السبت، 25 مايو 2019

المهندس البارعع


قصة خزانة الملك
رعمسيس

كان الملك رعمينسيت شديد الثراء وكان لديه كمية كبيرة جداً من الذهب، لم يستطع أى ملك بعده أن يتجاوزها، فشيد الملك لهذا الذهب خزانة كبيرة بالجدار الخارجي للقصر، وضع فيها الزلع الكبيرة المملؤة بالذهب، ولكن المهندس الذي قام ببناء هذه الخزانة قام بخداع الملك ووضع احد حجارة الجدار الخارجي للخزانة علي نحو يمكن لرجل أو رجلين من اخراجه من الجدار بكل سهولة، وعندما حضرته الوفاة قال لولديه كيف أنه أهتم بأمرهما وكم سينعمان بحياة هانئة بفضل حيلته التى صنعها عندما وضع الحجر الذى يمكن تحريكه فى الجدار الخارجى لخزانة الملك رعمسيس .
وبعد وفاة المهندس انطلق ولديه الي الخزانة وسحبا الحجر ودخلا اليها وأخذا كميات من الذهب الموجود بالداخل، بمرور الوقت لاحظ الملك نقص الذهب في الخزانة ولكنه لم يشك بأحد، فقد كانت أختامه على الأقفال سليمة لم تمس، وعندما تكررت حوادث سلب التبر فقد قام بنصب فخاخ للأقدام مثبة بالأرض حول زلع الذهب بداخل الخزانة، ولما أتى الشقيقان ودخل أولهما يتحسس طريقه أطبق أحد الفخاخ على قدمه، وعندما أدرك المصيبة التى وقع فيها نادى على أخيه وحذره وطلب منه أن يسرع بالدخول ليقطع رأسه، حتى لا تعرف شخصيته ويقبض عليه هو ايضاً، وبعد تردد استسلم وفعل ما طلبه اخيه، وعاد حزيناً برأس اخيه الي بيته، وعندما طلع النهار ودخل الملك خزانته فزع عندما شاهد جسد اللص بدون رأس، وتعجب أكثر عندما لم يعرف كيفية دخوله للخزانة دون أن يمس أى ختم من الأختام ، فكر كثيراً في طريقة دخوله حتي تعب فطلب وضع الجسد علي سور القصر واقام حرسا قربه ليقبضوا على من يروه يبكى عليه أويحاول أخذه .
بكت ام اللص حزناً علي ولدها وطلبت من اخيه ان يذهب ليحضر جسد اخيه ويدفنه مع رأسه، حتي يتخرج الروح منه، وهددته إن لم يفعل ذلك فسوف تذهب الي الملك وتبلغ عنه، فكر الفتي كثيراً وخطرت علي باله حيله ذكيه، قام بتجهيز حميره وحملها بقرب النبيذ، ثم ساقها أمامه وعندما مرَ بالحرس ضرب الحمير فتفرقت وفكك بعض القرب فسال منها النبيذ، وصار يصرخ ويخبط رأسه كما لوكان محتاراَ إلى أى الحمير يتجه، وعندما رأى الحرس النبيذ يسيل بغزارة أسرعوا بأباريق يتلقفون فيها النبيذ المنسكب مستغلين ما حدث .
اما هو فقد تصنع الغضب من الحراس الذين شرعوا في تهدئته، حتي ان احدهم مازحه فاصطنع الاستكانة وأهداهم احدى قرب النبيذ شربوها على الفور ثم اعطاهم واحدة أخرى، وهكذا عندما بلغوا من النشوة حدها وناموا سرق جسد أخيه دون أن يشعروا به وعاد بها إلى أمه ، وصل خبر سرقة الجسد الي الملك، فاصابه الغضب الشديد، واعلن انه يطلب من ابنته ان تقبل الزواج بلا اي تفرقة من الانسان الذي يحكي لها امكر واشنع الافعال التي فعلها في حياته، دون ان يخشي علي نفسه من العقاب، وذلك فى غرفة مظلمة وتكون ممسكة بيد طالب الزواج منها . وقال لها إذا حكى لك أحدهم عن فعلة سرقة الخزانة عليك أن تمسكى به وتطلبى من الحرس القبض عليه، كانت هذه حيلة من الملك .
عندما سمع اللص بهذا الاعلان ادرك انها حيلة من الملك، فقرر التفوق عليه بحيلة اخري، فأخذ يداً خشبية كساها بالقماش وحضر الي غرفة ابنة الملك وجعلها تمسك بهذه اليد المزيفة، وحكي لها كيف قام بسرقة الخزانة، وعندها تمسكت بما ظنتها يده وصرخت تطلب الحرس، كان الفتي قد هرب في الظلام، أدرك الملك مما حدث أنه أمام فتى يتمتع بذكاء شديد يستحق الأعجاب فبعث برسالة إلى كل المدن يعلن فيها اعفاءه من اي عقوبه ويعده بموافقة ابنته علي الزواج منه، مكافأة له علي ذكاءه .

الخميس، 23 مايو 2019

لم يخف من الله بل خاف منك






 لم يخف من الله بل خاف منك
الملك الظالم والفتى الصغير
في قديم الزمان وفي احدى المدن القديمة جدا ، كان يحكم المدينة ملك ظالم ، مرض الملك
بشدة في تلك الفترة ، وكان مرضه لا علاج فيه ولا امل ، كان مرض خطير
 ، فأرسل الملك الى جميع الأطباء بالمدينة ، وبالمدن المجاورة للمملكة
، لكي يأتوا ويشخصوا مرضه ، ويكتبوا له الدواء المناسب
، فـإجتمع الأطباء والحكماء ، واجمعوا جميعا انه لا علاج للملك
، وهناك في مملكة اخرى كان هناك طبيب جراح كبير ،
 ومشهور بالذكاء والعلم ، وبانه يستعمل السحر في الطب والعلاج .
أرسل له الملك ،

 واخبره إن شفاه من مرضة سوف يعطى له ما يريد ، أخبره بأنه لا علاج لمرضه العضال ،
 سوى حصوله على كبد إنسان بالغ وقوي ، وعيونة زرقاء بلون السماء
، وبشرته بيضاء كاللبن ، وشعره اصفر كاشعة الشمس الذهبية
، اخذ اعوان الملك يبحثون عن فتى تتوافر به
المواصفات التي ذكرها الطبيب ، اُتفق الجميع على ان المواصفات
موجودة عند فتى اسمه مرفان ن ، فأمر رجاله بالذهاب إلى اهل الفتى
، واعطائهم الكثير من الذهب والأموال الكثيرة ، ووافق اهل الفتى على بيعهم
 الصبي للملك لذبحة ، وتناول كبده نيئا حتى يشفى من علته ومرضه
 ، وافق الابوين على قتل ابنهما من اجل المال ، ليأخذ الملك كبده لعلاج مرضه.



سال الملك قاضي المملكة ، حتى يستفتيه في حكم قتل الفتى لغرض العلاج
 وتناول كبده نيئا ، خاف القاضي الظالم من بطش السلطان ،
 وأحل قتل الفتى قائلا ، يحق قتل أحد الرعايا في المملكة من أجل شفاء الملك ،
 فهذا أمر مباح وحلال وليس فيه أي أثم ولا معصية لله ووزر يا مولاي .



وفي اليوم الذي سيذبح فيه الصبي أمام الجميع لتناول كبده ،أحضر السياف الفتى ، ليقوم بذبحة كما يذبح المواشي والاغنام ، وقف الملك في اعلى مكان بالقصر ، يشاهد ذبح الفتى ، وهنا نظر الفتى الى السياف والسيف في يده ، وبعدها اخذ ينظر بعينيه الى السماء ويبتسم ، وكرر النظر للسياف والسماء وبعدها الابتسام ، اخذ بكرر الموقف مما اثار دهشة الملك كثيرا ، فنزل مسرعا من اعلى القصر ، وذهب الملك مباشرة إلى الفتى ، وسأله بتعجب وبفضول قائلا
: ما الذي يضحك أيها الفتى وأنت على وشك الموت
، ولا يفصلك عنه سوى لحظات قليلة ، لا افهم ؟

رد الفتى وهو يبتسم بثقة وايمان : ولماذا لا ابتسم ، من تلك الدنيا ،
 فلقد كان يجب على أبي وأمي ، أن يرفضا طلبك ويخافا من عقاب الله
 ، ويرحما طفلهما الصغير الذي لم يكمل العاشرة من عمرة
، ولكن مع الاسف الشديد أغرهم المال والطعام والهدايا والذهب
 ، فقاما ببيعي والتضحية بي وأنا فلذة كبدهما لا أفهم كيف في الحقيقية ، فكيف يبيعك
أقرب الناس إليك أيها الملك ، و لما لا أضحك وكان ينبغي على القاضي ،
 أن يكن عادلا في حكمة و أن يعدل في قضائه ، ويحرم اكلي وذبحي لك ،
 وأن يتقي الله لانه سوف يحاسب ، ولكنه مع ذلك لم يفعل ، أحل دمي واقر
 بقتلي وذبحي ولم يخف من الله بل خاف منك أنت أيها الملك .

وكيف لا اضحك وابتسم وأنت أيها الملك ، كان ينبغي لك أن تعفو عني ، لانني لم ارتكب أثم ولا ذنب في الحياة ولكنك بحثت عن شفائك فقط ، واردت قتلي ، فلم أجد سوى الله هو خالقي ويشعر بما أنا فيه من ظلم لكي ألجأ له لينجيني من بطشكم جميعا أيها الملك ، وهنا اخذ الملك يبكي بشدة ، وتأثر بحديث الصبي الصغير ، وتركه يرحل وعفى عنه ومنحه الكثير من الأموال وبعد مرور أسبوع واحد شفى الملك تماما من مرضه بدون علاج بأمر الله .

الثلاثاء، 14 مايو 2019

خطف الموت ابنها

 سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف روح الابن
.
حزنت السيدة جدا لموت ولدها ولكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة
أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال:أنت تطل وصفة حسنا احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقا وبكل همة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفـها حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقا
طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة و ترك لها أربعة من البنات والبنين ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل
.
تأثرت السيدة جدا و حاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى ، فقد فاتت مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها أحد تشتكي له همومها
و قبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا و ليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامها ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي
و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل
و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية ، نسيت تماما إنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية
(فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكيين)
ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ليحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس لأنها ستخرجك خارج أنانيتك ولا لأنها ستجعل منك شخصية محبوبة إنما لأنها ستجعلك إنسانا سعيدا أكثر مما أنت الآن

هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟



كان يا مكان في أحد الاسطبلات العربية معشر من الحمير وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن

فأدرك الحمار الأب ان وضع ابنه يتدهور كل يوم وأراد أن يفهم منه سبب ذلك

فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا فقال له : ما بك يا بني؟؟

لقد أحضرت لك أفضل أنواع الشعير.. وأنت لا تزال رافضا ان تأكل..أخبرني ما بك؟ ولماذا تفعل ذلك بنفسك؟ هل أزعجك أحد؟

رفع الحمار الأبن رأسه وخاطب والده قائلا:

نعم يا أبي .. انهم البشر..

دُهش الأب الحمار وقال لأبنه الصغير: وما بهم البشر يا بني؟

فقال الأب وكيف ذلك؟

قال الابن: ألم ترهم كلما قام احدهم بفعل مشين يقولون له يا حمار..أنحن حقا كذلك؟

وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة يقولون له يا حمار.. يصفون أغبياءهم بالحمير.. ونحن لسنا كذلك يا أبي .. أننا نعمل دون كلل أو ملل.. ونفهم وندرك.. ولنا مشاعر..

عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويٍسرة ثم بدأ يحاور ابنه محاولا أقناعه حسب منطق الحمير.. انظر يا بني انهم معشر خلقهم الله وفضّلهم على سائر المخلوقات لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالإساءة .. فانظر مثلا..

هل رأيت حمارا في عمرك يسرق مال أخيه ؟؟ هل سمعت بذلك؟

هل رأيت حمار ينهب طعام أخيه الحمار؟

هل رأيت حمار يشتكي على أحد من أبناء جنسه؟

هل رأيت حمار يشتم أخيه الحمار أو أحد أبنائه؟

هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟

هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي؟

هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان يخططون لقتل الحمير العرب!! من أجل الحصول على الشعير؟

هل رأيت حمارا من دولة عربية لا يفهم كلام أخيه من دولة عربية أخرى ؟

هل رأيت حمار عميل لدولة أجنبيه ضد بلده ؟

هل رأيت حمار يفرق بين أهله على أساس طائفي طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الإنسانية!!

اذن أطلب منك أن تحّكم عقلك الحميري

وأطلب منك أن ترفع رأسي عاليا وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار

واتركهم يقولوا ما يشاؤن?

فيكفينا فخرا أننا حمير لا نقتل ولا نسرق ولا نغتاب ولا نسّب...

أعجبت هذه الكلمات الحمار الابن فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول:


نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي ?



سأبقى حمار ابن حمار?!!

اعجبتنى منقـــــــول

هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟



كان يا مكان في أحد الاسطبلات العربية معشر من الحمير وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن

فأدرك الحمار الأب ان وضع ابنه يتدهور كل يوم وأراد أن يفهم منه سبب ذلك

فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا فقال له : ما بك يا بني؟؟

لقد أحضرت لك أفضل أنواع الشعير.. وأنت لا تزال رافضا ان تأكل..أخبرني ما بك؟ ولماذا تفعل ذلك بنفسك؟ هل أزعجك أحد؟

رفع الحمار الأبن رأسه وخاطب والده قائلا:

نعم يا أبي .. انهم البشر..

دُهش الأب الحمار وقال لأبنه الصغير: وما بهم البشر يا بني؟

فقال الأب وكيف ذلك؟

قال الابن: ألم ترهم كلما قام احدهم بفعل مشين يقولون له يا حمار..أنحن حقا كذلك؟

وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة يقولون له يا حمار.. يصفون أغبياءهم بالحمير.. ونحن لسنا كذلك يا أبي .. أننا نعمل دون كلل أو ملل.. ونفهم وندرك.. ولنا مشاعر..

عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويٍسرة ثم بدأ يحاور ابنه محاولا أقناعه حسب منطق الحمير.. انظر يا بني انهم معشر خلقهم الله وفضّلهم على سائر المخلوقات لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالإساءة .. فانظر مثلا..

هل رأيت حمارا في عمرك يسرق مال أخيه ؟؟ هل سمعت بذلك؟

هل رأيت حمار ينهب طعام أخيه الحمار؟

هل رأيت حمار يشتكي على أحد من أبناء جنسه؟

هل رأيت حمار يشتم أخيه الحمار أو أحد أبنائه؟

هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟

هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي؟

هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان يخططون لقتل الحمير العرب!! من أجل الحصول على الشعير؟

هل رأيت حمارا من دولة عربية لا يفهم كلام أخيه من دولة عربية أخرى ؟

هل رأيت حمار عميل لدولة أجنبيه ضد بلده ؟

هل رأيت حمار يفرق بين أهله على أساس طائفي طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الإنسانية!!

اذن أطلب منك أن تحّكم عقلك الحميري

وأطلب منك أن ترفع رأسي عاليا وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار

واتركهم يقولوا ما يشاؤن?

فيكفينا فخرا أننا حمير لا نقتل ولا نسرق ولا نغتاب ولا نسّب...

أعجبت هذه الكلمات الحمار الابن فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول:


نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي ?



سأبقى حمار ابن حمار?!!

اعجبتنى منقـــــــول


كان يا مكان في أحد الاسطبلات العربية معشر من الحمير وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن
فأدرك الحمار الأب ان وضع ابنه يتدهور كل يوم وأراد أن يفهم منه سبب ذلك
فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا فقال له : ما بك يا بني؟؟
لقد أحضرت لك أفضل أنواع الشعير.. وأنت لا تزال رافضا ان تأكل..أخبرني ما بك؟ ولماذا تفعل ذلك بنفسك؟ هل أزعجك أحد؟
رفع الحمار الأبن رأسه وخاطب والده قائلا:
نعم يا أبي .. انهم البشر..
دُهش الأب الحمار وقال لأبنه الصغير: وما بهم البشر يا بني؟
فقال الأب وكيف ذلك؟
قال الابن: ألم ترهم كلما قام احدهم بفعل مشين يقولون له يا حمار..أنحن حقا كذلك؟
وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة يقولون له يا حمار.. يصفون أغبياءهم بالحمير.. ونحن لسنا كذلك يا أبي .. أننا نعمل دون كلل أو ملل.. ونفهم وندرك.. ولنا مشاعر..
عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويٍسرة ثم بدأ يحاور ابنه محاولا أقناعه حسب منطق الحمير.. انظر يا بني انهم معشر خلقهم الله وفضّلهم على سائر المخلوقات لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالإساءة .. فانظر مثلا..
هل رأيت حمارا في عمرك يسرق مال أخيه ؟؟ هل سمعت بذلك؟
هل رأيت حمار ينهب طعام أخيه الحمار؟
هل رأيت حمار يشتكي على أحد من أبناء جنسه؟
هل رأيت حمار يشتم أخيه الحمار أو أحد أبنائه؟
هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟
هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي؟
هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان يخططون لقتل الحمير العرب!! من أجل الحصول على الشعير؟
هل رأيت حمارا من دولة عربية لا يفهم كلام أخيه من دولة عربية أخرى ؟
هل رأيت حمار عميل لدولة أجنبيه ضد بلده ؟
هل رأيت حمار يفرق بين أهله على أساس طائفي طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الإنسانية!!
اذن أطلب منك أن تحّكم عقلك الحميري
وأطلب منك أن ترفع رأسي عاليا وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار
واتركهم يقولوا ما يشاؤن?
فيكفينا فخرا أننا حمير لا نقتل ولا نسرق ولا نغتاب ولا نسّب...
أعجبت هذه الكلمات الحمار الابن فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول:

نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي ?

سأبقى حمار ابن حمار?!!
اعجبتنى منقـــــــول

((💕💕💕💕💕💕💕💕❤❤❤❤ تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب. 💕💕💕💕💕💕💕💕❤❤❤❤

كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !. 

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب! 
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟! 
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها . 
قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك . 
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة . 
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني . 
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟! 
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟! 
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار . 
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه! 
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها . 
واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم . 
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة! 
اغرورقت عينا الأم بالدموع . 
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !. 
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد :
(( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب.
قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا, خاصة ونحن في شهر فضيل, وموسم كريم, قد غلقت فيه أبواب العذاب وفتحت فيه أبواب الرحمة, وهو فرصة عظيمة للعودة إلى الله, وقد لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى, فيأتي رمضان وأنت في عداد من قد مات, والله المستعان. 
فعسى أن يكون في هذه القصة عبرة لك تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله. 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.