهزت حالي وقد بررت من مدينتي ثم أني تذكرت الخرزة التي أعطيتها لك في قصري فرجعت فوجدت زوجتي معها عبد أسود وهو نائم في فراشي فقتلتهما وجئت عليك وأنا متفكر في هذا الأمر فهذا سبب تغير لوني وضعفي وأما رد لوني فاعف عني من أن أذكره لك. فلما سمع أخوه كلامه قال له: أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسبب رد لونك فأعاد عليه جميع ما رآه فقال شهريار لأخيه شاه زمان: اجعل أنك مسافر للصيد والقنص واختف عندي وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيناك فنادى الملك من ساعته بالسفر فخرجت العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة وخرج الملك ثم أنه جلس في الخيام وقال لغلمانه لا يدخل علي أحد ثم أنه تنكر وخرج مختفيًا إلى القصر الذي فيه أخوه وجلس في الشباك المطل على البستان ساعة من الزمان وإذا بالجواري وسيدتهم دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوه واستمروا كذلك إلى العصر. فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر طار عقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان: قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أو لا فيكون موتنا خير من حياتنا فأجابه لذلك. ثم أنهما خرجا من باب سري في القصر ولم يزالا مسافرين أيامًا وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج عندها عين بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان. فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة. فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة كما قال الشاعر:
أشرقت في الدجى فلاح النهار واستنارت بنورها الأسحار

تسجد الكائنات بين يديها حين تبدو وتهتك الأستار
وإذا أومضت بروق حماها هطلت بالمدامع الأمطار
قال: فلما نظر إليها الجني قال: يا سيدة الحرائر التي قد اختطفتك ليلة عرسك أريد أن أنام قليلًا ثم أن الجني وضع رأسه على ركبتيها ونام فرفعت رأسها إلى أعلى الشجرة فرأت الملكين وهما فوق تلك الشجرة فرفعت رأس الجني من فوق ركبتيها ووضعته على الأرض ووقفت تحت الشجرة وقالت لهما بالإشارة انزلا ولا تخافا من هذا العفريت فقالا لها: بالله عليك أن تسامحينا من هذا الأمر فقالت لهما بالله عليكما أن تنزلا وإلا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتلة فخافا ونزلا إليها فقامت لهما وقالت ارصعا رصعًا عنيفًا وإلا أنبه عليكما العفريت فمن خوفهما قال الملك شهريار لأخيه الملك شاه زمان: يا أخي افعل ما أمرتك به فقال: لا أفعل حتى تفعل أنت قبلي وأخذا يتغامزان على نكاحها فقالت لهما ما أراكما تتغامزان فإن لم تتقدما وتفعلا وإلا نبهت عليكما العفريت فمن خوفهما من الجني فعلا ما أمرتهما به فلما فرغا قالت لهما أقفا وأخرجت لهما من جيبها كيسًا وأخرجت لهما منه عقدًا فيه خمسمائة وسبعون خاتمًا فقالت لهما: أتدرون ما هذه فقالا لها: لا ندري فقالت لهما أصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريت فأعطياني خاتميكما أنتما الاثنان الأخران فأعطاها من يديهما خاتمين فقالت لهما أن هذا العفريت قد اختطفني ليلةعرسي ثم أنه وضعني في علبة وجعل العلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج ويعلم أن المرأة منا إذا أرادت أمر لم يغلبها شيء كما قال بعضهم:
لا تأمنن إلى النساء ولا تثق بعهودهن 
فرضاؤهن وسخطهن معلق بفروجهن
يبدين ودًا كاذباً والغدر حشو ثيابهن
بحديث يوسف فاعتبر متحذرًا من كيدهن
أو ما ترى إبليس أخرج آدمًا من أجلهن
فلما سمعا منها هذا الكلام تعجبا غاية العجب وقالا لبعضهما: إذا كان هذا عفريتًا وجرى له أعظم مما جرى لنا فهذا شيء يسلينا. ثم أنهما انصرفا من ساعتهما ورجعا إلى مدينة الملك شهريار ودخلا قصره. ثم أنه رمى عنق زوجته وكذلك أعناق الجواري والعبيد وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتًا بكرًا يزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات فضجت الناس وهربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطء. ثم أن الملك أمر الوزير أن يأتيه بنت على جري عادته فخرج الوزير وفتش فلم يجد بنتًا فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خايف على نفسه من الملك.
وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن وجمال وبهاء وقد واعتدال الكبيرة اسمها شهرزاد والصغيرة اسمها دنيازاد وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين. قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء فقالت لأبيها: مالي أراك متغيرًا حامل الهم والأحزان وقد قال بعضهم في المعنى شعراً:
قل لمن يحمل هماً إن همًا لا يدوم
مثل ما يفنى السرور هكذا تفنى الهموم
فلما سمع الوزير من ابنته هذا الكلام حكى لها ما جرى له من الأول إلى الآخر مع الملك فقالت له: بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسببًا لخلاصهن من بين يديه فقال لها: بالله عليك لا تخاطري بنفسك أبدًا فقالت له: لا بد من ذلك فقال: أخشى عليك أن يحصل لكن ما حصل الحمار والثور مع صاحب الزرع فقالت له: وما الذي جرى لهما يا أبت؟
حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع
قال: اعلمي يا ابنتي انه كان لاحد التجاراموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير وكان مسكن ذلك التاجر الأرياف وكان عنده في داره حمار وثور فأتى يومًا الثور إلى مكان الحمار فوجده منكوسًا مرشوشًا وفي معلفه شعير مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح وفي بعض الأوقات ركبه صاحبه لحاجة تعرض له ويرجع على حاله فلما كان في بعض الأيام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار: هنيئًا لك ذلك أنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلًا ويخدمونك وفي بعض الأوقات يركبك صاحبك ويرجع وأنا دائمًا للحرث. فقال له الحمار: إذا خرجت إلى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فإن قمت فارقد ثانيًا فإذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكل والشرب يومًا أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد وكان التاجر يسمع كلامهما فلما جاء السواق إلى الثور بعلفه أكل منه شيئًا يسيرًا فأصبح السواق يأخذ الثور إلى الحرث فوجده ضعيفًا فقال له التاجر: خذ الحمار وحرثه مكانه اليوم كله فلما رجع آخر النهار شكره الثور على تفضلاته حين أراحه من التعب في ذلك اليوم فلم يرد عليه الحمار جوابًا وندم أشد الندامة فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلى آخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتأمله الثور وشكره ومجده فقال له الحمار: أعلم أني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول: إن لم يقم الثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعًا وأنا خائف عليك ونصحتك والسلام. فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرح معهم ثم أن الثور أكل علفه بتمامه حتى لحس المذود بلسانه كل ذلك وصاحبهما يسمع كلامهما فلما طلع النهار وخرج التاجر وزوجه إلى دار البقر وجلسا فجاء السواق وأخذ الثور وخرج فلما رأى الثور صاحبه حرك ذنبه وظرط وبرطع فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه. فقالت له زوجته: من أي شيء تضحك فقال لها: شيء رأيته وسمعته ولا أقدر أن أبيح به فأموت فقالت له: لا بد أن تخبرني بذلك وما سبب ضحكك ولو كنت تموت فقال لها: ما أقدر أن أبوح به خوفًا من الموت فقالت له: أنت لم تضحك إلا علي. ثم أنها لم تزل تلح عليه وتلح في الكلام إلى أن غلبت عليه فتحير أحضر أولاده وأرسل أحضر القاضي والشهود وأراد أن يوصي ثم يبوح لها بالسر ويموت لأنه كان يحبها محبة عظيمة لأنها بنت عمه وأم أولاده وكان ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات فقال لها جميع الناس ممن حضر: بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك فقالت لهم: لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت. فسكتوا عنها. ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت. وكان عنده ديك تحته خمسون دجاجة وكان عنده كلب فسمع التاجر الكلب وهو ينادي الديك ويسبه ويقول له: أنت فرحان وصاحبنا رايح يموت فقال الديك للكلب: وكيف ذلك الأمر فأعاد الكلب عليه القصة فقال له الديك: والله إن صاحبنا قليل العقل. أنا لي خمسون زوجة أرضي هذه وأغضب هذه وهو ما له إلا زوجة واحدة ولا يعرف صلاح أمره معها فما له لا يأخذ لها بعضًا من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتها ويضربها حتى تموت أو تتوب ولا تعود تسأله عن شيء. قال: فلما سمع التاجر كلام الديك وهو يخاطب الكلب رجع إلى عقله وعزم على ضربها ثم قال الوزير لابنته شهرزاد ربما فعل بك مثل ما فعل التاجر بزوجته فقالت له: ما فعل قال: دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت وخبأها داخل الحجرة وقال لها: تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك ولا ينظرني أحد ثم أموت فدخلت معه ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها فقالت له: تبت ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت وخرجت وإياه وفرح الجماعة وأهلها وقعدوا في أسر الأحوال إلى الممات. فلما سمعت ابنة الوزير مقالة أبيها قالت له: لا بد من ذلك فجهزها وطلع إلى الملك شهريار وكانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها: إذا توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي يا أختي حدثينا حديثًا غريبًا نقطع به السهر وأنا أحدثك حديثًا يكون فيه الخلاص إن شاء الله. ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك فلما رآه فرح وقال: أتيت بحاجتي فقال: نعم فلما أراد أن يدخل عليها بكت فقال لها: ما بك فقالت: أيها الملك إن لي أختًا صغيرة أريد أن أودعها فأرسلها الملك إليها فجاءت إلى أختها وعانقتها وجلست تحت السرير فقام الملك وأخذ بكارتها ثم جلسوا يتحدثون فقالت لها أختها الصغيرة: بالله عليك يا أختي حدثينا حديثًا نقطع به سهر ليلتنا فقالت: حبًا وكرامة إن أذن الملك المهذب فلما سمع ذلك الكلام وكان به قلق ففرح بسماع الحديث.




علمتها كيف تسمعني .. بقلبها


قراءةً في سيرة العالم «الكسندر جراهام بيل» مخترع الهاتف.. هذا العالِمُ كان لا يستهويه شيءمثل ولعه بالصوتيات، أو بجمال الصوتيات، وعلى رأسها الموسيقى. فقد كان يحفظ عن ظهرقلبٍ نوتات موسيقية لكبار موسيقيي زمانه وسوناتاتهم، ويعزف على البيانو ببراعةٍ، بل قرأتُ في مصدرٍ آخر أنه مؤلفٌ موسيقي أيضا.. وكان على رأس أحلامه أن يتزوج فتاةًتحب الموسيقى، وتهواها كما هو مولعٌ بها، لتشـاركه هواية وولع حياته، لأنه يرى أن الحياة بلا أصوات، ككهفٍ بلا نور .. سمّاهُ العدَم.
وفي يوم وقع الحبُّ في قلبه من أول نظرة، كانت «ميل هيبوارد» التي خطرتْ أمامه فتاة الأحلام، هي الأنثى في كمالِها وتمامِها، هي الأنثى التي تكفيه كلّ نساء الأرض، أحبها بكل ذرةٍ حيّة منه .. حتى اكتشف أن «ميل» صمّاءٌ تماما!
هل تراجع جراهام عن حب حياته؟

يحدث بيت.. وعـــبر: معها أعظمَ 373587_1356889979.png

لا، لم يتردد لحظة.
ولكن .. استطاعت هذه الفتاةُ الرقيقة المسكينة الصمّاءُ أن تكون كل محور نجاح «جراهام بيل» الذي تجاوب صداه في أركان الأرض ومسافات الزمن.. إنها كماقال: «أثرت على حياتي، وكأن كل حياتي بدأتْ بها !» لقد كانت تلك الفتاةُ الصماءملهمته الحقيقية، ومنبع إبداعاته، إنه الحب عندما يتحول إلى طاقة للإبداع، عندمايكون حافزاً لمجاورة المستحيل، عندما يعطيك هذه الحماسة العجيبة أنك خارقٌ، وأنك منيعٌ، وأنك قادرٌ على تحقيق أيّ شيء.
لقد كانت زوجتُه حبّ كل حياتِه، ملهمته الأولى والأخيرة، والوحيدة في كل عمل به قام بعد ذلك سواءً أكان صغيرا أم كبيرا .. أعمالٌ استمرتْ من خلال زواجٍ عمّر أكثر من نصف قرن.
ولقد تفانى الزوجُ أيضا،فقد أقام «جراهام» مدرسة في بيته، والتلميذة كانت واحدة، هي حبيبته، زوجته «ميل»،علـّمها كيف تقرأ حركاتِ الشفاه، ومن أجلها هاجر إلى كندا، ثم إلى الولايات المتحدةالأمريكية، وفي مدينة بوسطن أمضى أعواماً يشرح تجربته الفريدة مع زوجته لمدرّسي الصمّ في المدينة.. يقول جراهام: «لقد أحببتها، وأحبتني، فعلمتها كيف تسمعني .. بقلبها، بشعورها، بحواسها .. أما أنا فقد علمتني «ميل».. كل شيء».
يقول جراهام كلاما لطالما أعدت قراءته منتشيا:
«لقد عشتُ مع هذه المرأة أعظم قصةِ حبٍّ في الوجود!».
إن القصصَ الإنسانية العظيمة يستمر أثرُ عظمتِها على الناس عندمايكونون شريفي القلوب، رفيعي الذوق، وبعاطفةٍ عادلة.. لذا، كل ما أتمناه الآن، وأظنه قائمٌ إن شاء الله، هو أن صديقـَنا المدَني يعيش الآن أعظم قصة حبٍّ في حياتِه ..



وسؤالي لكم جميعا: ما الذي يمنعنا من أن نعيشَ تلك السعادة؟!


يحدث بيت.. وعـــبر: معها أعظمَ 373587_1356889870.gif

الأربعاء، 6 فبراير 2013

الكامرة تسجل وانت ساهي


قررت مراقبة منزلها بكاميرات قيديو .. فاكتشفت امرا عجيبا

خطرت على بالي فكرهـ غريبة .. وهيا تثبيت كاميرات فيديو في بيتي ..!!
إذ أردت أن أسجل يوماً عادياً في حــياتي ..
فلماذا لا أرى نفسي بعــين الآخرين ..!! قمت فعلاً بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان بالمنزل ..
حتى تسجل كل حركه وكل سكنه بوضوح ..
ولكن شعرت برهبة شديدهـ من هذه التجربة ..!! ولم أدري منبع هذاالخوف..!!!
هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي ..!!؟ مرت الدقائق بصعوبة شديدهـ ..
وسرحت بتفكيري متخيله أحداث اليوم ..
وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظة .. لم أكن أنا الوحيدة المتشوقة لرؤية هذه التجربة ..!!

بل أن مجموعه كبيرهـ من الصديقات يتشوقن لرؤية هذهـ التجربة ..
وكأنهن يتشوقن لرؤية فيلم سينمائي من نوع خاص.. .لم يكتب له السيناريو سواي ..
 ولم يخرجه غيري ..!!! ولكن ترى من سيشاركني في بطوله هذا الفيلم ..!!
ثم قلت في نفسي : مالجديد في الآمر..؟
أنه يوم مثل أي يوم ، يجب أن أتصرف بتلقائية ..!!
وأحاول أن أتناسى الكاميرات..!! وبدأت أشعر أن هذه الكاميرات تشعر بما أفكر به ..
وكأنها تنظر إلي وتتحداني ..!! بل وتبتسم في سخريه : قائله :
سأتعرف على كل ما يخصك .. سأقتحم حياتك
سأكون شاهدهـ على أقوالك وأفعالك ...!!
كدت أجن من تلك الفكرهـ ..
وهدأت نفسي قائلة : هذهـ الكاميرا..!! ما هي إلا جماد لا يحس ولا يشعر.!!
فلماذا كل هذه الرهبة والخوف منها ..!!
تحدثت مع صديقتي بالجوال لم أستطع الحديث ، وأغلقت الهاتف سريعاً ..!!
كنت دائماً أتحدث بالساعات في الهاتف .. الحديث عن تلك..!!
وماذا فعلت تلك ..!! والآن لاستطيع ..!!!!
وهكذا تمر الدقائق تلو الدقائق ، والساعات تلو الساعات .
وكلما فكرت في فعل شيء لا أحب أن يراه ا لناس تراجعت . فاالكميرات تسجل وتصور ..!!
أحسست بخوف يملؤني ، أحتاج لأحد ألجأ إليه ..!!!
ذهبت لاإرادياً لأتوضأ وأصلي .. وأبكي بين يدي الله وكأنني أصلي لأول مرهـ ..!!
نعم لأول مرهـ في حياتي أستشعر معيه الله ...!! بعدها ..!!
لم أعد أخشى من تلك الكاميرات ..بل أحببتها جداً .
لأنها أحدثت تحولاً كبيراً في حياتي ..ونظرت إليها في أمتنان ..وكأنني أقول لها : شكراً ..
والأغرب أنني بعد فترهـ لم أعد أهتم بها ..!!
ولم تعد تلك الكاميرات هي الرقيب علي..وإنما أعظم منها .
وهو شعوري بمعية الله الذي لا يغفل ولا ينام ..!!
فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي فما الذي يجعلني أخاف ..!!
أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام الله ..!! أأخشى الناس ولا أخشى الله ...!
حينئذً تذكرت مقولة: ..( لا تجعل الله أهون الناظرين أليك ) ...
قمت وأغلقت الكاميرات.. فلم أعد في حاجه إليها..ولن أحتاج أن أسجل يوماً من حياتي ..
فعندي ملكان يسجلان علي كل أعمالي وكل أٌقوالي ..
والآن ..
أسمع صوتاً يناديني من داخلي يقول: ((ما أحلى معية الله))
ولكن ما هذا الصوت ..؟؟ لقد سمعت هذا الصوت كثيرا ..أنه صوت ضميري ..!!
خطرت لي فكرهـ أكثر غرابه .. ماذا سيحدث لو ظل كل منا تحت رقابه القمر الصناعي يوماً كاملاً ..
كيف سيتصرف..الناس ستراك الآن .. ماذا ستفعل ..!!
يا إلهي.. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير فما بالك بالقمر الصناعي ..والعالم كله يراك..!!

هل تعصي الله ..!! هل تحب أن يراك أحد على معصية ..!!
بالطبع ستكون أجابتك : لا
والآن ..

أطرح عليكم سؤالاً :

هل تجدو في الدنيا ما هو أعظم من رضا الله ...!!!

إذاً لا تجعــل الله أهون الناظرين إليك ..!!!

اللهم أجعلنا نخشاك كأننا نراك..