الاثنين، 30 أبريل 2012

الأسد والإنسان



الأسد والإنسان
الأسد ملك الحيوانات بلا منازع أو قل هذا هو المتعارف عليه. اشتكى العديد من الحيوانات إلى ملكهم عن ظلم الإنسان، وكيف يسخرهم لخدمته كما يذبح ويأكل ما يشاء منهم ناهيك عن الشتم واللطم.  قرر الملك الانتقام، ولكنه لا يعرف الإنسان فبدأ السير والتجوال ليحظى بطلبته، ويريح رعيته من ظلم الإنسان وسطوته. 
رأى ثورا كبيرا يخور ويتبختر في الحقول فأوقفه سائلا: أأنت الإنسان؟   
قال الثور: لا، أنا الحزين المسكين ، أحرث وأدرس وأذبح و.. رغم ما تراه من قوتي وعلو همتي.  بينما هو في تجواله رأى حمارا كبيرا فسأله: هل أنت الإنسان ؟                                                
قال: أعوذ بالله أن أكون فهو يحملني الأثقال ويركبني وأعمل له عدة أعمال ولا ألقى منه غير الضرب والشتم . ثم وجد جملا هائجا يرغى ويزبد فسأله: إن كان هو الإنسان. قال: لا تغتر بمنظري، وقوتي وكبر جثتي فالإنسان يضطهدني: يحملني الأحمال الكبيرة، ويأكل لحمي، ويجعل الحمار قائدا لي.                        
قال الأسد: ما الإنسان ؟ وما السبيل للوصول إليه؟
مر حطاب وابنه متجهين إلى الغابة فاعترضهما الأسد قائلا: هل أنتما الإنسان ؟                 
 قال الأسد: أريد الانتقام لأبناء جنسي الذين ظلمهم الإنسان.
قال الحطاب: أنا الإنسان وهذا ولدي . فان كنت تريد الانتقام والحرب والنزال فأمهلني حتى أجلب عدتي .
قال الأسد: أين هي هذه العدة ؟
قال الحطاب: تركتها في المنزل .
قال الأسد: اذهب واجلبها.
قال الحطاب: قد تهرب عندما أذهب لإحضارها .
قال الأسد:معاذ الله أن أهرب ، ليس هذا من شيمتي .
قال الحطاب: دعني أربطك إلى جذع هذه الشجرة .
وافق الأسد متحديا . أخرج الحطاب حبله وربط الأسد ربطا محكما . جلب قطرا وغلاه على النار وقال لولده: هات المغراي يا ولد ! ناول الولد أباه " كيله " مملوءة قطرانا ساخنا . اخذ يصب على الأسد، والأسد يحاول الفكاك ويصيح ويزمجر، والحطاب يقول: هات المغراي يا ولد ! والولد يناوله حتى رأى الأسد الموت رأى العين . انقطع الحبل فولى هاربا .
ذهب إلى تله وأخذ يصيح وينادي ، ويطلب النجدة فاجتمع إليه العديد من الأسود . طالب منهم الانتقام من الحطاب اللعين . رأى الحطاب الأسود فصعد وولده إلى شجرة عالية . اتفق الأسود على أن يصعد أسد فوق الآخر حتى يصلوا إلى الحطاب فينتقموا منه . وقف الأسد المجرب ثم صعد عليه آخر وآخر حتى قاربوا الوصول إلى الحطاب . صرخ الحطاب : هات المغراي يا ولد !  عندما سمع الأسد المجرب تلك العبارة انخلع قلبه هلعا ، وولى مدبرا فوقعت الأسود أرضا بين طريح وجريح.  أخذ الأسود يلومون صاحبهم على هذه الفعلة فقال لهم ، اللي ما ذاق المغراي ما بيعرف شو الحكاي !                                                               
المغراي : وعاء بيد طويلة تسخن فيه السوائل .

ليست هناك تعليقات: